الأهالي والمعنيّون في مجلس كري سبي يُكثِفون عملهم لحماية المحاصيل الزراعية مع بدء موسم الجني

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ

---

مع بدء موسم الحصاد اتخذت مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية المعنيّة، جملة من التدابير والإجراءات لحماية المحاصيل الزراعية للتدخّل عند أي طارئ، فيما يعوّل المزارعون على مبدأ الحماية كحالة طبيعية لحماية المحاصيل الزراعية.

ومع نضوج المحاصيل اتخذت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بالتعاون مع المزارعين، العديد من الإجراءات الاحترازية لحماية المحاصيل، وسارعت المجالس التنفيذية في إدارات المقاطعات بتشكيل لجاناً للطوارئ لحماية الموسم الزراعي لعام 2024 الجاري، وتضم اللجان المُشكلة مختلف الهيئات والمكاتب المعنيّة بحماية الموسم الزراعي إلى جانب تشكيل لجنة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا تضم “هيئة الزراعة مع شركة تطوير الزراعي، هيئة الإدارة المحلية مع مكتب النقل، هيئة الداخلية مع قيادة الأسايش، هيئة الصحة، مكتب الدفاع، مكتب الطاقة، هيئة الشباب، اتحاد الفلاحين، اتحاد الكادحين، اتحاد النقل وقوات الحماية المجتمعية، مديرية المحروقات ومكتب الإعلام”.

وتشكيل لجان حماية وتنظيم مناوبات لها في مختلف المدن والنواحي والقرى وبمشاركة المزارعين أنفسهم، وتعيين وتجهيز كافة الطواقم والمستلزمات المتعلقة بمراكز الشراء والاستلام لتلافي عمليات التأخير في الاستلام، والتأكيد على جاهزية طواقم الإطفاء.

تجهيز العدّة لدرء المخاطر

وبهذا الصدد أكد المواطن “حسين الصالح” صاحب إحدى الحصادات الزراعية بأنه سارع لتجهيز كافة الآليات ضمن ورشته للحصاد بصهاريج المياه لتقديم المساعدة في حال حدوث أي طارئ، وتزويد الحصادة والآليات الأخرى بـ “مطافئ حريق” مبيناً بأن الحماية هي ثقافة مجتمعية راسخة ولا تزال قائمة في مناطقنا منذ القِدم معتبراً بأن حماية المحاصيل الزراعية هي من الأولويات.

وأضاف بأن حماية المحاصيل ليست مسؤولية الجهات الأمنية والعسكرية فقط، بل هي مهمة الفلاحين والمزارعين وأصحاب الحصادات في الدرجة الأولى، لذلك تعد حماية المحاصيل والالتزام بوسائل الحماية من الأولويات في هذا الوقت الذي يُشكّل أهم فترة في السنة بالنسبة لأصحاب الحصادات والمزارعين على حدٍ سواء.

وأوجب الصالح ضرورة تعاون الجميع في حراسة محاصيلهم في الليل والنهار حتى الانتهاء من عمليات الحصاد.

إلى جانب تدابير الأهالي في المنطقة، عمل مجلس كري سبي على تشكيل خلية أزمة، مهمتها حماية المحاصيل من الحرائق، وأنشأ عدة نقاط في المناطق التابعة لها منها (عين عيسى ـ الجرن ـ الهباـ خربة هدلة ـ الهيشة… وغيرها)، كل نقطة مزوّدة بسيارة إطفاء، بالإضافة إلى الإيعاز لأصحاب الجرارات الزراعية تجهيز جرارات للمساعدة في حال حدوث الطوارئ.

تكاتف الجهود لضمان سلامة المحصول

وتعتبر حماية وحراسة المحاصيل الزراعية عادةً مجتمعية قديمة لدى المزارعين، كباقي مناطق شمال وشرق سوريا، حيث يبدأ المزارعون بحراسة محاصيلهم بعد نضوجها في الليل والنهار، عبر تقسيم المزارعين أنفسهم إلى مجموعات، مجموعة منهم في النهار وأخرى في الليل بالتناوب، بهدف حماية المحاصيل من السرقة، والرعي الجائر، والحرائق المفتعلة.

وبهذا الصدد بين المزارع اسماعيل الحمد: “إننا على جاهزية تامة في حال حدوث أي طارئ، وهناك تعاون كبير بيننا وبين الجهات المعنية بهذا الخصوص وحماية المحاصيل من الحرائق تقع على عاتق الجميع”.

وتقع مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التابعة لمجلس كري سبي على خطوط التماس مع نقاط المحتل التركي وبالقرب من الأوتوستراد الدولي (M4)، وتتعرض هذه المساحات لخطر الحريق بسبب القذائف والاستهدافات المتكررة من قبل المحتل التركي، وخاصةً “فترة حصاد موسم القمح والشعير”.

وعليه طالب المزارع الحمد بتكثيف عمل لجان الطوارئ والحماية في هذه المناطق أكثر من غيرها لضمان سلامة المواسم وأرزاق المزارعين في القرى المتواجدة على طول خطوط التماس.

الإجراءات الاحترازية المُقدمة من الجهات المعنيّة

أهم الطرق والإجراءات الاحترازية المُقدمة من قبل مكتب الشؤون الزراعية في هيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا، الواجب اتباعها لتجنب حدوث الحرائق في المحاصيل الزراعية:

-فلاحة جوانب الطرقات من قبل المزارعين لحماية المحاصيل من الحرائق.

-عدم حرق الأعشاب الضارة قبل عملية الحصاد.

-عدم رمي المُخلفات القابلة للاشتعال في الحقول، والتي تساعد في زيادة احتمالية حدوث الحرائق وإبعاد هذه المواد عن الأراضي الزراعية وأشعة الشمس.

-عدم إيقاد النيران داخل الحقول بقصد الطهي والشِواء لإعداد الطعام.

ـ ترك أكتاف وفواصل بين المساحات المزروعة لتكون عائق في تقدّم الحرائق.

ـ إزالة الأعشاب أو الحشائش على جانبي الطرق العامة الممتدة بين المساحات المزروعة قدر المستطاع لتجنّب أي مصدر نار مثل أعقاب السكائر التي تُلقى وتُرمى من السيارات المارة في تلك الطرق.

ـ التنسيق بين فلاحي القرى لوضع مجموعة من الشباب للحراسة وخصوصاً الحقول المحاذية للطرق.

ـ تجهيز الجرارات بالمحاريث بشكلٍ دائم أثناء عملية الحصاد لاستعمالها في الحد من اتساع رقعة الحرائق في حال حدوثها.

ـ ويجب التنويه إلى النقطة المهمة أيضاً ضرورة معرفة أرقام الطوارئ لأفواج إطفاء الحرائق القريبة للمنطقة للاتصال بها في حال حدوث الحرائق.

ـ صيانة الحصادات والانتباه لأي شرارة كهربائية قد تسبب حريق ومرافقة الحصادات بصهاريج مياه مقطورة.

ـ لمالكي الجرارات ترك سكة الفلاحة مُركبة على الجرار والبقاء بالجاهزية لعزل النيران في حال حدوثها.

ـ تركيب كاتم شرار على عوادم الآليات (الاشتمانات) خلال فترة الحصاد.

ـ ضرورة وجود أجهزة إطفاء فردية في كل آلية وأن تكون في حالة جاهزية تامة.

ـ وجود مصادر مائية أو عمل أحواض مائية لمساعدة فريق الإطفاء.

ـ عدم سكب المنتجات النفطية أثناء تزويد الآلية بالوقود أو أثناء عملية الإصلاح للآلات والحصادات.

ـ يُطلب من الكومينات والمجالس وخطباء الجوامع والمخاتير ووجهاء القرى بتوعية المواطنين بتوخي الحذر من نشوب الحرائق في فترات الحصاد وطريقة التعامل معها.

ـ حماية المحاصيل الزراعية في موسم الحصاد من خلال استنفار الأهالي وحراسة أراضيهم الزراعية على شكل مناوبات ليلاً ونهاراً.

ـ التخلّص من أعقاب السجائر في أماكن آمنة بعيدة عن المحاصيل الزراعية والحشائش اليابسة وخاصةً في فترة الحصاد.