حبيب: الحل الديمقراطي في سوريا يبدأ بحوار السوريين

قامشلو/ إيفا إبراهيم ـ

شدد نائب رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب على ضرورة فتح الحكومة السوريّة باب حوار حقيقي مع كل القوى الوطنية في الداخل السوري وقطع الطريق أمام كل الدول التي لها أطماع تاريخية في سوريا، وخصوصاً الدولة التركيّة المحتلة، وتحرير الأراضي المحتلة.

 لم تلتزم بالقوانين الدوليّة

 وحول انتهاكات الدولة التركيّة المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا تحدث نائب رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب وقال: “الدولة التركيّة دولة مارقة ولا تلتزم بالقوانين والأعراف الدوليّة، ولديها أطماع لإعادة أمجاد الدولة العثمانية، وهذا المخطط ليس بجديد على حكومة العدالة والتنمية، وعلى هذا الأساس تحاول دائماً احتلال مناطق واسعة في سوريا عامة وشمال وشرق سوريا خاصةً، بهدف إعادة الميثاق الملي المزعوم لدى حكومة العدالة والتنمية، علاوة على ذلك لم تستطع احتلال أراضي فوق الأراضي التي احتلتها فهي تقوم بالانتهاكات من خلال القصف على المدنيين، إضافة لعمليات القنص على الحدود، وحتى استخدامها للطائرات المُسيّرة، وضرب الناشطين المدنيين في أماكن مختلفة في شمال وشرق سوريا من أجل خلق البلبلة وإثارة الخوف لدى المواطنين”.

وأضاف حبيب قائلاً: “بكل تأكيد الدولة التركيّة تتخوف من المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، ولا ترغب بأن يكون جوارها ديمقراطياً، لأنها تخشى من انتقال هذا المشروع إلى الداخل التركي، وكما نعلم بأن تركيا دولة مستبدة وتعمل على صهر كل القوميات بالقومية التركيّة، ولا تعترف بحقوق الإنسان، وتقوم بعمليات منافية لحقوق الإنسان وفق القانون الدولي”.

هجمات مستمرة أمام مرأى القوات الموجودة

 في الآونة الأخيرة ازدادت انتهاكات الدولة التركيّة وعلى وجه الخصوص في مناطق عين عيسى ومنبج، حيث أشار حكمت حبيب بالقول: “تسعى تركيا المحتلة من خلال هذه الهجمات زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتالي العمل وفق مصالحها من أجل إعطاء فرصة لذريعة الإرهاب الموجود على الحدود، خصوصاً في مناطق عين عيسى ومنبج من أجل احتلالها تحت حجج واهية، وما يحزُّ في النفس أن تلك الانتهاكات تحصل أمام وجود نقاط قوات النظام السوري وقواعد روسيّة في تلك المنطقة، وتركيا تقوم بالانتهاكات والقصف على هذه المنطقة أمام مرأى هذه القوات الموجودة والتي تدّعي بأنها موجودة لحماية الحدود، ولكن ما يحصل بأن هناك تنسيق واضح ما بين النظام السوري والأجهزة الأمنية التركيّة، والزيارة الأخيرة التي حصلت ما بين المخابرات التركيّة والسوريّة على مستوى علني خلال الفترة الماضية وهذه الزيارة دليل وتأكيد على التنسيق فيما بينهم والسعي لإعادة ضرب هذا المشروع الديمقراطي في المنطقة، لذلك تركيا تُصعّد قصفها على هذه المناطق بين الحين والآخر”.

وبخصوص الصمت الدولي حيال ما يجري من انتهاكات في شمال وشرق سوريا تابع حكمت حديثه بالقول: “إن كل ما يجري من انتهاكات على أراضي مناطق الشمال السوري واضح وصريح، وهي بذلك تسعى إلى احتلال مناطق واسعة وأراضي ذات سيادة، وإحداث تغيير ديمغرافي فيها”، مؤكداً بالقول: “كل ذلك يحدث أمام مرأى الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، إلا أنه في السياسية توجد مصالح؛ وإن هناك مصالح للدول مع تركيا ولا يهمها مصلحة الشعب السوري، كما هناك صمت دولي ضمن الصفقات الدوليّة والسياسيّة والتي تعمل الآن مع معظم الدول الفاعلة في الأراضي السوريّة وفق مصالحها، لذلك نرى أن هذه الدول صامتة مقابل تنازلات لتركيا في أماكن أخرى، الأراضي السوريّة مقسمة بين النفوذ الروسي والإيراني والتركي بأماكن مختلفة في سوريا”.

 لم يتم تنفيذ قرار (2254)

 وتابع حبيب: “هناك صمت دولي والمنظمات الدوليّة عاجزة ولم تنفذ أي قرارات أممية مُنذ تأسيس الأمم المتحدة حتى هذه اللحظة، وخصوصاً فيما يخص إسرائيل وفلسطين، وكذلك عندما أُصدِر القرار (2254) لم يُطبق منه أي قرار، ولا تحاول أي منظمة من منظمات المجتمع الدولي كمجلس الأمن والأمم المتحدة بوضع حد للانتهاكات التركيّة بسبب المصالح المتداخلة بين هذه الدول”.

