سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

حرب الشعب الثورية ـ6ـ النموذج الجزائريّ

دجوار أحمد آغا-

لا ينحصرُ توصيفُ الثورةِ الجزائريّة بأنّها من أعرقِ وأكبرِ الثوراتِ بالعالم، بل هي من أكثرِ الثوراتِ تجسيداً لنموذجِ الثوراتِ الشعبيّةِ، إذ اشترك فيها معظمُ الشعبِ الجزائريّ لتنهيَ أسوأ حقبةٍ من الاحتلالِ والاستعمارِ والمجازر امتدت لـ 132 عاماً، ونالت بفضلها الجزائر استقلالها، ورسّخت القناعة بحتميّة الانتقال من النضال السياسيّ إلى الكفاح الشعبيّ المسلح، ودفعت في سبيل ذلك ثمناً باهظاً من دماء مليون ونصف شهيد.
لمحة موجزة عن الجزائر وتاريخها
تقع الجزائر في شمال أفريقيا، ويحدّها من الشمال البحر المتوسط ومن الشرق تونس وليبيا ومن الجنوب النيجر ومالي ومن الغرب موريتانيا والمغرب. وهي أكبر دولة أفريقيّة بالمساحة، إذ تبلغ مساحتها 2.381.741 كم2، وعدد سكانها 40 مليون نسمة، وغالبيتهم من العرب، ويوجد فيها شعب الأمازيغ (البربر) أيضاً وبنسبة لا بأس بها. ومن أهم مواردها الطبيعيّة النفط والغاز الطبيعيّ إلى جانب الفوسفات وخام الحديد واليورانيوم. كما أنَّ الجزائر تمتلك حوالي 21% من مخزونِ غاز الهيليوم بالعالم، وهي ثاني أكبر منتجٍ له بعد الولايات المتحدة الأمريكيّة. وأكبر مدنها العاصمة التي تحمل نفس اسم البلد الجزائر إضافة لمدن هامة مثل وهران، عنابة، قسنطينة، مستغانم، تلمسان، سيدي بلعباس…
 للجزائر تاريخٌ عريقٌ يعودُ إلى آلاف السنين. ظهرت الدولة الجزائريّة الأولى في القرن الثالث قبل الميلاد، وأصبحت خلال العهد الأمويّ جزءاً من المغرب إلى أن استقلت الأندلس عن العباسيين، حيث ظهرت دويلات مثل الخوارج والدولة الفاطميّة ثم المرابطون وصولاً إلى الموحدون وبعدهم الحفصيون والمرينين كما ظهرت فيها الدولة الرستميّة.
استغل العثمانيون هجوم الإسبان على شمال المغرب العربيّ وأرسلوا قواتهم بحجّة حماية المنطقة والاحتلال الإسبانيّ سنة 1516 بقيادة عروج وأخيه خير الدين بربروس واحتلوا المنطقة لأكثر من ثلاثة قرون. حاربت الجزائر إلى جانب العثمانيين وآخر المعارك كانت نارفاين في 20/10/1827 ضد فرنسا وانكلترا وروسيا، والتي أدت إلى خسارة الأسطول البحريّ الجزائريّ، وهو ما سهّل الاحتلالَ الفرنسيّ للجزائر.
الجزائر خلال الاستعمار الفرنسيّ
بدأ احتلال فرنسا للجزائر نتيجة لجملة من الأسباب التي يمكن إيجازها بالآتي:
ــ ضعف إمبراطورية فرنسا بعد حروب نابليون.
ــ رغبة حاكم فرنسا صَرْف أنظار شَعْبه إلى أمر آخر؛ وذلك لأنّه كان يتعرَّض لمعارضة شديدة منهم.
ــ مرور فرنسا بضائقةٍ اقتصاديّةٍ شديدة.
دخل الجيش الفرنسيّ بقيادة الأدميرال “دو بورمون” العاصمة الجزائر في 5/7/1830، وفي عام 1848 تقرر إلحاقها بفرنسا، وتنكّر لبنود اتفاقِ التسليمِ مع الوالي العثمانيّ الداي “حسين باشا”، وخلال فترة الاحتلال، تعرَّض الجزائريون لحملاتِ إبادةٍ ممنهجة بغيةَ القضاءِ عليهم وإسكانِ وتوطين الفرنسيين فيها، إلى جانب التشريدِ والتهجير القسريّ، ما ساهم إلى حدٍّ كبيرٍ بانتشارِ الفقرِ والجهل، وفي محاولةٍ منها لفرض سياستها الاستعماريّة قَسْراً، وعملت على تحقيق أهدافها بشتّى الطُّرُق والوسائل، أضف إلى ذلك أنّها أجبرَت الجزائريِّين على الانضمام إلى جيشها، والقتال في صفِّها في الحربين العالَميَّتَين: الأولى 1914ـ 1918، والثانية 1939 ـ 1945.
طمس الهوية الوطنيّة الجزائريّة
أحدث المشروع الاستعماريّ الفرنسيّ في الجزائر جروحاً عميقة في بناءِ المجتمع، فقد عمِل الاحتلالُ الفرنسيّ على إيقاف النمو الحضاريّ والمجتمعيّ للجزائر مئة واثنين وثلاثين عاماً، وحاول جاهداً طمس الهوية الوطنيّة الجزائريّة وتصفية الأسس الماديّة والمعنويّةِ التي يقومُ عليها المجتمعُ الجزائريّ بضربِ وحدته القبليّةِ والأسريّة، واتباع سياسة تبشيريّة تهدف إلى إضعاف الشعور والانتماء الدينيّ لدى الشعب الجزائريّ، كما اتخذوا من مقولة: “إنَّ العربَ لا يطيعون فرنسا إلا إذا أصبحوا فرنسيين، ولن يصبحوا فرنسيين إلا إذا أصبحوا مسيحيين”.
ولكي ينفّذوا هذه السياسة “فرّنسة الجزائر” قاموا بإغلاق المعاهد والمدارس وطمسِ الثقافة المجتمعيّةِ الأصليّة ثم تدرّج الأمرُ حتى صدر عام 1938 قانوناً بمنعِ تعلم اللغة الأم (العربيّة) واعتبارها لغة أجنبيّة، واعتبارها لغة أجنبية، وعدم السماحِ بتعليمها إلا بترخيصٍ استثنائيّ، وعملت على نشر الثقافة واللغة الفرنسيّة وروّجوا لفكرةِ أنَّ الجزائريين مسلمون من أصلٍ فرنسيّ. وبذلوا جهوداً كبيرةً لضربِ الوحدة الوطنيّة بين مكوّناتِ الشعبِ الجزائريّ من أمازيغ وعرب. وأهملوا بناءَ المدارسِ بشكلٍ ممنهجٍ، وتفيد إحصائيّة بأنّ لكلِّ (2100 طفل) مدرسة واحدة، في حين كان في بعض المناطق التي يقطنها عملاء لهم مدرسة واحدة لكلّ أربعين طفل، وحرّضوا على النزاعات الاقليميّة ولا سيما في مناطقِ القبائل.
أسباب اندلاع الثورةِ الجزائريّة
توفرت أسباب عديدة لانطلاق ثورة الشعب الجزائريّ في 1/11/1954، من أبرزها:
ــ ضياع الحقوق السياسيّة وفقدان السيادة الوطنيّة.
ــ سعي الاستعمار للقضاء على مقومات الشخصيّة الجزائريّةِ، كاللغة العربيّة والدين الإسلاميّ.
ــ مصادرة الأراضي الزراعيّة للجزائريين، ونهبِ مواردهم الطبيعيّة، فانتزعت بذلك مصادر رزقهم.
ــ انتشار الأمراضِ بكثرةِ، وذلك نتيجة سوء التغذية لأيام عديدة، وانعدام الرعاية الصحيّة، بالإضافة إلى تدهور الدخلِ ومستوياتِ المعيشةِ بشكلٍ كبيرٍ.
ــ بروزُ ظاهرةِ البطالةِ بشكلٍ كبيرٍ، والتي شملت معظم السكان الجزائريين، وانخفاض الأجور، ما أدّى إلى انخفاض معدلِ الدخل، خاصّةً في الأريافِ.
ــ اكتساب خبرة قتالية كبيرة لدى مجموعة من الشباب الجزائريّ الذين قاتلوا أثناء الحرب العالميّة الثانية، وهذا الأمر من شأنه أن يؤدّي إلى التشجيع على السير في طريق الثورة.
ــ زيادة المدِّ الثوريّ التحرريّ وانتشاره بشكلٍ واسعٍ وكبيرٍ، خاصةً في شمال أفريقيا، والهند الصينيةّ، مثل قيام الثورة المصريّة عام 1952، واستقلال ليبيا، ونمو الحركة الوطنيّة التحرريّة لدى الجارتين تونس والمغرب.
خصائص حرب الشعب الجزائريّ
 تميّزت حربُ الشعب التحريريّة الجزائريّة بخصائص مختلفة عن غيرها من ثورات وحروب الشعوبِ في سبيلِ تحررها من الاستعمار والاحتلال البغيضِ، ومن أهم ما تميّزت به حرب الشعبِ الثوريّة في الجزائر كانت مسألة تردد الشعبِ في البداية على الانخراطِ في الثورةِ واحتضانها ما سبّب الكثيرَ من المشاكلِ التي واجهت الثورةَ في بدايتها. هذا بالإضافة إلى قلةِ السلاحِ والعتادِ والوسائلِ القتاليّةِ لدى المقاومين الجزائريين. كما أنَّ الدعايةَ الكاذبةَ والمغرضةَ التي كان يبثّها باستمرارٍ المستعمرُ والمحتلُ الفرنسيّ بين أبناء الشعب الجزائريّ أثّرت في البدايةِ بشكلٍ فاعلٍ على الانضمامِ إلى صفوفِ المقاومةِ والثوارِ.
لكن أهمَّ ما ميّز هذه الحربِ، هو الالتفافُ الشعبيّ فيما بعد حول مناضليه واحتضانه لهم وتقديمُ كل أشكالِ الدعمِ والمساندةِ لهم في خوضِ الكفاح المسلحِ والسياسيّ على حدِّ سواء في مواجهةِ آلة القتلِ المدمّرةِ من جانب العدو الغاصب، إضافة إلى مشاركةِ المرأةِ الفعّالة في هذه الحرب، وبخاصةٍ المرأةِ الريفيّةِ التي قدّمتِ الغاليَ والنفيسَ في سبيلِ انتصارِ شعبها في حربه الثوريّة، واستحقّت عن جدارةٍ أن تكونَ رمزاً للمرأةِ المقاومةِ.
دور المرأةِ الجزائريّةِ في الحربِ الشعبيّةِ  
كان للمرأةِ الجزائريّةِ دورٌ هامٌ ومفصليّ في العديدِ من المناطق، وشاركت المرأة بفاعليّة كمقاتلةٍ، وانضمت لصفوفِ المقاتلات أكثر من 11 ألف مقاتلة جزائرية، 80% من الريفيات، وشاركن في الاغتيالات وزرع القنابل، والاستطلاع وجمعِ التبرعاتِ، والعمل بالمجالِ الطبيّ، وأثبتتِ المرأة الجزائريّة خاصة الريفيّة قدرتها على إدارة الحرب، إلى جانبِ تقديمِ الدعمِ اللوجستيّ من صنعِ الطعامِ للثوار والمقاتلين.
