سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بذريعة إنسانيّة… مساعٍ تركيّة لتوطينٍ فلسطينيّ شمال سوريا

رامان آزاد_

لا تدخرُ حكومة أنقرة أيّ متغير في الظروف السياسيّة لمواصلةِ التغيير الديمغرافيّ في المناطق التي تحتلها شمال سوريا وبخاصةٍ في منطقة عفرين، واليوم تستغلُ ظروفَ الحرب في غزة لترحيل عوائل من غزة بذريعة إنسانيّة وتحت عنوان نقل مرضى السرطان، فيما يتم تداول أنّ أنقرة تسعى إلى نقل فلسطينيين إلى عفرين المحتلة.
نقل عوائل فلسطينيّة إلى عفرين المحتلة
تحاولُ حكومة الاحتلال التركيّ استغلالَ الحربِ في غزة، والتلاعب بالملفِ الإنسانيّ المتصل بالجرحى ومرضى السرطان الفلسطينيين بقصدِ نقل أعداد منهم إلى إقليم عفرين المحتل لترسيخِ التغيير الديمغرافيّ من خلال توطينهم في المستوطنات التي أُنشئت بتمويلٍ قطريّ منظمات وجمعيات إخوانيّة.
ذكرت شبكة “عفرين بوست” في 23/11/2023 أنّها علمت من عدة مصادر عاملة في المنظمات الإغاثيّة، أبرزها جمعية العيش بكرامة لفلسطيني 48، أنّ تركيا تجهّز لإرسال 160 عائلة فلسطينيّة من أهالي غزة إلى إقليم عفرين المحتل، كدفعةٍ أولى، بغية توطينهم فيها.
وقالت المصادر إنَّ تلك العائلات يتمّ إدخالها إلى الأراضي التركيّة تحت مسمى “جرحى الحرب ومرضى السرطان” وبرعاية الهلال الأحمر القطريّ، ليتم نقلهم فيما بعد إلى المستوطنات التي تم بناؤها في ناحية جندريسه وخاصةً المستوطنات التي أُنشئت في محيط قريتي دير بلوط وشاديريه/ شيخ الدير لتوطينهم فيها.
كما تم تداول معلومات استخباراتيّة تؤكد أنّ اتفاقاً (تركيّ – مصريّ – أردنيّ – قطريّ – إسرائيلي) أفضى إلى نقل مقاتلين من حركة حماس وعوائلهم من قطاع غزة في فلسطين إلى تركيا ومن ثم إلى الشمال السوريّ المحتل، والحديث يتعلق بمنطقة عفرين المحتلة ومحافظة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) المُصنفة على قوائم الإرهاب، وتوطينهم فيهما. وأنّ المخطط يهدفُ أيضاً لتشكيل فصيل أو قوة خاصّة بهم في المنطقة. وجاء الاتفاق بالتوازي مع مساعي التوصل إلى هدنة مؤقتة يتم خلالها إخلاء قطاع غزة من العوائل والمرضى وتبادل تدريجيّ للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
واجتمعت الاستخبارات التركيّة الأربعاء 22/11/2023 مع قيادات من “هيئة تحرير الشام الإرهابيّة” في بلدة أطمة الحدوديّة بريف محافظة إدلب للتنسيق فيما يتعلق باستقبال العوائل الفلسطينيّة وتدبير أمورهم كمرحلة أولى.
وفي 10/10/2023، بثت قناة “سوريا” ذات التوجهات الإخوانيّة والتي تتخذ من إسطنبول مقراً لها حلقة خاصة على خلفيّة الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل والفلسطينيين، وتضمنت الحلقة لقاءاتٍ مع أهالي إدلب، وطُرح على الأشخاص الذين تمت مقابلتهم سؤال افتراضيّ: لو أنّ سوريا على حدود غزة، كيف ستستقبلون أهالي غزة فيما لو نزحوا إليكم؟
السؤال في ظاهره بريء، إلا أنّ طرحه لم يكن واقعيّاً بعد أقل من أربعة أيام على الحرب، وهو يستهدف دفع الناس إلى إجراء مطابقة ما بين الأوضاع في إدلب وقطاع غزة، على أساس الشراكة في المحنة، وتحريض الجانب العاطفيّ على أساس مذهبيّ، ولكنه في بعدٍ آخر يهدفُ إلى تجييش مشاعر بالترويج لقبول الوجود الفلسطينيّ في شمال سوريا، ليكون مقدمةَ حدثٍ قادمٍ.

 

 

 

 

 

 

 بدء النقل إلى تركيا
وأعلن الإعلام التركيّ في 3/11/2023 استعداد تركيا لنقل مرضى السرطان من قطاع غزة إلى تركيا بأسرعِ وقتٍ واستكمال علاجهم. وفي 5/11/2023 قال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة إنّه أجرى اتفاقاً مع نظيره المصريّ خالد عبد الغفار، على نقل نحو ألف مريض سرطان من قطاع غزة. وأضاف قوجة أنَّ نقل مصابي السرطان سيكون من قطاع غزة عبر معبر رفح الحدوديّ إلى مصر، ليُصار إلى نقلهم إلى تركيا.
 وكشف وزير الصحة التركيّ فخر الدين قوجة، في 21/11/2023 عن إعداد قائمة تضمُّ 50 مريضاً لإجلائهم من قطاع غزة كدفعة ثالثة، مشيراً إلى أنّهم أحضروا حتى اليوم 88 مريضاً من قطاع غزة، إلى جانب 62 من مرافقيهم إلى تركيا.
من جهتها، ترفض مصر رفضاً قاطعاً تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة بالنزوح داخلياً أو خارج أراضيهم، مؤكدة رفضها إفراغ قطاع غزة من أهله، وتنفيذ مخطط إسرائيلي بتهجير الفلسطينيين قسراً إلى منطقة سيناء.
كما رفضت المملكة الأردنية أي حديث أو سيناريوهات يتحدث بها البعض عن مرحلة ما بعد غزة وانتهاء الحرب عليها، مؤكدةً أن ما يُطرح من سيناريوهات في هذا السياق “غير واقعي ومرفوض ولا تتعامل معها الأردن”.
وقال رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة، في 7/11/2023: إنَّ “أي محاولات أو خلق ظروف لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربيّة خط أحمر وسيعتبره الأردن بمثابة إعلان حرب”.

 

 

 

 

 

 

 

توطين سابق للفلسطينيين في عفرين
انتقال الفلسطينيين إلى عفرين كان مبكراً بعد احتلالها، ويعد الاستيطان الفلسطينيّ في عفرين المحتلة الأكثر غرابة، لكونهم ضحايا الاحتلال والاستيطان الإسرائيليّ، ولطالما كانت قضيتهم محل تعاطف الكرد. ولذلك لم يكن لأحد أن يتصور تدفق مئات العوائل الفلسطينيّة مع موجات ترحيل المسلحين وعوائلهم من ريف دمشق وبخاصة من مخيم اليرموك، وأن يستوطنوا في أراضٍ محتلة ومستولى عليها بقوة السلاح وتعود ملكيتها إلى أهالي عفرين المهجّرين قسراً.
نقل ناشطون في 7/4/2018 معلوماتٍ عن استقدام المزيد من الفلسطينيين من مناطق (ببيلا وبيت سحم ويلدا) بريف دمشق إلى مدينة عفرين ومعسكر المحمديّة بريف جندريسه، فيما كان يروّج إعلاميّاً على أنّه قد تم نقلهم إلى منطقة الباب، وما تسمّيه سلطات الاحتلال التركيّ مناطق “درع الفرات”، واستوطن في مخيم دير بلوط بريف عفرين نحو 600 عائلة من مستوطني جنوب دمشق، بينهم 325 عائلة فلسطينيّة. وقال مركز التوثيق المدنيّ للاجئين الفلسطينيين في الشمال السوريّ في 15/2/2020، بأنّ عدد الفلسطينيين في الشمال السوري بلغ نحو 7500 مستوطن، تم جلبهم من مخيمات درعا وحمص وحلب واليرموك.
ولاء لأنقرة 
تبريرُ الوجودِ الفلسطينيّ بقلة عدده مقارنةً مع المستوطنين المستقدمين من أرياف دمشق وحمص وإدلب وحماه سطحيّ جداً، لأنّ مجرد الوجود الفلسطيني في عفرين المحتلة وقبوله بالسكن في أرض هُجّر أصحابها بالقوة علامة سلبيّة تناقضُ عدالةَ القضية الفلسطينيّة، وتخدم مخطط أنقرة في التطهير العرقيّ في المنطقة الكرديّة، بل يُطرحُ سؤال عريض وأساسيّ، لماذا انخرط الفلسطينيون في أتون الحربِ في سوريا؟
بتحول المعارضة السورية بقضّها وقضيضها إلى أداةٍ بيد أنقرة وحشرها في الزاويةِ المذهبيّة وتحولها لجيشٍ “انكشاريّ” من المرتزقة تزجُّ بهم أنقرة في معارك داخل سوريا وخارجها، فمن المستغربِ لأصحابِ قضيةٍ عادلةٍ عدم تبيّن انحرافِ مسار “الثورة السوريّة” واستغراق البلاد في أتون حربٍ أهليّة، وهذا بفرض أنّ الاصطفافَ الفلسطينيّ جاء تضامناً وتأييداً لمطالب السوريين المحقّة. ولكن ما مبرر مواصلة الانزياح بعدما فتحت أنقرة حدودها للمتطرفين من كلّ أنحاء العالم للقتال في سوريا باسم “الجهاد” وتحول الجغرافيا السوريّة إلى ميدانِ تنافسٍ وصراع لدولٍ وأطرافٍ خارجيّة، وبذلك فَقدَ الاصطفافُ الفلسطينيّ كلّ مبرر لانخراطه ووقوفه مع طرفٍ ضد آخر في سوريا، بصرف النظر عن التقييم السياسيّ للأزمةِ.
ورغم أنّ الفلسطينيّ ضحية الاحتلال والاستيطان، إلا أنّه أيّد العدوانَ التركيّ على عفرين واحتلالها، وأشاد خالد مشعل رئيس حركة حماس السابق، وباركه وقال: “النصر في عفرين كان نموذجاً للإرادة التركيّة، وإن شاء الله سنسجل ملاحم بطوليّة لنصرة أمتنا”.
وعلى أساسِ الولاءِ الدينيّ المذهبيّ تتدفقُ الأموال من الفلسطينيين (عرب ــ 48) إلى الشمال السوريّ لبناءِ المستوطناتِ، وهناك حملاتٌ منظمةٌ لجمعِ التبرعات، بملايين الدولارات (طبعاً التبرعات بالأصل بالشيكل) ثم تُحوّل إلى تركيا، والتي تحوّلها إلى سوريا وتشترطُ أنقرة شراكةَ مؤسسةٍ تركيّةٍ في عملياتِ البناءِ وأن تكونَ مصدرَ موادِ البناءِ…
خلال الانتخابات الرئاسيّة التركيّة الأخيرة ضجّت صفحاتُ نشطاء فلسطينيين بالدعاءِ بفوزِ أردوغان، وتجاوزت مجردَ التأييد لإعلانِ الولاء له مشيرين إلى أنّ فوزه نصرٌ للإسلامِ…

 

 

 

 

 

 

 

تمويل فلسطينيّ لمشاريع استيطان في عفرين
في 8/5/2023 افتتحت مستوطنة أم طوبا قرب قرية شاديره/ شيح الدير بناحية شيراوا. والاسم نسبة إلى بلدة “أم طوبا” الفلسطينيّة التي موّلت المشروع، وتقع جنوب شرق مدينة القدس.
مشروعٌ استيطانيّ آخر باسم قرية الزعيم افتتح في 28/8/2022، ويقع في قرية كفر صفرة بناحية جندريسه، وحمل أيضاً اسم البلدة الفلسطينيّة التي موّلت المشروع، وتقع قرب مدينة القدس. ونفذته مؤسسة “وفاء المحسنين”، الفلسطينيّة ووصل أشخاص من الأراضي المحتلة إلى عفرين عن طريق تركيا لحضور افتتاح التجمع السكنيّ.
وفي 10/4/2023 نقلت وكالة نورث برس عن مصادرها إنّ “جمعية وفاء المحسنين الخيرية” أنهت عمليات بناء نحو 50 شقة سكنية قرب قرية المحمدية جنوب مدينة جندريسه وتواصل أعمال البناء. ويقع المشروع قرب مستوطنة “مجمع الزعيم”.
مشروعٌ رابع حمل اسماً فلسطينيّاً هو “أجنادين فلسطين”، ففي 4/1/2023 نشر فريق إدلب الوطن على صفحته الرسميّة على موقع فيسبوك دعوة عامة لحضور احتفال افتتاح قرية استيطانيّة في ناحية جندريسه باسم “أجنادين فلسطين”، ووزع نحو 40 منزلاً كدفعة أولى، على عوائل مرتزقة “أحرار الشام” المسيطرة على عدة قرى في الناحية.
في 10/3/2023 أعلنت جمعية “العيش بكرامة” الفلسطينيّة أنّها بصدد إنجاز مشروع “استيطاني” جديد وصفته بأنّه “مبارك”، عبارة عن قرية سكنيّة وقالت إنّه مخصص لعائلات الأيتام والأرامل في عفرين المحتلة. وأضافت الجمعية أنّه تمت الموافقة على إتمام المشروع، والحصول على عشرات الدونمات لبناء البيوت في القرية. وأشارت إلى أنّ الأرض مكفولة من حيث البنية التحتيّة ومعدات الحفر والتجهيز من قبل “جمعية تركيّة موثوقة”. وذكر الإعلان أنّ تكلفة كل بيت هو 6700 شيكل (عملة إسرائيل)، ولم تذكر الجمعية الآلية القانونيّة التي حصلت بموجبها على الأرض لبناء المستوطنة، والتي تعود ملكيتها إلى أهالي عفرين الكرد.
ذكرت عفرين بوست في 18/10/2020 أنه في إطار تشجيع الاستيطان وخطة التغيير الديمغرافيّ، وإيجاد مقومات استقرار المستوطنين استولت جمعية العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي، على الأراضي المحيطة بالعقار الذي استولت عليه بقرية تل طويل، في أيار 2020، لبناء مسجد عليه بتمويل جمعيات إخوانيّة قطريّة، ومنحت الجمعية الأرضَ المستولى عليها للمستوطنين للزراعة وإقامة مشاريع.
تعمل سلطات الاحتلال التركي منذ أواسط 2021 على بناء مبان إسمنتيّة مكان الخيم في مخيم “محمدية 2” في ناحية جندريسه، لتحويله إلى مجمعٍ سكنيّ استيطانيّ متكامل بدعم من جمعية “خير أمة” الإخوانية. ويأوي مخيم “محمدية 2” مستوطنين من عوائل مرتزقة “جيش الإسلام وفيلق الرحمن” الذين طُردوا من ريف دمشق وفق تفاهمات أستانه، وتم ترحيلهم إلى عفرين في نيسان 2018. وفي 15/6/2022 قام المدعو “عبد الجبار شبلي” رئيس جمعية “خير أمة” برفقة المدعو “محمود حفار” رئيس مجلس جندريسه المحليّ التابع للاحتلال التركيّ بزيارة مخيم المحمديّة بزيارة مخيم المحمديّة 2، للاطلاع على سير أعمال بناء القرية الاستيطانيّة التي تقوم بها جمعية “خير أمة”.
