سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الوجود العسكريّ الأمريكيّ في الشرق الأوسط… مصالح وعقيدة

رامان آزاد_

منذ استقلالها عام 1776 تسعى الولايات المتحدة الأمريكيّة للتوسع بالقوة، فوسعت أراضيها بعد الحربِ المكسيكية الأمريكيّة، لتصبح قوةً عابرةً للأقاليم، وتوغلت في نصف الكرةِ الغربيّ وشرق آسيا بعد الحرب الأمريكيّة الإسبانيّة، لتصبحَ قوة عظمى عالميّة بعد الحربين العالميتين، واكتسبت قدرةَ استعراضِ القوة وإنشاء القواعد العسكريّة في كلّ أنحاء العالم. وبنهايةِ الحربِ الباردة، انتهت مرحلة القطبيّة الثنائيّة وانفردت واشنطن بقيادة العالم، ووصلتِ الحدَّ الأقصى من الهيمنةِ العسكريّةِ العالميّةِ. وتحرصُ على الحفاظِ على هذا الوضع بكلِّ الوسائل بما فيها القوة.
عقيدة بايدن 
في 30/8/2021 نقلت وسائل الإعلام بالعالم مشهداً استثنائيّاً لإقلاعِ طائرة نقلٍ عسكريّة أمريكيّة من مطار حامد كرزاي تُقل الدفعةَ الأخيرة من القوات الأمريكيّة في أفغانستان، وكان ذلك نهاية إحدى أطولِ الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها. وفي شهادته أمام الكونغرس وصف مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكيّة المشتركة، نهايةَ الحرب الأمريكيّة في أفغانستان بأنّها “فشل استراتيجي” للولايات المتحدة. وأثار الحادثُ الكثير من المواقف وحظي باهتمامٍ سياسيّ وإعلاميّ كبير، وكان العنوان الرئيسيّ أنّ واشنطن تتخلى عن حلفائها، وأنّ الانسحاب نتيجةٌ حتميّةٌ لتصاعدِ المقاومة وزيادة كلفةِ البقاء.
بعد عامين على الانسحابِ الأمريكيّ من أفغانستان، أشار الرئيس الأمريكيّ جو بايدن بأنَّ ذلك الانسحاب يُنهي حقبةً طويلةً من عملياتِ التدخلِ العسكريّ الأمريكيّ الهادفة لتغيير الأنظمة وبناء أخرى على أنقاضها، والسير على نهجٍ جديدٍ في السياسة الخارجية الأمريكيّة قوامها استبعاد التدخلات العسكريّة، وتفضيل التعاون الدوليّ والجهود المشتركة لمواجهةِ التحدياتِ، فيما أطلق عليها “عقيدة بايدن”.
على نحو مغايرٍ شهدت الشهور القليلة الماضية تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكريّ في الشرق الأوسط، بإرسالِ المزيدِ من المعداتِ العسكريّةِ والجنودِ، فضلاً عن تحركاتٍ عسكريّةٍ للتشكيلاتِ الأمريكيّةِ في العراق وسوريا، ما طرح السؤالَ حول “عقيدة بايدن” وبخاصةٍ مع تداولِ احتمالِ أن تطلقَ واشنطن عمليةً عسكريّةً.
في 14/2/2023 شرح بريت ماكغورك منسّق شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القوميّ الأمريكيّ. “عقيدة بايدن” في الشرق الأوسط. ووصف مبادئها بـ”الوضوح والواقعية والطموح”. وأشار إلى أنّها الإطار الذي وضعه الرئيس الأمريكيّ في قمّة جدة للأمن والتنمية في 16/7/2022، والتي جمعته مع تسعة قادة عرب. وجدد بايدن في كلمته تأكيد أهمية الشرق الأوسط في السياسة الأمريكيّة، منوهاً أنّ إدارته تسعى لتعزيزِ الوجود الأمريكيّ في المنطقة. وقال: “لن نبتعدَ عن المنطقةِ ولن نتركَ فراغاً تملؤه روسيا والصين وإيران”، وشدّد على أهميةِ التعاونِ في المنطقةِ بين حلفاء واشنطن، ودمج إسرائيل إقليميّاً، مردفاً: “سيكونُ هناك أعضاءٌ جدد في التعاون بين دول المنطقة بما فيها إسرائيل”.
ووفق ماكغورك، فإنَّ “عقيدة بايدن” التي باتت جزءاً من استراتيجيةِ الأمنِ القوميّ للولايات المتحدة، تقوم على دمج الدبلوماسية والردع والشراكة، واستمرار وجود جيش أمريكيّ “مستدام واستباقي” في المنطقة، وفق المبادئ التالية:
ــ الشراكات: بدعم الشراكات مع الدول الحليفة لتمكينها من الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجيّة.
