حقيقة الهجمات التركية على عين عيسى

حسينة أحمد –

جميعنا يعلم مدى عداوة الدولة التركية للشعب الكردي، واتضحت عداوتها للشعب السوري أيضاً خلال الثورة السورية، من خلال الدور السلبي والعدائي والتدميري التي قامت به تركيا، عبر احتلال الأراضي السورية والتغيير الديمغرافي والتهجير القسري لأهالي المناطق التي احتلتها.

وكل ما تقوم به الدولة التركية من خلال احتلال الأراضي وإرسال المرتزقة إلى سوريا ودول أخرى وقيامها بتدريب الفصائل الإرهابية المنتمية لداعش تحت عدة مسميات، وتقديم الدعم لهم من جميع النواحي، هو بضوء أخضر من روسيا وأمريكا والدول الفاعلة في الأزمة السورية، وجميعنا نعلم أن تركيا احتلت عفرين 2018 بعدما انسحبت روسيا من نقاطها وقواعدها العسكرية هناك، وهذا دليل يدينها.

 قامت تركيا باحتلال سري كانية وكري سبي عام 2019 بضوء أخضر من الطرفين. والآن تركيا وروسيا يفعلان كل ما بوسعهما للسيطرة على عين عيسى مستغلين انشغال القيادة الأمريكية بتسليم واستلام السلطة والفترة الزمنية لاستلام الرئيس الأمريكي الجديد لمهامه الرئاسي، ما أتاح الفرصة أمام التحالف الثلاثي (روسيا – تركيا – النظام) لاستغلال ذلك الفراغ، بالضغط على قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، إما بتسليم المدينة إدارياً للنظام السوري والروس، أو إفساح المجال لهجوم المحتل التركي ومرتزقه على المدينة، رغم وجود اتفاقية بين أمريكا وتركيا وبينها وبين روسيا، بعدم التعرض والهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا. ورغم أن بلدة عين عيسى بلدة صغيرة جداً لا يتجاوز عدد سكانها أربعين ألف نسمة، لكنها تمتاز بموقع استراتيجي كبير ومهم لجميع الأطراف، هي تتبع لمدينة (كري سبي) وتقع على طريق M4 الذي يوصل مدينة تل كوجر في أقصى منطقة من إقليم الجزيرة، على الحدود العراقية، بمدينة حلب واللاذقية عبر مدينة إدلب، كما أنها تربط الجزيرة بمنبج وكوباني.

لذلك فإن روسيا أفسحت المجال أمام الدولة التركية ومرتزقتها ما يسمى بالجيش الوطني بالهجوم على ريف المدينة بالأخص قرية مشيرفة بالأسلحة الثقيلة، وفي الوقت ذاته تهاجم ريف تل تمر والشهباء، ومنذ قرابة الشهرين والهجمات لا تتوقف وبجميع صنوف الأسلحة، وقد راح ضحيتها عدد من المدنيين وحتى النقاط الروسية لم تسلم من الهجمات، لكن قوات سوريا الديمقراطية تتصدى لهم ولم يستطيعوا حتى الآن التقدم خطوة واحدة نحو المدينة، الدولة التركية ومرتزقتها يهاجمون بكل ثقلهم، وبدون غطاء جوي من الطائرات والمروحيات الحربية التركية، لذلك لا تستطيع التقدم شبراً واحداً.