ويخشى أهالي عفرين تحويلَ مخيم المحمديّة 1 المجاور أيضاً إلى مجمع استيطانيّ، ويقع على الضفة الشرقيّة الجنوبيّة لنهر عفرين، ويسكنه مستوطنون منحدرون من الغوطة الشرقية وفلسطينيو مخيم اليرموك بدمشق.
تُعرّف جمعية “خير أمة” نفسها بأنها “مؤسسة إغاثيّة خدميّة مدنية تُقدّم الدعم والمساندة لكلّ الناس باختلاف أطيافهم وأعراقهم وأجناسهم، وتتخذ من مدينة إسطنبول في تركيا مقراً لها. وواضح من اتخاذِ الجمعية قبة المسجد الأقصى شعاراً أنّها ذاتِ جذورٍ فلسطينيّة.
والجمعية على علاقة مع العديد من الجمعيات الإخوانيّة سواء التي تتخذ من إسطنبول مقراً لها أو الجمعيات الخليجيّة ذات الخلفيّة الإخوانيّة مثل: عطاء، وشام الإنسانيّة، قطر الخيريّة، الجمعية التركيّة للتضامن مع فلسطين، بيت الزكاة ــ الكويت، جمعية الإمام البخاري، جمعية البركة جمعية العون السويديّة، هيئة الإغاثة الإنسانيّة IHH التركيّة، جمعية شفق إضافة لجمعياتٍ أخرى.
التوطين يضيّع حقَّ العودة
الفلسطينيون الذين تدفقوا إلى دول الجوار في نكبة 1948 ونكسة حزيران 1967، عُرفوا على مدى عقود أنّهم لاجئون، وفيما تحتفظ كثيرٌ من العوائل الفلسطينيّة بمفاتيح البيوت كرمزٍ لحقِّ العودة، يُطرح عنوان آخر هو “التوطينُ” الفلسطينيّ في دولِ الجوارِ، حيث مازالتِ المناطق التي يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون تسمّى بالمخيمات، ومنها: في سوريا: اليرموك، سبينة، النيرب، حمص، وفي لبنان: مخيمات عين الحلوة، النهر البارد، برج البراجنة، إضافةً إلى المخيمات في مدن الأردن: عمان وجرش والزرقاء وإربد. ويتجاوز إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم 6 ملايين، أكثر من ثلثهم في الأردن، إضافة للمخيماتِ في الضفةِ الغربيّةِ وقطاع غزة.
ومنذ بدء الحرب في 7/10/2023 نزح مئات آلاف الفلسطينيين، وأُجبر سكان شمال قطاع غزة على النزوح جنوباً إلى منطقة رفح قرب الحدود المصريّة.
أعادت الحرب في غزة القضية الفلسطينيّة إلى الواجهة بعد غيابها لأكثر من عقدٍ، وبدء ما سمّوه “الربيع العربيّ”، لينطلق مسار “التطبيع العربيّ”، واليوم بعد قرابين كثيرة يتجدد طرحُ إيجاد حل شاملٍ للقضية عبر نموذج حل الدولتين.
بالمجمل، فإنّ أيّ توطينٍ فلسطينيّ في أيّ بقعة في دولِ الجوار يناقضُ جوهر القضية الفلسطينيّة وينسفُ حقَّ العودة، ويُسهمُ بتضييعِ الحق الفلسطينيّ علاوةً على أنّه سيكونُ على حسابِ دولِ الجوار.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle