بيريفان عمر
لم يمضِ الكثير من الوقت منذ أن عرفت البشرية هذه المادة السهلة القابلة للتشكل، والتي كانت بمثابة سحر، سرعان ما غزا كافة الموجودات التي نستخدمها بشكلٍ يومي، فلا يخلو أي مكان نسكن فيه، أو نعمل فيه من تلك المنتجات التي سهّلت الكثير من الأمور الحياتية، ولكن ماذا بعد، وماذا أصبحت الآن، وما هي هذه المادة؟
هذه المادة هي البلاستيك: وهي مادة سهلة التشكيل، مُصنّعة بشكل أساسي من مشتقات البترول، تحتاج لمئات السنين للتفكك، وقد عرفها العالم منذ الثورة الصناعية، وعندما تتحلل تسبب مخاطر على جميع عناصر البيئة، حيث أنه بعد اختراع البلاستيك غزا كل العالم، ودخل بجميع الجوانب الحياتية.
أسباب التلوث البلاستيكي:
1- التخلص من النفايات البلاستيكية، يتم بطرق ملوثة للبيئة، حيث أكثر من 9.2 مليون طن المنتج ما بين عامي 1950 و2017، أصبح نفايات بلاستيكية، وتصل كمية المُخلّفات البلاستيكية المُلقاة بالمحيطات بـ (12.7) طن.
2- معدل إعادة التدوير منخفض مقارنةً بالمواد الأخرى حيث 9% يتم فقط إعادة تدويره.
3- بطء التحلل البيولوجي للبلاستيكي، حيث يحتاج مئات إلى آلاف السنين للتحلل.
4- كثرة استخدامه في الصناعات لخفة وزنه وسهولة تشكيله ورخصه.
تأثير البلاستيك على مختلف جوانب الحياة:
1- تأثير البلاستيك على التربة: مادة البلاستيك تحتاج مئات السنين لِتتحلل، فتلوث التربة وتضر المحاصيل الزراعية وتضر الإنسان والحيوان.
2- تأثير التلوث البلاستيكي على المياه: البلاستيك يلوث البحار والمحيطات، ويتسبب بموت مليون كائن بحري سنوياً، فيدخل البلاستيك لقنواتها الهضمية وتختنق.
3- تأثير البلاستيك على الهواء: يساهم إنتاج وإحراق البلاستيك بإطلاق غازات تتسبب بالاحتباس الحراري، وتغيّر المناخ، عملية الإنتاج والحرق تطلق 850 طن سنوياً من غاز ثاني أوكسيد الكربون.
التأثير على الإنسان: فرط استخدام البلاستيك يؤثر سلباً على صحة الإنسان، نتيجة عدم التخلص السليم للنفايات البلاستيكية، تنتقل المواد الخطرة بشكلٍ غير مباشر من الهواء والماء والتربة للإنسان، أو تنتقل بشكلٍ مباشر عبر السلسلة الغذائية من قناني المياه أو من أواني تناول الطعام البلاستيكية، وخاصةً عندما تتعرّض للحرارة أو أشعة الشمس فتتسرب الملوثات إلى جسم الإنسان، وبالتحاليل أُثبت وجود جزيئات من البلاستيك بدم الإنسان، هذه المواد تسبب اضطرابات الهرمونات والجهاز المناعي، وتزيد الإصابة بالسرطانات والتشوهات الخلقية.
بعض الحلول لمشكلة التلوّث البلاستيكي:
1ـ فرض سياسات صارمة لمنع التغليف المُفرط للمنتجات ضمن المعامل.
2ـ فرض ضرائب على تداول الأكياس البلاستيكية، ومنع إعطائها مجاناً في البقاليات.
3 ـ منع استيراد المواد البلاستيكية، كحبيبات بولي إيثلين، والاعتماد على إعادة التدوير لصناعة المنتجات البلاستيكية المحلية.
4 ـ التحوّل إلى الفرز المنزلي للنفايات، ومنع رمي البلاستيك بالمكبات، ومن ثم إعادة تدويرها، وتشجيع ودعم معامل إعادة تدوير البلاستيك وتطوير آلية عملها.
5ـ استخدام البلاستيك الحيوي القابل للتحلل البيولوجي، بدلاً من البلاستيك المصنوع من مشتقات النفط.
6ـ زيادة الوعي البيئي، لخفض إنتاج النفايات البلاستيكية، وتشجيع إعادة الاستخدام والفرز المنزلي للنفايات، واستخدام الأكياس المتعددة الاستخدام، كالأكياس القماشية والورقية، بدلاً من الأكياس البلاستيكية.
7ـ زيادة الوعي البيئي لاستخدام أواني تناول الطعام وشرب المشروبات وخاصةً الساخنة بالأواني والقناني الزجاجية، بدلاً من البلاستيكية كونها ضارة بالصحة والبيئة.
