سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الهجمات العدوانية للاحتلال التركي على سوريا.. ماذا حققت فعلاً؟

الشهباء/ جودي سيبان ـ

عملت دولة الاحتلالُ التركيّ على استغلال ظروف الأزمة السوريّة لإنجاز مشروعها التوسعيّ الاحتلاليّ وشنت هجمات عدوانية عدة احتلت خلالها عدداً من المدنِ والبلدات شمال سوريا، وهي مستمرةٌ في العدوانِ على الأراضي السوريّة كما يريد رأس الفاشية التركيّة “أردوغان”، بهدفِ احتلالِ المناطق التي لم يحتلها على طول الشريط الحدوديّ، تطبيقاً للميثاقِ “المليّ” وإحياءً العثمانيّة البائدة.
شنّ جيش الاحتلال التركيّ برفقةِ الجماعاتِ المرتزقة من السوريين والأجانب، في الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2019، هجمات عدوانية ضد الشعب السوري، لم تجلب سوى القتل والدمار وتشريد الآلاف من السوريين، وإحداث أكبر عملية تغيير ديمغرافيّ شهدتها سوريا، بعد (الحزام العربي) 1974، والذي امتد بطول 300 كم وعرض 10-15 كم، من الحدود العراقيّة شرقاً إلى سري كانيه غرباً.
في مقولة شهيرة لجندي بلغاريّ يقول (المكان الذي يمر به الجنود العثمانيين لا ينبت فيه العشب)، ويقول العرب (إنّ العثمانيين أبقونا في المنام لـ 400 عام) ويقول الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (من هنا مرّ الأتراك فأصبح كلّ شيء خراباً يباباً).
 
تجريد المناطق المحتلة من هويتها الوطنيّة
في 24/11/2009، قال أحمد داوود أوغلو وكان المنظّر الأول لحزب العدالة والتنمية “ميراث العثمانيين آل إلينا، إنهم يطلقون علينا (العثمانيون الجدد)، نعم نحن كذلك”، ولم يتوقف مسؤولو الحكومة التركيّة عن التصريحات التي تمجّد العثمانيّة، على أنها المرحلة التي جسّدت وحدة الأمة الإسلاميّة، ليكون ذلك قناة الاستقطابِ لمشروع الإسلام السياسيّ في البلاد العربيّ وتمكينه من الوصول للسلطة، وفي سوريا تمكنت مبكراً من نزع الهوية الوطنيّة عن المعارضة السوريّة لتتحول إلى أداة تتحكم بها في سياق مشروع “الأمة” الذي روّجت له.
كان لافتاً جداً التاريخ الذي بدأت فيه أنقرة تدخّلها المباشر في الأراضي السوريّة واحتلال مدينة جرابلس خلال ساعات قليلة ودون معارك، في 24 آب 2016، فمن حيث الرمزيّة التاريخيّة، توافق التاريخُ مع موقعة مرج دابق 24/8/15016، وهي أول معركة خاضها العثمانيون بقيادة سليم الأول، وكانت بداية المشروع الاحتلاليّ العثمانيّ ويعتبرها الأتراك نصراً، ومن جهة ثانية جاءت بعد أقل من أسبوعين من تحرير مدينة منبج من إرهاب “داعش”، وكذلك بعد زيارة الرئيس التركيّ إلى روسيا في زيارة تصالحيّة في 9/8/2016 فكانت المحطة الخارجيّة الأولى بعد محاولة الانقلاب 15/7/2016، وبذلك تم وصل المناطق الممتدة بين جرابلس وإعزاز، بعد تسلمها من مرتزقة داعش، وبذلك تمَّ الفصلُ الجغرافيّ بين مناطق شمال سوريا، واُستكمل المشروع الاحتلالي المسمّى “درع الفرات” باحتلال مدينة الباب في 23 شباط 2017.
حوّل جيش الاحتلال التركي المناطق التي احتلها في سوريا إلى مناطق مجردة من هويتها الوطنيّة والأصليّة، من حيث التغيير الديمغرافيّ وفرض اللغة التركيّة في المدارس وإجبار المدنيين على التعامل بالعملة التركيّة في الأسواق، ورفع العلم التركي وصور الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان فوق المؤسسات والأماكن العامة.

ما أسفر عنه عدوان الاحتلال التركي على عفرين
وفي 20 كانون الثاني 2018، شنَّ جيش الاحتلال التركيّ وأكثر من 25 ألف من المرتزقة السوريين والأجانب، بينهم عناصر كانوا سابقاً ضمن مرتزقة “داعش”، العدوان على مقاطعة عفرين، بعد الحصول على ضوء أخضر من روسيا، وتم احتلالها في 18 آذار 2018، بعد معارك استمرت 58 يوماً، دُمّرت خلالها البنى التحتيّة واُستهدفت المنازل واُرتكبتِ أفظع المجازر بحق المدنيين، وهُجّر بالنتيجة أكثر من 350 ألف مواطن.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا خلال رصدها عمّا أسفر عنه العدوان التركي على مقاطعة عفرين خلال أكثر من أربع سنوات، فإنّ إحصائيات عمليات الاختطاف التي طالت المدنيين وتم توثيقها بلغت 8 آلاف 376 مواطن، وقُتل أكثر من 670 مواطن منهم 500 قتلوا خلال أيام العدوان على المنطقة، و93 قُتلوا تحت التعذيبِ على يد جيش الاحتلال التركيّ ومرتزقته، وأكثر من 95 طفلاً و86 امرأة، منهم سبع حالات انتحار نتيجة التضييق من قبلِ الاحتلال ومرتزقته، وبيّنت المنظمة، أن حالاتِ الاعتداء الجنسيّ بحقِّ النساء في عفرين المحتلة التي تم توثيقها بلغت 71 حالة.
أما بالنسبة لقطع الأشجار وإضرام النيران في الأراضي الزراعيّة، قالت المنظمة إنَّ الاحتلال التركيّ ومرتزقته قطعوا أكثر من 34 ألف شجرة زيتون معمّرة، وتم إحراق مساحات كبيرة من الغابات الحراجيّة تضم أكثر من 12 ألف شجرة مثمرة وحراجيّة.
وذكرتِ المنظمةُ أنَّ أكثر من 59 موقعاً وتلاً أثريّاً وأكثر من 28 مزاراً دينيّاً لمختلف المذاهب والأديان تعرضوا لعمليات وتدمير وسرقة، بالإضافة لبناء أكثر من 20 تجمعاً استيطانيّاً لإسكان عوائل المرتزقة فيها. بتمويل من الجمعيات الإخوانيّة القطريّة والكويتيّة وكذلك الجمعيات الفلسطينيّة التي تعمل بوتيرة متسارعة بتشجيع من تركيا. وتمَّ توطين نحو 500 ألف من المستقدمين من باقي المناطق السوريين، واليوم لا تتجاوز نسبة الكرد في عفرين المحتلة 25%، بعدما كانت تتجاوز 95% من السكان الأصليين.
عواقب العدوان التركيّ على منطقتي سري كانيه وكري سبي

 

وفي 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 شنَّ جيش الاحتلال التركيّ ومرتزقته الإرهابيّة عدوانهم على منطقتي سري كانية وكري سبي/ تل أبيض، ما أدّى إلى تهجير أكثر من 200 ألف مواطنٍ، بحسب إحصائيات منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا، وقتل الاحتلال التركي ومرتزقته نحو خمسمائة مواطن، وأصيب أكثر من 1070مواطن، وبترت أطراف 45 مواطن.
وتمَّ اختطافُ أكثر من 120مواطن، تعرض 18 منهم للتعذيب، بينهم تسع نساء، و12 حالة طلب فدية تجاوزت المبالغ فيها 20 ألف دولار أمريكي، وذكرتِ المنظمة أنّ نحو 63 مواطناً من أهالي المنطقتين تم نقلهم إلى الأراضي التركية وتم تقديمهم للمحاكم التركيّة، بالإضافة لتوثيق 17 حالة اعتداء على المراكز الحيوية والمدنيّة، بينها 18 مدرسة وثمانية مراكز طبيّة، وأربع دور للعبادة وخمس مؤسسات خدميّة ومحطتان الكهرباء ومحطتان للمياه وثلاثة جسور.
بناء المستوطنات بوتائر عالية في المناطق المحتلة
تعملُ أنقرة على تثبيت احتلالها للمناطق السوريّة، وتدرك أيضاً أنّ القوى الدولية الكبرى لن تسمح لها بتجاوزها في حجم تدخّلها في سوريا وقد تفرض عليها الانسحاب في سياق عملية تسوية قادمة، ولذلك فهي تستغل كامل الوقتِ المتاحِ لها، لإنجاز التغيير الديمغرافيّ ليكون وسيلة غير مباشرة لإدامة الاحتلالِ وتعملُ على هذا المشروعِ بوتائر عالية، وتستنفر في سبيله كلّ الموارد الماليّة للجمعيات الإخوانيّة.
وقال وزير الداخلية للاحتلال التركي سليمان صويلو، أنّ بلاده أنشأت 60 ألف منزلاً، ضمن مشروع 100 ألف مستوطنة، وذلك في 259 نقطة، وتم توطين 51 ألف و427 أسرة من مختلف المناطق السوريّة، فضلاً عن عوائل المرتزقة.
وحسب المعلومات فإنَّ عدد الوحدات الاستيطانيّة في مدينة إدلب بلغ 45 ألف و904، وحوالي 14 ألف في المناطق من جرابلس وحتى عفرين المحتلة.
وبحسب المجالس المحليّة التابعة للاحتلال التركيّ، فإنَّ عددَ الوحداتِ الاستيطانيّة في جرابلس خلال عام تجاوز خمسة آلاف وحدة سكنيّة، وتمَّ إنشاءُ مجمعٍ استيطانيّ في مدينة إعزاز من 9000 وحدة سكنية.
وفي مقاطعة عفرين المحتلة وحدها، أنشأت دولة الاحتلال التركي أكثر من 20 مستوطنة، وخاصةً في القرى ذات الغالبيّة الإيزيدية.
هل حققت تركيا أهدافها في سوريا؟
لم يستطع الاحتلال التركيّ تحقيق أطماعه الاستعماريّة في هجماته العدوانيّة التي طالت مناطق شمال سوريا، كما يريد رأس الفاشية التركية “أردوغان”، الذي يتطلع لاحتلال كامل طول الشريط الحدوديّ في سوريا، بدءاً من منطقة كسب في ريف مدينة اللاذقية غرباً إلى منطقة ديرك بريف مقاطعة الحسكة في شمال وشرق سوريا.
في 3/5/2022 أعلن الرئيس التركي في كلمة متلفزة خلال افتتاح مشروع سكني حضره وزير الداخلية التركي في إدلب، عن خطة إعادة مليون لاجئ سوريّ على الأراضي التركية، فيما سمّاه العودة الطوعيّة، وفي 24/5/2022 هدد بشن هجمات عدوانية موسّعة على مناطق في شمال سوريا، وكرر التهديدَ في مناسبات عديدة، تحت ذريعة إنشاء “المنطقة الآمنة”، بعمق 30 كم وطول 432 كم، واحتلال الجزر كما يسميها التي لم يحتلها، واستغل الظروف الدوليّة الناتجة عن انشغال العالم بالحربِ الروسيّة في أوكرانيا والأزمات المباشرة التي أفضت إليها، وذلك من خلال إعادة اللعب بورقة اللاجئين بشكلٍ معاكس هذه المرة وتقديمها للعالم، من خلال عزم بلاده ترحيل السوريين في تركيا إلى بلادهم، وإنشاء منطقة آمنة على طول حدوده.
التهديد التركيّ الجديد يتجاوز أطماع رأس الفاشية التركية “أردوغان” الاستعماريّة، التي لن تتحقق إلا باحتلال مدينة تل رفعت ومنبج وكوباني وعين عيسى ومناطق في ريف الحسكة، ومشروع الميثاق “الملي” وإعادة أطماع أجداده العثمانيّة البائدة وإحيائها من جديد، والذي مهّد الطريق من خلال شن عدوانه على مناطق في باشور كردستان، بل إنّ الحكومة التركيّة التي يقودها التحالف الحاكم من العدالة والتنمية والحركة القوميّة، تعيش جملة من الأزمات السياسية والاقتصاديّة مع اقتراب موعد الانتخابات التركيّة التي ستُجرى في 18/6/2023، والتي ستحدد المستقبل السياسيّ لأردوغان شخصياً وحزبه.
وفيما لم يحصل أردوغان على موافقةٍ دوليّةٍ بشنِّ هجمات جديدةٍ، فقد واصل جيشُ الاحتلالِ التركيّ عملياتِ القصفِ المدفعيّ والاستهدافِ بالطيرانِ المسيّرِ في مواقع في شمال سوريا بدءاً من منطقةِ الشهباءِ إلى ريفي منبج والرقة وصولاً إلى ريفِ الحسكة ونفّذ العديد من عمليات الاغتيال عبر ملاحقةِ السياراتِ على الطرقاتِ واستهداف بعض المواقعِ، ليظهرَ بصورة القوي والقادر على تحدّي القوى الدوليّة، والحقيقة أنّ هذه القوى تغضُّ النظرَ عمداً عن الاستهداف الممنهج، مقابل رفضها أيّ تغيير على خريطة الانتشار العسكريّ لصالح أنقرة.
رغم وجودها العسكريّ المباشر في سوريا، ولعبها دوراً معطلاً في حلِّ الأزمة السوريّة ومساهمتها المباشرة في إطالتها، وتركيزها على استهداف الكرد مستخدمة عوامل الأزمة السوريّة نفسها. إلا أنّ أنقرة فشلت في تحقيق أهدافها، ولا يمكنها اليوم أن تضمن استمرار هذا الوجود، بعد عقدٍ كاملٍ من التدخّلِ المباشرِ، واصطدمت فعليّاً بالرفض الدوليّ، فيما ترتفع تكلفة تدخّلها بمرور الوقت ما يشكّل عبئاً على الساسة الأتراك في الداخل، ومع الضغط الروسيّ الأخير اضطرت لتغييرِ أساليبها، وتحاول اليوم أن تحققَ عبرَ الدعوةِ للمصالحةِ ما عجزت عن تحقيقه عسكريّاً.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle