جمال شيخ باقي: “وحدة الصف الكردي صدّ للاحتلال التركي ومؤامراته”

أشار الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردي السوري جمال شيخ باقي أن الدولة التركية المحتلة وبالتعاون مع بعض جهات من باشور كردستان تحاول محاصرة جبال كردستان وقطع جميع طرقها، وأكد أن الهجوم على مخيم مخمور هو بداية جديدة لمؤامرة كبيرة ضد الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان.

 مخيم رستم جودي رمز للمقاومة

جاء ذلك خلال لقاء أجرته وكالة هاوار للأنباء معه حول استهداف الطائرات التركية لمخيم مخمور “رستم جودي” وسط صمت حكومة باشور كردستان والحكومة العراقية على هذه الانتهاكات، حيث تحدث بالقول: “يعدّ مخيم الشهيد رستم جودي والمعروف بمخيم مخمور رمزاً لطرفين، يحاول أحدهما إنهاء وجود هذا المخيم فيما يقاوم الطرف الآخر، لاستمرار نضال رمزية هذا المخيم. إن مخيم رستم جودي أُنشئ حينما هاجمت الدولة التركية مناطق باكور كردستان بالمدافع والدبابات، ونزح خلال تلك الفترة أهالي باكور كردستان إلى باشور؛ لحماية أنفسهم من العدوان التركي حين ذاك. فالمخيم للاجئين الكرد الذين هربوا من ظلم الدولة التركية”.

وأشار شيخ باقي إلى أن الدولة التركية المحتلة تحاول مراراً وتكراراً ضرب المخيم؛ لأنه يعدّ رمزاً لمقاومة أهالي باكور كردستان، ويأتي الهجوم الأخير في السياق نفسه، وقال: “مع الأسف ونتيجة المصالح الضيقة لبعض أطراف باشور كردستان دخلت بعض الأطراف الكردية في إطار المخططات التركية وباتت تخدمها ضد أهالينا في مخيم مخمور. إن هدف الأطراف المتعاونة مع دولة الاحتلال التركي ما هو إلا لإرضائها وللحفاظ على ماء وجهها أمام تركيا، إذ تحاول دولة الاحتلال التركي أيضاً استعمال هذه الأطراف ضد نفوذ حركة التحرر الكردستانية في جبال كردستان”.

وأكد أن حكومة العراق وحكومة باشور كردستان هما المسؤولتان عن مخيم مخمور الآن وعما جرى ويجري فيها من اعتداءات مستمرة وتابع حديثه بالقول: “قصفت الطائرات التركية المدنيين اللاجئين في المخيم وتسبب القصف في استشهاد عدد منهم، فكان ينبغي على كل من حكومة باشور كردستان وحكومة العراق إظهار رد فعل جدّي تجاه هذا العدوان. ولكن؛ مع الأسف لم تخرج أية أصوات تدين هذا الانتهاك الصارخ”.

ونوه شيخ باقي بأن دولة الاحتلال التركي تخطط لضرب المنطقة بشكل واسع، فالهجوم في هذا الوقت تحديداً على مخيم مخمور يأتي في إطار محاولة الدولة التركية خلق نوع من البلبلة في باشور كردستان وجميع أجزاء كردستان أيضاً، وأوضح أن هدفها من هذا الهجوم الأخير هو خلق بلبلة بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني لينتقل بعدها إلى باقي أجزاء كردستان.

 المرحة تتطلب الوحدة الكردية فوراً

 وتطرق شيخ باقي إلى المخططات التركية الفاشية بقوله: “إن الدولة التركية وبالتعاون مع أطراف من باشور كردستان تحاول قطع الطريق بين باشور كردستان وجبال قنديل وبذلك تتمكن من محاصرة جبال قنديل بشكل كامل وهذا أمر من الصعب تحقيقه، وهي تخطط للهجوم الأخير على باشور كردستان قبيل احتلالها مدينة سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)”، وأوضح أن الهدف الآخر من هذا الهجوم هو الحد من حرية حركة التحرر الكردستانية بين قنديل وباشور وروج آفا، ومن جانب آخر تحاول الوصول إلى شنكال لتقوم بعملياتها في جبال كردستان براحة تامة، وشن عمليات ضد الشعب الكردي انطلاقاً من تلك المواقع.

ولفت شيخ باقي الانتباه إلى أن الثورة الكردية حققت مكاسب كبيرة ولافتة خلال السنوات العشر الأخيرة وقال: “لم تتوقف دولة الاحتلال التركي يوماً عن مهاجمة مناطق كردستان وتحاول مراراً إطفاء شرارة ثورة الكرد، وكافة مخططاتها تبدأ من هذا المنطلق، هذه المرحلة حساسة جداً وعلى الكرد التمسك بأرضهم والدفاع عن حقوقهم، والتقرب أكثر وترك المصالح الحزبية إلى وقت آخر. على شعبنا الخروج اليوم قبل الغد، ليقول كلمة الحق وليحافظ على مكتسباته، الصمت والتعامل مع العدو سيدمر الجميع، وسيأتي دور من ساند العدو أيضاً، فتاريخ الكرد شاهد على ذلك، فعندما ينال الذئب من أخاك سيأتي دورك لا محالة”.

واختتم الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردي السوري جمال شيخ باقي حديثه قائلاً: “إن التخلص من المؤامرات ضد الشعب الكردي يكون من خلال وحدة الصف وحرية الرأي؛ ومن هنا ندعو جميع القادة والقوى السياسية وجميع الأطراف الكردية إلى الجلوس على طاولة الحوار، وإنهاء جميع الخلافات، فمخمور هي بداية جديدة لمؤامرة كبيرة على الكرد”.