رامان آزاد_
تتذرع أنقرة بالتهديدات الافتراضيّة لأمنها القوميّ، للقيام بشن هجمات احتلالية على سوريا والعراق، والحقيقة أنّها مصابة بهوسِ الغازِ لتأمين احتياجاتها بسبب افتقارها إلى مصادر الطاقة الأحفوريّة، رغم حديثها عن اكتشافاتٍ لحقولٍ واعدةٍ في البحر الأسود، كما تسعى لتحويل أراضيها إلى أهمّ معابر نقلِ الطاقة في المنطقة والتي تزوّد أوروبا باعتبارها أهم أسواق الاستهلاك العالميّة، والحرب في أوكرانيا دقّت ناقوس الخطر وردّدت أرجاءُ الدنيا أصداءه.
توقيت الهجمة الاحتلالية
بدأ جيشُ الاحتلالِ التركيّ في 14/4/2022، الهجوم وتنفيذ الغارات الجويّة والقصف المدفعيّ على مناطق زاب ومتينا وآفاشين، في مناطق الدفاع المشروع. ونفذ الطيران التركيّ المسيّر والحوامات عمليات قصفٍ مستمرة، على سلسلة جبال “زاب”، وجرت محاولات تنفيذ عمليات إنزال جويّ بالمنطقة المستهدفة، وتمتد العملية على مساحة 7000 كم2، في اختراقٍ داخل أراضي إقليم كردستان العراق بمسافة 25 ــ 30 كم.
وفجر الاثنين 18/4/2022 أعلنت أنقرة بدء هجمات احتلالية باسم “مخلب القفل” في مناطق زاب وآفاشين ومتينا في باشور، بعد ثلاثة أيام من زيارة رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني إلى تركيا ولقائه بالرئيس التركيّ أردوغان ورئيس الاستخبارات التركيّة هاكان فيدان، وانطلقت هجمات جيش الاحتلال التركي من قواعده في مناطق واقعة تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستانيّ، وكانت لجنة العلاقات الخارجيّة في منظومة المجتمع الكردستانيّ KCK قد أعلنت في بيان بتاريخ 26/3/2022، أنّ أنقرة ستشنُّ هجوماً على باشور بالتعاون مع الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ الذي أرسل قواته إلى بلدة شيلادزه وديرلوك الواقعتين أسفل جبل كري جحرو، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات الدفاع الشعبيّ HPG وجيش الاحتلال التركيّ.
وجاءت الهجمات الاحتلالية التركيّة بعد أشهر من الترنحِ السياسيّ في العراق، اعتباراً من الانتخابات البرلمانيّة التي أجريت في 10/10/2021، والتي أفضت إلى خسارةٍ بالنسبةِ للقوى السياسيّةِ الشيعّيةِ المقرّبة من إيران، ودخولِ العراقِ متاهةَ المفاوضاتِ السياسيّة محتدمة لتشكيل الحكومة، وكذلك إشكاليات حول مقام الرئاسة بعد رفض مرشح الحزبِ الديمقراطيّ الكردستاني هوشيار زيباري.
وتزامنت الهجمات الاحتلالية التركيّة مع إعلان المتحدث باسم مرتزقة داعش المدعو “أبو عمر المهاجر” عبر وكالة “أعماق” الإلكترونيّة، انطلاق سلسلة هجمات باسم “غزوة الثأر” رداً على مقتل متزعم “داعش” “أبو إبراهيم الهاشمي” بعملية للتحالف الدوليّ في 4/2/2022. وكذلك مع استمرار بناء الجدار الفاصل على العراقيّة ــ السوريّة وفي ظرفيّة الهجمات الاحتلالية أيضاً، فالعالم منشغلٌ بمجرياتِ الحربِ في أوكرانيا التي بدأتها موسكو في 24/2/2022، والتي مازالت مستمرةً حتى اليومِ، والتي أسفرت عن هلع أوروبيّ حول إمدادات الغاز الروسيّ، والبحث عن مصادر بديلة، على ألا تكون باهظة التكلفة.