سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جدلية العلاقة بين الأخلاق والانتصار السياسي

تحقيق/ فيروشاه أحمد –
جدلية العلاقة بين السياسة والأخلاق قديمة قدم الانكسار الجنسوي الأول، أي مع بداية العصر السومري 3500 قبل الميلاد، في هذا العصر بدت للسياسة مفاهيم أخرى لا تتناسب والقيم الأخلاقية التي سادت المجتمعات في العصر المشاعي، وبخاصة مرحلة ثقافة وأخلاق الثورة الزراعية في أعالي ميزوبوتاميا قبل عشرة آلاف سنة قبل الميلاد.
توضحت هذه المفاهيم السياسية والسلطوية في غزو (نارام سين) للكرد عام 2273 قبل الميلاد، وتتابعت هذه السياسات من خلال الغزوات والاحتلال للآخر، وممارسة أبشع أشكال الهيمنة في نهب وسلب خيرات الآخرين، هذه البدايات السياسية العسكرية الخالية من المفاهيم الأخلاقية الطبيعية باتت قواعد وأسس تعتمد عليها كل السلطات الذكورية من أجل توسيع رقعة امبراطورياتهم، واستغلال الشعوب وكدحهم.وتجلت أبشع المفاهيم الاستعمارية من خلال السياسات التي مورست في العصر الآشوري والفارسي واليوناني والروماني والإسلامي، وفي العصر الحديث توجت هذه السياسات بنظريات وتيارات وفلسفات حتى بات علماً من العلوم المهمة في كيفية احتلال واستغلال الشعوب ونهب خيراتها، وخير من مثل هذه السياسة السلطوية في بدايات تشكل الرأسمالية هم الهولنديين والإنكليز والفرنسيين والعثمانيين.
تعاريف متفرقة
السلطة: السلطوية، حكومة تتميز بدرجة عالية من القوة والهيمنة، وغياب أغلب المفاهيم المتعلقة بحقوق الأفراد، وينتج من السلطوية التسلط، أي إدارة البلاد من قبل فئة أو مجموعة قليلة من الأشخاص، أما الأكثر سلطوية فهي الدولة الشمولية.
التوتاليتارية: مشتق من الفعل اللاتيني ـ totalıtas وتعني الكل أو الامتلاء، وهي سلطة مطلقة كلية شمولية، لا تمثل الشعب بعينه، بل تتمثل بحزب واحد، وبإدارة شخص واحد (شخصية كاريزمية)، تذوب في هذا الشخص كل السلطات كونه يمثل الشعب، وليس لهذا الشخص (القائد) حدود فحسب، بل ليس بحاجة للشرعية، ويتصف هذا النظام بالانغلاق وحجب الحريات، أما أسس التوتاليتارية فيه تعتمد على الإرهاب والنبوءة والإعلام (الدعاية)، ومنه انبثقت نظرية المؤامرة والثورة الدائمة والرقابة على الاقتصاد.الأخلاق: لا يمكن حصر الأخلاق بتعريف واحد، فلكل فلسفة أو تيار أو دين تعريف خاص به، ولكن الكل أجمع على أن الأخلاق هي مجموعة قيم ومبادئ وقواعد تنظم سلوك الناس وتحدد علاقاتهم بالآخرين، من أجل أن تتبنى المجتمعات هذه النظم وتجعلها قواعد يومية في علاقاتهم ومعاملاتهم اليومية، كي يسمو هذا المجتمع نحو الخير والسلام والأمان.
الثقافة المجتمعية: هي نقل الثقافة من المؤسسات إلى المجتمع، كونها تعني الكل المركب الذي يشتمل على المعرفة والعقائد والفنون والقيم والعادات، وتعتبر من أم الثقافات كلها لأنها من نتاج الإنسان نفسة، والمجتمع الكردي من أولى المجتمعات التي تناولت هذه الثقافة منذ أكثر من عشرة آلاف سنة قبل الميلاد في أعالي ميزوبوتاميا، وقد تميزت هذه الثقافة بالسوية الاقتصادية والاجتماعية بين المجموعة، ودامت هذه الثقافة أكثر من ثمانية آلاف من السنيين، عندما تحولت مفاهيم هذه الثقافة إلى ثقافة سلطوية، مع ظهور الحضارة السومرية في 3500 قبل الميلاد.
