قامشلو/ رشا علي ـ
بمرور قرابة أربعة أشهر من افتتاح مركز “الشهيد إيريش” لذوي الاحتياجات الخاصة، ويعد الأول من نوعه في مناطق شمال وشرق سوريا، طرأ تحسن على أوضاع الأطفال المنتسبين للمركز، في حين يدعو الأهالي لافتتاح مركز يضم أطفالاً بأعمار مختلفة.
لا يزال واقع حقوق أطفال ذوي الهمم في المنطقة بحاجة إلى المزيد من التركيز، خاصة في مجال التعليم، وافتتاح مراكز خاصة بهم تضمهم، لتعليمهم آداب السلوك وكيفية المعاملة، ولزيادة ثقتهم بأنفسهم، حيث يعاني هؤلاء من صعوبات، في دمجهم بالمدارس والحضانات العامة، وعلى هذا الأساس تسعى الإدارة الذاتية الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع بافتتاح مراكز خاصة بهم، وافتتحت منذ عدة أشهر مركزاً باسم “الشهيد إيريش” لذوي الهمم، الذي يعدّ الأول من نوعه في إقليم الجزيرة.
وعملت هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية على التجهيز لافتتاح هذا المركز، والذي استغرقت مدة بنائها سنة ونصف، وبدأ باستقبال الأطفال ذوي الهمم، في بداية الشهر الثامن من العام المنصرم، وثم أعلن عن افتتاحه بشكل رسمي في الشهر الأخير من العام نفسه في 13/12/2021 بمدينة قامشلو.
تميّز مركز ذوي الهمم
يعدّ المركز الأول من نوعه في إقليم الجزيرة، يستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين عشرة إلى ثمانية عشر عاما، وبدوام يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الثانية عشر ظهراً.
ولمعرفة تفاصيل أدق عن هذا المركز، والهدف من افتتاحه التقت صحيفتنا “روناهي” مع الناطقة باسم مركز الشهيد إيريش لذوي الاحتياجات الخاصة، جينان أحمد، التي أوضحت: الهدف من افتتاح المركز هو مساعدة الأهالي وتخفيف العبء عنهم، حيث يتكلف الأهالي بمبالغ مادية كبيرة لدى إرسالهم إلى المراكز الخاصة، وأيضاً لوجود حالات كثيرة من هؤلاء الأطفال، المهمشين في المجتمع “الهدف من افتتاح المركز هو دعم الأهالي، وترفيه وتعليم وتدريب الأطفال، وخروجهم من المنزل واختلاطهم مع الأطفال الآخرين، لأن وجودهم في المنزل بشكل دائم يخلق لهم ضغطاً نفسياً يؤدي إلى عدم تقبلهم لأي أحد، فالعائلة وحدها لا تستطيع الاهتمام بهذه الفئة، ووجود مراكز من هذا النوع ضروري”.
وجود حالات معقدة
المركز يضم حالات، صعوبة النطق، متلازمة داون، التوحد، التخلف العقلي، وصعوبات التعلم، حيث يتراوح أعمارهم ما بين عشرة وثمانية عشر عاماً، ويبلغ عدد الأطفال ثلاثين طفلاً، ويشرف على رعاية الأطفال معلمون مختصون في مجالات علم النفس، والإرشاد النفسي، والتربية، والمناهج، وعلم الاجتماع، بالإضافة إلى إخضاعهم دورات تدريبية، لتعليمهم كيفية التعامل مع كل حالة، كما أن عدد المعلمين عشرة، وقابل للزيادة حسب المطلوب.
وأشارت جينان في حديثها إلى وجود حالات معقدة في المركز، ويصعب التعامل معهم، وخاصةً الأطفال المصابون بالتوحد، وأيضاً وجود حالات بوضع مقبول صحياً، ويتقدمون في العلاج بشكل سريع، وبأنهم يعتمدون ضمن المركز بشكل رئيسي على تعديل سلوك هؤلاء الأطفال، وتعليمهم كيفية الاعتماد على أنفسهم في الحياة، والاهتمام بجسمهم ونظافتهم.
الصعوبات
وعن الصعوبات التي يواجهونها، أردفت جينان، بأنهم يتلقون صعوبة كبيرة حتى يصلون إلى نتيجة جيدة، وخاصة للحالات، التي هم في سن المراهقة، وبأن هناك تحسن بحالات بعض الأطفال: “كان هناك حالات يصعب التعامل معها، في بداية افتتاح المركز، ومع مرور الوقت، وبعد اكتسابهم الثقة بالنفس، إضافةً إلى منحهم الحب والاهتمام، وجدنا تحسناً كبيراً، ونسعد عندما نجد نتائج جيدة، وتحسن بحالات الأطفال”.
وعن النظام الذي يطبقونه في المركز، نوهت جينان إلى تطبيقهم النظام المدرسي، وذلك بإعطائهم دروس تعديل السلوك، والدروس التعليمية، ويكون ضمنها تعليم الأحرف وأشكالها والألوان، بالإضافة إلى معرفة أعضاء جسم الإنسان، وتكون الحصة الأخيرة ترفيهية، وأن فرز الأطفال ضمن الصفوف يكون حسب حالة كل طفل.
وفي ختام حديثها طالبت جينان أحمد، الناطقة باسم مركز “الشهيد إيريش” لذوي الاحتياجات الخاصة، الأهالي أن يكونوا متعاونين معهم بشكل كبير، لإعطاء ثقة أكبر لهؤلاء الأطفال، ومساعدتهم في متابعة حالات أطفالهم.
“أفرح لفرح ابنتي عند ذهابها إلى المركز”
وفي السياق نفسه، ولمعرفة فائدة المراكز الخاصة لأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، التقينا مع أحد عوائل هؤلاء الأطفال، “سلطانة حمي” مدرسة مادة الرياضيات في ثانوية القادسية في مدينة قامشلو، والتي ترسل ابنتها “ديلان عبدو” البالغة من العمر ثمانية عشرة عاماً، ومصابةً بمرض متلازمة داون إلى مركز “الشهيد إيريش” لذوي احتياجات الخاصة في مدينة قامشلو.
تحدثت سلطانة في البداية عن الفرح، الذي غمرها عند افتتاح هذا المركز، وبأنها بادرت إلى تسجيل ابنتها في المركز وارسالها إليه، كما أنها أشارت إلى المعاملة الجيدة، التي تتلقاها ابنتها في المركز من قبل المعلمين، وشدة تعلقها بهم، وقالت عن فائدة هذه المراكز: “لها فائدة كبيرة على الأطفال من الدرجة الأولى، لأنهم يشعرون بأن هناك من يهتم بهم، وأصبح لهم دوام ويفرحون بذلك، وأنا أيضاً أفرح لفرح ابنتي بذهابها إلى المركز، وأشكر الكادر التعليمي للمركز، لأنهم استطاعوا أن يزرعوا الفرح في قلب ابنتي”.
وتابعت سلطانة: “لهذه المركز تأثير وفائدة كبيرة على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لتعليمهم ومساعدتهم على الصبر والتزام الهدوء، وتعليمهم حركات تفيد جسمهم وصحتهم، وتعليمهم النظام، وذلك عند استيقاظهم في الصباح الباكر بحيوية ونشاط وتجهيزهم للذهاب إلى المركز وعودتهم في أوقات الظهيرة”.