 الاستراتيجية الأمريكيّة وآلية التنفيذ

 وفيما يخص الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ومدى تأثير دورها على مناطق شمال وشرق سوريا بعد التغيير، أردف حكمت حبيب قائلاً: “ندرك في مجلس سوريا الديمقراطية أن الاستراتيجية الأمريكية ثابتة وهدفها واحد، ولكن؛ ربما آلية التنفيذ تختلف من حزب إلى آخر، وما حصل خلال الأربع سنوات الماضية خلال فترة حكم ترامب لم يكن هناك سيادة ثابتة للحزب الجمهوري ولا للولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لعدم وجود تنسيق بين المؤسسات الأمريكية وسط تناقض كبير بين هذه المؤسسات والسياسة الشخصية لترامب، وذلك عبر تغريداته على تويتر من خلال سحب قواته من مناطق شمال وشرق سوريا، وأحياناً يصف قوات سوريا الديمقراطية بأنها قوات دحرت الإرهاب، وبعض الأحيان عكس ذلك، وفي ذلك الوقت لم تكن السياسيّة الأمريكية ثابتة، إنما كانت سياسية مزاجية وسيئة جداً في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصةً ما يربط ترامب بأردوغان في العلاقات الاقتصادية على المستوى الخاص، وأعتقد خلال المرحلة القادمة بعد نجاح حزب الديمقراطي والرئيس جو بايدن هناك خلافات كبيرة ما بين الدولة التركية والولايات المتحدة الأمريكية من الناحية الاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بصفقة الصواريخ (إس 400) ما بين تركيا وروسيا، وهي جزء من حلف الناتو، إلا أن تركيا بهذه الصفقة أزعجت الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأضاف حبيب لحديثه: “أعتقد بسبب وجود الحزب الديمقراطي لم تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية إعادة تركيا إلى حضن الناتو والتحالف الاستراتيجي، لذلك سوف تقوم الحكومة الجديدة الأمريكية بفرض عقوبات والضغط على شكل حرب ناعمة ضد تركيا، وعلى وجه الخصوص أردوغان وحزب العدالة والتنمية من أجل إحداث تغيير في الموقف التركي، كما نلاحظ هناك مشاكل في الداخل التركي من الناحية الاقتصاديّة والديمقراطية، وسط إعلان الانشقاقات الكبيرة في تركيا، هذه مؤشرات نستطيع أن نقرأها خط بياني متراجع للوضع في تركيا على المستوى الداخلي، وتداخلاتها في ملفات عديدة بليبيا وقبرص وسط تهديدها للاتحاد الأوروبي، كل هذه الأمور مجتمعة أعتقد يفترض على حكومة بايدن الجديدة وضع حد لها، وأن تلجم الانتهاكات التركيّة سواءً في سوريا أو الشرق الأوسط”.

 حل الأزمة السوريّة وفق متطلبات الشعب

 وناشد حكمت حبيب المجتمع الدولي والدول الفاعلة إن كانت روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية التي تدّعي بأنها تعمل لحل الأزمة في سوريا وخصوصاً روسيا التي تدّعي بأنها صديقة للشعب السوري لوضع حد للانتهاكات التركيّة والضغط على كافة الأطراف في سوريا، ومنها الأطراف التي لا تقبل بالحل السياسي، وخصوصاً الحكومة السوريّة التي تعمل دائماً من أجل عودة حكمها إلى ما قبل عام 2011م، كما ناشد تلك الدول بألا تتصارع على الأراضي السوريّة على حساب السوريين، وأن تملك هذه الدول مصداقية من أجل حل الأزمة السوريّة وفق متطلبات الشعب السوري.

وفيما يخص الموقف الروسي أكد حكمت حبيب: “هناك نوع تشوبه الضبابية والتردد في العديد من مواقف روسيا”، مشيراً بالقول: “روسيا تصرّح بشكل وتنفذ بشكل آخر، وما حصل مؤخراً في تصريحات آستانا هو تهجم على المشروع الديمقراطي، لأن روسيا تسعى إلى تحقيق مصالحها وهناك خلافات ندركها ما بين روسيا وإيران من أجل موضوع إعادة الإعمار ومواضيع عديدة أخرى”.

واختتم نائب رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب حديثه بالتحدث حول انهيار للعملة السوريّة والغلاء الكبير الذي يعانيه الشعب السوري في الآونة الأخيرة وقال: “هناك معضلة اقتصادية كبيرة جداً نبحث عن الحلول السريعة لها؛ وهذه الحلول هي أساسها الحوار السوري ـ السوري، لذا يجب على الحكومة السوريّة الجدية الحقيقية لفتح باب حوار حقيقي مع كل القوى الوطنية في الداخل السوري، وإنهاء الصراع وقطع الطريق أمام كل الدول التي لها أطماع تاريخية وخصوصاً الدولة التركيّة لتحرير كل الأراضي المحتلة في سوريا، كما توجه بالنداء لجميع أبناء الشعب السوري بكل شعوبهم بأن يكونوا يداً واحدة، والعمل من أجل حل ديمقراطي لا مركزي يتساوى الجميع فيه بالحقوق والواجبات”.