سعاد مصطفى: اغتيال هفرين خلف اغتيال الإنسانية

جل آغا/ أمل محمد – أكدت والدة الشهيدة هفرين خلف “سعاد مصطفى” أن اغتيال هفرين هو اغتيال للإنسانية وللحرية، مبينةً أن هفرين رحلت بجسدها، ولكن هناك الكثير ممن يسيرون على دربها، مطالبةً المنظمات الإنسانية والحقوقية معاقبة الجهات، التي شاركت في عملية اغتيالها.

شغلت الشهيدة “هفرين خلف” منصب الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، فقام مرتزقة ما تُسمى “أحرار الشرقية” باغتيالها مع سائقها باستهداف سيارتها على طريق M4 في الثاني عشر من شهر تشرين الأول عام 2019، كانت هفرين امرأة سياسية شغلت مناصب عدة، وهي التي دعت للحوار السوري – السوري.

الياسمينة الكردية “هفرين خلف”

وفي ذكرى استشهادها الرابع، التقت صحيفتنا “روناهي” والدة هفرين، سعاد مصطفى، والتي بدأت حديثها مشبهةً الشهيدة هفرين بالياسمينة: “هفرين ياسمينة كردية، علاقتي بها لم تكن علاقة أم بابنتها بل كنا صديقتين مقربتين، هفرين على الصعيد الشخصي كانت فتاةً مفعمة بالحياة والإصرار، رقيقة وهادئة”.

وأضافت على ذلك: “كانت تتمتع هفرين منذ الصغر بروحها الوطنية، كانت تحلم بقيام دولة كردستان، وتمني النفس بأنه يوماً سيتحقق هذا الحلم، أعتز بشهادة ابنتي، وحلمنا الكبير في قيام دولتنا، يقتضي أن نضحي، ونقدم أعز ما نملك، لن يأتي شيء من عبث ودون بذل مجهود، وقضيتنا تستحق أن نقدم أرواحنا في سبيلها”.

وتتابع: “طالما حملت هفرين معها رسالة كانت قد كتبتها، وهي في المرحلة الابتدائية، والتي كانت عبارة عن وعد لأختها زوزان، والتي ارتقت هي الأخرى لمنزلة الشهادة، بأنها ستسير على دربها، حتى يوم استشهادها، كانت هذه الرسالة معها، وفي حقيبتها”.

وتزيد من خلال حديثها: “كرست حياتها ودراستها في سبيل حلمها وقضية وطنها، عملت في عدة مؤسسات، وواجهت الكثير من العوائق والملاحقات، ولكن لم تكترث لذلك؛ لأنها وضعت نصب عينيها حلمها ووطنها”.

وتؤكد، أن الوطن يستحق أن نقدم له شخصية مثل “هفرين خلف” شهيدة: “لو كان لدي ابنة ثانية لأقدمها في سبيل وطننا، فلن أتردد كما أسلفت، لتصل لغايتك عليك أن تُضحي، لم تكن هفرين الوحيدة، التي ضحت في سبيل بلادنا هناك الآلاف من هفرين”.

وعن اغتيالها قالت: “الخونة والمرتزقة هم من اغتالوا شهيدتي، الرسالة التي حملتها هفرين، كانت الحرية والحوار وأن نعيش معاً كرداً وعرباً وسريان، هم اغتالوا جسدها، ولكن رسالتها وقضيتها، التي حاربت لأجلها لن يستطيعوا اغتيالها”.

“كل فتاة وطنية محاربة ومناضلة هي هفرين”

وتضيف: “عندما أشاهد فتياتٍ كثراً، مثل هفرين يافعات، وحالمات تواقات للحرية، أجد بأنها لم تستشهد، أرى هفرين في كل فتاة وطنية محاربة ومناضلة”.

هذا وطالبت “سعاد مصطفى” المنظمات الإنسانية والحقوقية ومجلس الأمن، بمعاقبة مرتكبي هذه الجريمة أشد العقوبات: “قبل محاسبة مرتكب هذه الجريمة يجب محاسبة أمريكا، التي كانت لها يد فيما وصلنا إليه، وقبيل ذلك أيضاً يجب محاسبة الإرهابي أردوغان، الذي نشر فكره الإرهابي في مناطقنا، لن أتوقف عن المطالبة بتحقيق العدالة لدماء ابنتي”.

وناشدت سعاد المنظمات الإنسانية، بأن يتم محاسبة الأطراف، التي كان لها يد في عملية اغتيالها: “يجب أن يُحاسب الجميع، وفي مقدمتهم أردوغان ومرتزقته، اللذين شاركا بشكل مباشر في عملية الاغتيال، وأن يتم محاكمتهما أمام الملأ، وأمام أنظار المجتمع الدولي؛ لكيلا تتكرر هذه الجريمة مرة أخرى، ولكن بالصمت ستستمر هذه الأطراف في جرائمها”.

وأشارت سعاد مصطفى والدة الشهيدة هفرين خلف بأنها غدت رمزاً من رموز المقاومة، والنضال في العالم: “ارتقت ابنتي للشهادة، وأصبحت أيقونة يتحذى بها، رحلت وجاء بعدها الكثيرات ممن عاهدنَ على السير على دربها، وحملنَّ شعلة النضال، التي حملتها مسبقاً”.