سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تنهيدة أردوغان الأخيرة

أحمد ديبو_

المشهد الأوّل:
هذا الصباح، وقف أردوغان طويلاً أمام المرآة الجديدة قبل أن يقبّلها بجميع شفتيه، مسح عنها غبش الصقيع قبل أن يبتسم لها ابتسامة حبّ ورضا، لم يستطع أن يتناول فطوره ذلك الصباح، ولا أن يلقي بالتحية على زوجته، فقد قام باكراً جداً من فراشه ليقف أمام المرآة وينظر مليّاً في عينيه، أراد أن يكون نسخة أمينة عن أسلافه السلاطين كي يستتب له الزمان.
كان قد طلب أن يؤتى له بالصحفيين، ووكالات الأنباء العالمية، لأن لديه تصريحاً خطيراً سيقلب المنطقة والعالم على أعقابهم.
تقدّم صوب منصة التصريح كالديك الرومي، وقف ناظراً الى الحشد مزهوّاً كسلطان زمانه وقال: “أنا مستعدٌ لمقابلة الرئيس السوري بشار الأسد في أي زمان ومكان”.
أنهى تصريحه وذهب بقوة الجماد وصمته، كانت خطواته متلاحقة توحي بأن في يده تغيير مسار الكواكب والنجوم، والتحكم بأوقاتها، أو بإطفائها متى شاء.
لم ينتظر طويلاً حتى أتاه رد بشار الأسد صافعاً له: اللقاء يكون بشروط، “الانسحاب الكامل من سوريا، ووقف دعم الإرهابيين”.
كان نهار أردوغان طويلاً كقوافل الصور المتلاحقة في الذاكرة. أزعجه أن يستعيد يوميات حياته كشريط لانهائي من المآسي لجيرانه. لكن لم يزعجه أنّه قاتل، فقد كان مؤمناً بأنه لا يحيا خارج الدم، وبأنه يرى ما لا يراه سواه، وبأنه وسيط الأقدار.
لم يصدّق ما صدر عن الأسد المتهاوي، المرمي على قارعة العزلة الدولية، والخائف من ملاحقة المحاكم الدولية له ولضباط أمنه.
لملم خيبته وضميره النائم ونزل عميقاً إلى تحت، وفي طريقه سأل ابنه عن “طائرة بيرقدار المعدّلة”، لقد كانت سحنته تشبه سؤاله، كما أنها تشبه سحنة رجل ما قبل الموت.
استمر نازلاً بتؤدة، متلمساً الجدران وناظراً لتلك الغرف التي تفضي إلى غرف أخرى إلى لا نهاية. تراءت له “كوباني” الباسلة، وقامشلو، والرقة، ودير الزور، واستوقفته عفرين المخضّبة بمرتزقته ودماره.
أغلق روحه المنغلقة، أمضَّه الشعور بأن أهلها كانوا قادرين على السهر طوال تلك السنوات العجاف، وأنهم ينتظرون وينتظرون المجيء. يمّم نظره صوب الجبال، جبال قنديل حيث مسكن النسور.
رأى الكرد وهم يرتقون الوعر من الجبال، ومعهم قوافل ماعزهم، فلم يصدّق أن الماعز تستطيع أن تحيا هناك… غضب قليلاً لكنه تفادى التعبير، أزعجه رؤية الناس وهم يعيشون، كان يريدهم على غرار “حلبجة” تلك، لكنه توعدهم في قلبه وأكمل الطريق.
في تصريحه الصريع، كان يريد من ورائه حشر أمريكا في الزاوية، وجلبها راضيةً بدعم رغباته، فلقاء الأسد يعني فيما يعني، تقارب أكبر مع روسيا وإيران، وهذا بظنه كافياً كي ترتعب أمريكا وأوروبا. لكن ظنّه خاب هذه المرّة، فالجميع أشاحوا بوجوههم عنه.
قال لنفسه أن الوقت يداهمه وعليه أن ينزل إلى الأسفل، نزل كثيراً جداً كي لا يرى سوى الحرائق، حتى أن الغرف جميعها كانت مضاءة ناراً… سمع من بعيد عواء ثعالب وبنات آوى فازداد أماناً، أسنانه القوية لم تمتثل لضحكاته المتحفظة.
 نزل أكثر إلى الحدّ الأخير، سأل أين نيرون؟، فلم يجبه الحارس، ظنّه نائماً أو غافلاً عن مهامه فصفعه، ثم أكمل المشي في الحرائق ليستجمع اضطرامها، ويطرد خيبة لازالت تستولي عليه، تذكّر روما وضحك من جميع قلبه، فقد كان يعشق النيران، وعلى الخصوص منها تلك التي تظل جائعة، وتلتهم الجموع والأراضي وما عليها، وتلك الأعمدة الهائلة لمقاومة الشعوب لشهواته ورغباته.
كان يكره اللون الأخضر، ويكره وجه الماء، والغيوم، والعابرين، وأفكار الأطفال، وخيالاتهم الفالتة من عقالها على مدى ركضهم.
أطلّ من نافذة العدم التي يغبطها، فلم يرَ سوى العدم إياه فاستراح، سأل عن الحياة؟ فلم يجدها فاستراح، ها قد اكتمل المشهد المرتجى، فاصطكت أسنانه ملء جوعه.
كان غبار الرماد يملأ عينيه، ويطيح بالأفق المشتعل بجهنم. شعر بنعاسٍ خفيف، لكنه لم يشأ أن يُغمض عينيه ويرتاح، لأنه أراد أن يرى اكتمال النهايات.
شيء واحد كان يقضّه؛ كيف لذلك الرئيس الصغير أن يفلت من جنونه، وضحكات أسنانه القاتلة، كيف تسنّى له أن يرفض لقاءَه؟!!.
جلس على كرسيّه فأخذته غفوة، لكنه استفاق ونهض بقوة ناظراً ورافعاً إصبعه إلى وجهه في المرآة وصارخاً: أنا أكره أمريكا والغرب، أكره شرعة حقوق الإنسان، والقانون الدولي، وحق المقاومة…الخ. أكره وأحتقر الحرية، والثورات، ولا أريد أن أرى أحداً يحب هذه العجرفة الغربية.
يهدأ قليلاً وهو يتمتم بصوت متهدّج، هذه القيم تُفسد الذوق وتشوّش الأفكار، ويتابع بصوت يكاد لا يُسمع، لن أفسح بالمجال لهؤلاء كي يلعبوا معي في القادم من الأيام.
سأضرب بجميع يديّ على الطاولة، لكي يتردد صدى ضربتي في واشنطن، ولندن، وبرلين، وباريس، وبروكسل نعم وبروكسل بالذات.
المشهد الأخير
ضحك أردوغان ضحكته، وفتح المرايا على الجهة الأخرى من الجحيم، فرأى أسلافه السلاطين، تبادل وإياهم النظرات الساكتة، ثم أطلق تنهيدته الأخيرة… منتظراً صورته أن تطفو على سطح مرآته الجديدة قبل أن يدركه الفجر.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle