الشدادي/ حسام دخيل –
تسببت موجة الجفاف التي تمر بها مناطق شمال وشرق سوريا، بانحسار مصادر المياه، وبطبيعة الحال بتلف المزروعات، ما أثّر بشكل مباشر على مصادر عيش المواشي، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأعلاف في السوق السوداء، بشكل كبير بالتزامن مع انخفاض حاد لأسعار المواشي في المنطقة.
توحي المؤشّرات الرسمية بانخفاض حادّ في أعداد الثروة الحيوانية في المنطقة، ونفوق أكثر من ثلاثين بالمائة من أعدادها عما كانت عليه في السابق، وجاء موسم الجفاف هذا العام، ليضاعف الخطر باحتمالية تسجيل تناقص إضافي، يشكل تهديداً حقيقياً لوجود المواشي في المنطقة بعد محاولة غالبية المربين التخلص من مواشيهم بأسعار زهيدة؛ لعدم قدرتهم على تكاليف تربيتها المرتفعة جداً، ووصل سعر كيلو التبن إلى 1200 ليرة سورية بينما تجاوز سعر الشعير والكسبة والنخالة هذا السعر بكثير.
“لم نعد نملك القدرة على تحمل التكاليف الباهظة لتربية الماشية، تكاليفها باتت كبيرة بالمقارنة مع سعرها المنخفض” بهذه الكلمات بدأ المربي محمد المنفي كلامه لصحيفتنا، مشيراً إلى الحال، التي وصلت بهم إلى بيع ماشيتهم بأسعار متدنية جداً تفوق قدرتهم بتحمل أعباء إضافية.
وأشار إلى أن الجفاف الذي عم المنطقة خلال هذا الموسم، وخلال الموسم الماضي، وعلاوة على هذا، تأتي قلة الدعم من الجهات المسؤولة في الإدارة الذاتية، ليساهم بشكل كبير في نفوق عدد كبير من الماشية في المنطقة.
ولفت إلى أن قرار الإدارة الذاتية الأخير في السماح للتجار باستيراد الأعلاف إلى مناطق شمال وشرق سوريا، قد جاء متأخراً وكان من المفترض السماح لهم باستيراد الأعلاف منذ بداية الموسم حفاظاّ على قطاع الثروة الحيوانية في المنطقة التي باتت متهالكة هذه الأثناء.
وأردف المنفي: “للمساهمة في الحفاظ على ما تبقى من الثروة الحيوانية بعد إصدار القرار يجب تفعيل الجمعيات الغنامية في المنطقة، وتوزيع الأعلاف عليها، وذلك لتخفيف الأعباء على المربين”.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة فيديوهات مصورة تظهر وصول الثروة الحيوانية إلى حالات مزرية، حيث ظهرت مجموعة من الأغنام، وهي تأكل صوف بعضها، بسبب حالة الجوع، التي وصلت إليها القطعان.
كما تداول ناشطون خبر لقيام أحد مربي الثروة الحيوانية بإطلاق أعيرة نارية على قطيعة عبر بندقية آلية، تسببت بنفوق 25 رأس غنم، بسبب عدم قدرته على تأمين العلف لها، وأظهر فيديو آخر لقيام عدد من مربي الثروة الحيوانية بريف قامشلو، بفك سقف منازلهم الطينية وتحويل القش الذي تحتويه لتبن من أجل تأمين علف المواشي.
وبدورة أفاد رئيس اتحاد الفلاحين، والثروة الحيوانية في الشدادي محمد الجمعة، إن الحال التي وصلت إليها الثروة الحيوانية في المنطقة يرثى لها.
مؤكداً على أن المنطقة خسرت أكثر من 40% من قطعانها بسب تأثير الجفاف، الذي طالها والمناطق المحيطة بها.
ومشيراً إلى أنهم بدؤوا عملية لإحصاء الثروة الحيوانية في المنطقة منذ تاريخ الرابع من شهر كانون الثاني الفائت، وستصدر خلال الأيام القادمة الإحصائية الرسمية لأعداد الثروة الحيوانية في المنطقة.
وبالنسبة لقرار الإدارة الذاتية السماح للتجار باستيراد الأعلاف علق الجمعة قائلاً: “يجب على الإدارة الذاتية الوقوف بشكل مباشر عليها، لمنع تحكم التجار بها وتفعيل الجمعيات الغنّامية في الأرياف، والنواحي كافة لتسهيل وصول الأعلاف إلى مستحقيها”.
