سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

النهجُ التركيّ العدوانيّ والتدميريّ في سوريا… المرجعيّةُ والتبِعات

رامان آزاد_

صعّدت أنقرة هجماتها على إقليم شمال وشرق سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية واستهدفت مجدداً منشآتٍ خدميّة وبُنى تحتيّة وحتى منازلِ المواطنين، في توقيتٍ يتعلقُ بسياسةِ الحزبِ الحاكم على مشارفِ الانتخابات البلديّة للترويج لإنجازات ميدانيّة وربطها بذريعة الأمن القوميّ، فلجأت إلى نقلِ ميادين المواجهة بعد الخسائرِ التي لحقت بجيشها في باشور كردستان، وفي الوقت نفسه تنفيذاً لمقتضيات اجتماعاتِ “ترويكا أستانة”، التي توافقت حول مسارٍ سياسيّ يتضمنُ استهدافَ الإدارةِ الذاتيّةِ ومنحت أنقرة التفويضَ بالتنفيذِ.
تعويلٌ على تفويضِ أستانة 
في 22/6/2012 أطلقت الدفاعات الجوية السوريّة النار على طائرة مقاتلة تركيّة من طراز إف-4 اخترقت المجال الجويّ السوريّ لدقائق معدودة فأصابتها بشكل مباشر وسقطت في البحر المتوسط مقابل رأس البسيط غرب قرية أم الطيور أي في المياه الإقليميّة السوريّة. بعد الحادثة عقد أردوغان اجتماعاً طارئاً ضمَّ عدداً من الوزراء ورئيس الأركان ورئيس المخابرات لمدة ساعتين وأعلن مكتبه في بيان له عقب الاجتماع أنَّ الطائرة أسقطها الدفاع الجويّ السوريّ. لم تخرج تصريحات المسؤولين الأتراك عن أطر التهديد والوعيد دون أيّ إجراءات حقيقيّة، وواصلت أنقرة موقفها المناوئ ضد حكومة دمشق.
ومن أمثلة المواقف التركيّة التي راوحت في أطر الضجيج الإعلاميّ أيضاً، رفض مشاركة وحدات حماية الشعب في حملة تحرير الرقة ومطالبتها بالشراكة مع التحالف، وقال أردوغان في 28/2/2017: بأنّ أنقرة تريد العمل مع حلفائها لاستعادة مدينة الرقة، لكن دون مشاركة القوات الكرديّة السوريّة. وأضاف: “إذا كان حلفاؤنا صادقين حقاً، نقول لهم: سنعمل معكم ما دمنا سنطهّر الرقة من داعش ونعيدها إلى أصحابها الأصليين”. وبرفض التحالف الدوليّ بقيادة واشنطن المطالب التركيّة، لجأت أنقرة إلى ممارسةِ العربدةِ في وقتٍ كانتِ الحملات مستمرةً ضد مرتزقة “داعش” فشنّت طائراتها غاراتٍ في 25/4/2017 على موقع لقوات سوريا الديمقراطيّة في جبل قره جوخ. وأصرّت واشنطن على مواقفها كأحد مظاهر رد الفعل إزاء للتقارب التركيّ ــ الروسيّ وتأسيس ترويكا أستانة والتي عقدت أولى اجتماعاتها في 23/1/2017. وإذا كانت موسكو قد أرادت مصادرة مرجعية جنيف لحل الأزمة السوريّة، فإنّ الردَّ الأمريكيّ قطع الطريقَ على المسعى الروسيّ الانفرادَ بالمفصل السوريّ عبر التحالفِ مع قوات سوريا الديمقراطيّة وانتزاع الجغرافيا من مرتزقة “داعش”.