أما المرأة في المدينةِ فكانت مشاركةً وبفعّاليّةٍ في الحربِ الشعبيّة من خلال قيامها بتوعيةِ وتنظيم الجماهيرِ الشعبيّة، ومن أبرز النساء الجزائريات والتي أضحت رمزاً للمرأةِ الحرّةِ المقاومةِ في العالم أجمع مثلها مثل “جان دارك” الفرنسيّة كانت “جميلة بوحيرد” التي انضمّت إلى الثورةِ وهي في العشرين من العمر، وشاركت بفعاليّة في كافةِ الأنشطة والأعمال الثوريّة حتى العسكريّة منها، إلى أن اعتقلتها السلطات الاستعماريّة الفرنسيّة بعد إصابتها في إحدى العمليات القتاليّة ضدَّ العدو المحتلِ. ومن أشهر أقوالها بعد اعتقالها: “أعرف أنّكم ستحكمون عليَّ بالإعدامِ، لكن لا تنسوا إنّكم بقتلي تغتالون تقاليدَ الحريّةِ في بلدكم، ولكنكم لن تمنعوا الجزائرَ من أن تصبحَ حرّةً مستقلةً”.
باتت “جميلة بوحيرد” رمزاً للمرأةِ الحرّةِ وقدوةً لبقيةِ النساءِ الجزائرياتِ للانضمامِ إلى حربِ الشعبِ الثوريّةِ. ولم تثنِ المجازرُ التي ارتكبها الاحتلال الفرنسيّ عزيمةَ الشعب الجزائريّ في الاستمرارِ بالثورةِ. وأبرزُ تلك المجازرِ شملت المدن (سطيف، قالمة، خارطة) وجميع محاولات الفرنسيين لإخمادِ الثورةِ الجزائريّةِ باءت بالفشل، وتحطمت أمام صلابةِ هذا الشعبِ المستعدِّ للمقاومةِ حتى تحقيقِ النصرِ مهما بلغتِ التضحياتُ، والتي وصلت لأكثرِ من مليونِ ونصف مليون شهيد وتوّج هذا الكفاح الثوري بإعلانِ استقلالِ الجزائر عام 1962.
مقاومة الشعب الجزائري
تشكّل حربُ التحرير الوطنيّةِ الجزائريّة لإنهاءِ الاحتلالِ والاستعمارِ الفرنسيّ (1830/1962) الحدثَ الأبرزَ في تكوينِ الوعي الوطنيّ الشعبيّ والثوريّ الجزائريّ.
قاوم الشعب الجزائريُّ الاستعمارَ الفرنسيّ بكلِّ ما يملكُ من قوّة؛ ففي عام 1839م، أعلنَ الأمير عبد القادر الجزائريّ 1808 / 1883 الحربَ على الفرنسيِّين، واستمرَّ القتال بين الطرفين حتى عام 1841م، وذلك حينما هَزَم الجيشُ الفرنسيّ الجزائريِّين، وبحلول عام 1847م، كانت فرنسا تُسيطرُ على كاملِ الأراضي الجزائريّةِ، حيث أصدرتِ الحكومة الفرنسيّة في العام ذاته قراراً يقضي بأنّ أيّ أراضٍ غير مُستعمَلة في الجزائر ستُخصَّص للمُستوطِنين الفرنسيِّين، إلّا أنّ المُقاومة الجزائريّة لم تستسلم أبداً بالرغم من توسُّع فرنسا في الجزائر، إلى درجة إصدار قرارٍ يقضي بمَنْحِ الجنسيّةِ الفرنسيّةِ لأيّ أوروبيّ يُولَد في الجزائر، وفي منتصف القرن العشرين ظهرت حركة تحرريّة واسعة النطاق، وتلتها حرب الاستقلالِ التي استمرَّت منذ عام 1954م، وحتى عام 1962.
كان الجزائريِّون يُعانون من أوضاع اقتصاديّةٍ وتعليميّة سيِّئة جدّاً، فقد وصل عدد العاطلين عن العمل إلى أكثر من مليوني شخص، كما كان القسم الأكبر من الأراضي الزراعيّة الجزائرية بيد نحو 21,659 مُستوطِن أوروبيّ.
ومن المفارقات العجيبة أنّ فرنسا التي تحررت بدعمٍ خارجيّ ومقاومة وطنيّة من الاحتلال النازيّ، رفضت مطلقاً استقلالَ المستعمراتِ ما بعد 1945، أي أنّها أجازت لنفسها حقَّ مقاومة الألمان، وأنكرت هذا الحقَّ على عن الشعوب التي ترزح تحت نيرها!
شهدَ الشعب الجزائريّ الانتصارات التي حقَّقتها الثورات الآسيويّة على الاستعمار الفرنسيّ، وبوجود قادة عظام أمثال: أحمد بن بلّة، ومحمد بوضياف، وحسين آيت أحمد، بدأت الثورة عام 1954م، بشَنّ عدةِ هجماتٍ على مراكزِ الشرطةِ، ومراكز عسكريّة أخرى، وفي عام 1956م، وَصَلت الثورة إلى أَوْج قوّتها، وفي عام 1958م، تأسَّستِ الحكومةُ الجزائريّة المُؤقَّتة، وكان يترأّسُها فرحات عبّاس.
استقلال الجزائر
انتهتِ الثورةُ الجزائريّة باتفاق إيفيان في 18/3/1962 بين الحكومة الفرنسيّة بقيادة الجنرال شارل ديغول، وجبهة التحرير الجزائريّة؛ وتضمنت وَقْفَ إطلاق النار، وإجراء استفتاء في 1/7/1962، وتم الإعلان استقلال الجزائر في 5/7/1962، بعد مقاومة شعبية نادرة أنهت حقبة استعماريّة طويلة على مدى 132 عاماً، وقعت خلال مجازر مروّعة أودت بحياة أمثر من ثمانية ملايين مواطن، ترتقي لتوصيف المحرقة، مجزرة 8/5/1945، التي قتل فيها الفرنسيون 45 ألف جزائريّ ممن خرجوا مطالبين فرنسا بالوفاء بوعدها ومنح الجزائر استقلالها.
وتم الإعلان عن قيام الجمهورية الجزائريّة في 25/9/1962، واُنتخب أحمد بن بلّة كأول رئيسٍ للجمهوريّةِ الجزائريّةِ. استمرَّ بن بلة في منصبه مدة عام ونصف تقريبًا، حتى انقلب عليه وزير الدفاع العقيد هواري بومدين الطامعُ بالسيطرةِ على الحكم واستلام السلطة متهماً بن بلة بالانحراف عن أهدافِ الثورةِ ما دفع به إلى هذا الانقلاب العسكريّ الذي كان مدعوماً من القوى الرأسماليّة العالميّة، وأُودع بن بلة السجن وتمّت تصفية الرعيل الأول من المقاومين والمناضلين من أجل حرية الشعبِ الجزائريّ.
وعلى الرغم من المحاولاتِ العديدة التي أجراها الرئيس جمال عبد الناصر وغيره من أصدقاء بن بلة مُحاولين إطلاق سراحه، إلا أنَّ جميع تلك المحاولات لم تُجدِ نفعاً، وظلَّ مُعتقلًا حتى عام 1980م بعد وصول الشاذلي بن جديد إلى السلطةِ، الذي أطلق سراحه بعفوٍ رئاسيّ.
وضع الجزائر الآن
ما يحزُّ في النفسِ أنّ هذا البلد الذي قدم أكثر من مليون ونصف شهيد في سبيل أن يحيا حياة حرة كريمة تعرضت ثورته إلى السرقةِ في وضحِ النهار بعد الانقلاب الذي جرى من طرف هواري بومدين ضد رئيس الجمهورية والمناضل الكبير أحمد بن بلة، وراحت الثورة تدريجيّاً تأكلُ أبنائها، كما انحرف مسارها عن الخط الثوريّ الذي انطلقت على أساسه، لتكون عوناً للسياسات الاستعماريّة، ونذكر على سبيلِ المثال لا الحصر رعاية الجزائر ورئيسها الأسبق هواري بومدين لاتفاقية الجزائر في السادس من آذار 1975، خلال انعقاد قمة الأوبك (الدول المصدرة للنفط) في الجزائر، إذ توسطت بين إيران والعراق وعقدت الاتفاقية بحضور شاه إيران وصدام حسين وبموجبها أوقفت إيران دعمها لثورة 11 أيلول في باشور كردستان ما أدّى إلى انهيارها.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle