بروين يوسف: للإدارةِ الذاتيّةِ إنجازاتٌ كبيرةٌ رغمَ الصّعوباتِ الكثيرةِ

قامشلو / رشا علي –

أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو بروين يوسف، أن الإدارة الذاتية هي نتاج سلمي ديمقراطي منذ بداية الأزمة السورية، انتهجته شعوب شمال وشرق سوريا، بغية بناء إرادة ديمقراطية شاركت فيها شعوب المنطقة كلها، وبينت أن الإدارة الذاتية حققت الكثير من الإنجازات على الرغم من التحديات التي اعترضتها.

منذ تأسيسها في 21/1/2014 استطاعت الإدارة الذاتية بإقليم الجزيرة أن تدير مناطقها على أسس من الديمقراطية، فهي بنيت على توافق القوى السياسية، وتنظيمات وشعوب المنطقة، التي كانت بحاجة ضرورية لتأسيس إدارة لتدير نفسها، ولتحمي شعبها ومناطقها من مرتزقة داعش، الذين كانوا يهددون المنطقة والعالم، وأصبحت هذه الإدارة نموذجاً رائداً في تحقيق العدالة والمساواة مقارنة بباقي المناطق الأخرة إضافة إلى الدول المجاورة لها.

ثمانيةُ أعوامٍ من العطاءِ والمنجزاتِ

مع الذكرى الثامنة لتأسيس الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة، ولمعرفة المزيد حول منجزات الإدارة الذاتية، وأعمالها خلال الثماني سنوات الفائتة التقت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو “بروين يوسف” التي باركت في البداية الذكرى الثامنة لتأسيس الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة على شعوب المنطقة كلها، وعوائل الشهداء، وبينت بقولها: “الإدارة الذاتية هي نتاج نضال شعوبنا، والهدف منها أن يعيش شعوب المنطقة بأمان، وأن يسود نظام ديمقراطي، فمنذ تأسيس الإدارة الذاتية، وهي تعمل على توحيد شعوب المنطقة، لقد مرت ثمانية أعوام على تأسيس الإدارة، في حين كان الأعداء يسعون لإفشال مشروع الإدارة الذاتية منذ بداية تأسيسها، ولكن بفضل وحدة ومقاومة ومساندة الشعوب كافة، وارتباطها بالإدارة نجحت الإدارة في تحقيق أهدافها، ويعود الفضل كله للشعوب المشاركة في الإدارة، واليوم نحن نقطع عهداً لشعبنا بأن الإدارة الذاتية ستكون حامية الشعوب كلها”. وأوضحت بروين: تقوم الإدارة الذاتية منذ بداية تأسيسها بالأعمال الخدمية، والقانونية والقضائية، التي تحافظ على بناء حياة اجتماعية ديمقراطية، وتسعى لتأمين المستلزمات الحياتية، ضمن الظروف الصعبة، التي تمر بها المنطقة، حيث تحاول دولة الاحتلال التركي زعزعة الأمن، والاستقرار بطرق مختلفة من بينها شن الهجمات وإغلاق المعابر، والضغط على الدول الأخرى لعدم التعامل مع الإدارة الذاتية، وهدفها كسر مشروع الأمة الديمقراطية المتمثلة بالإدارة الذاتية.

وأكدت بروين: “في الأعوام الثمانية الفائتة، عملت الإدارة من أجل تأمين المستلزمات الحياتية للشعب، بالإضافة إلى عمل الهيئات الداخلية، والقوات العسكرية، مثلاً هيئة الاقتصاد كانت تسعى لفتح المشاريع أكثر لتوفير فرص العمل للشعب”.

المرأةُ أثبتتْ دورَها الرياديَّ في الإدارةِ

ومن ناحية تطبيق قوانين المرأة، وعمل هيئات المرأة، حيث سعت لبناء نظام ديمقراطي، كان من أبرز سماتها المساواة، وعملت على مساندة الفئة الشابة، فضمت الإدارة عشر هيئات، وكانت كل هيئة تسعى أن تعمل عملاً يليق بنضال، ومقاومة الشهداء، ومن الأبرز المواضيع، التي تم نقاشها كثيراً، هو نظام الرئاسة المشتركة حيث تم تطبيقه في المؤسسات ومكاتب الإدارة الذاتية كلها، كما أن وحدات حماية المرأة، لعبت دورها في المجتمع.

 حول ذلك قالت بروين: “مساندة الإدارة للمرأة، واعطاؤها أهمية كبيرة ضمن مؤسساتها، فتح الطريق أمامها من أجل إدارة القيادة في الجبهات القتالية، وكتبت بذلك النضال تاريخها على الأوراق الذهبية، فمكان المرأة في المقدمة دائماً، فضمن المؤسسات الخدمية كالبلديات تنجز المرأة أعمالاً كثيرة، ويقع على عاتقها حمل كبير، وعند متابعة عمل مؤسسات الإدارة الذاتية، تجد أن المرأة هي التي تفتتح المشاريع الكبيرة والصغيرة أكثر من الرجل، ويتم تأمين فرص العمل للنساء، لإثبات أنفسهن أكثر، فهدف الإدارة منذ بداية تأسيسها إدخال المرأة إلى مجالات العمل كلها”.

من أهمّ الصعوباتِ الحصارُ المفروضُ

الإدارة الذاتية مؤسسة مجتمعية، حملت على عاتقها أن تكون المسؤولة لتأمين احتياجات الشعب، وإنجاز الخدمات له، على الرغم من مواجهتها الكثير من الصعوبات والمعوقات، غير أنها لا تتأثر، وتستمر في خدمة الشعب، كهيئات الإدارة الذاتية نتيجة الحصار المفروض على الإدارة الذاتية، والذي يشكل ذلك عائقاً أمام توفير الآليات الخدمية، التي تحتاجها منطقتنا، من تهيئة البنية التحتية للمناطق، وتخديمها، فهي غير مهيئة بسبب الدمار التي تعرضت له المنطقة منذ بداية الثورة، بالإضافة إلى توفير المياه، وإصلاح الطرق، فهذه الأعمال كلها يلزمها إمكانات كبيرة، وتعاني الإدارة من صعوبات اقتصادية ومادية؛ لأنها تتعرض للهجمات بشكل مستمر،  فالإمكانيات الاقتصادية قليلة.

 حيال المعاناة والصعوبات، التي تعترض الإدارة الذاتية لهما، قالت بروين: “إن معظم الصعوبات تكمن في هجمات الاحتلال التركي، وتهديداته اليومية على مناطقنا، فتعيش المنطقة حالة عدم استقرار، ويتوجب على الإدارة أن تكون مستعدة لمواجهة الهجمات، كما نعمل من أجل الحصول على الاعتراف الدولي بالإدارة الذاتية، ومشروع الأمة الديمقراطية”.

فنظام الإدارة الذاتية يبدأ من الكومين حتى الوصول إلى الإدارة العامة لشمال وشرق سوريا، وتتم أعماله المجتمعية كلها عن طريق الكومين، فهو مجتمع كومينالي يسعى لبناء مجتمع سياسي وأخلاقي، فأردفت بروين: “لم يكن الكومين بالمستوى الذي كنا نرغب به، ولكن هناك مطالب أن يكون الأساس هو الكومين، ولإقليم الجزيرة هيئات ولجان، ونواحٍ وبلدات، تتم فيها مناقشة المشاكل والأخطاء مع الهيئات أو الجهات الأخرى من أجل إيجاد الحلول”.

النظامُ الكومينالي يقودُ نظامَ الادارةِ

حول نظام عمل الكومين، الذي يبدأ من نظام الرئاسة المشتركة، حيث أن المرأة تلعب دوراً بارزاً فيه، إلى جانب الرجل، التي كانت لمدة طويلة بعيدة عن العمل، فأصبحت صاحبة إرادة، وتتخذ قرارات أساسية، وتعمل على إيجاد الحلول لكثير من المشاكل، فبهذا المعنى تحدثت بروين بقولها: “خطونا خطوات كبيرة؛ لخلق الثقة بين الشعب، والكومين، فنحتاج إلى وقت أكثر لبناء مجتمع كومينالي، ونحن في الإدارة الذاتية في الفترة القادمة نعمل على بناء مجتمع كومينالي وأخلاقي، وسياسي، وإيجاد الحلول للمشاكل كلها”.

وبينت بروين: تأسيس الإدارة الذاتية هو أمنية ومطلب من مطالب الشعب الكردي فقام الشعب الكردي بالكثير من الثورات، وقدم الكثير من الشهداء، ولكنه لم يكن يحقق شيئاً، فالعدو وأصحاب المصالح، كانا يعملان من أجل إفشال الثورات، وكان يتم استهداف الكرد، وإخراجهم في النهاية من دون وطن ولا إرادة، فالإدارة الذاتية أصبحت موطناً لشعوب شمال وشرق سوريا، والتي حافظت على حقوقهم وحريتهم.

واختتمت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو بروين يوسف حديثها قائلة: إن عدم اشتراك الإدارة الذاتية في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية حول سوريا كآستانا وجنيف، وإسطنبول والقاهرة، ينتج عنها فشلاً ذريعاً لإيجاد أي حل للمشكلة السورية، ونؤكد أن الإدارة الذاتية ماضية لتحقيق كل ما هو ممكن لخدمة شعوبنا، ومهما كانت الصعوبات.