المكتب التربوي في الكرامة عزمٌ على تطوير العلم

تقرير/ صالح العيسى –

روناهي/ الرقة – يشهد الواقع التعليمي في الريف الشرقي لمدينة الرقة تطوُّراً ملحوظاً، مقارنةً بالسنة الماضية، والتي قبلها حيث استطاع المكتب التربوي في الكرامة تحقيق إنجازات لم يكن متوقع تحقيقها في بادئ الأمر.
بعد دحر المرتزقة في الريف الشرقي للرقة، وعودة الأهالي إلى بيوتهم، كان لابد من التركيز على الجانب التربوي، فانقطاع الطلاب عن الدراسة على مرور سنوات الأزمة السورية، شكل هاجساً لدى الأهالي إزاء ضياع مستقبل أبنائهم، وحرمانهم من أحد حقوقهم الأساسية، ألا وهو حقهم في التعلُّم، وارتياد المدارس.
عزم الأهالي تفوّق على
نهجهم الدموي

شكَّلت مخلَّفات الحرب من ألغام دسَّها داعش، وقذائف لم تنفجر عقبة كبيرة، بحيث أن المدارس كانت الهدف الرئيسي لزرع الألغام والأجسام المتفجرة.
فكما هو جَلِيٌّ للعيان، الإيديولوجيا التي اتَّخذت من سفك الدماء نهجاً لها، لن يكون عسيراً عليها استهداف الأماكن التي هم روادها من الأطفال كالمدارس وملاعب الكرة والحدائق أيضاً.
إلَّا أنَّ عزائم الأهالي كانت أقوى من أن يردعها نهج الظلام بأساليبه الدنيئة، فتم تنظيف المدارس من الألغام بشكلٍ كامل وأُعيد تأهيلُها، وهي الآن تعُجُّ بأبناء الرقة الذين عزموا على أن يعوضوا ما فاتهم من مراحل دراسية.
وفي هذا الصدد حدثنا الرئيس المشترك للمكتب التربوي في بلدة الكرامة فهد الخلف، وقال: «بدأنا العمل في مكتب الكرامة التربوي بتاريخ 1/11/2017م، على امتداد الخط من الرقة السمرة، وصولاً لمطب البو راشد، وفي البداية قد واجهنا بعض الصعوبات؛ كنقص الكادر التدريسي من معلمين ومعلمات، إلا أن الإقبال ازداد بشكلٍ غير متوقع من قبل أصحاب الشهادات الجامعية، فَخلال انطلاقتنا كان المعلمون من حاملي الشهادة الثانوية فقط، أما الآن فيقبل الجامعيون على التدريس بكثرة».
وأضاف الخلف: «بدأنا بأربعة مدارس، ففي العام الماضي استطعنا تفعيل 63 مدرسة، وهذا بفضل جهود أبناء من المنطقة من إداريين، ووجهاء عشائر إلى جانب لجنة التربية والتعليم ليصل عدد المدارس إلى 79 مدرسة، وهي على النمط التالي: «مدارس حلقة ثانية وعددها 10، ومدارس البادية عددها 8، بالإضافة لمدارس تعتمد نظام الفوجين أي الدوام الرسمي فيها صباحي ومسائي؛ وهي مدرستان المحمدية في الكرامة، ومدرسة الشاهر في الحوس».
فرق إيجابي ملحوظ عن
العام المنصرم

أما بالنسبة للوضع التربوي في الريف الشرقي هذا العام، فهنالك فرق ملحوظ ما بينه وبين العام الماضي، حيث بين الخلف بأنَّ الهدف الأساسي في العام المنصرم كان تفعيل أكبر عدد من مدارس المنطقة، ولم يكن هنالك إقبال من ذوي الشهادات والخبرات، فاكتفى المكتب التربوي بأصحاب الشهادات الثانوية، ومن بعدها زاد الإقبال وبشكلٍ ملحوظ على التعليم من قبل حملة الشهادات الجامعية.

وأضاف الخلف بالقول: «بلغ عدد المعلمين 935 معلم ومعلمة، وأعداد الطلاب بلغ 22600 طالب وطالبة قابلين للزيادة في حال إحداث شُعَب ومدارس جديدة، أما المنهاج المعتمد فهو منهاج التعلم الذاتي الذي تم توزيع نسخ منه على كافة المدارس للصف الثاني والصف السابع، وبقية الصفوف الدراسية تعتمد على خبرات المعلمين وثقافتهم، وهي دروس موجهة وليست اعتباطية، بحيث يقوم المعلم بالتحضير لها مسبقاً ويعطيها للطلاب، وهذه مشكلة تواجهنا ألا وهي عدم توفر الكتب المدرسية لكافة المراحل الدراسية».
وأشاد الخلف في نهاية حديثه إلى أنَّ الدورة الصيفية التي خضع لها المعلمون، لعبت الدور الأبرز في تطور الواقع التعليمي، حيث تم صقل خبرات المعلمين كأساليبهم في إعطاء الدروس للتلاميذ، وتحسين آلية تعامله مع الطلاب بجديَّة كانوا قد افتقروا لها في العام الماضي. والجدير ذكره أن للمعلمين تسهيلات تقدمها لجنة التربية والتعليم، يُعنى بها اتحاد المعلمين ولهذا الاتحاد منسقية مفعلة في المكتب التربوي.