العنصرية التركيّة تتجدد بتكرار مجازر السيفو بحق الشعب الكردي

سيدار رشيد-

التفرقة العنصرية في تركيا ظاهرة جديرة بتسليط الضوء عليها من النواحي العامة التي تسود معظم المدن والقرى الكردية في باكور كردستان منذ قديم الزمان وحتى الآن، والآثار المترتبة عليها من هذه الظاهرة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من خلال التركيز المنظم على تصفية الشعب الكردي وتهجيره من موطنه الأصلي بهدف التغيير الديمغرافي لكردستان وللمدن والقرى الكردية في شمال كردستان.

 هذه السياسة التركيّة الفاشية الممنهجة ضد شعبنا الكردي وما يجري في عفرين وقونية من جرائم يُشكّل خطراً على حياتهم، وتميزت التفرقة العنصرية بالكراهية والازدراء والحقد وسوء المعاملة والاضطهاد وبخاصةٍ على ضوء الجرائم الأخيرة التي تطال العائلات الكردية في سابقة خطيرة جداً بحق الشعب الكردي في تركيا.

ولتركيا تاريخ أسود حافل بارتكاب جرائم الإبادة بحق الشعب الأرمني والسرياني والكلداني، هذه التفرقة العنصرية موروث عثماني له أثر واضح في النظم السياسية اليوم في تركيا وحكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي وهي تمارسه ضد الشعب الكردي وشعوب كردستان، والمعروف تاريخياً أن تركيا ضليعة منذ احتلالها لبلاد الكرد (كردستان) في مثل هذه الأنواع من الجرائم، فارتكبت أبشع الجرائم بحق الشعب الكردستاني.

 واليوم أردوغان وحزبه العدالة والتنمية يجددون تاريخ أجدادهم الخلافة العثمانية التي ارتكبت مجازر السيفو والأرمن وها هي اليوم تُحيي أمجاد بني عثمان الطورانيين المجرمين بحق شعوب كردستان وهنا نتساءل لماذا السكوت على جرائم الإسلام السياسي في تركيا؟ إن الاعتداء والقتل والهجوم على العائلات الكردية ماه و إلا سياسة تهدف إلى تهجير الشعب الكردي من أرضه ووطنه الأم كردستان وآخر جرائم أر دوغان مقتل سبعة أفراد من عائلة كردية واحدة في هجوم مسلح استهدف منزلهم في قونية بوسط تركيا الأسبوع الماضي، في جريمة قال ناشطون حقوقيون إن دوافعها عنصرية، ووفقاً لوسائل إعلام تركية محلية فإن أفراد عائلة ديدي أوغلو السبعة قتلوا على أيدي مسلحين هاجموا منزلهم وحاولوا إحراقه، وكان أفراد هذه العائلة أصيبوا بجروح خطيرة في مايو الماضي في هجوم شنه عدد من جيرانهم بسبب قوميتهم الكردية، قائلين لهم ليس مسموحاً للكرد بالعيش هنا.

يومها اتهم الضحية جهازي الشرطة والقضاء بمحاباة المهاجمين، مؤكداً أن جميع أفراد الأسرة يخشون على حياتهم، ووفقاً لوكيل الدفاع عن الضحايا المحامي عبد الرحمن كار أبولوت، فإن إطلاق سراح مرتكبي الهجوم الأول منحهم شعوراً بالإفلات من العقاب، وتابع (كار أبولوت) إنه هجوم عنصري بكل ما للكلمة من معنى، والقضاء والسلطة يتحملان نصيبهما من المسؤولية عما حدث وما سيحدث.

وتتابع المجموعات المسلحة التركية جرائمها والاعتداء على المدنيين الكرد العزّل، وأقدمت هذه المجموعات على قتل فلاح كردي على أيدي مهاجمين كانوا هددوه سابقاً قائلين له “لا نريد كرداً هنا”، حسب تصريحات لأقارب الشهيد في قونية أيضاً نقلتها وسائل إعلام محلية تركية، وأكدت مصادر حقوقية في تركيا أن السلطات التركية تقوم بتهجير الكرد من مدنهم وقراهم بالإكراه والقتل وإرسال مجموعات مسلحة والاعتداء على السكان الكرد أمام صمت دولي، وما زالت الجرائم والاعتداءات مستمرة في باكور كردستان.

المطلوب من كافة المنظمات الحقوقية والدولية التدخّل السريع لوقف عمليات قتل أبناء الشعب الكردي وتهجيرهم من بيوتهم ووطنهم كردستان وارتكاب مجازر جديدة بحقهم، أردوغان وحزب العدالة والتنمية يعدون العدة ويجهزون الوسائل لارتكاب مجازر جديدة مشابهة لمجازر الأرمن والسيفو، وعلى كافة القوى والأحزاب الكردية التضامن والوحدة وتوجيه نداءات عاجلة للأمم المتحدة قبل فوات الأوان.