المرأة في روج آفا تتألق على خشبة المسرح في يومه العالمي

قامشلو/ رشا علي –

بين مسرح له طابع تعليمي، وآخر همه جمالي، تباين حضور المرأة الكردية على خشبة المسرح في السنوات الأخيرة بعد الثورة، وكانت معظم المواضيع المقدمة على الخشبة تتعلق بالمرأة.

المسرح منبر الحياة، ومراياها الناطقة والصامتة، وللمسرح حضوره اللافت في مناطق شمال وشرق سوريا، وللمرأة الكردية إبداعاتها ونجاحها وميزاتها في مختلف المجالات، ومنها المسرح، فهي تملك طاقة كبيرة في المجال المسرحي، حيث منحت حضوراً جمالياً للمسرح معبرة من خلاله عن أفكارها وكيانها.

تطورها في مجال الفن..

امتازت الفترة الأخيرة بتطور المرأة في مجال الفن والمسرح، وازداد النقاش حول موضوع المرأة في المسرح وكيف تطور، وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح؛ التقت صحيفتنا مع “براء حسن” ممثلة مسرحية ضمن حركة الهلال الذهبي في مدينة قامشلو، حيث حدثتنا بشكل عام عن تاريخ تأسيس فرقتهم المسرحية، وقالت: “أعمل في فرقة تياترا ساريا باران، وهي فرقة مسرحية تابعة لحركة الهلال الذهبي، وخاصة بالمرأة، وتعمل النساء ضمنها في جميع أمور العمل المسرحي مثل الإخراج والتمثيل وغيرها، حيث يبلغ عدد أعضاء فرقتنا مع المدربة أربعة، وأعمارهم ما بين ١٧ إلى ٢٠ سنة”.

متابعةً لنا بأن فرقتهم تأسست عام ٢٠١٨: “نحن كطالبات أخذنا أماكننا ضمن atoliya theatro قرابة ستة أشهر، وبعدها قمنا بإنشاء فرقتنا وباسم “تياترا ساريا باران teatra sarya baran”.

المسرحيات المقدمة

وعن تسمية فرقتهم بهذا الاسم قالت براء: “قمنا بتسمية فرقتنا باسم الشهيدتين ساريا وباران، وهما أول من عملتا في التمثيل المسرحي بجبال كردستان في ظل الظروف الصعبة، لقد كانتا مقاتلتين بالإضافة إلى أنهما ممثلتان مسرحيتان، وكي يبقى اسمهما شامخاً في المسرح قمنا بتسمية فرقتنا باسميهما”.

وأما عن المسرحيات التي قدموها فهي “المرأة الوحيدة Jina bi tenê، أصرخ Diqîrim، السلام في أجنحة العصفورة Aştî Di Baskê Çûkê De Ye، سرقة البساتين Diziya Bexçe، نحن موجودون Em Hene”.

منوهةً بأن ثلاثاً من مسرحياتهم لأجل الكبار واثنتين لأجل الأطفال، وأهم المواضيع التي يعملن على تقديمها في عملهن المسرحي هي المواضيع التي تخص المرأة من ظلم واضطهاد يمارس بحق المرأة في المجتمع والعائلة، ومعاناة المرأة بجميع أشكالها سواء أكانت معلمة أو أماً أو طالبة أو أياً كانت، وزادت: “نعمل على جمع قصص ومواضيع تهم قضايا المرأة ونقدمها للشعب على شكل مسرحية من أجل أن ينتبهوا ويعرفوا الحقيقة من خلالها”.

27 آذار اليوم العالمي للمسرح

٢٧ آذار يوم عالمي للمسرح، وحول هذا اليوم الذي خصص في العالم كيوم للمسرح أردفت لنا براء قائلةً: “إنه يوم خاص بالنسبة لنا وله أهمية كبيرة لأننا كممثلين مسرحيين نلتمس الدعم والمساندة من العالم، لأنه عندما تضع عملك في خدمة الشعب بالتأكيد ستكون لك قيمة وشأن”.

كما أن يوم الـ ٢٧ من آذار يصادف ذكرى استشهاد يكتا هركول أيضاً، المقاتل والمسرحي، وهو مصدر فخر للجميع بأنهم يمشون على خطى أناس نشيطين ضحوا من أجل خدمة الشعب.

وعن الفعالية التي ستقام في روج آفا في يوم العالمي للمسرح وضحت لنا براء: “هناك مهرجان في روج آفا يحمل اسم الشهيد يكتا هركول، وتشارك فيه جميع الفرق الموسيقية، ونحن أيضاً فرقة تياترا ساريا باران نشارك في هذا المهرجان منذ عامين، وفي هذه السنة سنشارك بمسرحية للأطفال تتحدث عن نظرة الأطفال للحرب، وتحمل اسم السلام الموجود في أجنحة عصفورة”.

دورها في مجال المسرح

وعن دور المرأة في المجال المسرحي أكدت لنا براء: “كامرأة عندما تأخذين محلاً في مسرحية وتعبرين عن الحقيقة تصبحين مثل محامية تدافع عن الحقيقة، بالتأكيد سيؤثر هذا الشيء على شخصيتك، وستعرفين نفسك أكثر، وتتقربين من نفسك، ومن ناحية أخرى لقد جعلوا المرأة تقف خلف الرجل في العالم، فتضعف بذلك العمل وتنسى الكثير من قضاياها. ولكن؛ عندما تعمل هي بنفسها لن تضيع حقيقتها، وستعمل على حل المشاكل التي تعاني منها المرأة عن طريق المسرحيات الناقدة، فعندما تقدم المرأة هذه المواضيع ستقوى أكثر من ناحية المشاعر وستكون مؤثرة أكثر”.

وفي النهاية اختتمت “براء حسن” الممثلة المسرحية في حركة الهلال الذهبي بمدينة قامشلو حديثها: “يجب على المرأة العودة إلى الفن الداخلي، والاستماع لها وتقديمها، فيمكن أن يصبح هذا الفن بحر الخلاص والحرية”.

والجدير بالذكر أن بداية فكرة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح كانت عام 1961 أثناء المؤتمر العالمي التاسع للمعهد الدولي للمسرح بمدينة “فيينا”، وذلك باقتراح من رئيس المعهد آنذاك، حيث كلف “المركز الفنلندي” التابع للمعهد في العام الذي تلاه 1962 بتحديد يوم عالمي للمسرح، وقد حدد بيوم 27 آذار من كل عام.