ــ الردع: عدم السماح للقوى الأجنبيّة أو الإقليميّة بتعريضِ حرية الملاحة عبر الممرات المائيّة في الشرق الأوسط للخطر، بما في ذلك مضيقي هرمز وباب المندب.
ــ الدبلوماسيّة: عدم الاكتفاء بالردع لردّ التهديدات التي يتعرض لها الاستقرار الإقليمي، والعمل بل ستعمل على تقليل التوترات وخفض التصعيد وإنهاء النزاعات حيثما كان ذلك ممكناً من خلال الدبلوماسية.
ــ التكامل: يعتقد ماكغورك أنه المبدأ الأهم ويقوم على بناء روابط سياسية واقتصادية وأمنية بين شركاء الولايات المتحدة، حيثما أمكن ذلك، مع احترام سيادة كل دولة وخياراتها المستقلة.
ــ القيم: أكد ماكغورك أن واشنطن ستعمل دائماً على تعزيز حقوق الإنسان والقيم المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. ويعتبر أنَّ هذه المبادئ ليست شعارات، بل عناصر يعززُ بعضها بعضاً. وأنّ واشنطن “ستثير دائماً مخاوف بشأن الحقوق الأساسيّة في مشاركتنا بالمنطقةِ”.

تعزيزات إضافية بعد حرب غزة
بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس في غلاف غزة في 7/10/2023 وأوقعت خسائر كبيرة بالجيشِ الإسرائيليّ وأسرت عشراتِ العسكريّين والمدنيين، واضطرت واشنطن للتحركِ المباشرِ وإبداء موقف الدعم على المستويين السياسيّ والعسكريّ، ومن جملة قراراتها أنّها انتهجت مسارَ العودةِ إلى الشرق الأوسط، وعدّلت استراتيجية إخلاء قواتها من المنطقة، التي كانت قد بدأتها لصالحِ التركيزِ على الجبهاتِ الجديدة في شرق أوروبا ضد روسيا بعد الحرب في أوكرانيا والمحيط الهادي ضد الصين.
لاقت عملية “حماس” ترحيباً كبيراً ومباركة أطرافٍ إسلاميّة في مقدمها إيران والمنظمات والكيانات العسكريّة المرتبطة بها، ولم تتوقف عند تدفقِ التصريحاتِ المعبّرة عن مواقف الدعم وحتى الاستعداد لدخولِ الحربِ، بل تجاوزتها إلى تهديدِ المصالحِ الأمريكيّة بالمنطقة، واعتبارها الشريك المباشر لإسرائيل، وبالتزامن مع القصفِ الإسرائيليّ العنيف على غزة، بدأت الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكيّة في سوريا والعراق. وبلغ عددها 28 هجوماً منذ 18/10/2023، وظهر معطى ميدانيّ جديد بإعلان الإعلام الحربيّ لمجموعات تسمّي نفسها “المقاومة الإسلاميّة في العراق” مسؤوليتها عن استهداف القوات الأمريكيّة في قاعدة حرير الجويّة قرب مدينة هولير، في إقليم كردستان.
واتخذت واشنطن عدة إجراءات لتعزيز حماية وجودها العسكريّ شملت زيادة الدوريات العسكريّة، وتقييد الوصول إلى مرافق القواعد التي تضم القوات، وزيادة جمع المعلومات الاستخباراتيّة، بما في ذلك باستخدام الطائرات المُسيّرة وعمليات المراقبة الأخرى وتعزيز المراقبة من أبراج الحراسة بالمنشآت العسكريّة والإجراءات الأمنيّة عند نقاط الوصول إلى القواعد، وتكثيف العمليات لمواجهة الهجمات المحتملة بالطائرات المسيّرة والصواريخ والقذائف، وأوعز البنتاغون إلى الوحدات العسكريّة التي كانت بصدد العودة إلى البلاد بالبقاء في مكانها مع بدائلها.

تعزيزات عسكريّة إلى المتوسط
ومنذ اندلاع المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل، أرسلت الولايات المتحدة قطعاً بحريّة مهمة وكبيرة. فوصلت حاملة الطائرات الأمريكيّة جيرالد فورد USS Gerald Ford، إلى شرق المتوسط في 10/10/2023 أي باليوم الرابع من تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”. وأثار إرسالها السؤال حول أهداف واشنطن، وبخاصةٍ في ظل التفوق النظريّ للجيشِ الإسرائيليّ من حيث العدد ونوعيّة السلاح والتطور التقنيّ. وكان الهدف الرئيسيّ المُعلن من إرسال حاملة الطائراتِ ردعُ إيران و”حزب الله” اللبنانيّ من المشاركةِ بالحرب بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، ومنعهما من دعم حركة حماس.
جيرالد فورد أكبر حاملات طائرات بالعالم وتتسع لـ 76 طائرة ويضم طاقمها خمسة آلاف فرد، وتستخدم محركَين نوويَّين للإبحار في المحيطات والبحار. ولديها إمكانات الدفاع الذاتي، وهي مزودة بأربع منظومات صواريخ Phalanx Close-In للدفاع ضد الطائرات والصواريخ والسفن الصغيرة، وصرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكيّة باتريك رايدر، لقناة “كان” الإسرائيليّة الحكوميّة، إنَّ “الغرضَ من إرسال حاملة الطائرات “جيرالد فورد” بالدرجة الأولى هو إظهار الدعم لإسرائيل، ولكن أيضاً رسالة ردع إلى إيران وحزب الله مفادها: “لا تصعّدوا الوضع”.
وأرسلت بعدها حاملة الطائرات أيزنهاور USS Dwight D. Eisenhower التي تعمل بالطاقة النووية ويبلغ عدد طاقمها 3200 ضابط وبحّار و2480 طيار، وتحمل نحو 70 طائرة حربيّة وحوامة.
وفي 24/10/2023 أعلنت القيادة المركزيّة الأمريكيّة وصول سرب من مقاتلات «إف 16» الى منطقة مسؤولياتها في الشرق الأوسط بغرض تعزيز التمركز الأمريكيّ وردع أيّ عدوان. ونقلت الولايات المتحدة أسلحة وذخائر إلى إسرائيل عبر طائرات محملة بالأسلحة الأمريكيّة. وأفرغت طائرة شحن من طراز «سي 17» حمولة الأسلحة في قاعدة نيفاتيم الجويّة شرق غزة. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكيّة أنّه تم تسليم خمس شحنات من هذا النوع بالفعل.
وذكر تقرير لمركز الدراسات الكرديّ أنّ واشنطن أرسلت مزيداً من القطعِ البحريّة إضافة إلى الحاملتين، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكيّة إرسال المجموعة البرمائيّة الجاهزة USS Bataan والتي تتكون من ثلاث سفن تحمل المئات من مشاة البحرية إلى المنطقة، وقال مسؤول أمريكيّ إن سفينة النقل البرمائيّةUSS Mesa Verde موجودة في البحر المتوسط، وسفينة الإنزال  USS Carter Hall في منطقة الخليج.
وتحمل هذه السفن طائرات هليكوبتر وزوارق هجومية يمكنها إدخال مشاة البحرية إلى منطقة معادية أو تقديم الرعاية الطبية أو غيرها من المساعدة.
وأثبتت السفن الحربيّة، خاصةً حاملات الطائرات بطائراتها المقاتلة وطائرات المراقبة، تاريخياً أنها وسيلة ردع فعالة ضد الأنشطة الإيرانية وغيرها من الأنشطة المسلحة في الشرق الأوسط. وتعمل وحدة المعلومات على متنها كمراكز قيادة وسيطرة ويمكنها شن حرب معلومات. كما تحمل الحاملات طائرات مقاتلة من طراز «إف 18» يمكنها القيام بمهام الردع أو ضرب الأهداف، وطائرات مراقبة من طراز «إي-2 هوك آي» يمكنها تقديم إنذار مبكر عند إطلاق الصواريخ وكشف تحركات العدو.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان في 8/10/2023 إن الولايات المتحدة ستنقل مجموعة حاملة طائرات هجومية قرب إسرائيل والتي تضم حاملة الطائرات فورد والسفن التي تدعمها. وأوضح أنه اتخذ خطوات أخرى بإرسال أسراب الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية من طراز F-35، وF-15، وF-16، وA-10 في المنطقة. وبيّن أن الولايات المتحدة تضع قواتها في حالة استعداد على مستوى العالم لتعزيز وضع الردع هذا إذا لزم الأمر.
وقال وزير القوات الجويّة فرانك كيندال في إحدى فعاليات المجلس الأطلسي إن الخدمة كانت تأمر الوحدات التي كانت على وشك العودة إلى البلاد بالبقاء في مكانها مع بدائلها. وتمتلك القوات الجوية الأمريكيّة بالفعل قوة جوية كبيرة في المنطقة للقيام بعمليات مأهولة وغير مأهولة، وعلى الأخص في سوريا، وأسقطت طائرة «إف 16» تابعة للقوات الجويّة الأسبوع الماضي طائرة تركيّة مسيّرة اقتربت من قاعدة عسكرية أمريكيّة.
