خمسة أعوام على استشهاد صوت الحق “دليشان إيبش”

سعت الشهيدة دليشان إيبش مراسلة وكالة هاوار إلى إيصال صوت المرأة الحر عبر مهنتها فكانت مثال الصحيفة التي واكبت أحداث ثورة روج آفا عن كثب.

يصادف الثاني عشر من تشرين الأول ذكرى استشهاد مراسلي وكالة أنباء هاوار “دليشان إيبش ـ وهوكر محمد”.

حيث ارتقى المراسلان لمرتبة الشهادة خلال تغطيتهم لحملة الباغوز “تحرير دير الزور”، إذ ارتكب مرتزقة داعش مجزرة مروعة بحق المواطنين عبر تفجير عربتين مفخختين على الطريق (الخرافي) الواصل بين الحسكة، ودير الزور.

التفجير الذي وقع في الساعة 18:30 من يوم الثاني عشر من تشرين الأول من عام 2017، أدى إلى استشهاد دليشان وهوكر، و14 مواطناً آخرين استشهدوا في المجزرة ذاتها، فيما أصيب مراسل وكالة هاوار رزكار دنيز بجروح، ليستشهد في 20 كانون الأول من العام نفسه متأثراً بإصابته.

دليشان إيبش

وُلدت دليشان إيبش في 26 أيلول 1991 في مدينة كوباني، في كنف أسرة وطنية مناصرة لحركة حرية كردستان منذ ثمانينات القرن الماضي.

فانضمت إلى ثورة روج آفا منذ انطلاقها، إذ كانت طالبة في السنة الثانية من معهد إدارة الأعمال بجامعة حلب، إلا أنها تركتها للالتحاق بركب الثورة في مدينة كوباني، التي انطلقت منها ثورة 19 تموز في عام 2012.

إيماناً منها بقدرتها على إيصال صوت الثورة وقضية المرأة إلى العالم، عملت دليشان في راديو صوت كوباني بعد افتتاحه في 11 تشرين الثاني عام 2012، وشاركت في تغطية حملة تحرير مدينة منبج، التي انطلقت في الأول من حزيران عام 2016.

وتابعت دليشان إلى جانب الشهيد مصطفى محمد مراسل فضائية روناهي مجريات الحملة، وتحرير قرى منبج ولاحقاً المدينة من مرتزقة داعش، لذلك أثّر فيها استشهاد مصطفى في 18 تموز 2016 أثناء تغطيته للحملة، فأبت إلا أن تتابع طريقه في نقل الحقيقة.

وفي أواخر عام 2016، انتقلت دليشان إلى وكالة أنباء هاوار لتعمل مراسلة ميدانية في مدينة قامشلو، لفترة من الزمن، لكنها أصرت على العمل كمراسلة حربية لتوثيق مجريات المعارك ضد مرتزقة داعش.

وشاركت دليشان في تغطية حملة تحرير مدينة الرقة، حتى استشهدت أثناء تغطيتها، هي وزميلاها هوكر، ورزكار، سير المعارك في حملة عاصفة الجزيرة لتحرير دير الزور.

إحياءً لذكراهما

في الرابع من حزيران من عام 2018، وضع متحف “نيوزيم” في العاصمة الأميركية واشنطن، وهو أكبر متحف خاص بالأخبار والصحافة، اسمي الشهيدين هوكر محمد، ودليشان إيبش، على جدارية زجاجية في المتحف، بالإضافة إلى اسم 16 صحفياً آخرين من حول العالم.

تقديراً لجهودهما وإحياءً لذكراهما يقوم زملاؤهم كل عام باستذكارهما خلال مراسم.

وأحيا العشرات من رفاق الشهيدة دليشان إيبش وأعضاء مجلس اتحاد الإعلام الحر، وشخصيات من الأحزاب السياسية في إقليم الفرات ومنبج، في مراسم استذكارها في الذكرى السنوية الخامسة لاستشهادها.

وألقى منسقية اتحاد إعلام المرأة في إقليم الفرات بياناً قرأته العضوة في وكالة المرأة وعضوة منسقية الاتحاد، برجم جودي.

واستذكر البيان في بدايته الشهيدة دليشان ورفاقها الذين استشهدوا معها، لافتاً إلى سعي الشهيدة دليشان وكسرها لحاجز الخوف، ونضالها وبذلها الجهد حتى نيلها الشهادة.

وأشار البيان إلى أن الشهيدة “كانت صادقة مع نفسها، ومضت على درب شهيدات الحرية، فأصبحت مثالاً لكل امرأة اليوم”.

وأكد أن “الشهيدة كانت تعشق الإعلام دائماً، وسعت لنقل الحقيقة، وبالتحديد فضح ممارسات مرتزقة داعش ضد النساء”.

وعاهد البيان في ختامه الشهداء بالسير على خطاهم وإظهار الحقيقة التي ناضلوا من أجلها حتى نالوا الشهادة.

وانتهت مراسم الاستذكار بوضع الورود على ضريح الشهيدة دليشان من قبل رفاقها.

وكالة أنباء هاوار