تحذيرات للمُهجرين من العودة إلى عفرين بدون ضمانات وبشكلٍ فردي

حذّر مسؤولون مُهجري مقاطعة عفرين المحتلة من التضليل الذي تُطلقه شخصيات في المجلس الوطني الكردي وعناصر تابعة للمخابرات التركية بعدم الانجرار وراء أوهامهم وشددوا على أن العودة لعفرين ستكون جماعية دون وجود المحتل التركي.

حذّر الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا والرئيس المشترك للمجلس التشريعي في إقليم عفرين سليمان جعفر، المُهجرين في مقاطعة عفرين من العودة إلى عفرين المحتلة والانجرار إلى حملات التضليل التي تطلقها شخصيات في المجلس الوطني الكردي وعناصر تابعين للمخابرات التركية.

وشهدت الأسابيع القليلة الفائتة عودة عدد قليل من المهجرين في مقاطعة الشهباء إلى مقاطعة عفرين المحتلة بعدما تلقوا وعوداً كاذبة من المجموعات المرتزقة بعدم التعرض لهم لقاء مبالغ مالية وصلت إلى آلاف الدولارات، ولكن جميع العائدين واجهوا المصير ذاته واختُطِفوا من قبل المجموعات المرتزقة.

وشجّعت شخصيات في المجلس الوطني الكردي في مقدمتهم عبد الحكيم بشار المهجرين على العودة عبر تصريحات كاذبة نافياً وجود جرائم في مقاطعة عفرين المحتلة التي تشهد جرائم قتل واختطاف واغتصاب وتهجير بشكلٍ يومي منذ الاحتلال التركي في الـ 18 من آذار عام 2018.

كما تلعب دوائر الحرب الخاصة التابعة لدولة الاحتلال التركي دوراً بارزاً في عملية تضليل المهجرين وإيهامهم بأن الحياة في عفرين المحتلة آمنة.

وفي هذا السياق، تحدث الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا إبراهيم شيخو لوكالة أنباء هاوار، عن الجرائم التي ترتكب بحق أهالي عفرين.

تهجير 30 ألف وتوطين 400 ألف بمدينة الزيتون

 وذكر شيخو أن “الاحتلال التركي هجّر أكثر من 300 ألف مواطن قسراً من ديارهم إلى مقاطعة الشهباء، فيما أقدم على توطين 400 ألف مواطن من مختلف المناطق السورية بدلاً من السكان الأصليين، ناهيك عن الأسر التركمانية والفلسطينية”.

وذكر شيخو الانتباه إلى أن “نسبة الكرد قبل احتلال عفرين كانت تقدر بـ 95%، وبعد الاحتلال أصبحت نسبة الكرد لا تتجاوز 23%”.

 وأشار شيخو إلى أن عمليات التغيير الديمغرافي” طالت كافة الأصعدة، من ناحية الآثار والتعليم والبيانات الشخصية بالإضافة إلى تغيير ملامح المنطقة، وبناء المستوطنات لمستوطني الغوطة وعوائل المرتزقة”.

 إحصائيات الاختطاف والاغتصاب تكشف هوية المرتزقة

 وأوضح شيخو أن عدد المختطفين في عفرين منذ بداية الاحتلال “يتجاوز 7740 ألف مواطن على يد الاحتلال التركي والأجهزة الاستخباراتية ومرتزقتها الإرهابية، ومن بينهم قرابة 1000 امرأة، موزعين على الأقبية والمعتقلات في المناطق التركية والمناطق المحتلة في إعزاز والراعي ومارع والباب وعفرين أيضاً”.

وأضاف شيخو “الاحتلال التركي ومرتزقته استولوا على آلاف منازل المدنيين في عفرين ونواحيها، ويتاجرون بها”.

وفي عام 2020 تم الاستيلاء على 250 منزل عائدة ملكيته لمهجري عفرين وتم بيعها فيما بعد، وفقاً لما ذكره الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا.

وتطرّق شيخو إلى “قرابة 70 حالة اغتصاب تعرضت لها نساء عفرين على يد المجموعات المرتزقة وجيش الاحتلال التركي، وانتحار خمس نساء منهن لرفضهن تلك الجرائم والانتهاكات التي تُمارس بحقهن”.

وعن المواقع الأثرية أكد شيخو أن الاحتلال التركي دمّر 75 تلة أثرية، بالإضافة إلى تدمير 18 موقع أُثري في عفرين، المسجلة في لائحة اليونيسكو.

وأضاف شيخو بأن جميع تلك الجرائم موثّقة من قبل لجنة تقصي الحقائق ومنظمة العفو الدولية والمنظمات الدولية والحقوقية، ووصفت بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية.

عمالة لتركيا يسعون لكبت الحقائق

 ولفت شيخو إلى وجود “بعض الشخصيات الكردية التي تعمل تحت راية الاحتلال التركي يتجاهلون جميع الجرائم التي ترتكبها تركيا بحق أهالي عفرين، واصفين إياها بالتجاوزات الفردية “.

وكشف شيخو أسماء الشخصيات التي تعمل في خدمة الأجندات التركية “من أعضاء المجلس الوطني الكردي ENKS ويطلقون على أنفسهم اسم تجمع أحرار عفرين ورابطة المستقلين الكرد، بالإضافة إلى الشخصيات أمثال فؤاد عليكو وعبد الحكيم بشار الذين ينفون وجود انتهاكات وجرائم في عفرين”.

وتابع شيخو متسائلاً “الذين يشرعون الاحتلال التركي في عفرين ويزعمون عدم وجود انتهاكات وجرائم في عفرين أين هم الآن؟ لماذا لم يجلبوا عوائلهم ويقطنوا في عفرين”.

وأشار شيخو إلى أن أعضاء المجلس الوطني الكردي “يحاولون كسر إرادة مهجري عفرين القاطنين في المخيمات على أمل العودة إلى ديارهم”، مضيفاً “تعالت أصواتهم في الأيام القليلة الماضية بأن مخيمات الشهباء هي مخيمات الذل وعلى جميع المهجرين العودة إلى ديارهم في ظل تواجد الاحتلال التركي ومرتزقته”.

عودة جماعية بضماناتٍ دوليّة دون الاحتلال

واستطرد شيخو في حديثه بأنهم  ليسوا “ضد العودة إلى ديارنا في عفرين، ومقاومتنا هي للعودة إلى عفرين، ولكن نرفض رفضاً قاطعاً الاحتلال التركي ومرتزقته في ديارنا”، واشترط شيخو أن “إن كانت هناك عودة فستكون عودة جماعية وبضماناتٍ دولية دون تواجد الاحتلال”.

شيخو قال بإن “هناك عوائل كانت في الشهباء تم استغلالها واتباع الحرب الخاصة ضدها من قبل المجلس الوطني الكردي المتواجدين في تركيا وباشور كردستان وألمانيا، على أن يعودوا إلى ديارهم وفور عودتهم إلى ديارهم تم اختطافهم من قبل الاستخبارات التركية ومرتزقتها”.

وتابع شيخو “يوجد 35 عائلة كردية مختطفة وهم الآن داخل مدرسة في قرية كيمار التابعة لناحية شيراوا، وعوائل أخرى دفعت مبالغ باهظة للمرتزقة لتهريبهم إلى عفرين وفور وصولهم تم اختطافهم من قبل الاستخبارات التركية ولا يزال مصيرهم مجهولاً”.

يُذكر أن جيش الاحتلال التركي حوّل مدرسة قرية كيمار إلى قاعدة عسكرية عقب احتلالها لمدينة عفرين.

يجب عدم الانجرار وراء أوهام العدو

ومن جانبه، قال الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في إقليم عفرين سليمان جعفر إن “بعض الشخصيات في المجلس الوطني تستغل المهجّرين وتدعوهم للعودة إلى عفرين في ظل تواجد الاحتلال التركي”.

وتساءل جعفر “كلنا نطالب بالعودة إلى عفرين ولكن كيف؟ مشيراً إلى أن الاحتلال التركي 58 يوماً كان يستهدفنا بأحدث الأسلحة المتطورة والمحرمة دولياً وهجّرنا من ديارنا قسراً، فكيف له أن يستقبلنا دون أن يتعرض لنا”.

ودعا الرئيس المشترك للمجس التشريعي في إقليم عفرين سليمان جعفر مهجري عفرين القاطنين في مقاطعة الشهباء “عدم الانجرار وراء أوهام العدو، التي تدعو الأهالي للعودة إلى عفرين في ظل تواجد الاحتلال”، واختتم “إن كانت هناك عودة فسنعود جميعناً سوياً كيف خرجنا معاً سنعود معاً دون وجود الاحتلال التركي ومرتزقته”.