كانت أنقرة أعجزُ من اتخاذِ قرارِ الحربِ أو التدخلِ المباشرِ منفردةً، اعتباراً من إسقاط طائرتها وحتى اجتماعِ سان بطرسبرغ الذي جمع بوتين وأردوغان في 9/8/2016، والذي تلاه مباشرة احتلالُ جرابلس في 24/8/2016، وبذلك فإنّ أنقرة عوّلت في تدخلها المباشر في سوريا على موسكو ومن بعدها منصة أستانة. واحتلت في إطار هذا التنسيقِ على التوالي مناطق الباب وعفرين وكري سبي/ تل أبيض وسري كانيه.
وكان لافتاً أنّ البياناتُ الختاميّةُ لاجتماعاتِ أستانة كانت منسجمةً مع مواقفِ أنقرة، وزادت تركيزها على استهدافِ الإدارةِ الذاتيّةِ زاعمة أنّها تجسيدٌ لمشروعِ تقسيمٍ وانفصالٍ. وعلى هذا الأساسِ أُعطيت أنقرة التفويضَ للعدوانِ على مناطق شمال وشرق سوريا لإفشالِ تجربةِ الإدارةِ الذاتيّة ووضعِ العراقيلِ أمام مسارها.
ادعاءات تركيّة كاذبة  
تسعى حكومة العدالة والتنمية في هذه المرحلة إلى تحصيلِ رصيدٍ شعبيّ لخوضِ معركةِ الثأر الانتخابيّة، واستعادة كبرى البلديات (إسطنبول وأنقرة وإزمير وأنطاليا) والتي كسبها حزب الشعب الجمهوريّ في آخر انتخاباتٍ بلديّةٍ جرت في 31/3/2019، وبذلك يُحكمُ الحزبُ الحاكمُ قبضته على كلِّ مفاصلِ الدولةِ، بعدما تجاوز الانتخاباتِ الرئاسيّةَ والبرلمانيّة. والسبيلُ لذلك الترويجُ لإنجازاتٍ عسكريّةٍ واستثمارُ ذريعةِ “الأمنِ القوميّ” الافتراضيّةِ لتحريضِ الناخبين القوميين والمحافظين، والمعضلة في هذا التوقيتِ أنّ جيش الاحتلال التركي مُني بخسائر كبيرة في باشور كردستان، ولا يمكنها تبرير مقتل العشرات من جنودها خارج الحدود، ولذلك لجأت حكومة أنقرة لنقل الميدان واستهداف مواقع خدميّة ومنشآت حيويّة في شمال وشرق سوريا للتغطية على خسائرها، وزعم الإعلام التركيّ أنّ مقاتلين في قوات سوريا الديمقراطيّة قضوا نتيجة القصف.
إلا أنّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، نفت الاثنين 15/12/2024، “ادعاءات” تركيا بشأن “استشهاد عدد من مقاتليها خلال الهجمات التي نفذتها خلال اليوم الثالث على مناطق شمال وشرق سوريا. وقالت “قسد” في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي: “ادّعت دولةُ الاحتلال التركيّ استشهادَ عددٍ من مقاتلينا خلال اليوم الثالث لعدوانها الإرهابيّ على مناطقنا”. وأضافت: إنَّ تلك الادعاءات كاذبة ومفضوحة، ولم يستشهد أو يُصب أيّ من مقاتلينا خلال العدوانِ المستمرِ. وشدد البيان على أنّ الهجمات التركيّة “تركز على البنية التحتيّة الأساسيّة والمنشآت الخدميّة، من مؤسسات الطاقة والتجمعات السكنيّة والمؤسسات الأهليّة”.
وأوضحت “قسد” أنّ “المشاهد الموثقة لجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال التركيّ والتدمير الممنهج للمؤسسات الخدميّة الأساسيّة والاستهداف المتعمّد لمقوّمات الحياة لملايين الأشخاص، تفنّد مرة أخرى أباطيل الاحتلال التركيّ المزعومة في الترويج لعدوانه الإرهابيّ ضد مناطقنا وشعبنا، وتؤكد فشله في تسويق تلك الأباطيل”.
صمت التحالف الدوليّ حيال الهجمات التركيّة 
حتى صباح الثلاثاء 16/1/2024 بلغ عدد المواقع التي استهدفها العدوان التركيّ المستمر ثمانين موقعاً وبلغت حصيلة المصابين سبعة مواطنين وشملتِ العديدَ من المناطق بدءاً من ديرك في أقصى الشمال الشرقيّ وحتى منطقةِ الشهباءِ.
استنكر مجلس سوريا الديمقراطيّة “مسد” في بيانٍ أصدره الاثنين “صمتَ المجتمع الدوليّ إزاء جرائمِ الحربِ التي تمارسها تركيا على شمال سوريا”، ووصف الهجماتِ التركيّة بأنها انتهاكٌ صارخٌ للقانون الدوليّ، وتهديدٌ خطيرٌ للسلامِ والأمنِ في المنطقةِ. وطالب “مسد” حكومة دمشق والبلدان العربيّة بتحملِ مسؤولياتهم والعمل على إنهاء الاحتلال التركيّ للأراضي السوريّة، كما دعا البيان الولايات المتحدة وروسيا إلى اتخاذِ إجراءات عاجلة لحماية الحقوق وحياة الناس، واتخاذ دورٍ فعّالٍ وحازمٍ في مجلسِ الأمن لوقف الهجمات التركيّة ومحاسبتها على جرائمها بحق السوريّين.
وأشار البيان إلى أنّ “هدف تركيا من الهجمات، إعادةُ إنعاشِ مرتزقة “داعش” وضرب الأمن والاستقرار وخلق الفوضى بالمنطقة”.
وانتقد نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذيّ بالإدارة الذاتيّة حسن كوجر: الاثنين، في تصريح لوكالة نورث برس صمتَ التحالف الدوليّ لمحاربة مرتزقة “داعش” حيالَ الهجماتِ التركيّة، مشيراً إلى أنّها ستتسببُ بحالاتِ استعصاءٍ داخل السجون الأمر الذي لا تتحملُ الإدارة الذاتيّة مسؤوليته بل التحالف الدوليّ”. وأنَّ الصمتَ الدوليّ على القصف التركيّ “دليلٌ على تضامنهم مع تركيا بقصفها للمنطقةِ، رغم أنّ الهجماتِ خارجةٌ عن القوانين الدوليّة”.
ووصفَ كوجر الهجماتِ التركيّة بأنّها “جرائم حرب” لأنّها تستهدفُ المراكز الاقتصاديّة والخدميّة والمعيشيّة وهدفها هجرةُ سكانِ المنطقة. وأنّ تركيا تريدُ إدخالَ المتشددين إلى شمال وشرق سوريا الأمر الذي يتسبب بخطر على الإنسانيّة”. وأضاف كوجر: تركيا تستهدفُ المدنيين بالدرجةِ الأولى، وبالوقتِ نفسه تعملُ على أجندة إعلاميّة في الداخلِ التركيّ بأنّها تستهدف المراكز العسكريّة، “ولكن العمليةَ عكسيّة تماماً فالذين استشهدوا هم مدنيون، والمراكزُ المستهدفة خدميّةٌ واقتصاديّةٌ”.
وحمّل الرئيسُ المشترك لدائرة العلاقات الخارجيّة في الإدارة الذاتيّة بدران جيا كرد، في تغريدة على منصة إكس الأحد 14 كانون الثاني الجاري، الإدارة الأمريكيّة وروسيا الاتحاديّة المسؤوليّة المباشرة عن الهجماتِ التركيّةِ على المنطقة، وشدد على أنّه يجب عليهما الضغطُ على الجانبِ التركيّ لوقفِ العدوان وعدم تِكراراه، وطالبهما بتقديم هذا الملف إلى مجلس الأمن واتخاذ القرار بحقِّ الجهةِ المنتهكة لقرارِ وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن بشأن سوريا الذي يتضمنه القرار الأمميّ ٢٢٥٤.
شعبيّاً، اعترض أهالي مدينة الدرباسية الاثنين 15 كانون الثاني، طريق دوريّةٍ روسيّة على الحزام الشماليّ للمدينة احتجاجاً على الصمتِ الروسيّ حيال القصف التركيّ كونها إحدى الأطراف الضامنة في المنطقة. وكانت دورية روسيّة قد خرجت عقب قصف المحتل التركيّ في الدرباسية.
قالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الاثنين نفسه، في بيان، إن تركيا شنّت 73 ضربة خلال هجماتها الأخيرة على إقليم شمال وشرق سوريا. وأشار البيان إلى أنَّ تركيا تنتهج “سلوكاً عدوانيّاً” تجاه شعبها، متجاوزةً كافة القوانين والأعراف الدوليّة. وذكر البيان أنّ جيش الاحتلال التركيّ شنّ 73 هجوماً منذ يوم الجمعة الماضي، منها سبع هجمات استهدفت خمسة مواقع ومنشآت نفطيّة بريف قامشلو، وسبع غارات جويّة على منشآت للطاقة في كوباني وعين عيسى وريف قامشلو. وأضافت أنَّ الهجماتِ استهدفت حواجز لقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، وتسببت بإصابة ستة مواطنين مشيرةً إلى أنّ المحتل التركي استهدف 45 منشأة ومنازل مواطنين خلال اليومين الفائتين من ذلك التاريخ.
ووصفتِ الإدارة الذاتيّة  هجمات المحتل التركي بـ “البربريّة”، وأنّها “لا تستند على أيّة مُبرراتٍ، ولا تأخذ بعينِ الاعتبار أيّة أعرافٍ وقوانين”، وأوضحت أنّ تركيا تنتهج سياسة “لأرض المحروقة، وتدمير المنطقة”.
وأكّد البيان أنَّ “الواجب الوطنيّ السوريّ والواجب الأخلاقيّ والإنسانيّ لعموم القوى الفاعلة في سوريا والمنظمات والجهات الحقوقيّة والإنسانيّة، إدراكُ مخاطرِ هذه الهجمات التي تُشن على مناطقنا وتبعاتها السلبيّة وتأثيراتها المحليّة والإقليميّة”، خاصة أنّ هذه “الاعتداءات” تأتي في ظلِّ الحصارِ والإرهاب الذي يهددُ المنطقةَ والعالم، وخنق فرصِ الحلِّ والاستقرارِ في سوريا.
خسائر كبيرة في قطاع الكهرباء 
قال أكرم سليمان الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في إقليم الجزيرة، الاثنين 15 شهر كانون الثاني الجاري، إنّ سبع محطات تحويل كهرباء في مقاطعة الجزيرة شمالي سوريا، تعرضت للقصف التركيّ، وأشار إلى إصابة عدد من العمال نتيجة القصف والقرى والبلدات التي انقطع عنها الكهرباء.
ووفقاً لسليمان، تعرضت محطة تحويل الدرباسية لضربتين، محطة تحويل قامشلو الشمالية لثلاث ضربات، محطة تحويل عامودا ضربة واحدة، محطة تحويل تربه سبيه ضربة واحدة. وأضاف في تصريح لموقع المجلس التنفيذيّ في إقليم الجزيرة، أن تسع محطات تحويل 66/20Kv خارجة عن الخدمة بسبب القصف التركيّ، وهي: محطة تحويل الدرباسية، محطة تحويل عامودا، محطة تحويل قامشلو الشمالية، محطة تحويل تربه سبيه، محطة تحويل ديرك، محطة تحويل السويدية، محطة تحويل تل كوجر، محطة تحويل تل علو ومحطة تحويل طويل.  كما خرجت منشأة توليد كهرباء السويديّة ومعمل غاز السويديّة عن الخدمة بعد قصفها بأربع ضربات. وتم استهداف ورشات وهنكارات العمل بمدينة رميلان النفطيّة بست ضربات.
وكشف سليمان عن إصابة سبعة عمال في مجال الطاقة بجروح متفاوتة الخطورة جراء القصف التركيّ. أن مدن وبلدات قامشلو، الدرباسية، عامودا، تربه سبيه، كركي لكي، تل كوجر، تل حميس، ديرك وجل آغا بدون كهرباء بنسبة 50%.
وبسبب قصف المحتل التركي خرجت سبع محطات كهربائيّة في إقليم شمال وشرق سوريا عن الخدمة، فقد استهدف قصف تركيّ محطة مدينة كوباني لمرتين ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عنها وعن 400 قرية تتبع لها. وتسبب قصف محطة تحويل الكهرباء في عين عيسى بريف الرقة بانقطاع الكهرباء عنها و150 قرية تابعة لها.
وتسبب القصف التركيّ على محطة الكهرباء في قامشلو بقطع التيار عن أكثر من 60% من المدينة والريف الشرقي وفقاً لدائرة الإعلام في الإدارة الذاتيّة. وأما في عامودا فقد تسبب القصف بانقطاع الكهرباء عن المدينة و90 قرية، وفي تربه سبيه أسفر عن انقطاع الكهرباء عن المدينة و190 قرية. وكانت ناحية الدرباسية قد تعرضت لقصفٍ تركيّ أيضاً تسبب بأضرار في محطة الكهرباء وانقطاعها.
ومساء الإثنين جدد جيش الاحتلال قصف محطة السويديّة للغاز بريف ديرك وهي التي تغذّي عشرات محطات التحويل الكهربائيّة، وكان قد قصفها مساء الأحد.
وبالمجملِ حرم القصفُ التركيّ 2232 قرية من الكهرباء، كما تعرضت منشآت نفطيّة وغازيّة أخرى لـ 53 ضربة تركيّة، وخرجت معظم المنشآتِ الحيويّة الخدميّة من أفران ومطاحن ومشافٍ عامة وآبار مياه ومحطات ضخ مياه ومستوصفات عن الخدمة نتيجة انقطاع الكهرباء عنها.
توقف ضخ مياه الشرب
وحذّرت هيئة الإدارة المحليّة في إقليم الجزيرة بالإدارة الذاتيّة، الاثنين، من انقطاعٍ طويلٍ للمياه بسبب القصف التركيّ، وقالت مديرية مياه قامشلو التابعة لهيئة الإدارة المحليّة، في بيان: “ننوه إلى الترشيد في استخدام وصرف المياه وذلك بسبب توقف إنتاج المياه في المحطات والآبار واحتمال تأخر الوارد من المياه”. وأرجعت المديرية ذلك إلى خروج معظم منشآت الطاقة الكهربائيّة والغازيّة عن الخدمة، نتيجة القصف التركيّ على البنية التحتيّة لمنشآت الطاقة وقطع التيار الكهربائيّ عن محطات المياه والآبار في معظم المدن والبلدات بإقليم الجزيرة.
خرجت أغلبية الآبار التي تزود مدينة عامودا وريفها، بالمياه عن الخدمة جراء القصف التركيّ على محطة تحويل الكهرباء بالمدينة. وقال إبراهيم حسن، مسؤول دائرة المياه في عامودا، إنّ تسعة آبار من 16 بئراً في عامودا خرجت عن الخدمة جراء القصف التركيّ على محطة الكهرباء. مضيفاً أنَّ الآبار السبعة التي تعمل حالياً يتم تغذيتها بالكهرباء عبر المولدات.
كل ما تتحدث عنه من ذرائع لتبرير قصفها من قبيل “الأمن القوميّ” مجرد أوهام تسوقها ماكينتها الإعلاميّة، إذ لم تتعرض أراضيها لأدنى تهديد، والسؤال ما القيمة العسكريّة والأمنيّة من استهداف المراكز الطبيّة وورشة تصليح سيارات ومزرعة للأبقار ومطحنة، والجواب بوضوح المطلوب تدمير الحياة وحرمان أهالي المنطقة من ضروريات العيش.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle