كوباني/ سلافا أحمد ـ
رأى السياسي والرئيس المشترك لمكتب العلاقات السياسية، والدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي بإقليم الفرات بكر حج عيسى، أن تأسيس حزب العمال الكردستاني، كان وجوداً جديداً للشعب الكردي، مشيراً إلى أن الهدف من إدراج اسم حزب العمال الكردستاني على لائحة الإرهاب الدولية، معاداة للشعب الكردي، ولقضيته العادلة.
وتتوالى الدعوات المطالبة بإزالة حزب العمال الكردستاني من لائحة الإرهاب الدولية في أنحاء العالم كافة، وأجزاء كردستان الأربعة، وبمشاركة لافتة من الكثير من الشخصيات البارزة سياسياً واجتماعياً وعالمياً، حيث أُطلقت حملة تحت شعار “مبادرة العدالة الدولية للكرد العالمية”، في الثالث عشر من كانون الأول عام 2021، والهدف إزالة اسم حزب العمال الكردستاني من “لائحة الإرهاب”، في كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث انضم إلى هذه الحملة أكثر من مائة ألف شخصية مرموقة، من ثلاثين دولة بالإضافة إلى عدد كبير من البرلمانيين، والأكاديميين والكتاب، والنشطاء والسياسيين.
فيما أعلنت بدورها المبادرة الشعبية لشمال وشرق سوريا انضمامها إلى حملة إزالة اسم حزب العمال الكردستاني من “لائحة الإرهاب”، وأكدت أنها ستنظّم فعاليات مستمرة في المؤسسات، والمنظمات، والقرى والمدن، وستجمع التواقيع في هذا الصدد، من أجل إزالة اسم حزب العمال الكردستاني من قائمة الإرهاب.
وتشهد مناطق شمال وشرق سوريا، منذ إعلان المبادرة الشعبية، فعاليات متنوعة تتمحور حول جمع التواقيع؛ للمطالبة بإزالة الحزب من لائحة الإرهاب، ومسيرات ومظاهرات حاشدة في السياق ذاته، إضافة إلى فعاليات الاعتصام في المنطقة بأكملها.
انبثاق الحزب من رحم المعاناة الكردية
وحول هذا الموضوع الهام، أجرت صحيفتنا لقاءً مع السياسي والرئيس المشترك لمكتب العلاقات السياسية والدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي بإقليم الفرات، بكر حج عيسى، الذي لفت في مستهل حديثه لدور حزب العمال الكردستاني في حماية الوجود الكردي من التصفية والاندثار، في ظل وجود الأنظمة المستبدة والدكتاتورية بنضالها ومقاومتها التاريخية.
وأشار حج عيسى: “جاء تأسيس حزب العمال الكردستاني في وقت كان يمر الشعب الكردي بأشرس أنواع الإبادة على مر التاريخ، حيث كان الرد الأمثل لجميع المساعي والأهداف، التي كانت تسعى لتصفية الوجود الكردي، وصهره وحله ضمن الدول التي تحتل كردستان”.
وأضاف حج عيسى بقوله: “التضامن الشعبي الهائل للشعب الكردي مع حزب العمال الكردستاني، لم يأتِ من فراغ، كونه كان قد أُسِّس على منطقية المطالب الشعبية، فسعت الجماهير الكردية إلى كسر قيود الاحتلال والعبودية الممارسة على الشعب الكردي منذ قرون، كان ذلك سببا لإثارة بعض الدول، التي كانت ترى في فكر الحزب الديمقراطي خلاص الكرد من نير العبودية، والرق والتبعية، وتتضارب أفكاره مع مصالح الدول الدكتاتورية والسلطوية”.
وتطرق حج عيسى إلى الهدف من إدراج اسم الحزب على القائمة السوداء: “الهدف من إدراج اسم حزب العمال الكردستاني على لوائح الإرهاب الدولية، القضاء على الحلم الكردي بالحرية، والحصول على حقوقه المشروعة”.
مؤكدا إن “إدراج حزب العمال الكردستاني على قائمة الإرهاب قرار سياسي بحت، تكمن خلفه مساعي وأهداف دولية، ساعية للنيل من إرادة الشعب الكردي، وتصفيته من الوجود، وهذا القرار لا يمت للواقعية بشيء، تم اتخاذه لإرضاء الدولة التركية، كونها حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لتتمكن الدول المهيمنة تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية، والتوسعية بالتوافق مع دولة الاحتلال التركي، لذا على المجتمع الدولي، والأمم المتحدة تصحيح هذا القرار الخاطئ، وتلبية مطالبة ودعوات الملايين من أبناء المنطقة حول إخراج حزب العمال الكردستاني من القوائم العالمية السوداء”.
حزب العمال الكردستاني مقاوم للإرهاب
وأوضح حج عيسى: “حزب العمال الكردستاني على مر عقود من تأسيسه، أثبت للعالم عكس الاتهام الموجه إليه، فلم نر يوماً أن الحزب قام باستهداف المدنيين، بل على العكس تماماً، كان يحمي المدنيين والأهالي والأطفال من خلال دفاعه المستميت عن المدنيين، وبخاصة الأطفال والنساء، والشيوخ من انتهاكات المحتل التركي، وإذا كان يرى العالم إن حماية الإنسانية والديمقراطية إرهابا، فهذا شيء آخر”.
وشدد حج عيسى على ضرورة إخراج حزب العمال الكردستاني من لائحة الإرهاب، مشيرا إلى إن حل قضية الشرق الأوسط، يكمن في إخراج حزب العمال الكردستاني من لائحة الإرهاب، وبذلك ستحل قضية أربعة دول عانى شعبها على مر عقود من الفاشية والدكتاتورية.
واختتم بكر حاج عيسى حديثه قائلاً: “على الأمم المتحدة احترام مطالب شعوب المنطقة، وتلبية طلبهم بإخراج اسم حزب العمال الكردستاني من لائحة الإرهاب الدولية، كون شعوب المنطقة تعلم جيدا حقيقة حزب العمال الكردستاني، وكيف أنه يمثل الملايين من شعوب المنطقة، وهذا الحزب كان المساهم في القضاء على إرهاب داعش في كل من سوريا والعراق”.
