تقرير/ ميديا غانم –
روناهي / قامشلو– تظاهرات عديدة في مخيمي عريشة ومبروكة بسبب تقاعس المنظمات الإنسانية عن القيام بواجبها تجاه النازحين في هذه المخيمات، وتردي الأوضاع ضمنها، تزامناً مع قدوم فصل الشتاء القاسي ومعاناتهم بسبب نقص الكثير من الخدمات الأساسية التي يحتاجونها.
في ظل الأوضاع التي مرت بها البلاد والمنطقة برمتها لم تتوان الإدارة الذاتية الديمقراطية عن احتضان الآلاف من الداخل السوري، في روج آفا والشمال السوري، حيث أنشأت مخيمات لاستيعابهم فيها مع تقديم معظم الحاجات الأساسية بالرغم من قلة الإمكانات، وفي ظل استمرار الهجمات التي كانت تشنها الفصائل العسكرية المختلفة والاحتلال التركي ومرتزقته أصبحت هذه الخيم الملاذ الأمن الوحيد لهم، والتي يعمل ضمنها إداريين تم تعيينهم من قبل مكتب شؤون اللاجئين التابع لهيئة العمل والشؤون الاجتماعية، في سبيل تأمين الخدمات الأساسية واليومية لقاطني المخيمات وتنظيمهم، ومن الناحية الصحية يشرف الهلال الأحمر الكردي عليهم ليعمل بكل إخلاص على تغطية كافة المخيمات بالرغم من إمكاناتهم المتواضعة، بالإضافة إلى عناصر من قوات الأسايش لتأمين الحماية لهم، لكن كل هذه الخدمات لا تسد حاجة الأعداد الضخمة في المخيمات بسبب تقاعس المنظمات الإنسانية عن القيام بواجبها تجاه النازحين وتقديم المساعدات لهم.
الأوضاع ضمن المخيمين
ويجدر بالذكر إن مخيم عريشة قد تأسس في 1/6/2017م، ويضم هذا المخيم النازحين السوريين الذين فقدوا الأمان في مناطقهم من دير الزور، الميادين، البوكمال، حلب، بسبب الحرب الدائرة في المنطقة، ونشير بأن عددهم منذ البداية كان حوالي 91083شخصاً، وبسبب تحرير قوات سوريا الديمقراطية للعديد من المناطق وتسليمها لأهلها وتهدئة الأوضاع بحيث أصبحت مناطق آمنة عاد الكثير من النازحين إلى منازلهم، ولكن الكثير منهم ما زالوا يقطنون المخيم بسبب تدمير منازلهم وعدم قدرتهم على بناءها من جديد، وننوه بأنه يتم تقديم البعض من الخدمات الأساسية لهم من قبل إدارة المخيم كما يتم توفير المياه الصالحة للشرب لهم، ولكن هناك حاجة ملحة للكهرباء لعدم توفرها، ويقوم الهلال الأحمر الكردي بواجبه بالرغم من تقاعس المنظمات، ويذكر بأنه في الآونة الأخيرة انتشر مرض “اللشمانيا” في المخيم، حيث تم تأمين العلاج من قبل الهلال الأحمر الكردي.
أما مخيم مبروكة الواقع في الشمال السوري والذي تأسس في 23/11/2015م، فهو يحتضن النازحين السوريين من دير الزور والرقة، ويتم تقديم المواد الأولية للقاطنين في المخيم من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية مع تقديم القليل من السلات الغذائية الشهرية من قبل بعض المنظمات ولكن لا تسد حاجتهم، وأيضاً يفتقر المخيم للكهرباء هناك بسبب نقص حاد في الإمكانيات إلى جانب تغاضي المنظمات عن القيام بواجبها الإنساني تجاههم لم يتم توفيرها لهم لحد الآن.
مطالب النازحين
وقد تظاهر العديد من النازحين في مخيم عريشة ومبروكة لسوء الأوضاع المعيشية والطبية، بسبب تقاعس معظم المنظمات الإنسانية عن القيام بواجبها الإنساني تجاه النازحين في هذه الخيم.
وبهذا السياق تحدث رئيس مجلس المخيم كسار الحاج أحمد باسم النازحين قائلاً: “لسوء الأوضاع المعيشية والطبية بسبب تقاعس معظم المنظمات الإنسانية عن القيام بواجبها الإنساني تجاه النازحين في الخيم، خرجت العديد من التظاهرات في مخيمي مبروكة والعريشة تُطالب من المفوضية والمنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية النظر إلى أوضاعهم، كونهم يعانون من نقص كبير في القطاع الغذائي والطبي، حيث إن الأطفال ضمن هذه الخيم يعانون من سوء تغذية شديدة لأن السلال الغذائية قليلة وغير متنوعة ولا تسد جوعهم، بالإضافة لعدم توفر الأدوية وسيارات الإسعاف للحالات الطارئة”.
وأكد كسار على إن النازحين بحاجة ماسة إلى تغيير الخيّم، كونها أصبحت بالية ومهترئة لا تقييهم من برد الشتاء ولا حر الصيف، وحاجتهم الملحة إلى المستلزمات الشتوية كاللباس والمدافئ والوقود تزامناً مع قدوم برد الشتاء القارس.
وانتهت التظاهرة بترديد العديد من الشعارات ومن بينها: (الغذاء غير كافي، ونوعية غير جيدة لا تصلح للاستهلاك البشري) – (نطالب بتبديل الخيم) – (نطالب باللباس الشتوي).
