محمود المسلط: يدنا ممدودة للوصول لسوريا تعددية ديمقراطية لا مركزية

أوضح الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، محمود المسلط، أنهم يخططون للقيام بخطوات فعلية قادمة لتنشيط مسار الحوار بين السوريين، وأشار، إلى أنه لا بد من إعادة الاهتمام الدولي بالقضية السورية، وكشف، بأنهم سيفتتحون ممثليات جديدة في دول عربية وأجنبية، أبرزها دول مجلس التعاون الخليجي.

يكثّف مجلس سوريا الديمقراطية تحركاته السياسية والدبلوماسية، بهدف دفع جهود الحل السياسي السوري إلى الأمام، على الرغم من المعوقات، والتحديات المتمثلة بمواصلة القوى الإقليمية والدولية البحث عن مصالحها، على حساب مصالح الشعب السوري، كما يسعى المجلس إلى توسيع نشاطه، وعلاقاته الخارجية في المراحل القادمة.

نشاطات مجلس سوريا الديمقراطية هذه، تأتي انطلاقاً من مقررات المؤتمر الرابع له، والذي عُقد قبل أربعة أشهر، حيث شدد المؤتمر على أهمية استمرار العمل على تنشيط الحوار السوري، من أجل الوصول الى توافقات وطنية، كما أكد المؤتمر على مكانة الدول العربية، وأهمية دورها في المنطقة، وأكد على الحوار والانفتاح على أي مساهمة تهدف لاستعادة الدور العربي في سوريا.

خطوات جديدة لتنشيط الحوار السوري

وفي السياق ذاته، تحدث الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، محمود المسلط، لوكالة هاوار: “نحن نتواصل مع الفعاليات والشعوب والمكونات السورية، في الداخل وفي الخارج، وكانت لنا جولات خارجية في هذا الإطار، هناك تحديات كبيرة على الصعيد الإقليمي والدولي، ونحاول وضع المشهد السوري مجدداً على طاولة أصحاب القرار الدوليين، والملف السوري يجب أن يتم تفعيله، لا أن يترك على الرف، من خلال إقامة علاقات مع معظم الدول العربية والأجنبية”.

وأكد: أن “الحوار السوري من أولوياتنا، ولا زلنا نتواصل مع الشعوب ومكونات الشعب السوري، ونحن منفتحون على الأحزاب والقوى السياسية، والشخصيات المستقلة داخلياً وخارجياً، وهناك مؤتمرات قادمة للعشائر والمعارضة وقوى الثورة، وهناك نشاطات متجددة لمجلس سوريا الديمقراطية، لأننا نؤمن بوحدة الأرض والشعب السوري”.

وتابع المسط: “مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية السورية، الذي يتم التحضير لعقده، له أهمية كبرى، وسيمثل هذا المؤتمر السوريين بمختلف أطيافهم، لم يُحدد موعد عقد المؤتمر حتى الآن، ولكننا نأمل أن يتم عقده في القريب العاجل”.

ممثليات في دول عربية وعالمية

وعن أهمية الدور العربي وتفعيله في سوريا، قال المسلط: “نحن جزء من هذه المنطقة، والدول العربية هي امتداد لنا، ونحن امتداد لها، ولا يمكن أن نكون منعزلين عن الدول العربية الشقيقة، ولدينا تواصل مع دول مثل العراق، ومصر، والأردن، والسعودية، وهي بداية للانفتاح على هذه الدول من أجل السعي لحل الأزمة السورية والمصالحة الوطنية بين السوريين”.

وكشف المسلط: “لنا مكاتب وممثليات في العديد من الدول، ونعمل على افتتاح أخرى، ولكننا لا ننسى أن هناك دولاً عربية قامت بالتطبيع مع النظام السوري، ما شكل عائقاً أمامنا، ومع ذلك نحن جزء من سوريا، ويجب أن تكون لنا فاعلية خارجية مع الدول العربية، والتطبيع مع النظام لا يعني عدم التطبيع معنا، فنحن نعمل على افتتاح الممثليات في دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية، وبعض الدول الأجنبية”.

وتحدث المسلط، عن أسباب جمود مسار الحل السياسي في سوريا: “في الحقيقة نحن نؤمن بالشرعية الدولية، وقرار 2254 هو أساس الحل للأزمة السورية، و”مسد” عمل سابقاً على هذا القرار لأنه الركيزة الحقيقة للحل في سوريا، نحن نعمل مع الأطراف كلها، ومع الأمم المتحدة والدول الفاعلة في الملف السوري، ولكن هناك أمور خارج إرادتنا، كالحرب بين إسرائيل وحماس، والميليشيات الموجودة على حدودنا، وكل ذلك يعيق الحلول السورية، التي نطمح لها”.

وأضاف: “نحن نتواصل مع الكثير من المسؤولين في الأمم المتحدة، والدول الفاعلة في الشأن السوري، ولن نيأس، ولكن أمامنا أولويات، ومتفقون على جوهر القضية والحلول، وهناك بعض التفاصيل نناقشها مع الجميع في مسألة الحل السوري، كما إننا منفتحون على الحوار، الذي يلعب دوراً أساسياً للمضي قدماً في وضع الحلول”.

“مسد” أساس أي حل سوري

وتطرق المسلط، إلى بعض المسارات الخاصة بالأزمة السورية، كاللجنة الدستورية، وأوضح أن “مجلس سورية الديمقراطية، بات رقماً صعباً في المعادلة السورية، ونفضل أن يكون “مسد” جزءاً من العملية الدستورية والحل السياسي في سوريا، لأنه لا يمكن إيجاد أي حلول للأزمة السورية دونه، لأننا جزء من هذا الوطن ومستقبله، وهناك اتصالات كثيرة مع المعنيين، ونتساءل ماذا أنجزت اللجنة الدستورية على مدار الأعوام الفائتة؟ لم تنجز أي شيء”.

وبين المسلط: أن “هناك أطرافاً خارجية تسعى جاهدةً لإبعاد “مسد” عن أية حلول وأي مشاركة في المؤتمرات والاجتماعات، من جهتنا لن نسمح لأي دولة وأي طرف بإبعادنا عن أي حلول سورية؛ لأننا نمثل السوريين، في شمال وشرق سوريا، ومجلس سوريا الديمقراطية، حافظ على الأمن والأمان والاستقرار في مناطقنا، ونحن جاهزون لأي معادلات قادمة، لأننا نسعى جاهدين لإيجاد الحلول للأزمة السورية”.

ووجّه المسلط رسالة إلى السوريين جميعا، وخاصة شعوب إقليم شمال وشرق سوريا: “المنطقة تمر بظروف صعبة، ويجب أن نكون متماسكين في الجبهة الداخلية، نحن جزء من سوريا، ولن نكون إلا جزءاً من سوريا، ونؤمن بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، ونريد أن نكون يداً واحدة من أجل تحقيق مستقبل أفضل لهذا البلد”.

واختتم الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية محمود المسلط، حديثه: “هناك تحديات وصعوبات، وأيدٍ خارجية لا تريد أن نكون متحدين ومتفقين حول الحلول في سوريا، ونحن في مجلس سوريا الديمقراطية منفتحون على الشعوب والمكونات، والأحزاب والقوى السياسية جميعاً، ويدنا ممدودة للجميع من أجل وضع الحلول المناسبة للوصول إلى سوريا تعددية لا مركزية من أجل السوريين كلهم”.