سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بعد أحداث دير الزور… خسِر الرهان وانتصر الخيار

رامان آزاد

انقشعت غمامةُ الفوضى وأحداثِ التمرّد في قرى من ريفِ دير الزور، وتم احتواؤها في زمنٍ قياسيّ، ولم تُفضِ إلى حيث أراد المراهنون عليها، على أن تكونَ ضربةً قاصمةً من داخلِ مناطقِ الإدارةِ الذاتيّةِ، يساندها القصف التركيّ في منبج وتل تمر، ليستدعيَ الأمرُ متغيرات جوهريّة بكلفة مجانيةٍ. ومع تأكيدِ عودةِ الأمنِ والاستقرارِ إلى تلك القرى بتعاونِ أبناءِ العشائرِ ووجهائها، كانتِ النتيجةُ عكسيّةً، فالإدارةُ الذاتيّةُ في بنيتها المجتمعيّة أقوى وأكثر رسوخاً، فيما القوة العسكريّة ضمانةُ ذلك النموذج تستجيبُ لمناشدة الأهالي عند الضرورة.    

اللامركزيّة تحفظ خصوصيّة العشيرة

دأبت كلّ الأطراف المنخرطة في الصراع المسلح الذي بدأ قبل أيام في ريف دير الزور، للترويج لمقاصد محددة، والتأكيد أنّ الكرد غير مستهدفين، وقالوا هم فقط “حزب العمال”، رغم أنّ مقاتلي الحزبِ غير موجودين فعليّاً في الميدانِ السوريّ، ولا توجدُ له بنيةٌ عسكريّةٌ تتمتعُ بالاستقلاليّة في كلِّ شمال وشرق سوريا، والعلاقة مع الحزب في مستوى آخر مختلفٍ. ولكن أنّقرة تصرُّ على ذلك. ولذلك كان القفزُ إلى مصطلحاتٍ بديلةٍ، فردد البعضُ مصطلحَ “قوات سوريا الديمقراطيّة الكرديّة”، في تجاهل لطبيعة شعوبها.

 وتعتبر أنقرة مجرد لاحقة التوصيف الكرديّة إذناً شرعيّاً بالقتالِ، ومعها مرتزقة ما يسمى “الجيش الوطنيّ” وكلّ الكيانات ذاتِ الخلفيّةِ الإخوانيّةِ بسبب ولائها التاريخيّ لأنقرة، واعتمد آخرون اللاحقة الثابتة “المدعومة أمريكيّاً”، وهي تثيرُ شهيةَ أطرافٍ أخرى، وهؤلاء يعتقدون أنّ انكسارَ قسد يعني انكسارَ واشنطن وإفشال مخططها في المنطقة، رغم حقيقةِ تاريخيّة التحالف الأمريكيّ مع دول وحكومات المنطقة، وأنّ واشنطن تتبعُ سياسة براغماتيّة تتوافقُ مع مصالحها.

وثمّة فريق ثالث يعتقد أنّ الكردَ يستثمرون تحالفهم مع العشائرِ العربيّة، والسبيلُ لإضعافهم هو ضربُ تلك العلاقة بكلِّ الوسائلِ، وكأنّهم يقولون إنّ العلاقةَ الجيدة بين الكرد والعشائر العربيّة حالة غير طبيعيّة، وتحدث كثيرون في المنحى، وقدموا صوراً مشوّهة للواقعِ.

الكلُّ قدّم ذرائعه، وتجنّب أن يقولَ أنّ الصراعَ عربيّ ـ كرديّ، لأنّه ذلك بزعمهم مدخلٌ للفتنةِ، ولذلك يجب إدراجُ مسمياتٍ سياسيّةٍ، ولكن؛ بالمحصلة، ورغم اختلافِ لواحقِ التوصيف، فقد كان الكردُ هم المستهدفين في هذا الصراع، وذلك عبر استهداف الإدارة الذاتيّة الذي يضمن حقوق شعوب المنطقة بمن فيهم الكرد… أي لا بأسَ أن تقعَ الفتنةُ ولكن دون الإعلانِ عن اسمها!

انتهاء الأحداث بهذا الزمن القياسيّ كان مرده إلى عدة عوامل، وفي مقدمها قوة البينة المجتمعيّة الحاضنة لمشروع الإدارة الذاتيّة وبعدها الوطنيّ الجامع مقابل دعوات التحريض الفئويّة والطائفيّة، وإذا الجاهزيّة العسكريّة عاملاً مؤثراً فعلاً، فإنّ العامل الأكثر تأثيراً هو التقنين في استخدام القوة إلا للضرورة، بل إنّ مؤسساتِ الإدارةِ الذاتيّة المدنيّة والعسكريّة غادرت تلك القرى فوراً، لتتجنب المواجهات والاشتباك وتتيح المجال لمعالجة المسألة بدقة أكثر.

المغالطة الأكبر كانت تتعلق في فهم طبيعةِ مجتمع المنطقةِ، إذ كان المحرضون يعوّلون على استفزازِ المجتمع وتحريضِ العشائرِ في إطارِ البعدِ القوميّ والإدارةِ المركزيّةِ، إلا أنّ العشائريّة بطبيعتها نموذجٌ للإدارةِ اللامركزيّةِ فهي التي تحفظ خصوصيتها وفرادتها وهويتها، بل إنّ المركزيّةَ تنطوي على تهميشٍ لخصوصيّةِ العشائرِ، وليست ببعيدةٍ قضيةُ الإشكال الأمنيّ والإساءة إلى شيخ عشيرة الجبور من قبل ميليشيا الدفاع الوطنيّ. وبذلك يمكن القول باطمئنان: انتصر خيار الإدارة الذاتيّة والعيش المشترك أمام زوابع الفتنة والتحريض.

حظر جزئيّ في ريف دير الزور

أصدر المجلس المدنيّ بدير الزور التابع للإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا، الاثنين، تعميماً نصَّ على إلغاء الحظر الكليّ وفرض حظر جزئيّ بدلاً منه.

وقال المجلس المدنيّ في تعميمه، “بعد نجاح عملية (تعزيز الأمن) في ريف دير الزور بمرحلتها الأولى، والتي لم تنتهِ بعد، حيث سيتم استكمال المراحل الأخرى المتمثلة في متابعة خلايا تنظيم داعش ومكافحة المخدرات”. وأضاف: “بناءً على ذلك يتم رفع الحظر الكليّ وفرض حظر جزئيّ من الساعة السادسة مساءً وحتى الخامسة صباحاً باستثناء الحالات الإنسانيّة والمعابر بالتنسيق مع قوى الأمن الداخليّ “الأسايش”.

وتقدم المجلسُ المدنيّ بالشكر لمجلس دير الزور العسكريّ والمجالس العسكريّة الأخرى التي شاركت بعملية “تعزيز الأمن”، وعبرّ عن امتنانه للعشائر التي ساهمت في إفشال المخططات، داعياً جميع السكان للتعاون مع “قسد” بكافة تشكيلاتها والوقوف جنباً إلى جنب من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.

وكانت قوات سوريا الديمقراطيّة قد أعلنت بعد ظهر الجمعة 8/9/2023، انتهاءَ العمليةِ العسكريّة الأساسيّة في قرى دير الزور والانتقال إلى العملياتِ الأمنيّةِ المحددة، وذكرت في بيانٍ إلى الرأي العام والإعلام، معلومات حول عملية “تعزيز الأمن” التي أطلقتها في 27/8/2023، ضد خلايا داعش وتجار المخدرات والعناصر الإجراميّة.

“داعش” الحاضر الغائب في الأحداث

على مدى عشرة أيام من التوتر في ريف دير الزور، انحسر اسم “داعش” من التداول، ولم يغِب كليّاً، فالضجة التي تسببت بها الأحداث غطت عليه، رغم أنَّ المنطقة التي شهدت التوتر كانت بؤرة لنشاطه وبخاصةٍ قرى: الشحيل، ذيبان والبصيرة. والتي تُعرف محليّاً باسم “مثلث برمودا”، حيث كان مرتزقة “داعش” يظهرون علانيّة في وضح النهار. وتكرر مشهد ترديد العبارات المؤيدة لـ”داعش”، وحالات التهديدات عبر توزيع المنشورات، إلا أنّ تغييب اسم “داعش” كان متعمداً، مادامتِ الغايةُ المتمثلة بالفوضى واستهداف قوات سوريا الديمقراطيّة تتحقق، ومن جهة ثانية كان المطلوبُ إنجاز صورةٍ إعلاميّةٍ تشيرُ إلى رفضِ الحاضنةِ المجتمعيّة لهذه القوات.

بعبارة أكثر دقة، هناك فرقٌ كبيرٌ بين الحضور الميدانيّ العمليّ، والتداول الإعلاميّ، وما حدث كان تغييباً إعلاميّاً لاسم “داعش” لصناعةِ مشهدٍ يمكنُ استثماره سياسيّاً، فيما لم يكن ذلك ممكن مع تداول اسم “داعش”.  وكان أحدُ تجلياته إعلانَ النفير العام من قبل بعضِ العشائر في المناطق للاحتلال التركيّ باسم “فزعة العشائر”، ومعلومٌ أنّه لا يمكنُ تنظيم هكذا تجمعات وإطلاق البيانات إلا بإدارة مباشرة من سلطات الاحتلال التركيّ. ذلك لأنّ مشهد الفوضى علاوةً على مظاهر التمرد ضد الإدارة الذاتية تخدم مباشرةً الأجندة السياسيّة لأنقرة.

ضمناً كان عناصر “داعش” وخلاياه في حالةِ تأهبٍ بانتظارِ متغيراتِ الميدانِ والنتائج التي ستؤول إليها حالة الفوضى. وأما مستثمرو الفوضى فهم كلّ الأطراف، مع اختلاف الأسلوب والتموضع، وكان لافتاً توقف العمليات العسكريّة في بادية الرقة ودير الزور وكذلك توقف الطيران الروسيّ. لإفساح المجال لبيئة تستنفر كلّ الإمكانات في المواجهات المسلحة وحصد نتائجها لاحقاً.

بعيداً عن قرى دير الزور واصل مرتزقة داعش عملياتهم الإرهابيّة، خلال العشرة أيام الماضية، واستهدفوا سيارة عسكريّة تابعة لـ “قسد” في منطقة المزارع بريف الرقة الغربيّ، ما أدى لاستشهاد مقاتل وإصابة اثنين آخرين، كما فجّروا عبوة ناسفةٍ بسيارة عسكريّة، أدّت لفقدان عنصرين لحياتهما بالقرب من قرية الهيشة شمال الرقة.

غياب “داعش” اسماً ليس محلّ الاعتبار، لأنّ الآثار التي نجمت عن الأحداث تؤكّدُ حضور سلوكه وانخراط خلاياه النائمة في أعمالِ التخريب، وبخاصةٍ التعدّي على أكثر القيم قدسيّة لدى المجتمع؛ عبر تدمير مزار الشهداء ونهب محتوياته وكذلك المسجد القريب منه. المفارقة أنّ العنوان الافتراضيّ للحراك في جزءٍ مهمٍ منهم يتعلق بتحسين الواقع الخدميّ ورفض الفساد والإهمال، إلا أنّ المؤسسات المدنيّة الخدميّة تعرضت للنهب والتدمير والتخريب المتعمد في كلّ قريةٍ شهدت الاضطرابات، وخرجت المخابز عن الخدمة ما تسبب بمعاناةٍ كبيرة للأهالي وبخاصةٍ في بلدة ذيبان.

استهداف مزار الشهداء الذين قضوا في المعارك ضد “داعش” كان إشارة إلى نية انتقاميّة، والمؤسسات الخدميّة كان بغاية تعميق الأزمة وزيادة الفوضى وحتى معاقبة الأهالي.

مُتنفس لداعش

وفي 2/9/2023، قالت نورث برس نقلاً عن مصادر خاصة من ريف دير الزور الشرقي، إنّ عشرات العناصر من مرتزقة “داعش”، ممن كانوا متوارين عن الأنظار منذ هزيمته على يد “قسد” في آخر معاقله بالباغوز، دخلوا ضمن جماعات المسلحين الذين استهدفوا النقاط العسكريّة لقسد بريف دير الزور الشرقي.

وذكر شهود عيان، أنَّ عناصر داعش يتجولون في وضحِ النهار ضمن القرى والبلدات بريف دير الزور الشرقي، ويتوجهون إلى البادية خوفاً من أي هجوم، بالإضافة لعناصر من المجموعات المرتزقة.

تداولت مواقع التواصل مقطعاً مصوراً لمسلحين يفترض أنهم من العشائر، يحمل أحدهم على صدره شارة “داعش” ويقول بوضوح: إنّه سيكمل إلى مخيم “الهول”، وليردد آخر من بعده: أبشروا يا أهلنا أبشروا… وبذلك يُطرحُ السؤالُ ما علاقة مخيم الهول بنصرةِ أهالي دير الزور؟ بل إنّ حملة تعزيز الأمن بدأت على أساس معلومات أمنيّة تتضمن تحضيراً لتمرّد لا يختلف عما حدث في سجن الصناعة في 20/1/2022.

وبذلك فقد وجد مرتزقة “داعش” في أحداث دير الزور “فرصة لإعادة الانبعاث ولملمة أوراقه المبعثرة، ولا يمكنه فعل ذلك إلا ضمن ظروف الفوضى، فيما تقول مصادر محليّة بدير الزور، إنّ عناصر “داعش”، كانوا يحاولون الاستفادة من الفوضى “لجمع السلاح”، فهم يرون في الفوضى “ربيعاً” لهم.

وبالتزامن مع الأحداث أطلقت معرفات “داعش” حملة “فكّوا العاني” لإخراج النساء والعوائل من مخيمات الهول، وروج إضافة إلى السجون في شمال وشرق سوريا، وأفشلت قوى الأمن الداخلي “الأسايش”، الخميس، محاولة تهريب مجموعة من عوائل “داعش” مؤلفة من 12 امرأة وسبعة أطفال من مخيم الهول بسيارة “فان”. ويذكر أنّ آخر رسالة للبغدادي لمتزعم “داعش” في 16/9/2019 كانت توجيهاً بفك العاني واقتحام السجون.

يُذكر أنّ عمليات إخراج العوائل من المخيم تجري من وقت لآخر وفقاً لمقتضيات الضرورة وثبوت عدم ضلوع أفرادها بأعمال إرهابيّة، وشهد منتصف ليل الإثنين 4/9/2023، وصول 360 من نساء وأطفال عوائل “داعش” إلى مدينة الرقة برفقةِ قوى الأمن الداخليّ ووجهاء وشيوخ عشائر الرقة. وتحدّث مصدر من مجلس الأعيان بالرقة عن خروج 94 عائلة من المخيم انطلقت قوافلهم، مساء الأحد.

العمليات الأمنيّة مستمرة

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الاثنين 11/9/2023، أنّه “خلال عمليات التمشيط التي نفّذتها قواتها في بلدة البصيرة بتاريخ الثالث من أيلول الجاري، ألقت القبض على أحد متزعمي “داعش”، والذي كان مسؤولاً عن الشؤون الماليّة فيما تسمّى بولاية الشام”. وأردفت أنّها قامت بالعملية بناءً على معلومات مؤكدةً، وداهمت منزلاً كان يختبئ فيه القياديّ، وهو “يحيى أحمد الحجي” الملقب بأبو براء الحسن من مواليد مدينة السفيرة.

وكان المدعو أبو براء المسؤول الماليّ فيما تسمى “بولاية الشام ومتزعم فيما تسمى بهيئة “القيادة العسكريّة” ومسؤول عن تمويل الخلايا الإرهابيّة في المنطقة. وأشار البيان إلى أنّ “الحجي” كان مساعداً للمدعو “مأمون الشامي” المسؤول العام لما تسمّى هيئة المالية في “داعش” أثناء سيطرته على دير الزور والرقة قبل سنوات. ويوم الجمعة 8/9/2023 أعلنت وحدات مكافحة الإرهاب في قوات سوريا الديمقراطيّة أنّها نفذت بالتعاون مع قوات التحالف الدوليّ وجهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان والتحالف الدوليّ، الخميس، عملية أمنيّة دقيقة في مدينة الرقة”، أسفرت عن اعتقال المدعو “عبد الغفور تبر الذياب” (أبو أمير)، وكان مسؤول ديوان العشائر وأمير البنك الإسلاميّ في “داعش” في مدينة الرقة وكان ينشط بتمويل خلايا “داعش” للقيام بعمليات إرهابيّة في المنطقة، إضافة لتزويدهم بالسلاح والعتاد” .أحد مسؤولي “داعش” بالتعاون مع قوات وجهاز مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكيّة، في وقت متأخر من الجمعة 8/9/2023، عن حصيلة عملياتها ضد “داعش” في سوريا والعراق خلال الشهر الماضي، وقالت: إنّها وبالتعاون مع “قوات التحالف وشركاء آخرين”، نفذت ما مجموعه 36 عملية ضد “داعش”، خلال شهر آب/ أغسطس المنصرم، ما أدى إلى مقتل سبعة من عناصر داعش واعتقال 25 آخرين. وفي سوريا، نُفذت ثماني عمليات مشتركة قتل فيها عنصر من “داعش”، وألقي القبض على سبعة آخرين، وفق ما جاء في بيان القوات الأمريكية.

وقال الجنرال مايكل “إريك” كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، حسبما نقل عنه البيان: “إن شراكتنا مع قوات الأمن العراقية وقوات سوريا الديمقراطية لا تزال تركز على هزيمة داعش والتهديد الدائم الذي يشكلونه”. وأضاف، إنّه “إلى جانب شركائنا، نظل ملتزمين بالتعامل بقوة مع داعش لتوفير الأمن في كل من العراق وسوريا”. وذكر بيان القيادة إن العمليات تُظهِر الالتزام الدائم بالهزيمة الدائمة لـ “داعش” للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.

وفي 31/8/2023 قالت القيادة المركزيّة الأمريكيّة في بيان تعليقاً على أحداث دير الزور، أنّها لا تزال تركز على العمل مع قوات سوريا الديمقراطيّة لضمان الهزيمة الدائمة لـ”داعش”، دعماً للأمن والاستقرار الإقليميين”. وأوضحت أنَّ الانحرافات عن هذا العمل المهم بمواجهة “داعش” ستؤدي إلى عدم الاستقرار وتزيد من خطر عودة ظهور داعش.

العبرة مما حدث في قرى من دير الزور تتجاوز الأحداث نفسها، فقد كانت الدليل على انكسار الرهان على ضرب مجتمعات الإدارة الذاتيّة التي تشاركت فيما بينها المقاومة ودحر الإرهاب، وكان انتصر الخيار المجتمعيّ والعيش المشترك، ليكون معول مناعة المجتمع.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle