سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

المشهد الأفغانيّ… توافقات وتناقضات وإسقاطات

رامان آزاد-

ردودُ أفعالٍ وتقييماتٌ مختلفةٌ حيال الانسحابِ الأمريكيّ من أفغانستان، وسادتِ الدولَ والحركاتِ الإسلاميّةَ على اختلافها وتناقضها أجواءٌ احتفاليّةٌ ووصفته بالهزيمة الأمريكيّة، كما شهدت مناطقٌ سوريّة الاحتفال أيضاً، وثمّة من اعتبرها تحوّلاً براغماتيّاً أمريكيّاً بعد عقدين من الزمنِ والكلفةِ الباهظةِ، وبالمقابل تسعى أنقرة أن تقومَ بدورٍ مجاني في آسيا الوسطى لصالحِ الناتو مقابلَ جائزةِ ترضيةٍ في شمال سوريا.
تكلفةٌ عاليةٌ للحربِ
مع الانسحاب الأمريكيّ من أفغانستان، ترتسم معالم سياسة واشنطن القادمة في آسيا الوسطى، وعلى تخومِ الصين، فلم يكنِ الانسحابُ خطوةً مفاجئةً، إذ أنّ الأولويّةُ الأمريكيّة، هي العُمق الأطلسيّ، وهي بحاجةٍ لرأسِ الحربةِ في مواجهةِ الصين وروسيا وإيران. وعلى مدى عقودٍ طويلة لم تجد واشنطن شريكاً أفضل من أنقرة للعبِ مثل هذا الدور، رغم ما مرت به هذه العلاقات من مدٍ وجزرٍ، بل لا تملك واشتطن بدائل أخرى، في منطقة غاية الحيويّة تشمل بحر قزوين والأسود ومنطقة القفقاس، ومواجهة المد الروسيّ.
التدخل الأمريكيّ في أفغانستان منذ تشرين الأول 2001 كانت كلفته باهظة جداً، بل وصفها بالكارثيّة ووفق الأرقام الرسميّة فقد قُتل 2312 جندي أمريكيّ، وأصيب 20666 جندي آخر، كما قُتل أكثر من 3800 شخص من متعاقدي الأمن الخاص الأمريكيين.
بالمقابل زادتِ الحربُ معاناة الأفغان، وبحسب مشروع تكلفة الحرب في جامعة براون فقد تسببت بمقتل 47245 مدنيّ على الأقل وما بين 66 ــ 69 ألف من القوات الأفغانيّة، كما أدّت الحربُ إلى إجبار نحو 2،7 مليون أفغانيّ على الهجرة هرباً من ويلات الحربِ خلال العقود الأربعة الماضية، وبخاصة الى الباكستان وإيران وأوروبا، كما أسفر الصراع عن نزوح أكثر من 3،5 مليون شخص من مجموع الشعب الأفغانيّ البالغ تعدادهم 40 مليون نسمة داخل أفغانستان.
وإذ تسحب واشنطن قواتها من واشنطن فهي تدرك أبعاد الانسحابِ، لا أكثر من ذلك، فهي تعلم أنّ قادة التغيير في أفغانستان هم معتقلون سابقون في غوانتامو، ففي 31/5/2014 أفرجت الولايات المتحدة عن خمسة من قادة طالبان وهم الملا محمد فاضل آخوند، الملا نور الله نوري، الملا خير الله خير خواه، الملا عبد الحق وثيق ومحمد نبي. وذلك مقابل الرقيب الأمريكيّ بو بيرغدال الذي اعتقلته طالبان في 30/6/2009 إثر اختفائه من قاعدته العسكريّة في ولاية باكتيا جنوب شرق البلاد. وأعلن الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما أنّ الحكومةَ القطريّة قدّمت لبلاده ضماناتٍ أمنيّة بشأنِ الأفغان الخمسة المفرجِ عنهم،
ورحبت طالبان بعملية الإفراج ووصفت المفرج عنهم بأنهم “القادة الخمسة الكبار بالإمارة الإسلاميّة”، الاسم الذي تطلقه الحركة على النظام الذي أقامته في أفغانستان بين 1996ــ 2001 والذي أطاحت به الولايات المتحدة بنهاية 2001 إثر أحداث 11/9/2001. 
جزيرة مسعود، وجدالُ القاعدة وداعش
أفغانستان على صفيحٍ ساخنٍ، والمشهد لم ينتهِ بسيطرةِ طالبان على القصرِ الرئاسيّ، وهناك ولاية “بنجشير” خارج سيطرة “طالبان”، ويقود الحراك فيها أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود الذي قاد قوات “التحالف الشماليّ” ضد القوات السوفيتية في الثمانينات، وضد حركة “طالبان” في تسعينيات القرن الماضي. وأضحت “بنجشير” جزيرة معزولة لجأ إليها عددٌ من المسؤولين الأفغان، ووضع أحمد مسعود شروطاً ضمن خياراته للتفاوضِ السلميّ مع طالبان أساسُها اللامركزيّة لتشملَ الحكم الذاتيّ الإقليميّ ورفضُ أيّ وجودٍ لجماعاتٍ إرهابيّةٍ بالمنطقةِ.
أصدر “داعش” في 24/3/2017 مقطعاً دعائيّاً مصوّراً بعنوان “على أبوابِ المعارك الملحميّة” وصف فيه زعيم حركة طالبان أخوند زاده بأنّه “طاغية طالبان”، وبعد أشهر قليلة أصدر فرع القاعدة في شبه القارةِ الهنديّةِ في 25/6/2017 وثيقة بعنوان “مدونة السلوك” حدّد فيها أيديولوجيته وأولوياته. وأوضح أنّ أخوند زاده، ملزمٌ ببيعةِ زعيمِ القاعدة “أيمن الظواهريّ” وأنَّ أهم هدف للقاعدة هو دعم طالبان. وجاء بالوثيقة أنَّ القاعدة في بلاد الرافدين تقاتلُ أعداءَ طالبان خارج أفغانستان بينما تقاتلُ بالوقت نفسه إلى جانبها داخل البلاد وحثّتِ الجماعاتِ الجهاديّةَ الأخرى على مبايعةِ أخوند زاده.
ووافقت حركة طالبان في 9/7/2018، على وقفٍ مؤقتٍ لإطلاقِ النار مع الحكومةِ الأفغانيّة، بعد إعلان الرئيس الأفغانيّ أشرف غني في وقت سابق عن وقف إطلاق النار مع الجماعة المسلحة. وفي 29/2/2020 وقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاق سلام في الدوحة. وأصدرتِ الحكومتان الأمريكيّة والأفغانيّة إعلاناً مشتركاً تلتزم فيه واشنطن بتقليصِ وجودها العسكريّ في البلاد إلى 8600 جندي في غضون 135 يوماً واستكمال انسحاب القواتِ المتبقية في غضونِ 14 شهراً أي بحلولِ 1/5/2021.
حِراكٌ سياسيّ وبراغماتيّة صينيّة
وفي خطوةٍ استباقيّة لاحتواء المتغيرات، استقبلت بكين وفداً رفيعَ المستوى من حركةِ طالبان برئاسة الملا عبد الغني بارادار في 27/7/2021 والتقى وزير خارجيتها وانغ بي ونائبه، وأكّد وفد طالبان أنَّ الأراضي الأفغانيّة لن تستخدمَ ضد أمن أيّ بلدٍ، وبالمقابل تعهدت بكين بعدمِ التدخلِ في الشؤونِ الأفغانيّة. والزيارةُ كانت مهمةً جداً، فالصين تشتركُ مع أفغانستان بحدودٍ مشتركةٍ طولها 76 كم، وتمتد بمحاذاة إقليم شينجيانغ ذي الأغلبيّة المسلمة (الإيغور) وهم يشكلون مصدر قلق لبكين، إذ تخشى أن يتخذ الإيغور من الأراضي الأفغانيّة منطلقاً لاستهدافِ الصين.
ما قيل عن القمتين اللتين عقدهما الرئيس الأمريكيّ بايدن مع الرئيسين الروسيّ والتركيّ في جنيف، لم يتجاوزِ التسويقَ الإعلاميّ، إلا أنَّ المشهدَ يكتملُ بالانسحابِ الأمريكيّ من أفغانستان واكتساحِ حركةِ طالبان البلادَ ودخولها القصرَ الرئاسيّ. وسبق ذلك الحديثُ عن اتفاقٍ لنشرِ القواتِ التركيّةِ في مطار كابول لتواصلَ مهمة قواتِ التحالفِ. بل الرئيس الأمريكيّ صرّح أنّ أفغانستان لا تشكلُ خطراً حقيقيّاً للولايات المتحدة، وأشار إلى سوريا، وهنا محلُّ الاستفهامِ. فيما أنقرة ستعتمد على الأدوات المجانية لتدخلها، وهم السوريون أنقسهم الذيم زجّت بهم في ليبيا وأذربيجان، ويمكن أخذ دور الدوحة بالحساب واحتضانها لطالبان لندرك أنّ أنقرة كانت بصدد عمليّةٍ مجانيةٍ لا تخرج أبداً عن مشروع تعويم الإسلام السياسيّ
في قمة جنيف في 16/6/2021، نوقشت المسألة الأفغانيّة وعرض الرئيس الروسيّ استخدام القواعد العسكريّة في طاجيكستان وقرغيزستان، لمنع واشنطن من بناء قواعد عسكريّة، إذ رفض بوتين أيّ دورٍ عسكريّ أمريكيّ في منطقةِ آسيا الوسطى، وأنَّ الصينَ سترفضه أيضاً – وكرر وزير الخارجيّة لافروف ذلك في 12/7/2021.
تركيا تنتظرُ عوائد التناقض
كعادتها تنتظر أنقرة أن تحصد عوائد التناقض الروسيّ ــ الأمريكيّ، وعلى هذا الأساس تلقف أردوغان الفرصةَ للامتدادِ إلى عُمق آسيا الوسطى. أي الامتداد في المنطقةِ الممتدة من شمال أفغانستان حتى حدود روسيا الجنوبيّة، وهي تضم دول تركمانستان، كازاخستان، أوزبكستان، طاجيكستان، قرغيزستان. وبذلك يتوضح الدور الذي أنيط بأنقرة في المنطقة التي تشكّلُ المجالَ الحيويّ الروسيّ ومناطق التجارة الصينيّة، أيّ المواجهة السياسيّة والاقتصاديّة مع الصين وروسيا، وفي الوقت نفسه زيادة الضغط والتضييق على إيران.
لن تختلفَ إسقاطات هذه العلاقة والدور المسند لأنقرة على شمال سوريا، عن إسقاطات المشروع الأوراسيّ الذي سعت إليه موسكو بحماسٍ، ورأت فيه أنّه الردّ المباشر على الناتو، فكان الثمنُ اتفاقات الغاز وصفقة الصواريخ إس ــ 400، وإطلاق يد تركيا في شمال سوريا. بالمقابل لم تعارض واشنطن العملياتِ العسكريّةَ الثلاث التي قامت بها تركيا في الأراضي السوريّة، والسؤال يدورُ حول الثمن الذي يتطلع إليه أردوغان، في مرحلة غاية الحساسيّة مع تراجع رصيده الشعبيّ، وهو بحاجة لعملٍ عسكريّ يترجمه نصراً ورصيداً انتخابيّاً، ولعلَّ اجتياح طالبان السريع وسقوط العاصمة أربك الحكومة التركيّة.
يأتي التصعيد العسكريّ التركيّ ومواصلة القصف في مواقع عديدة من شمال سوريا، اعتباراً من منطقة الشهباء وقرى ناحية شيراوا ووصولاً إلى ناحية تل تمر ومروراً بمناطق منبج وريف الرقة الشمالي وكوباني وسري كانيه بعد أيام من قمتين جمعت الرئيس الأمريكيّ جو بايدن بالروسي بوتين والتركيّ أردوغان.
ما يلفت الانتباه، أنّ واشنطن أبدت حماسةً بالغة لتمديدِ اتفاق تمرير المساعداتِ الإنسانيّة عبر معبر باب الهوى، ولكنها التزمت الصمت حيال إغلاق معبر تل كوجر الحدوديّ، وهو تأكيدٌ على رغبتها بإرضاء أنقرة.
رسائل أنقرة وطالبان
وفي محاولة لاحتواء المتغيرات على الساحة الأفغانيّة، ورغبة بلعب دورٍ فيها، صرح الرئيس التركيّ أردوغان في 18/8/2021 قال إن بلاده تضع خططها في أفغانستان وفقا للحقائق الميدانية الجديدة، وأكّد انفتاحَ بلاده على التعاون مع حركة طالبان، وقال: “إنَّ الوقوفَ بجانب أفغانستان في السراء والضراء أحد متطلبات الوفاءِ بالعهد والأخوة أيّاً كانتِ الجهةُ الحاكمة. وأضاف “قلنا سابقاً إنّه يمكن أن نستقبلَ قادة طالبان وما زلنا على موقفنا”. وأنّ “الوجودَ العسكريّ التركيّ في أفغانستان سيقوّي يدَ الإدارةِ الجديدة في الساحة الدوليّة، ويسهّل عملها، وأنَّ “قواتنا في أفغانستان لم تكن أبداً قوة قتاليّة ولم نستخدم جنودنا هناك كقوة أجنبيّة”.
وكان الرئيس التركيّ قد أجرى في 11/8/2021 مباحثات مع الجانب القطريّ حول وقف خطوات طالبان وسبل تحقيق المصالحة وأشار أردوغان أن الوضع الذي يعيشه الشعب الأفغاني في ظل هذه التطورات الأخيرة “مقلق للغاية”، مضيفًا “فالعملية الحالية التي يمرون بها مع طالبان مزعجة للغاية، ونحن نقوم بجهود حاليًا في إطار تلك العملية”. وتابع “مؤسساتنا المعنية تقوم بالإجراءات اللازمة (حيال التطورات في أفغانستان) بما في ذلك المباحثات مع حركة طالبان وحتى أنا يمكن أن أستقبل زعميها في الفترة القادمة”.
واستحضر أردوغان العامل التاريخيّ ليقول: “فلا يمكنكم تنحية أفغانستان جانباً، فهي دولةٌ يصل تعدادها السكانيّ إلى 35 مليون نسمة، وبيننا وبينها روابط تضرب بعمق التاريخِ، وليس من الممكن تنحيتها جانباً بأي حال”.
حركة طالبان من جانبها كشفت على لسان محمد نعيم المتحدث باسمها في 12/8/2021 في تصريح مكتوب لموقع “ميدل إيست آي”: “الجميع يريدُ مقابلة زعيمنا، ونود أيضا ذلك، ولكن في حال توفر الظروف المناسبة”. وكشف نعيم أن هناك اتصالات بين طالبان وبين السفارة التركيّة في الدوحة. وأوضح المسؤول في طالبان: “نريد أن تكون لدينا علاقات مع جميع البلدان.. لقد قلنا كلمتنا لتركيا بشأن أمن مطار كابول بكل صراحة ووضوح، ويجب على جميع القوات الأجنبية مغادرة بلادنا”.
رسالة للتهويل
في سوريا سادت أجواء احتفالية في المناطق التي تحتلها أنقرة، إلا أنّها كانت أكثر صخباً في إدلب، وتداولت مواقعُ التواصلِ ما قيل عنه أنّه رسالةٌ صوتيّةٌ وجّهها أحدُ مقاتلي حركة “طالبان” إلى عناصر “هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب.
وجاءتِ الرسالةُ الصوتيّة على لسانِ” أبو مصعب فوزان” من حركةِ “طالبان” كما عرّف عن نفسه، وأُرسلت إلى غرفِ “واتس آب” تضم جهاديين في إدلب.
وتحدث “فوزان” باللغةِ العربيّةِ الفصحى عن نصرِ الحركةِ على الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّة و”نظامِ الديمقراطيّة” في أفغانستان. ووعد “فوزان” بمجيء حركةِ “طالبان” إلى سوريا “للجهادِ في سبيلِ الله، ضد الروافض، وتحريرِ سوريا وبيتِ المقدسِ”.
في الواقع لا يمكن التأكيد بأنّ مصدر الرسالة هو أفغانستان، ولكن المنطق يفترض أنّ طرفاً في “هيئة تحرير الشام” يحتاجُ هذه الرسالةِ والغاية الأولى منها التهويل، بعد خروج المسيرات والمظاهر الاحتفاليّة التي شهدتها إدلب خلال الأيام الماضية، لتقول لجمهورها والآخرين أنّ احتفالنا لم يكن عبثيّاً، بل تلقينا الاستجابة من أفغانستان. وما يحولُ دون التصديقِ هو أنّ “هيئة تحرير الشام” بصدد إجراءِ تحوّلاتٍ وفق التعليماتِ التركيّة والتي تتناسب مع الاتفاقات التركيّة الروسيّة.
الصحيحُ أكثر أنَّ التغيّراتِ في أفغانستان لم تتبلور بعد ولم تأخذ صيغتها النهائيّة، وأيّاً كانتِ التحولاتُ، فهي اليوم تحت المجهر الدوليّ، وطالبان مطالبةٌ حالياً بإنجازٍ متغيّرٍ يحظى بالاعترافِ الدوليّ، فالقصةُ الأفغانيّةُ لا يمكن أن تنتهيَ هكذا بانسحابٍ أمريكيّ سريعٍ لم يراعِ الحالةِ الأمنيّة على المستوى الإقليميّ، ولو أنّنا نعتقد أنّ الإرادةَ الأمريكيّةَ هي سببُ الفوضى، ولكن هناك سِجالٌ وانتقاداتٌ كبيرةٌ في واشنطن لقرارِ الرئيس بايدن… ولذلك يُطرح السؤال: لمن تُركت أفغانستان؟
الشيء الذي لم يتم طرحه حتى الآن، هو مصير تنظيم القاعدة وأيمن الظواهريّ وأركانه في المعمعة الأفغانيّة، وقد سبق أن أعلن الجولانيّ فكَّ ارتباطه بها!!!
لا يُنكر وجودُ تيارٍ قاعديّ في إدلب، وهو الذي تمردَ على الجولاني، وشكّل كياناتٍ مسلّحةً مضادةً، ومعلومٌ أنّ هيئةَ تحريرِ الشامِ متعاونة مع التحالفِ الدوليّ لضربها لتحصلَ على صك البراءة وتؤكد هويتها بأنها معارضة سوريّة معتدلة، وقد بعثتِ الهيئة رسائل طمأنةٍ عديدة للغرب، فيما تسعى أنقرة لضمّها إلى تشكيلات “الجيش الوطنيّ، وقد أعلن الجولانيّ مؤخراً استعداده للاندماج…
هذه الرسالة الصوتيّة لا تنسجمُ مع الواقعِ الحاليّ في إدلب، فهي إما مفبركة، ولعلها إن كانت صحيحةً لا تمثلُ التوجّه الحالي لطالبان، التي بالكاد سيطرت على القصرِ الرئاسيّ في كابول، ومن المبكر أن تتحدثَ عن تدخلٍ في مناطق آخر، كما أنّ مضمونَ الرسالة يتطابق مع توجهاتِ أطرافٍ سوريّة، فيما رسالة طالبان يفترض أن تكونَ في مستوى العموم…
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle