ملحمة قرية باصلحايا صفحة بطولية خالدة في سِفْرِ ثورة روج آفا

سيبيليا الإبراهيم_

---

في ثرى تلك الأرض المقدسة بدماء الأبطال، تتوالى قصص البطولة والتضحية، في ثورة روج آفا، وقد تروت أرضها الطاهرة بدماء ثلاثة أسود، ولبوتين كانوا يواجهون طغاة العصر، في ملحمة قرية باصلحايا (باسلي) التابعة لناحية شيروا مدينة عفرين المحتلة.

المناضلون لا يرحلون أبداً؛ لأن أرواحهم الطاهرة، تذكرنا دائما بقصصهم البطولية الخالدة، وهي منارة درب لنا نهتدي إليها كل حين وآن، فهم باقون بيننا بذكراهم وتمجيد بطولاتهم، فهم القيمة الكبرى والنضال الحقيقي في وطنٍ مزّقته الحروب، والأنظمة المستبدة أشلاء متناثرة ، لكننا لا بد من أن نقر ونعترف أن هؤلاء الأبطال هم الذين علمونا حب الوطن والتضحية لقيامه وحمايته من كل محتل وطاغٍ، نقولها بكل فخرٍ واعتزاز أن أبناء الجبال والنار  شامخون في وجه الطغاة منذُ الازل، واليوم أعادوا كتابة التاريخ من خلال الملاحم العظيمة .

فحين نستذكر شهداء ثورة روج آفا نرى الكثير من الملاحم ومنها ملحمة شهداء قرية باصلحايا التابعة لناحية شيروا عفرين المحتلة،  فقد كانوا ثلاثة مقاتلين، ومقاتلتين، وقفوا بوجه الموت غير آبهين به، وقدموا أرواحهم في سبيل أهدافهم النبيلة، وضربوا أوكار المحتل، الذي اغتصب أرض أجدادهم وزيتون مدينتهم، أبطال وقفوا بوجه طغاة العصر، دفاعا عن شعبهم في عفرين المحتلة، الذي تعرض للظلم والعدوان منذُ سبعة أعوام، أرادوا إنهاء مسيرة التهجير القسري في مخيمات النزوح، وأن يعود السلام لبيوتهم ووطنهم، وأن تظل قمم جبال (جياي كورمينج) عنوانا للشموخ والفداء في عفرين مدينة الزيتون والسلام.

كانت عقولهم وقلوبهم وأرواحهم تتطلع لرفع الظلم والقهر الذي يعانيه الشعب الكردي في عفرين المحتلة، وبطش الاحتلال ومرتزقته، ومجازر القتل، وعمليات الاغتصاب والنهب، وقطع الأشجار، وكان هؤلاء الأبطال همهم الوحيد أن تنعم مدينتهم وشعبهم بأسس السلام والأمان بعد الخلاص من نير الطغاة.

لقد نفذوا في 30 كانون الثاني عملية نضالية بوجه الاحتلال التركي، ومرتزقته بقرية باصلحايا في ريف عفرين، وقد نالت أرواحهم الطاهرة أعظم المراتب في مرتبة الشهادة على أرض عفرين التي لطالما أرادوا أن يقفوا عليها يوماً، وأن تكون أنفاسهم الأخيرة آخر ما يستنشقونه من هوائها العذب، في الثورات دائما تجد من يناضل لإحلال السلام، وتحرير الأرض، وفي الطرف الآخر من يخون، ويخدم المحتلين ضد أبناء وطنه، لأجل حفنة من المال، ويقوم بارتكاب المجازر والتمثيل بجثث المناضلين.

لقد حمل مقاتلو ومقاتلات قوات تحرير عفرين على عاتقهم منذ اليوم الأول، الذي وطئت به أقدام المحتل والمرتزقة  عفرين مواصلة درب النضال، حتى تحرير مدينة الزيتون من دنس المحتل، بعد مرور أشهر على استشهاد هؤلاء المقاتلين استطاعت قوات تحرير عفرين الحصول على جثامين المقاتلين، بتاريخ 20نيسان من عام 2024 لتوارى جثامينهم الثرى في مقاطعة الشهباء، ومقاطعة كوباني، وسط مشاهد مليئة بالنضال والبطولة، وفي موكب مهيب وترحيب من الأهالي، وزغاريد الأمهات، وإطلاق الرصاص في موكبهم وتوزيع أكاليل الورود فوق أجسادهم الطاهرة، ومن جهة أخرى تعهد العديد من رفاق دربهم من الشبان والشابات على مواصلة دربهم، والانتقام لهم، رافعين راية النصر والاستمرار في النضال .

التاريخ لا ينسى تضحيات العظماء ولذلك سيسطّر ملاحم نضال قوات تحرير عفرين بأحرف من ذهب، فأرض روج آفا معطاءة، ولودة بآلاف الأبطال، وستستمر مسيرة المقاومة، ولن تتوقف حتى تحرير المناطق المحتلة، ولن ننسى دماء شهدائنا، فحين ودعنا شهداءنا بالأمس، عاهدناهم بالسير على خطاهم والثأر لهم وتحقيق آمالهم في مطلب الحرية والنصر والتحرير.

 وما عسانا إلا أن نذكر أولئك الشهداء، شهداء قرية باصلحايا، الذين رووا أرض عفرين الطاهرة بدمائهم وهم موسومون بوثائق استشهادهم وهم:

الاسم الحركي: جودي كابار.

الاسم والكنية: جميل سليمان.

اسم الأم: زينب.

اسم الأب: أحمد.

مكان وتاريخ الشهادة: 2024،1،30 مدينة عفرين.

الاسم الحركي: دلشير سري كانيه.

الاسم والكنية: عبد الرحمن صوفي.

اسم الأم: منور.

اسم الأب: فؤاد.

مكان وتاريخ الشهادة: 2024،1،30مدينة عفرين.

الاسم الحركي: جودي رشو.

الاسم والكنية: حميد رشو.

اسم الأم: زينب.

اسم الأب: خليل.

مكان وتاريخ الشهادة: 2024،1،30 مدينة عفرين.

الاسم الحركي: جيجك كوباني.

الاسم والكنية: سوسن بركات.

اسم الأم: فاطمة.

اسم الأب: حسين.

مكان وتاريخ الشهادة: 2024،1،30 مدينة عفرين

الاسم الحركي: جيان عفرين.

الاسم والكنية: روشين محمد.

اسم الأم: زينب.

اسم الأب: سليمان.

مكان وتاريخ الشهادة: 2024،1،30 مدينة عفرين.