كركي لكي/ غاندي إسكندر –
بيّنت الشرائح الاجتماعية في كركي لكي، إن انتفاضة الشعب الكردي في آذار قبل ثمانية عشر عاماً مثلت إرادة شعب، يسعى لنيل حريته المغتصبة، وثورة غضب ضد من أراد طمس الهوية الكردية.
بعد مكيدة تم التدبير، والتخطيط لها استخباراتيا من أقبل أجهزة الأمن السورية، يوم الثاني عشر من آذار عام 2004 وعلى إثر مباراة لكرة القدم بين فريق الجهاد، وفريق الفتوة القادم من دير الزور، على أرضية ملعب قامشلو، وبعد دقائق من إطلاق صافرة البداية، هاجم جماهير نادي الفتوة بالحجارة، التي جلبوها معهم مسبقا جماهير نادي الجهاد.
وما هي إلا لحظات حتى طوقت أجهزة الأمن الملعب، وأطلقوا نيران أسلحتهم الحية على جماهير الجهاد العزل من أبناء الشعب الكردي، وأدى الافراط في استخدام القوة من قبل جماهير الفتوة، والأمن السوري، إلى انتفاضة الشعب الكردي في كامل مدن روج آفا، ومدينتي حلب ودمشق، ضد السطوة الأمنية البعثية، والتهميش الممنهج للقضية الكردية في سوريا.
الثاني عشر من آذار انعكاس لحالة الظلم
بهذا الصدد تحدث لصحيفتنا عضو الهيئة الإدارية في اتحاد المثقفين بإقليم الجزيرة برادوست ميتاني: “إن الشعب الكردي قد انتفض ضد السلطة السوفيتية البعثية، لأسباب غير مباشرة، ترتبط بالظلم والاستبداد والإجراءات التعسفية، التي مورست ضد الشعب الكردي، خلال عشرات السنيين الماضية”.
وتابع ميتاني: “حاول النظام البعثي طمس الثقافة واللغة، والعادات والتقاليد الكردية، والتضييق المفرط من جميع نواحي الحياة ضد الكرد خاصة، والانتفاضة العفوية التي انطلقت من (قامشلو وديرك وكوباني وعامودا) وجميع مدن روج آفا، والعاصمة دمشق كانت انعكاساً لحالة الظلم، الذي لم يعد يُحتمل”.
وكشف برادوست ميتاني في نهاية حديثه، السبب المباشر لانتفاضة الشعب الكردي: “إن بعض الشوفينيين ممن يعادون القضية الكردية، ويرفضون تعدد القوميات وأخوة الشعوب، والذين تواجدوا في ملعب قامشلو، قاموا باستفزاز جماهير نادي الجهاد، عبر توجيه الإهانات ضد بعض الرموز الوطنية الكردية، ولاسيما بعد انهيار نظام البعث في العراق، وتثبيت الحقوق الكردية في الدستور العراقي”.
الانتفاضة أكدت أهمية الوحدة الكردية
بدوره علق سكرتير حزب روج الديمقراطي الكردي في سوريا كوفان كنعو، على انتفاضة الثاني عشر من آذار بقوله: “لقد سعى نظام البعث عن طريق مخبريه، والمرتبطين بأجهزته الاستبدادية، ممن حضروا مباراة الجهاد والفتوة إلى إحداث فتنة كبرى، وخلق شرخ كبير بين الكرد والعرب، في مدن روج آفا، لكن محاولاتهم باءت بالفشل”.
وأوضح كنعو: “على الرغم من أن الضريبة كانت كبيرة حيث استشهد ما يقارب ثلاثين شابا، وجُرح المئات وزج بالآلاف في المعتقلات، إلا أن الشعب الكردي انتفض في وجه الشوفينيين، والنظام بكل جسارة”.
واختتم كنعو حديثه: “الشعب الكردي على اختلاف توجهاته السياسية، والفكرية أسقط مؤامرة آذار، ووضعت هذه الانتفاضة اللبنة الأولى نحو الانطلاق صوب تحقيق إرادة الشعب الكردي في الحرية، والعدالة والمساواة، كما أنها أكدت أهمية الوحدة الكردية والموقف الموحد “.
انتفاضة قامشلو نبض الشجاعة
أما عضو مجلس عوائل الشهداء في كركي لكي عبد السلام علي، فأوضح: “إن دماء الشهداء، التي أريقت في انتفاضة آذار، وحدت الكرد لأول مرة، كما أنها كشفت اللثام عن الطبيعة الإجرامية، والتوحش والذهنية الاستبدادية والاقصائية، وفي الوقت نفسه كسرت حاجز الصمت، والخوف لدى عامة الشعب الكردي”.
وأنهى عبد السلام علي حديثه بالقول: “انتفاضة آذار مهدت لاحقا لثورة أينعت في التاسع عشر من تموز عام 2012″، مؤكدا أن المقاومة الفولاذية، والصدور العارية، التي واجهت الرصاص الحي، أضحت مثالا ونموذجا يُحتذى به ضد من تآمر على طمس الهوية الكردية.