أسقطت المدمرة USS Carney أربعة صواريخ باليستيّة أُطلقت من اليمن، وقال “البنتاغون” إنّها من المحتمل أن تكون متجهة نحو إسرائيل. ورداً على ذلك، أعلن «البنتاغون» أنّه سيرسل منظومات الدفاع الصاروخي “باتريوت” للارتفاعات العالية THAAD إلى الشرق الأوسط، إضافة لإعادة تموضع مجموعة «أيزنهاور» الضاربة في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكيّة.

الانتشار الأمريكيّ في الشرق الأوسط
وينتشر 40 ــ 60 ألف جندي أمريكيّ في نطاق عمل القيادة الوسطى للقوات الأمريكيّة. موزعين على 21 دولة، من مصر غرباً إلى كازاخستان في الشمال الشرقيّ، لأغراض التدريب والمشورة وخدمة القواعد الأمريكيّة، وفق موقع stripes التابع للجيش الأمريكيّ.
وحافظت الولايات المتحدة على وجود قوي في الشرق الأوسط منذ إنشاء الأسطول الخامس. وغالباً ما تُبقي على حاملتي طائرات، بمجموعاتها القتاليّة، مع آلاف الأفراد. وتشير بياناتٌ لوكالة فرانس برس إلى وجود 18 سفينة، بينها حاملة طائرات نيميتز USS Harry Truman، وثلاث مدمرات صواريخ موجهة، وطراد صواريخ موجّهة USS Normandy.
أكبر قاعدة أمريكيّة في الشرق الأوسط موجودة في قطر. وفي البحرين، يقع مقر الأسطول الخامس الذي يتألف من مجموعات قتالية من حاملات الطائرات والغواصات، وقوات برمائية متمركزة بشكلٍ دائم، وقوات إزالة الألغام وقوات مراقبة بحرية، وفق واشنطن بوست.
في البحرين تستضيف قاعدة الشيخ عيسى الجويّة، جنوب المنامة، طائرات عسكريّة أمريكيّة، من بينها F-16 وF/A-18 وطائرات المراقبة P-3.
وفي إطار التعاون الدفاعيّ مع الكويت عقب عملية “عاصفة الصحراء” عام 1991، انتشر جنود أمريكيّون في مواقع من أهمها قاعدة علي السالم الجويّة. وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 10 آلاف جندي أمريكيّ بقواعدها هناك، بينهم نحو 1400 بشكلٍ دائم، ويشكّلُ الباقي قوة مؤقتة تُوزع على مناطق النزاع في المنطقة، ويزيد العدد وينقص حسب المتغيرات والمخاطر.
وفي قطر، تم نقل مقر قيادة القوات الأمريكيّة بعد مغادرته السعودية في عام 2003، إلى قاعدة العديد الجويّة، وتعد الآن أكبر منشأة عسكريّة أمريكيّة في الشرق الأوسط. وهناك، يقعُ مركز العمليات الجويّة المشتركة، المسؤول عن تنسيق القوات الجوية الأمريكيّة وحلفائها في الشرق الأوسط.
وبعد اجتياح مرتزقة “داعش” عام 2014 مناطق واسعة من العراق وسوريا، نشرت الولايات المتحدة قوات في البلدين لأغراض التدريب وتقديم المشورة للقوات المحليّة الشريكة، ويوجد اليوم نحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا.
ويمثل الجنود الأمريكيون غالبية بعثة المراقبين متعددة الجنسيات في مصر، للإشراف على تنفيذ اتفاقية كامب ديفيد.
وفي إسرائيل، ينتشر جنود أمريكيون في قاعدة مشابيم الجوية في صحراء النقب لدعم نظام الدفاع الصاروخيّ “القبة الحديدية”.
وتتمركز معظم القوات الأمريكيّة في الأردن في قاعدة الملك فيصل الجوية في الجفر.
وأنهت السعودية وجود القواعد العسكريّة على أراضيها عام 2003، وبقي عدداً محدود من الجنود في إطار مهام التدريب والتعاون العسكري بين البلدين.
وفي الإمارات، تعد قاعدة الظفرة الجويّة واحدة أهم المنشآت العسكريّة في جميع أنحاء المنطقة، وقد حافظت الولايات المتحدة على وجود عسكري هناك لأكثر من ربع قرن.
وتعد قاعدة إنجرليك الجويّة التركيّة، قاعدة مهمة للولايات المتحدة وحلف الناتو وتوفر استجابة سريعة للأحداث. بالمجمل حافظتِ الولايات المتحدة على مكانتها كأكبر دولة تشغّل القواعد العسكريّة الخارجيّة لدوافع تتراوحُ بين الحربِ في أوكرانيا والحربِ التجاريّة مع الصين. وينتشر اليوم مئات الآلاف من الجنود الأمريكيّين في نحو 750 قاعدة عسكريّة في أكثر من 70 دولة.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle