حسام الدخيل / الشدادي ـ
مع مرور أيام على فاجعة الزلزال المُدمّر الذي ضرب العديد من المدن في تركيا وسوريا، وخلّف آلاف الضحايا وشرّد عشرات الآلاف في كِلا البلدين، ولكن رغم ذلك مازالت السياسة التركية تمنع وصول المساعدات إلى المناطق السوريّة المحتلة من قِبلها حتى الآن.
وعلى الرغم من تناقص فرص النجاة للأشخاص العالقين تحت الأنقاض، في المناطق الأكثر تضرراً مثل جنديرس في عفرين وسلقين وحارم في إدلب، بحيث أعاقت دولة الاحتلال التركي وصول فرق الإنقاذ إليها بحجة عدم وجود طرق صالحة لمرور الفرق والآليات اللازمة، على الرغم من تأكيدات لناشطين سوريين أن كافة الطرق والمعابر سليمة، ولم تتعرّض لأي ضرر يمكن أن يُعيق وصول المساعدات إلى المنطقة، والدليل على ذلك وصول جثامين السوريين الذين كانوا قد قضوا في ذات الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا.
وكانت قد سارعت معظم دول العالم منذُ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال إلى تجهيز مساعدات إلى كلاً من سوريا وتركيا، ولكن الوضع السوري كان أعقد مما يمكن، فقد تأثرت مناطق من سيطرة حكومة دمشق بالزلزال المدمر ذاته بالإضافة إلى تأثر كبير لمناطق شمال وغرب سوريا المحتلة من قبل تركيا ومرتزقة المعارضة، مما تسبب بإعاقة وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة في كل مناطق سيطرة الحكومة ومناطق المعارضة التي تعلّق أملها بالدولة التركية.
ولم يؤثر أنين السوريين تحت الأنقاض بالضمير التركي على الرغم من وصول مساعدات كانت قد احتجزتها تركيا داخل أراضيها بحجة إن الطرق غير صالحة، وتزاحمت فرق الإنقاذ الدولية المزودة بأحدث الآليات الهندسية في ولايات الجنوب التركي، بينما اضطرت المناطق المتضررة في سوريا للاكتفاء بما لديها من معدات ثقيلة محدودة، وعمليات بحث وإنقاذ يُديرها المتطوعون، مما تسبب بتناقص فرص النجاة للأشخاص العالقين وتحوّل العمليات من إنقاذ إلى انتشال جثث فقط.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة لوكالة “رويترز” إن تدفق المساعدات من تركيا إلى شمال غرب سوريا توقف مؤقتاً بسبب تداعيات الزلزال المدمر، مما جعل عمال الإغاثة يواجهون مشكلة فيما يتعلق بطريقة توصيل المساعدة للناس في بلد مزقته الحرب.
وأضافت ماديفي سون سوون المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لرويترز إنه لا توجد صورة واضحة عن موعد استئناف المساعدات التي يعتمد عليها نحو أربعة ملايين شخص.
وأردفت “بعض الطرق معطلة والبعض الآخر لا يمكن الوصول إليه. هناك مشكلات لوجستية تحتاج إلى حل”.
وقالت “نحن نستكشف كل السبل للوصول إلى المحتاجين”.
فيما لا تزال دولة الاحتلال التركي حتى ساعة إعداد هذا التقرير تمنع عبور القافلة التي سيّرتها الإدارة الذاتية لمناطق شمال وشرق سوريا إلى المناطق المنكوبة من شمال وغرب سوريا عند معبر أم جلود كما أكد ذلك ناشطون.
وكانت الإدارة الذاتية قد أكدت على لسان الرئيسة المشتركة للمكتب التنفيذي في الإدارة الذاتية بيريفان خالد عبر سلسلة تغريدات نشرتها على تويتر إن الإدارة الذاتية مستعدة للمساهمة في تقديم ما يلزم لتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة في المناطق المحتلة شمالي سوريا.
كما أكدت بيريفان خالد على أنه يمكن للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والإغاثية الاعتماد على مناطق الإدارة الذاتية لعبور المساعدات الإنسانية، وذلك بعد أن علقت الأمم المتحدة مساعداتها إلى سوريا بسبب إغلاق معبر باب الهوى من جانب السلطات التركية.
كما طالبت الإدارة الذاتية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المختصة ببذل جهود عملية والتعامل مع إضرار الزلزال في عموم سوريا على أسس جغرافية وعدم تسييس تلك المساعدات والدعم للمناطق المنكوبة.
كما أكدت عبر لقاء لوكالة أنباء هاوار أن مساعدات الإدارة الذاتية تنتظر في المعابر الواصلة بين مناطقها والمناطق التي تحتلها تركيا، ومناطق حكومة دمشق، مؤكدةً أن الطرفين لا يسمحان بدخول المساعدات إلى المناطق المنكوبة.
وتابعت “مساعداتنا جاهزة من محروقات ومواد إغاثية، ونحن على أهبة الاستعداد لإدخالها لتلك المناطق، لكن لم نتلقَ الرد من قبل دولة الاحتلال التركي التي تحتل تلك المناطق المنكوبة، ولا من قبل حكومة دمشق لقبول دخول تلك المساعدات”، مضيفةَ ” نحن ملتزمون بقراراتنا حيال إرسال المساعدات، لكن هناك إعاقة ومنع من تلك الأطراف لدخول المساعدات”.
