حفيدات عشتار وإنانا سطرن الملامح في مقاومة كوباني

بيريفان خليل_

في عام 2014 شنت مرتزقة داعش هجوماً وحشياً على كوباني، مستخدمة المدافع والدبابات وغيرها من الأسلحة الفتاكة، معتقدة أن الآلة الدموية هذه ستنال من إرادة الشعب هناك، فلم تكن تدرك أن كوباني ليست وحدها، ونالت اسم قلعة الصمود، بمقاومتها، حيث التف حولها الشعب الكردي من أجزاء كردستان، وشارك أنباء شعوب شمال وشرق سوريا أهالي كوباني في مقاومتها، ناهيك عن المشاركة الأممية حيث انضم الأحرار إلى تلك المقاومة، حتى اعترف بها دولياً، وخصص يوم خاص لها، اليوم العالمي للتضامن مع كوباني في الأول من تشرين الثاني.

وعلى مدار 133 يوماً استمرت المقاومة بقيادة الشعب وقواه العسكري، في وحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، وشكلوا بمقاومتهم تحولاً تاريخياً في مسار مقارعة مرتزقة داعش، وتبديد حلمهم بتحويل المنطقة إلى إمارة لهم، وبذلك تحولت المقاومة إلى نقطة مفصلية في تاريخ القوى الديمقراطية والأحرار، الذين لم يدخروا جهداً في سبيل هزيمة داعش، وحققوا ذلك بقوة إرادتهم، لتكون كوباني بداية النهاية لهزيمة داعش جغرافياً على مستوى شمال وشرق سوريا.

وكالعادة ظهرت مشاركة المرأة جلياً في تلك المقاومة، فمن الصغيرات إلى الشابات، والمسنات فالمقاتلات، واللاتي غيرن الموازين، وعكسن التوقعات، وذلك من خلال العملية الفدائية، التي قامت بها الشابة العشرينية آرين ميركان ابنة عفرين، التي لبت نداء أهلها في كوباني، واتجهت لتشارك مقاتلة ضد مرتزقة داعش، وكذلك لن ننسى تضحية الشهيدة ريفانا التي كانت لها بصمة في القتال الذي حدث ضد آفة العصر داعش.

حفيدات عشتار وإنانا والمقاومين والمقاومات أبدوا شجاعة لا مثيلة لها، وقوة لم تلن أمام جبروت مرتزقة داعش؛ ما أثارت اهتماماً وتعاطفاً عالمياً، حيث انطلقت مسيرات داعمة للمقاومة في أغلب أنحاء العالم، وأعلن عن الأول من تشرين الثاني اليوم العالمي للتضامن مع كوباني.

وتم تحرير كوباني في كانون الأولى 2015 بعد أن كتبت القديسات بطولات وملاحم بدمائهن، وأثبتنَ أن قوة الإرادة والتلاحم الشعبي هما سبيل الحرية والديمقراطية.

وفي الذكرى التاسعة لليوم العالمي لمقاومة كوباني، لازالت المرأة تقاوم وتكافح داعش، ووليدتها دولة الاحتلال التركي، اللذين يسعيان بإمكاناتهما، إلى إفشال المشروع الديمقراطي في المنطقة، وخاصةً المحتل التركي، الذي يمارس عدوانه على أبناء المنطقة من الوطنيين، والقيادين، والفاعلين في المجتمع، ولم تكن المرأة غائبة عن هذه الاستهدافات، وخاصة حينما كانت المرأة تقارع داعش.