قامشلو/ دعاء يوسف –
تعاني الحدائق في قامشلو من قلة الاهتمام، وغياب حس المسؤولية، فبالرغم من جماليتها وأهميتها الكبيرة، نلاحظ تقاعساً في عنايتها.
تتكون الحدائق العامة عادةً من أشجار كبيرة، وشجيرات صغيرة، وزهور، وأشكال خلابة أخرى، ترسم لوحة تسر، يمنح ناظرها الراحة والمسرة.
ملجأ للراحة والهدوء
فمع ازدياد الضغوطات، والهموم على السكان، يلجئون للحدائق العامة، للابتعاد عن ضجيج الحياة ومشقاتها، كما يقوم البعض بممارسة بعض النشاطات التي تحتاج إلى الهدوء كالرياضة وقراءة الكتب وغير ذلك.
ناهيك عن قلة الاهتمام بها من قبل البعض، فتجد الأطفال تقطع الأغصان، وتكسر المقاعد، والألعاب التي توضع في الحدائق، ولا تراعي حرمة الزهور، وخلال زيارة صحيفتنا “روناهي”، لبعض حدائق مدينة قامشلو، لاحظنا افتقارها للعناية العامة، حيث الأعشاب التي تكاد تصل إلى طول بعض الأشجار، إضافةً، لافتقارها للماء ودور المياه والنظافة. فهذه الحدائق، يقصدها الكبار، والصغار، حيث نجدها مكتظة بالمارة، والزوار، أيام العطل، وبعد ساعات الدوام، فقد رصدت عدستنا، قيام العديد من العوائل الموجودة فيها برمي الأكياس، وقشور البذور مكان جلوسهم.
تهميش الحدائق
جلس العم “محمود خميس“، برفقة صديقيه على إحدى مقاعد الحديقة، حيث يقصدها كل صباح خلال ذهابه للعمل، ويلتقي بأصدقائه هناك، ليرتاح قليلاً من تعب الطريق بعد رجوعه من السوق المركزي في قامشلو، ليحدثنا عن وضع الحديقة ومقارنتها بين الماضي والحاضر، قائلاً: “أقصد الحديقة منذ سنين عدة، وقد لفت انتباهي تحسن وضعها منذ آخر عامين بشكل عام، فعمال البلدية يقومون بجولات لتنظيف الحدائق باستمرار، بالإضافة لقيامهم بتبديل الأشجار الميتة بأشجار جديدة”، مضيفاً، “وخلال ذهابي لمكان عملي، أصادف في طريقي ثلاث حدائق، حيث أرى تفاوت في الاهتمام بها، من قبل البلدية”.
وعن تهميش بعض الحدائق لصغر سنها وقلة اقبال الأهالي عليها، قال خميس: “تعاني الحدائق الصغيرة والقريبة على منازل بعض الأهالي والتي تشكل منفساً لهم من حاجتها للاهتمام والعناية”.
كما علق خميس على ظاهرة الفلتان الأمني في الحدائق من قبل بعض المراهقين، والمناظرة الخادشة للحياء التي يشاهدها يومياً في الحدائق التي يزورها، فبين قائلاً: “بسبب هذه المشاهد لا أصطحب عائلتي إليها”، مضيفاً، “هذه الأفعال غير الأخلاقية، تشوه صورة شباب منطقتنا في نظر المجتمع”.
وتابع: “فللحدائق حرمات، وتعتبر منفساً للأهالي، لذا، على الجهات المعنية وضع حد لهذه الظاهرة غير الأخلاقية”. وتمنى العم “محمود خميس”، في ختام حديثه، أن تهتم البلدية بكافة حدائق المنطقة، دون تمييز بين الصغيرة والكبيرة منها، قائلاً: “لو وجد الاهتمام بالحدائق الصغيرة، لما وجدت التجمع الكبير للعائلات، والتي تقطع مسافات طويلة للذهاب إلى الحديقة العامة، والكندي، وغيرها من الحدائق الكبيرة، التي توجد فيها ألعاباً مسلية للأطفال”.
غياب حس المسؤولية
وبدوره بين لنا المواطن “محمد سليمان الجاسم“، بأن الألعاب المتواجدة في الحديقة العامة، أصبحت تشكل خطراً على حياة الأطفال، لأنها محطمة وغير آمنة، فقال: “لقد سقط ولدي الصغير من أحد الألعاب المتواجدة في الحديقة والموضوعة على أرض مكسية بالبحص والرمل، حيث تعرض لإصابة في جبينه، بسبب تدافع الأطفال، وعدم توافر سياج الحماية للألعاب”.
وتطرق الجاسم إلى غياب حس المسؤولية لزوار الحديقة، وعدم حفاظهم على الممتلكات العامة بقوله: “يقوم الأطفال بتقطيع الأشجار، وتحطيم الكراسي الخشبية، وهذا لا يقتصر على الأطفال فغياب الاهتمام سببه الأهالي”.
وتابع: ” فالحديقة تحتوي على مكبات للمهملات والنفايات متموضعة داخل الحديقة وخارجها، فيجب الالتزام برمي مخلفات الطعام والأكياس فيها، حتى لا يصعب الأمر على حراس الحديقة والقائمين على نظافتها”، مضيفاً، “فإذا بادر كل شخص بحماية بيئته، لما عمت القمامة الشوارع والطرقات والحدائق”.
ونوه الجاسم، بأن “الأعشاب تملأ الحديقة، وهذا دليل على التقصير الكبير من قبل البلدية، فجميع الحدائق التي زرتها تكاد الأعشاب الموجودة فيها تغطي مقاعدها، كالحديقة المتواجدة في سوق حطين، فهي بحاجة إلى الاقتلاع، وهذه مسؤولية البلدية والمواطنين أيضاً، لأن الحديقة ملك عام”.
وطالب “محمد الجاسم”، في ختام حديثه، الجهات المعنية باستبدال الألعاب المحطمة، وتزويد جميع الحدائق ببعض الألعاب للأطفال، قائلاً: “إن الشوارع ليست مكان للعب الأطفال، فأطفالي يقصدون الحديقة نهاية كل أسبوع، ليتنفسوا هواءً نقياً، ويلعبون بأمان، بعيداً عن الشوارع، فأننا نقصد الحديقة العامة، بسبب تواجد ألعاباً للأطفال فيها، على عكس العديد من الحدائق الأخرى، لذلك، أتمنى أن تتواجد ألعاب للأطفال، في الحدائق كافة”.
زيادة عدد الحدائق الكبيرة
وترى الشابة “مزكين شيخو“، بأن البلدية تقوم بعملها على أكمل وجه، إلا أن الحدائق الكبيرة قليلة في قامشلو، وهذا ما يجعل بعضها وجهة للأهالي دون غيرها، كونها تمتلئ بالمناظر المريحة للعين، فقالت: “الحديقة مكان جميل، لكنها تفتقر للحماية، والمسؤولية”.
وبهذا الخصوص تطرقت مزكين إلى غياب التعاون بين الأهالي والبلدية: “فلو وجدت روح التعاون للحفاظ على النظافة، والاهتمام بالأماكن العامة، لما عانت الحدائق اليوم من المشاكل”.
وطالبت المواطنة “مزكين شيخو”، في ختام حديثها، بتواجد حدائق ومنتزهات عامة كبيرة “كحديقة الرابع من نيسان” في الحسكة، لأهميتها ودورها في تنقية البيئة، واعتبارها مكان لراحة للمواطنين.