تطبيقاً لنهجه التدميري… المحتل التركي بهجماته العدوانية يخلف ضحايا ودمار خلال 2023

حسام إسماعيل_

أكثر من ستمائة استهداف، وأكثر من مائتي شهيد وجريح خلفته دولة الاحتلال التركي خلال عام 2023 ليكون عاماً دموياً تعدت فيه دولة الاحتلال حدودها بحق الإنسانية في إقليم شمال وشرق سوريا، مستغلة صمت المجتمع الدولي والدول، التي تدعي أنها ضامنة في المنطقة، وخارقة سيادة الدولة، التي تشارك الدول الأخرى في صمتها تجاه بلدها وأبنائها.

واصل المحتل التركي ومرتزقته خلال عام 2023 هجماتها العدوانية بمناطق شمال وشرق سوريا هادفاً من خلالها تقويض حالة الأمن والاستقرار، التي تعيشها الشعوب السورية بجغرافية المنطقة جاعلاً قتل المدنيين السوريين وتدمير بنيتهم التحتية في مرمى مخططاته الاستعمارية.

نهج عدواني مستمر…!

ومع دخول الشهر الأول (كانون الثاني) من عام 2023 شدد المحتل من وتيرة هجماته العدوانية، التي طالت محاور عدة بمناطق شمال وشرق سوريا بحسب الموقع الرسمي لإعلام قوات سوريا الديمقراطية الذي وثق عمليات واستهدافات المحتل التركي إلى 55 استهدافاً (أسلحة ثقيلة:42 – رشاشات دوشكا: اثنان – طيران مسير: تسع)

فيما تعرض 15 عنصراً لإصابات في صفوف قوات حكومة دمشق، وأصيب الطفل علي خليفة العلي إثر القصف الهمجي التركي على القرى والمناطق الأهلية بالسكان، فيما فارق طفل أخر الحياة إثر استهداف “استراحة أري” في قامشلو، واستشهاد المدني عبد الرحمن هشام، واستشهاد المقاتل في العلاقات العسكرية مع التحالف ( روجهلات حسكة).

واصل المحتل التركي في شهر شباط من العام ذاته هجماته العدوانية في مناطق عدة حيث وصل عدد الاستهدافات خلال الشهر المذكور 22 استهدافاً بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والطيران المسير أدى ذلك إلى استشهاد مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية وعضو لجنة الاقتصاد (حمزة كوباني) فيما طالت الاستهدافات المدنيين، فاستشهد على إثر ذلك المسن (في العقد السابع من العمر) يوسف عبد، بالإضافة إلى صابة ثمانية مدنيين بينهم امرأتان (أمينة درويش-وضحة الفارس والطفل موسى بكهنادي).

وفي إطار استمرار القصف الهمجي على مناطق شمال وشرق سوريا تابع المحتل التركي استهدافه للقرى والمناطق الأهلة بالسكان، حيث وصل عدد الاستهدافات إلى 21 استهدافاً في شهر آذار تنوعت بين أسلحة ثقيلة:19 -رشاشات وقنص: ثلاثة -ولغم متفجر: واحد -طيران مسير: اثنان.

مجازر واستهدافات متكررة

 فيما شهد شهر نيسان ارتفاعاً في عدد الهجمات والاستهدافات لتصل إلى 25 أسلحة ثقيلة 23 وطيران مسير اثنان، عدد القذائف التي تَمَّ فيها استهداف مختلف المناطق، والتي وُثّقت فقط، أكثر من /1130/ قذيفة مدفعيّة وهاون ودبّابة وصاروخ.

وارتكب الاحتلال مجزرة في قرية عين العبد في تل تمر في نيسان ذاته استشهد فيها ثلاثة أطفال وجرح طفلين آخرين.

كما استهدف الاحتلال طواقم المسعفين الذين هرعوا لإنقاذ مدنيين جراء انقلاب شاحنتهم على طريق عين عيسى قرب قرية الدبس، واستشهد مقاتل من قسد جراء القصف المستمر على القرى الواقعة على خطوط التماس مع المحتل.

ولم يخل شهر أيار من استهدافات وهجمات عدوانية من قبل جيش الاحتلال التركي، والذي وصل إلى 18 استهدافاً حيث سبب القصف استشهاد العديد، فضمن صفوف جيش حكومة دمشق وصل عدد الضحايا إلى أربعة عسكريين، وإصابة عسكري واحد بجروح متنوعة، كذلك استشهد مدنيان اثنان وإصابة عشرة آخرين، من بينهم إصابة المواطن (محمود الجاسم 35 عاماً) إثر قصف مدفعي تركي على قرية الجديدة غربي ناحية عين عيسى بالإضافة إلى استهداف (قرية الأصيلم الواقعة شمالي طريق M4 في الريف الجنوبي لناحية سلوك) بطائرة مسيرة مفخخة، ما أسفر عن إصابة المواطن  حسين حمود المحمد 45 عاماً، وزوجته حوريه عايد الظاهر 35 عاماً. أثناء عملهم في أرضهم الزراعية.

 كذلك  أدى القصف إلى استشهاد مقاتلين بصفوف قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلين من قوى حماية مخيم الهول، وحرق محاصيل مزارعين في المنطقة وصلت إلى أربع حالات حرق في مناطق عدة في شمال وشرق سوريا، فيما ارتفعت عدد الهجمات العدوانية لتركيا المحتلة في شهر حزيران بشكل كبير حيث وصل عددها إلى 69 استهدافاً أدى إلى وقوع ضحايا جدد حيث استشهد سبعة مدنيين، وأصيب سبعة آخرين بينهم طفلان، كما سبب حصيلة الهجمات العدوانية التركية استشهاد أحد عشر مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى ستة عساكر من جيش حكومة دمشق وإصابة تسعة بجروح، وتعرضت أراضي المزارعين للاحتراق في ثلاثة أمكنة.

“أشهر الصيف” ضمت لائحة طويلة لهجمات المحتل

ففي شهر تموز 2023 وصل عدد الاستهدافات والهجمات العدوانية للدولة التركية المحتلة إلى 45 استهدافاً تضمنت مختلف أنوع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والطيران المسير، بالإضافة إلى حرق محاصيل المزارعين في عدد من المناطق من شمال وشرق وسوريا، وبلغ عدد حالات الحرق ثلاث مرات، كما تعمد المحتل التركي استهداف طواقم الإسعاف؛ ما أدى إلى إصابة مسعفين، بالإضافة إلى استشهاد مدنيين، وإصابة ثمانية أخرين بينهم طفل.

في شهر آب 2023 صعد المحتل حدة هجماته لتصل إلى 67 استهدافاً، منها 18 استهدافاً استخدم فيه الطيران المسير والذي سبب استشهاد سبعة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، وضحايا في صفوف المدنيين وصلت إلى أربع مدنيين بينهم طفلان، وصحفي وامرأة مسنة، فيما وصل عدد الجرحى في صفوف العسكريين إلى أربعة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، وأربعة عشر مدنياً بينهم طفلان وصحفية، في شهر أيلول تصاعدت حدة هجمات المحتل التركي بالأسلحة الثقيلة لتصل إلى 177 موقعاً، فيما استهدف الطيران المسير ثمانية مواقع، إلى جانب ارتكاب المحتل التركي  مجزرة في قرية الشركة التابعة لبلدة سلوك, راح ضحيتها ثلاثة شهداء (الجدة وحفيديها)، وثلاثة مصابين (أم وطفليها) كما استهدف المحتل التركي طاقم صحفيين لقناة JIN TV أسفر عن استشهاد السائق وإصابة صحفية بجروح.

ضرب البنى التحتية ومراكز التدريب

في الربع الأخير من عام 2023 زادت دولة الاحتلال التركي هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا وغيرت من استراتيجيته العدوانية لتطال المرافق الخدمية ومراكز التدريب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في تشرين الأول المنصرم، حيث وثق المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية 132 استهداف بالأسلحة الثقيلة والطيران المسير مخلفاً 46 شهيداً بينهم عشرة مدنيين منهم استهداف منزل في قرية الخالدية  بقذيفة دبابة (غربي عين عيسى 12 كيلو متر)؛ ما أودى بحياة زوجة مسنة عمشة هلال البكار 65 سنة، وإصابة زوجها محمد خلف العلي 70 عاماً، كما شهد يوم التاسع من تشرين الأول استشهاد طفلين في القصف التركي على قرية المستور غربي عين عيسى هم (علي عياش تسعة أعوام ـ نادية عياش عشرة أعوام)، وإصابة الشاب بشار الأحمد 23 في الحي الغربي بناحية عين عيسى جراء القصف التركي في الـ 25 من الشهر ذاته.

كما أدت هجمات المحتل إلى استشهاد 29 عنصراً من قوى مكافحة المخدرات، وستة عناصر من قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، واثنان من قوات سوريا الديمقراطية، فيما بلغ عدد الجرحى من المدنيين 20 جريحاً، وثلاثة مصابين من قوات حكومة دمشق، وبلغ عدد المنشآت المدنية ومراكز البنى التحتية النَّفطيّة، التي تَمَّ استهدافها من قبل طيران الاحتلال التركي 34 منشأة.

فيما شملت حصيلة العدوان التركي لشهر تشرين الثاني جملة من الإصابات والاستهدافات حيث وصل عددها إلى 27 هجوماً عدوانياً موثقة بالاسم، وهم أربعة شهداء ( جوان محمد ـ محمد حميد شيخو ـ لورين رمضان كالو ـ محمد لؤي توفيق ـ داوود حسين مصطفى ) بالإضافة إلى الطفلة نسرين محمد عزيز تسعة أعوام .

ومع نهاية الشهر الأخير (كانون الاول) من العام الحالي ٢٠٢٣ صعد المحتل التركي من هجماته مرة أخرى حيث استهدف قرى في ريف منبج وكوباني، والشهباء وواصل ضرب البنى التحتية والمنشآت النفطية بمقاطعة الجزيرة بهدف الإضرار بحياة المدنيين، وتعطيل الحياة العامة وضرب اقتصاد المنطقة.

ففي 23 كانون الأول الجاري تم استهداف مناطق مختلفة من مقاطعة الجزيرة كما في ناحية تربه سبيه باستهداف محطة سعيدة للنفط، وحقل عودة، وكذلك ديرك، وفي 25 الشهر نفسه استهداف مراكز في مدينة كوباني، وكذلك شيروا، ومواقع عدة في قامشلو ومنها سجن علايا الذي يحوي المعتقلين من مرتزقة داعش، واستهداف شركة الجزيرة الخاصة بالزراعة، وكذلك مطبعة سيماف، وشركة للإنشاءات والبناء، وأيضاً محطة القطار، شركة الشمال، مطحنة قامشلو، معمل النسيج والخياطة، ليصيب ويستشهد العديد من المدنيين في مواقع مختلفة من القصف.

وتبقى دولة الاحتلال التركي الدولة الدموية التي قتلت بآلتها المئات من أبناء شعوب إقليم شمال وشرق سوريا في مسعى منها لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وإفشال مشروعهم الديمقراطية وبخاصة بعد المصادقة على ميثاق العقد الاجتماعي الذي صان حقوق جميع شعوب المنطقة، كل الجرائم التي يمارسها المحتل يحصل أمام مرأى الرأي العام والمجتمع الدولي الذي يصمت كما العادة ويغمض عينه ويصم آذانه، مانحة الضوء الأخضر لدولة الاحتلال التركي بردها هذا.