تأريخ الاحتلال
لم يؤرخ التاريخ أية حالة سياسية لا أخلاقية قبل العهد السومري، فأقرب الحضارات لسومر هي حضارة تل حلف 6000 ـ 4000 قبل الميلاد التي لم تعتمد على سياسات براغماتية باحتلال واستغلال الشعوب، بل كانت تمارس أخلاقيات مجتمعية قوامها العيش المشترك، وقد وصف المؤرخون هذه الفترة بالعصر الذهبي للثقافة الإنسانية، وكان مشهد تل حلف المجتمعي المشبع بالثقافة النيوليتية هو آخر مشهد من هذه المرحلة، وبدأ فيما بعد مرحلة السلطة والهيمنة والغزو والسياسات العدائية للشعوب وثقافاتهم واحتلال أراضيهم بالقوة العسكرية، وبالعودة ما كان يرمي إليه نارام سن من خلال غزواته للشمال اعتباراً من2273 ـ 2219 قبل الميلاد كونه أول من أحدث هذه الثقافة السياسية والسلطوية، كانت جل غاياته تنحصر في الناحية الاقتصادية بجلب خيرات تلك الشعوب، وما خلفه من رسومات ورموز وخاصة على «مسلته» التي تؤكد ومن خلال بيانات حروبه أنه حصل على تعهدات وعهود ومعاهدات تجارية، بجلب الأخشاب والأحجار إلى عاصمته وبناء زيكوراته، التي لا تمت للثقافة والأخلاق المجتمعية بصلة، والحروب والسياسات التي خاضها نارام كانت ترمي للغزو والسلب والنهب والاحتلال من خلال قسوته وبطشه وبناء مدنٍ من جماجم الشعوب.
سقطت هذه السياسة الرعناء أمام أعظم الثقافات، ثقافة أخلاقية لـ (الكوتيين) التي كانت تعيش في عالم بعيد عن الغزو والسلطة والحروب، ومن مفارقات التاريخ وبعض المؤرخين أو المهتمين، بأنهم يتهمون أي قبيلة أو قوم من أصول كردية بالهمجية، لكنهم ما يبرحون بالرجوع عن هذا الرأي بعد أن يسردوا الحقائق التاريخية، ويقارنون الثقافات الأخلاقية بالسياسات السلطوية، تراهم يختارون الكرد كنموذج صادق، ونجد أحدهم يقول: إنَّ الكاشيين ليسوا من أبناء المنطقة، بل هم دخلاء وأقلية، لكنهم تكيفوا مع الثقافة المحلية، ويضيف: إنَّهم كانوا معتدلين واتبعوا سياسة اللين تجاه السكان وطبقوا سياسة التعايش السلمي مع كل الممالك، لهذا كله دام حكمهم بأطول فترة من الزمن 1595 ـ 1162 وهم من أعادوا للمنطقة الأمن والسلام خلال هذه الفترة لمنطقة أكلتها الحروب والغزوات. عجباً من صاحب هذا الرأي؟ كيف يمكن للهمج أن يمارسوا هذه الثقافة المجتمعية خلال هذه الفترة الطويلة، أمام سياسات ترمي للقتل والسلطة، والأصح أن يقول: إنَّ الكاشيين أصحاب ثقافة كونية تجلت فيها الأخلاق بالدرجة الأولى، التي دعت للتعايش السلمي، وهم أقدم من سومر وأكاد بآلاف السنين.
جدلية العلاقة بين المفهومين
حتى تكون السياسة ديمقراطية مجتمعية من الضروري أن تكون أخلاقية، لهذا لا يمكن أن يكون المجتمع سياسياً في حال غياب الديمقراطية، ولا يمكن أن يكون أخلاقياً في حال غياب سياسة أخلاقية.
هذه المفاهيم والاصطلاحات تصبح ضرورة تاريخية في بناء مجتمع يتوفر فيه كل القيم الإنسانية النبيلة، بالنتيجة فالمجتمع السياسي هو المجتمع الواعي كونه يملك قدرة على التمييز بين مصالحة وديمومتها أو الفناء من أجلها، ولا يمكن حصر هذه الأمور في فئة أو طبقة من المجتمع، لأنه بالنتيجة السياسة علم وسلوك، وهي في الوقت نفسه قضية خطيرة تتصارع من خلالها الأنظمة الاستبدادية، وهذا ما يجعل من المجتمع أن يمتهن ثقافة أخلاقية سياسية، كي يصبح وعياً اجتماعياً له، ومن خلال هذا الوعي يخرج من ظل السلطة والهيمنة.
لا يمكن خلق مجتمع سياسي بدون الالتزام الأخلاقي كنسق كامل من الأخلاقيات والضوابط والنواهي لحماية جوهر هذا المجتمع، ألا وهو الثقافة المجتمعية التي ترمي إلى السوية الاجتماعية، لأن السلطة بطبيعة مفاهيمها تحاول دائماً محاربة الجانب الأخلاقي في المجتمع، وتجرده من تاريخه وثقافته، والسياسة تعتمد على أدوات محددة لتحقيق أهدافها، منها التخويف والتجويع والإلغاء والاعتقال والابتزاز، أو تهميش مؤسسات المجتمع الاقتصادية والتشريعية والثقافية.
في إطار هذا الجدل لا يمكن فصل السياسة عن الأخلاق المجتمعية، لكن السلطات والأنظمة المتمثلة بالسياسات القوموية أو الدينية لا تتبنى الأخلاق في سياساتها، أردوغان كنموذج لهذه السلطة والسياسة الخالية من الأخلاق أكد بأنه يمارس سياسات براغماتية، وتبين ذلك أثناء غزوه لمدينة عفرين قبل ستة أشهر من الآن، لم يكتف بذلك، بل يؤكد على استمرار سياساته الميكافيلة تجاه كل الشمال السوري، وصولاً للشمال العراقي.
حداثوية الانتصار
مع بداية القرن العشرين تجلَّت نظريات حداثوية شكلت شرخاً فظيعاً بين مفهومي السلطة والثقافة الأخلاقية، فاحتدم الصراع بين المفاهيم السلطوية التي تبحث عن انتصار سياساتها وتطبيق أجنداتها، وتهميش الحالة الثقافية المتمثلة بالمجتمعية أو إلغائها.
لقد مارست أغلب الأنظمة الرأسمالية كل سلطاتها وهيمنتها في بلادها والبلدان الأخرى من خلال الغزو أو الاحتلال، وجل غايتها الانتصار على هزائمها أولاً وعلى المنظومة الأخلاقية للمجتمعات والشعوب الأخرى، ونشر الأخلاق والثقافة الرأسمالية في تلك البلدان وبخاصة الشرق الأوسط، كون هذه المنطقة وتحديداً أعالي ميزوبوتاميا مهد الثقافة الأخلاقية المجتمعية، وفي منتصف القرن العشرين اعتمدت هذه الأنظمة السلطوية على قواعد وأسس جديدة باستغلال الشعوب، فكان الاستعمار الجديد المتمثل بالتأثير على المنظومة الأخلاقية من خلال مفاهيم وهمية لا تمت بصلة للمعنى الحقيقي للكلمة.
الحداثوية موت الإنسان، هذا ما أكده الفرنسي ميشيل فوكو، لأن أغلب أخلاقيات الحداثوية غير مرتبطة بالمفهوم المجتمعي بقدر ما هو بالمفهوم «الأنا» وتشجيع الفردانية فقط، وهذا يتنافى ومبادئ وقيم الأخلاق الأيكولوجي التي ما زالت منتشرة بين أغلب شعوب المنطقة، ومهما حاولت الحداثوية من طمس هذه الأخلاقيات المجتمعية وتستبدلها بأخلاقيات جديدة، لا بد أن تعيش أزمة في آخر المطاف، لأن الثقافة الكونية المجتمعية سوف تكون المحتوى الحقيقي للتقارب بين الشعوب في الشرق الأوسط.
الخاتمة
من الممكن أن تنتصر المفاهيم الحداثوية في المجالين العسكري والاقتصادي في جولات مؤقتة تنهب الشعوب، وتنشر ثقافات لا تتفق وثقافات شعوب المنطقة ولا أخلاقياتها، ولأن الأنظمة القوموية في المنطقة ربيبة هذه القوة العالمية المهيمنة تعمل وفق أجنداتها، والحكومة التركية المتمثلة بأردوغان الذي يمارس أبشع السياسات مع الكرد في عموم كردستان، وكان احتلال جيشه ومرتزقته في الفترة الأخيرة لمدينة عفرين تأكيداً على وحشية نظامه السلطوي ودفن ثقافة وأخلاق الكرد النابعة من العمق التاريخي للشعوب الآرية في المنطقة قبل آلاف السنين، لكن المنظومة الأخلاقية المتمثلة بمفهوم الأمة الديمقراطية، التي تعمل على إحياء وتفعيل الثقافة الاجتماعية التي تنتشر الآن من خلال مشروع الفيدرالية في شمال سورية، والتي قربت كل المكونات في مشهد مجتمعي أخلاقي، وبهوية تاريخية وثقافية لكل مكون، تضمن للكل العيش المشترك وبعنوان واضح للكل التعايش المشترك في ظل أخوة الشعوب.
_________
المراجع:
ـ ميزوبوتامياـ العقيدة الدينيةـ الحياة الاجتماعيةـ الأفكار السياسية. 2012 ـ عبدالوهاب حميد رشيد.
ـ أسس التوتاليتارية ……. حنا أرندت.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle