سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بعد سجن غويران… تجددُ المحاولةِ في مخيم الهول

رامان آزاد_

تؤكدُ أحداثُ مخيم الهول مجدداً أنّ المعركةَ في مواجهة الإرهاب لم تنتهِ، بزوال الخلافة المكانيّة “لداعش”، في آخر محطاتها بالباغوز، بل تتعلق بالأفكار التي تشرّبها عناصره وحاضنته، الذين رجعوا إلى مرحلة ما قبل التمكين، والتحوّل إلى خلايا تنفّذُ عملياتِ الإرهابِ والاغتيالِ، وما حدث في مخيم الهولِ يرتبطُ مباشرةً بأحداث سجن غويران ولا يختلفُ عنه من حيثِ هدفِ تأكيد استمراره وقدرته على الانبعاث.
المخيم هدفٌ للمرتزقة
الهجوم على سجن غويران في 20/1/2022، جاء في مسعى لاستعادة القوة وإعادة التنظيم، بتعليمات ومتابعة مباشرة من المدعو “عبد الله القرشي” متزعم “داعش”، وفشلت المحاولة، وكانت سبباً بنهاية “القرشيّ” في إدلب في 3/2/2022، وما حصل في مخيم الهول ليل الإثنين 28/3/2022، هو محاولة تنفيذ الخطة ذاتها، ولكن بتغيير المكان، ويبدو أنّ المتزعم الجديد أراد أن يبدأ عهده بإنجازه، انطلاقاً من “مخيم الهول” على اعتباره موقعاً أقل تحصيناً وعلى قدر كبيرٍ من الحساسيّة لكونه يضم آلاف العوائل من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين، ما يصعّبُ إمكانية المواجهاتِ مع القوى الأمنيّة.
“مخيم الهول” بالنسبةِ لحملةِ فكر “داعش” وحاضنته لا يعتبر ملاذَ إيواءٍ، بل معتقلاً لا يختلفُ عن السجونِ حيث يُحتجز آلافٌ من مرتزقة “داعش”، واللافت تجاهلُ العديدِ من الجهاتِ السياسيّة وأدواتها الإعلاميّة التابعة لها لحقيقة المخيم، واعتباره مكانَ “احتجاز قسريّ”، رغم أنّ التوصيفَ العالميّ للمخيم بأنّه “المكان الأكثر خطورةً في العالم”، بل لا يخفي البعضُ تعاطفه مع المخيم، لا لشيءٍ، إلا لأنّ الجهةَ التي تديره هي الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا.
من نافلة القول أنّ “داعش” دخل مرحلةَ التلاشي مكانيّاً، ولم يعد يسيطر علناً على الجغرافيا، والتي سمّاها “مرحلة التمكين”، وتحول إلى حالة كمون وخلايا نائمة، ويعاني من الاضطراب والاختلافات بين تياراته المختلفة وقياداته العراقيّة والسوريّة، والإشكالات الفقهيّة، ويسعى إلى أيّ إنجازٍ ميدانيّ لاستعادةِ قوته، ويعتبر السجون والمخيمات خزانات بشريّة لعناصره وحاضنته، ولذلك طالب “أبو بكر البغداديّ” عناصره خارج السجون في تسجيل صوتيّ في 16/9/2019، بعنوان “وقل اعملوا”، بالعملِ سريعاً على تحرير المعتقلين، وقال: “السجون، السجون يا جنودَ الخلافةِ، فإخوانكم وأخواتكم، جدّوا في استنقاذهم ودكِ الأسوارِ المكبلة لهم، فكّوا العاني…”. وقصد بالرسالة أيضاً المعتقلين، بوعدهم بالتحرير، ليرفعَ معنوياتهم وأنّه لم يتخلَّ عنهم، كما خصَّ بحديثه “نساء داعش”.
يعود تاريخ إنشاء مخيم الهول إلى عام1991، خلال حرب الخليج، لاستقبال اللاجئين العراقيين، ومع تحرير قوات سوريا الديمقراطيّة منطقة الهول، من سيطرة “داعش”، منتصف تشرين الثاني 2015، تدفقت إليه دفعاتٌ من النازحين السوريين، ومع مع بدء معركة تحرير الموصل في تشرين الأول 2016 تدفق اللاجئون العراقيون مجدداً إليه.
ومع انطلاق حملة تحرير الباغوز، وضراوة الاشتباكات طلب المرتزقة بفتح ممرٍ آمن إلى الحدود التركيّة ومنها إلى إدلب، إلا أنّ قسد رفضت العرض في 29/1/2019. لتبدأ دفعات إجلاء المرتزقة إلى المخيم في شباط 2019، واعتباراً من 2/3/2019 كانت المعارك على أشدها في أزقة البلدة، ليكون يوم 19/3/2019 مفصليّاً، وتخلل المعارك توقف لإفساح المجال للمدنيين بالخروج وكذلك لاستسلام المرتزقة.
يضمُّ مخيم الهول حسب إحصائيات في كانون الثاني 2022، من إدارة المخيم 57460 شخصاً، أغلبهم نساءٌ وأطفالٌ، موزعين على 15603 أسرة من السوريين والعراقيين، ويبلغ تعداد عوائل مرتزقة “داعش” الأجانب 8555، ضمن 2529 أسرة، ينتمون إلى 54 جنسيّةٍ”. ويصل عدد العراقيين في المخيم، حسب الإحصائية نفسها، إلى 30738 شخصاً ضمن 8256 أسرة، يتوزعون بين “رجال ونساء وأطفال”.

 

ضبط أحداث الهول واحتواؤها
قال مصدر أمنيّ الثلاثاء، في وقتٍ متأخر من ليلةِ أمس الاثنين 28/3/2022، إنَّ “مخيم الهول، شهد استنفاراً أمنيّاً، عقب تمرد لخلايا “داعش” داخل المخيم، وأضاف أنَّ اشتباكاتٍ بالأسلحةِ المتوسطةِ والخفيفة اندلعت بين القوى الأمنيّة وخلايا “داعش” ضمن القسمين الرابع والخامس.
واستمر التوتر الأمنيّ في مخيم الهول، بعدما شنّتِ الخليةُ هجوماً على قوى الأمن لدى قيامها بعمليةِ مداهمةٍ داخل القسمِ الخامسِ المخصص للسوريين من المخيم، وشهد القسم الرابع من المخيم تبادلاً لإطلاق نار بين القوى الأمنية وخلايا “داعش”، واستخدمت فيه الخلية أسلحة متوسطة وقذائف RPG، وتعرضت ثلاث آلياتٍ عسكريّةٍ لقوى الأمن الداخليّ للإعطابِ وواصلت قوى الأمن الداخليّ تمشيط القسم الخامس، في وقت شهد فيه المخيم حظر التجول، كما شهدت الناحية نفسها حظر التجول.
أعلنت قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، الثلاثاء، عن مقتل عنصر من خلايا “داعش” وإصابة آخرين خلال اشتباكات في مخيم الهول، وأشار البيان إلى أن الاشتباكات بين عناصر الدورية وعناصر “داعش”، أسفرت عن مقتل أحد أفراد الخلية وإصابة آخرين، دون تحديد العدد، وعززت القوات الأمنية، من انتشارها في جميع قطاعات المخيم ومحيطه لمنع هروب أفراد الخلية وإلقاء القبض عليهم.
وقال عضو إدارة قوى الأمن الداخليّ في مخيم الهول، إبراهيم محمد: “عند قيام قواتنا بمهامها تعرضت لهجوم خلية، ردّت قواتنا على مصادر النيران، لم نضغط بشكلٍ كبيرٍ نظراً لاحتواء المخيم على أطفالاً ونساءً واختباء أفراد الخلية بين قاطني المخيم”. وأكد أنّ قواتهم تحركت بدقّةٍ وحساسيّةٍ عاليةٍ في معالجة الهجوم، كون المخيم يضمُّ أطفالاً ونساء، وتمكنت من اعتقال عددٍ من المرتزقة، دون أن يكشف العدد.
