التحضيرات على قدم وساق لانتخابات البلديات في إقليم شمال وشرق سوريا

قامشلو/ دعاء يوسف-

---

تستعد مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا السبعة للانتخابات، التي من المقرر إجراؤها بتاريخ30 أيار المقبل، وقد أكد الرئيس المشترك للمفوضية العليا للانتخابات “حسن الشيخ”، أن المفوضية العليا تعمل جاهدة على تسيير العملية الانتخابية بأفضل الطرق والمقاييس، لتحقيق الديمقراطية، منوهاً، إلى أن هذه الانتخابات تصب في صالح الشعوب كافة، فعليهم المشاركة في العملية الانتخابية، والتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم.

وفي حدث مهم وضروري منذ إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية ستجرى انتخابات للبلديات على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا؛ لإعادة تنظيم هيكلية وأعضاء البلديات، بتاريخ 30 أيار المقبل.

وبعد تحديد موعد الانتخابات، بدأ الاستعداد في عموم المنطقة، وفي هذا السياق، بدأت عملية تشكيل اللجان الانتخابية للمقاطعة من قبل المفوضية العليا للانتخابات إلى جانب مجلس الشعوب الديمقراطية.

المفوضية العليا للانتخابات 

وينص ميثاق العقد الاجتماعي في المادة 118 على تشكيل المفوضية العليا للانتخابات، والتي تقر بانتخاب 20 عضواً وعضوة من مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا كافة، والمفوضية العليا للانتخابات هي هيئة مستقلة محايدة يشكلها مجلس الشعوب الديمقراطي، وهي المسؤولة أمامه، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية، والاستقلال المالي والإداري.

وفي 28 آذار 2024، عقدت المفوضية العليا لانتخابات إقليم شمال وشرق سوريا اجتماعها الأول، وتم خلاله مناقشة آلية عمل المفوضية وتحديد موعد إجراء الانتخابات، فيما يتألف قانون المفوضية العليا للانتخابات من 28 مادة وخمس فصول، تحدد هيكلة المفوضية العليا للانتخابات، وصلاحيات أعضائها وآلية عملها، وهو قانون نافذ منذ تاريخ صدوره.

وتعمل المفوضية العليا للانتخابات على العديد من المهام، ومنها بتشكيل المكاتب التابعة لها (مكتب الدائرة الانتخابية، مكتب الرقابة والتدقيق والطعون، مكتب التدريب والتطوير، لجان المفوضية في المقاطعات وفي المدن والبلدات).

كما تقوم بتخطيط وتنظيم وتسيير الاستفتاءات الشعبية، وانتخابات أعضاء مجلس الشعوب الديمقراطي للإقليم، ومجالس الشعوب في المقاطعات، وانتخابات البلديات، والانتخابات القانونية بشكل ديمقراطي، وتعمل على إعداد سجل الناخبين لمن تتوفر فيهم شروط التصويت.

وتعمل على المصادقة على جداول الكيانات السياسية والمستقلين، وتحديد موعد الانتخابات، والإعلان عنه في وسائل الإعلام قبل الموعد المحدد لإجرائها بمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، والبت في حالات الطعن على نتائج الانتخابات، وقراراتها غير قابلة للطعن.

وتصادق على إجراءات العد والفرز، ويمكنها إرسال أعضائها كمراقبين إلى مؤتمرات الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية الرسمية، وتنظيمات المجتمع الديمقراطي المرخصة في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا.

تشكيل مفوضيات المقاطعات

ومن أجل الاطلاع على سير التحضيرات للعملية الانتخابية التقت صحيفتنا روناهي الرئيس المشترك للمفوضية العليا للانتخابات “حسين الشيخ”، والذي عبر عن ترحيبه بالناخبين من أبناء إقليم شمال وشرق سوريا للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع لأي كتلة، أو حزب سياسي، والشخصيات المستقلة كافة، لتمثيلهم ضمن بلديات الإقليم.

فيما تشكلت المفوضية العليا للانتخابات بعد المصادقة على العقد الاجتماعي نهاية عام 2023، وذلك في المادة رقم 18، التي تنص على تشكيل المفوضية العليا للانتخابات من المقاطعات السبعة عن طريق مجالس الشعوب في المقاطعات، وتتم المصادقة عليها في مجلس الشعوب في إقليم شمال وشرق سوريا، والذي أقر مناصفة الرجل والمرأة، وأكد الشيخ، أن ثلثي أعضاء المفوضية من ديوان العدالة الاجتماعية.

وحسب الشيخ تحضّر المفوضية لاستحداث مفوضيات الانتخابات في المقاطعات بالتنسيق مع مجالس الشعوب، لقبول طلبات الترشيح، وذلك بعد أن تم إصدار قانون انتخاب البلديات وقانون البلدية واتحاد البلديات الديمقراطية.

ويقتصر عمل مفوضيات المقاطعات على فترة العملية الانتخابية، وبدورها ستُشكل مفوضيات المدن والبلدات، إذ تسري فيها آلية عمل المفوضية العليا للانتخابات، ومن خلالها سيتم تحديد عدد مراكز الاقتراع.

كما تقوم لجنة المفوضية في المقاطعة بتحديد عدد الأعضاء لكل مجلس بلدية ضمن المقاطعة التابعة لها، حسب القواعد المذكورة في قانون الانتخابات البلدية، ويكون لكل مجلس أعضاء احتياطيون يقدرون بنصف عدد أعضاء المجلس، وتعمل المفوضية على إعلان أسماء المرشحين، الذين تم قبول ترشيحهم للرئاسة المشتركة للبلدية وعضوية المجلس البلدي، وتقوم بإرسال الأسماء إلى لجان المفوضية في المدن والبلدات، والتي تقوم بدورها بإعلان الأسماء أصولاً.

الاستعدادات للعملية الانتخابية

وفي صدد الحديث عن الاستعدادات والإجراءات، التي تُجرى لنجاح العملية الانتخابية، لفت الشيخ: “ستُجرى الانتخابات البلدية في إقليم شمال وشرق سوريا في 30 أيار 2024، حيث بدأت الاستعدادات في مقاطعات الإقليم السبعة “الشهباء، وعفرين، ومنبج، والطبقة، ودير الزور، والجزيرة، والرقة، والفرات”، وتعمل المفوضية ومجلس الشعب معاً على تشكيل اللجان، وتشمل التحضيرات، التي تعمل عليها المفوضية “البطاقات الانتخابية، وصناديق الاقتراع ومستلزمات العملية الانتخابية كافة”، فيما سيتم تسليم بطاقات الانتخابات للبلديات، وفي الوقت نفسه ستقوم البلدية بتوزيع البطاقات على المنازل، حتى يتمكن الجميع من المشاركة في الانتخابات”.

وأشار إلى أن هناك استعدادات واسعة النطاق على مستوى 121 بلدية، حيث أن لهذه الانتخابات أهمية كبيرة، فستكون هذه الخطوة أهم ركائز ودعائم الديمقراطية، التي ستطبق خلال الانتخابات لتكون الكلمة الفاصلة للشعب، وهو الذي يختار من يمثله في مجلس الشعوب والبلديات.

كما تطرق الشيخ إلى الإجراءات الأمنية، التي سترافق العملية الانتخابية: “إننا ننسق مع الهيئة الداخلية في إقليم شمال وشرق سوريا في المقاطعات للوقوف على حماية المراكز من العبث، والتخريب والإخلال بالأمن وحماية الصناديق والناخبين والمرشحين ضمن سير العملية الانتخابية”.

ضرورة المشاركة الشعبية في الانتخابات

فلا توجد نسبة محددة للشعوب في عملية الترشح والانتخاب، كما أوضحه الشيخ: “إن الشعوب كلها معنية بالانتخابات، ويحق لها أن ترشح من يكون جديراً بحمل هذه المسؤولية، إذ إن الانتخابات ستكون مباشرة وبقرار الشعوب لا المفوضية العليا للانتخابات، فنحن لا نعمل على تعبئة مقاعد بل على انتخابات حرة ومباشرة لأشخاص سيخدمون المنطقة في المستقبل”.

وقبل نهاية موعد الترشيح، يجب على الأحزاب والمؤسسات كافة، أن تكون جاهزة لتقديم أعضائها وقوائمها الم

ستوفية للشروط ضمن قانون انتخابات البلديات، وشروط الترشح، وأكد الشيخ أن من شروط اللائحة الانتخابية المرفوعة مناصفة المرأة والرجل وأن تكون هناك نسبة تمثيل للشبيبة، والشعوب جميعها.

واختتم الرئيس المشترك للمفوضية العليا للانتخابات “حسين الشيخ”، أن المفوضية العليا للانتخابات تستقبل ممثلي الكتل والأحزاب السياسية، الذين يرغبون بالترشح لخوض انتخابات بلديات إقليم شمال وشرق سوريا، وأن المفوضية العليا هدفها تحقيق العدالة، وتسيير العملية الانتخابية بطريقة نزيهة بأعلى مقاييسها، لتتحقق الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع، متمنياً، أن تصب هذه الخطوة في صالح الشعوب جميعها: “ندعو شعبنا في إقليم شمال وشرق سوريا، أن يشاركوا في العملية الانتخابية، وأن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، وبذلك تتحقق الديمقراطية، التي كنا نحلم بها في سوريا”.