باحث عراقي: تواطؤ سلطات باشور كردستان تمهيد للهجمات التركية

يعيد باحث عراقي انتهاك تركيا لسيادة بلاده إلى تواطؤ سلطات باشور كردستان، وإلى موقف الحكومة الاتحادية في البلاد، وتعاونها مع تركيا، مؤكداً أن انتهاك تركيا للسيادة العراقية، سيكون له تداعيات خطيرة، على الأمن والاستقرار في العراق.  

وكان قد دعا رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة، محسن المندلاوي، خلال جلسة عقدها البرلمان السبت في العاشر من شباط الجاري، للتداول بشأن القصف الأمريكي المتكرر على العراق، وأيضاً تدخل الدول الجارة في شؤون العراق الداخلية، لـ “تنفيذ قرار مجلس النواب رقم (18) لسنة 2020، المتعلق بإخراج القوات الأجنبية، وإنهاء مهامها في العراق، بناء على تطور القدرات الأمنية العراقية”.

مطالبات جماهيرية بإخراج القوات الأجنبية 

وفي السياق ذاته، قال الباحث العراقي في مركز الهدف للبحوث والدراسات الاستراتيجية، مؤيد العلي لوكالة أنباء هاوار: “اليوم تتزايد المطالبات الجماهيرية والسياسية على الأراضي العراقية كافة، بضرورة وضع حد لوجود القوات الأمريكية المنضوية تحت إطار التحالف الدولي لمناهضة داعش، والذي أتى إلى العراق عام 2014”.

وأوضح العلي: “الذرائع وأسباب وجود التحالف والقوات الأخرى على أرض العراق انتهت، نظراً لأن العراق بات يمتلك منظومة أمنية قادرة على حفظ أمن وسيادة العراق، وبالتالي انتهت أسباب وجود هذه القوات”.

ولفت العلي: “قوات التحالف الدولي وأيضاً تركيا وإيران، باتت تنتهك السيادة العراقية، وتقصف المراكز المدنية، ومراكز للجيش العراقي، وهذا الأمر زاد من السخط الشعبي والرسمي ضد وجود هذه القوات، لذلك تعالت الأصوات على ضرورة خروج هذه القوات من خلال مفاوضات ومباحثات”.

وأضاف العلي: إن “هناك حراكاً في البرلمان العراقي من أجل إقرار قانون، وليس قراراً، بخروج القوات الأجنبية كلها من الأراضي العراقية، وبالتالي يجب أن تلتزم بذلك الحكومة العراقية”.

انتهاك تركي مدروس للسيادة العراقية

 وبخصوص الانتهاكات التركية للسيادة العراقية، لفت الباحث إلى أن: “الجانب التركي يقوم بهجمات متواصلة في العراق بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني، ولكن هذه الذريعة كاذبة، وهي تأتي في إطار تصفية حساباتها مع الجهات المعارضة لها سياسياً، أو غير ذلك على الأراضي العراقية، ولاحتلالها”، معتبراً ذلك بأنه “يؤثر على سيادة العراق”، وعدّها انتهاكاً لسيادة البلاد، واستباحة لدماء العراقيين.

وتابع: “صمت الحكومة العراقية على كل ما يحدث يعود لتواطؤ سلطات باشور كردستان، وللمواقف الضعيفة من الحكومة الاتحادية، وأيضاً هناك ضوء أخضر أمريكي لتركيا”.

وأكد العلي: “إن القانون الذي من المفروض أن يشرعه البرلمان، لن يقتصر على خروج القوات الأمريكية، بل سيشمل الجيش التركي أيضاً، لأنه من غير المقبول أن يكون هناك تناقض بإقرار قانون بخروج القوات الأمريكية، ولا يشمل الجيش التركي”.

واختتم الباحث العراقي، مؤيد العلي، حديثه: “ستكون هناك تداعيات لهذه الهجمات على انتهاك سيادة العراق، ومستقبل البلاد، فالتدخلات التركية في باشور كردستان لم تأتِ صدفة، بل تحدث بضوء أخضر أمريكي، وبتواطؤ من سلطات باشور كردستان، وهو أمر غير مقبول؛ لأنه ستكون له تأثيرات على الأمن الوطني والقومي العراقي”.