وفرضت قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية حظر تجوال في المخيم ومحيطه، تزامناً مع تحليق مروحيات وطائرات استطلاع تابعة للتحالف في المنطقة.
شهد مخيم الهول هدوءاً حذراً الثلاثاء، عقب اشتباكات بين القوى الأمنية وخلايا “داعش” وقال عامل في منظمة غير حكوميّة، إنَّ جميع المنظمات العاملة في المخيم علّقت أنشطتها اليوم نتيجة الوضع الأمنيّ، تخوفاً من تدهور الوضع الأمنيّ في المخيم المكتظ باللاجئين العراقيين ونازحين سوريين وذوي عناصر التنظيم.

معلومات استخباراتية استباقيّة
وفقاً لمعطيات معلوماتيّة أمنيّة قال علي حجو، الرئيس المشترك لهيئة الداخليّة في الإدارة الذاتية، إنَّ المعلوماتِ الاستخباراتية تُنبئ بمخطط لتفجير الأوضاع في مخيم الهول، وأضاف: إنَّ مخيم الهول يشهد تحركات لخلايا “داعش” لإحداثِ اختراقٍ أمنيّ، تشبه أحداث سجن غويران، وأشار إلى أن الأجهزة الأمنيّة تتخذ كافة الإجراءات الأمنيّة التي من شأنها منع تفجير الأوضاع داخل مخيم الهول وتلاحق نشاط الخلايا داخل المخيم. وأنّ استمرارية تأمين المخيم تحتاج جهداً أمنيّاً كبيراً، وتدخلاً دوليّاً من الدول المعنية بملف عائلات التنظيم الموجودين في المخيم.
وكان مصدر أمنيّ قد صرّح في 2/3/2022، أنّهم تلقّوا معلومات استخباراتيّة تفيد بتحضيرات مرتزقة “داعش” للسيطرة بشكلٍ كامل على مخيم الهول، وأضاف: “كانت مجموعة من خلايا “داعش” تحضّرُ لتنفيذِ هجومٍ واسعٍ داخل المخيم، الإثنين 28/2/2022.
جرائم قتل وحرائق في المخيم
شهد مخيم العديد من الحوادث الأمنيّة ففي فجر الجمعة 12/11/2021 هاجمت خلية “لداعش” مركز الاستقبال بالمخيم بالأسلحة الخفيفة، وتصدّت لها القوى الأمنيّة، وأسفر الهجوم عن مقتل شخصين من قاطني المخيم كانا موجودين بالمركز، وانسحب المهاجمون واختفوا بالمخيم.
كما وقعت العديد من جرائم القتل المباشر باستهدافِ الأشخاص أو بحرق الخيم، فقد توفيت الخميس 24/3/2022، فتاة (عمرها 18سنة) كانت قد أُصيبت جراء حريق اندلع الجمعة 18/3/2022، في خيمة بالقسم الرابع بالمخيم، الذي أودى بحياةِ طفلٍ وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين من الأسرة نفسها.
وسبق أن اندلع حريقٌ متعمد السبت 5/3/2022، في خيم الفيز الخامس الخاص بالأسر السوريين من عوائل “داعش”، وأدّى لاحتراق أربع خيم مجاورةٍ دون خسائر بشريّة، وكان الحريق متعمد وعملاً انتقاميّاً واستهدف خيمة امرأةٍ ترتاد المنظماتِ والجمعياتِ العاملة بالمخيم والتي تقدّمُ الدعمَ لنساءِ “داعش” لمساعدتهن على التخلصِ من الأفكارِ والميول المتطرفة.
في 21/12/2021 قُتل النازحُ السوريّ مصطفى عبد القادر جبلي، (33 سنة) من مدينة الباب، وظهرت آثارُ أدواتٍ حادّةٍ على جثةِ الضحيةِ في الرأس ومنطقة الفخذ.
في 19/12/2021 أصيب ثلاثة عراقيين في مخيم الهول إثر تعرضهم لمحاولة قتل، فقد تعرض اللاجئان العراقيان: منذر أسعد علي، وعمر أسعد علي في القطاع الثالث المخصص للعراقيين ضمن مخيم الهول، للضرب بالعصي وخراطيم معدنية، ما أسفر عن إصابتهم بإصابات بليغة في الرأس، وتعرض اللاجئ العراقي مزهر جدعان (31 سنة) في القطاع الأول للإصابة بطلق ناري، ليرتفع بذلك عدد المصابين خلال العام الجاري بدافع القتل إلى 44 إصابة، وكان آخرها مهاجمة خلية لمرتزقة “داعش” لقسم الاستقبال في المخيم، في 12/11/2021، أدّت إلى قتل اثنين من قاطني المخيم.
ويستمرُّ وقوع حوادثِ القتلِ في المخيم، رغم حملات التمشيطِ الأمنيّة من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخليّ، وإلقاء القبض على العشراتِ على صلةٍ بالاغتيالاتِ.
الأطباءِ والطواقم الطبيّة لم يكونوا بمنأى عن الاستهداف ففي 12/1/2022 تعرّض طبيبٌ في منظمةِ الصليبِ الأحمرِ الدوليّ لهجوم بآلةٍ حادةٍ من قبل خلية نائمة لمرتزقةِ “داعش” بقصدِ قتله، والطبيب يُدعى آلاجي، أثيوبيّ الجنسية. وفي مساء 11/1/2022 اُستشهد الشاب باسم محمد محمد (30 سنة) وهو مسعفٌ وممرضٌ بالهلال الأحمر الكرديّ بإطلاقِ النارِ على رأسه من قبل شخصين من خلايا “داعش” دخلا النقطة الطبيّة بزعم أنّهما مرضى. أقدم مسلحون مجهولون على اغتيالِ الطبيبِ الجرّاح عبد الله المفضي (40 عاماً) في بلدةِ الطيانة بريف دير الزور الشرقيّ.
عمليات ملاحقة الخلايا
قُتل عنصر “داعش”، الاثنين، وألقي القبض على أربعة آخرين بعمليتين منفصلتين لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في بلدة ذيبان، وقال مصدر عسكريّ، إن “طيران التحالف الدولي استهدف بعملية إنزال من الطيران المروحي منزل عبد السالم العبو من عناصر “داعش” قرب الطريق العام وسط البلدة”. وقُتل أثناء عملية الإنزال عند محاولته الفرار، واعتُقل مرتزقٌ ثانٍ مقرّب من العبو”، وتزامنت عملية الإنزال مع مداهمات لملاحقة مطلوبين آخرين في البلدة، كما تمت داهمت حي اللطوة قرب ضفة نهر الفرات وسط البلدة لملاحقة مطلوبين من “داعش”، وبحسب المصدر أسفرتِ المداهمات عن اعتقال ثلاثة مطلوبين بينهم نازح من بلدة محكان شرق دير الزور.
وكثّفت “قسد” وقوات التحالف الدوليّ عملياتها الأمنيّة بالمنطقة، بعدما شهد ريف دير الزور بالآونة الأخيرة، زيادةَ عملياتِ الاغتيال طالت عناصر “قسد” وموظفي الإدارةِ الذاتيّة ووجهاء العشائر والأهالي.
مساء الأحد 27/3/2022 تسللت خلية من “داعش” إلى نقطة في محطة المياه بمنطقة السفافنة في بلدة السوسة واختطفت ثلاثة من عناصر الحراسة واقتادتهم إلى مكانٍ مجهولٍ ببلدة السوسة بريف دير الزور الشرقي، وأعلنت معرفات “داعش”. وفي 19/3/2022، استشهد مقاتلان من “قسد” باستهداف عربتهم من قبل مجهولين على طريق السلحبية غربي الرقة. وفي 10/2/2022 تسللت خلية من “داعش” إلى نقطة عسكريّة في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقيّ وأطلقت الرصاص على عناصره.
دعوات لحل مشكلة عوائل “داعش”
رغم النداءات المتكررة من الإدارة الذاتيّة وتحذير المنظمات الدوليّة من أوضاع “كارثية”، ترفض غالبية الدول استعادة مواطنيها، كما لم تستجب لدعوة الإدارة الذاتية إلى إنشاء محكمة دوليّة لمحاسبة مرتزقة “داعش”، وكذلك العمل على إنهاء قضية النازحين السوريين.
وفي 29/9/2021 وعلى هامش اجتماعات الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أُطلق إطارٌ عالميّ معنيٌ بدعم العائدين من مواطني دول أخرى في سوريا والعراق، بهدف مساعدة عشرات الدول الأعضاء لمعالجة وضع الآلاف من الأطفال والأسر الأجانب في المخيمات في البلدين، والذين انضموا إلى صفوف مرتزقة “داعش”، وقال الأمين العام إن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، محذّراً من أن المجتمع الدولي سيظل يواجه مخاطر أمنية طويلة المدى، إذا لم يعالج هذه الأزمة الحقوقية بطريقة شاملة، وأوضح أن الإطار العالمي يوفر حلاً لإنهاء هذه الأزمة بصورة عاجلة.
وقال إن المبادرة تُقدم دعماً تقنياً ومالياً متكاملاً بهدف تلبية الاحتياجات الحقوقية والإنسانية العاجلة بالنسبة للعائدين من العراق وسوريا، بالإضافة إلى الاستجابة للمخاوف الأمنية والعدلية بطريقة مناسبة للعمر، ومراعية للاعتبارات الجنسانية، مع حماية الأطفال والضحايا.
استجابة دون الحد المأمول
إلا أنّ الاستجابةَ الدوليّةَ لا زالت في الحدودِ الدنيا، وآخر دفعات تسليم أفراد من عوائل “داعش” كانت في 30/3/2022، واستلم وفد من الخارجيّة الألمانية، برئاسة مدير الشؤون القنصليّة الخارجية في الخارجية الألمانية كورت جورج شتوكل ستيلفريد، ومساعدة القنصليّة الخارجيّة الألمانيّة مانجا كليز 27 طفلاً و10 نساء من أسر “داعش”.
 وقال نائب دائرة العلاقات الخارجية فنر الكعيط: “هذه الزيارة الثالثة التي يقوم بها وفد ألمانيّ للمنطقة عملية استلام وتسليم أسر وأطفال “داعش” جميعها تمت بموجب وثائق رسمية، ولفت الكعيط إلى أنَّ استجابة الدول الأوروبية لمطالب الإدارة الذاتيّة لا ترقى للمستوى المأمول، حول ضرورة استلام رعاياهم من أسر وأطفال داعش.
وسلمت حتى الآن الإدارة الذاتيّة 91 من أسر وأطفال “داعش” للدولة الألمانيّة، وهم 69 طفلاً أعمارهم (4 ــ10 سنوات)، و22 امرأة أعمارهم (24 ــ37 سنة)،
وفي 16/3/2022 تمَّ تسليم امرأة وطفلين لوفد سويدي، وفي 6/12/2021 تم تسليم طفلتين من أسر “داعش” إلى الحكومة السويسرية، وسبق أنّ تم تسليم أفرادٍ من “داعش” إلى دول (فرنسا والسويد وبريطانيا، الدانمارك وروسيا والسلطة الفلسطينيّة وألبانيا وأوزباكستان).

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle