سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الكورونا وبلورة ثقافة الأزمة

تقرير/ رامان آزاد –

من المشاهد التي باءت مألوفة أنّك عندما تنتقل إلى أيّة منطقة تستقبلك الفرق الطبيّة قبل العناصر الأمنيّة لتدقق هويتك أو تفتش حقائب السفر، وهذا إن كان السفر مسموحاً. ففي سابقة تاريخيّة يعيشُ العالم المشاعر ذاتها وتتوقف أوجه كثيرة من النشاط الاجتماعيّ والاقتصاديّ، فيما وقف السياسيون مرتكبون أمام مجتمعاتهم، ومن عولمة الاقتصاد والمال والإعلام نعيش اليوم عولمة القلق.
الوقاية قبل العلاج
أولى خطواتِ مواجهة أيّ أزمةٍ هو تشخيصها بشكلٍ سليمٍ، إذ لا يمكنُ حلُّ أزمة مع جهلِ أبعادها ومخاطرها، وهذا ما يمكن تسميته بوعي الأزمةِ، ومن تحضيرِ الأدوات الملائمة لمواجهتها، ولعل الأزماتِ كلها تترافقُ مع حالاتِ قلقٍ وخوفٍ تصلُ إلى نوباتٍ هستيريّة وهلع تُفقدنا الاتزانَ في اتخاذِ القرارات السليمة في حينها ما يسهم في تدحرج الأزمة إلى عواقب أكثر خطورة، وبنفس الوقت تجعلنا عرضة للشائعات والمعلومات المغلوطة التي تهوّل الأزمة، ما يزيد من ضبابيّة الرؤية.
الخطورةُ لا تكمنُ في الأزمةِ نفسها كونها، بل من تداعياتها وطريقة تعاطينا معها والعجز في احتوائها، عندما لا نعي أنَّ احتمالاتِ الأزماتِ واردةً بحسبِ القانونِ الطبيعيّ وقد مرّت البشريّة بأنواعٍ عديدة مختلفة السوية والشدة والنتائج من الأزمات، ومن المهم أن توفر منظوماتٍ وقائيّةٍ متكاملةٍ.
واليوم في ظل ما يمرّ به العالم ومنطقتنا من تحدٍّ وبائيّ اجتاح أنحاءَ مختلفةً من العالم وأصاب دولاً متقدمةُ، لايزالُ الغموضُ يكتنفُ طبيعةَ الوباءِ وآلية انتشاره وأعراضه علاوة على أسبابه وآفاقه المحتملة، نتيجة عدم فعاليّةِ آلياتِ التعاونِ بين الدولِ والحكومات وحتى بين الأفرادِ والمؤسسات، كما تختلفُ أساليب التعاطي مع الأزمة من مجتمع لآخر.
إنّ إجراءات الوقاية لا تتطلبُ إلا التزاماً ووعياً مجتمعيّاً وتعاوناً على كلِّ المستويات، والمسألة تشبه حالة ركاب السفينة، إذ ليس مطلوباً من أيّ منهم أن تكونَ لديه خبرة قيادتها، فتلك مهمة الطاقم، ولكن عليهم الالتزام بإجراءات السلامةِ وغرق السفينة يعني هلاكاً جماعيّاً، تلك هي الحال بالنسبة للأمراض التي تنتقل بالعدوى ونتيجة التعامل الاجتماعيّ. وهذا هو الفرق بين العملِ الطبيّ الاختصاصيّ والثقافة الصحيّة العامة.
إنّ قضية الإصابة هي سلسلة من احتمالاتٍ مركبةٍ، احتمال الإصابة، احتمال عجز الجسم عن المقاومة والحاجة إلى عنايةٍ طبيّةٍ خاصة وأخيراً احتمالُ عدم الاستجابة للعلاج. ولذلك فالإجراءُ الصحيحُ هو قطع الطريقِ على الاحتمالِ الأولِ، وبعبارةٍ أخرى الفيروس غير قاتلٌ بالدرجة الأولى، إلا أنّ انتشاره وانتقاله سريعان، وهو ما يتطلبُ الالتزام بتعليماتِ السلامةِ والصحّةِ، وعلى هذا الأساس اُتخذت إجراءات تقليل تجمعِ المواطنين والمقيمين، وتدابير وقائية كثيرة، وتمَّ التشديد على سرعة الإبلاغ عن المرضى أو المخالطين أو المنتقلين من منطقة إلى أخرى.
المسؤوليّةُ المجتمعيّةُ
كثيرون وقعوا في مطبِّ المقارنةِ، إذ ترتفعُ أصواتُ محبطة، وتقولُ إذا كانتِ المجتمعاتُ المتقدمةُ علميّاً والمستقرّة اقتصاديّاً وأمنيّاً قد وقعت ضحية الوباء، فما الحالُ في بلد يعيشُ أزمةً متعددة المستوياتِ وصراعاً متعددَ الأطرافِ للسنة العاشرة، وظاهر هذا الفرضِ صحيحٌ، لجهةِ الفرقِ في مستوى التقدمِ العلميّ والتنظيم المجتمعيّ المستقر، مقابلَ حالاتِ النزوحِ وعدم الاستقرارِ عندنا ووجود مئات الآلاف من الناسِ يعيشون في المخيماتِ.
لكنّ الصحيحَ أكثر أن نملكَ القدرةَ الكافيةَ على مواجهةِ الأزمةِ عبر التحصينِ وتعزيزِ الإجراءاتِ الاحترازيّة لمنعِ وصولِ الوباءِ إلى مناطقنا، فالمشاكلُ الحقيقيّةُ تنبثقُ عندما وصولِ الوباءِ وتسلله إلى مناطقنا، وعندئذٍ تجوز المقارنةُ بين السوياتِ العلميّة والطبيّة وتوفر الإمكانياتِ.
وباء كورونا بدأ من أفرادٍ معدودين وفي منطقةٍ محدودةٍ في مدينة ووهان، وانتقل بالتدريجِ لتدقَّ معه الصين ناقوس الخطر ثم يُفرض الحجر الصحيّ على 12 مليون مواطن في مدينة ووهان وأكثر من ستين مليون مواطن بمقاطعة هوبي، ويتم عزلهم عن العالمِ. في هذا الوقت بدأت مظاهر الوباء تنتشر في عشرات الدولِ وتُوقف معها حركة الطيران والمعامل والتعليم وتوقفت كلّ الطقوس الدينيّة الجماعيّة وأغلقت دور العبادة، تسارعت الأحداث، والعالم الذي يعيش انتصارات العولمة تحوّل انكفأ على نفسه متحولاً إلى كيانات صغيرة منغلقة على نفسها تعيش حالة الخوفِ، والتجربةُ الصينيّة أكّدت أهميّة الانضباط والالتزام.
وفي ظلّ عدم وجودِ دواءٍ ناجعٍ أو لقاحٍ وقائيّ، كان الحلّ الأمثلُ هو منعُ الإصابة وإغلاق السبل أمامه عبر التوقف عن سلوكيات التواصل الاجتماعيّ وفرض العزلة، وهذا يحتاج إلى وعي جماهيريّ، وأعلى درجة من المسؤولية المجتمعيّة، يبدأ من مجرد المصافحة، وصولاً إلى إنشاء فرق العمل التطوعيّ وإيلاء النظافة اهتماماً أدق يتجاوز الاتكاليّةِ والبلادة.
عولمةُ القلقِ
ما نشهده اليوم هو تجلٍّ لحالةٍ ثقافيّة غير مسبوقة تركز على الإنسان مباشرةً دون عوامل البذخ والترفيه لم تعد المجلات يتصدر صفحاتها إعلانات السياحة والسيارات الفارهة ولا السلع الاستهلاكيّة، بل الكل بتهافت على مستحضرات التنظيف والتعقيم وأدواتها، والعالم ستشارك ثقافة عامة عن الفيروسات وطرق انتقالها والمعلومات الطبية والسرديات الرقميّة لعدد الإصابات والوفيات في أنحاء مختلفة من العالم، والأطباء والعاملون في المجال الطبيّ أضحوا قادة مجتمعاتهم تؤازرهم مختلف مؤسسات الخدمة المجتمعيّة.
الجائحة جعلت أغلب الناس تجري مراجعة دقيقة لمسار حياتها، وتُطرح الأسئلة الجوهريّة حول الحياة نفسها، بدون أدوات ترفيه، وليجتمع العالم في تفكير واحد، إنه عولمة القلق، فالعالم فعلاً قرية صغيرة تتشاطر الفكرة والمشاعر نفسها، فالحدود السياديّة لا معنى لها، ولا العدو المجهريّ لا يقيم وزناً لمصطلحات السادة الوطنيّة وشعارات السياسيّين، لا بل توقفت كثيرٌ من النشاطات العامة وعقدت المؤتمرات والاجتماعات عبر شبكات الانترنت، بعدما دخل العالم في الحيش الاختياريّ الوقائيّ.
المفارقة أنّ “كورونا” انتصر على السياسة، فقد وحّد الإحساس بوحدةِ المصير، وأكد شراكة المصير الإنسانيّ والمستقبل المجهول، وأنّه لا معنى للإجراءات الفرديّة، بل أنّ يعمل الجميع وكلٌ في موقعه في تصور وتدبير جماعي، إذ لا نجاةَ للفردِ إلا بسلامةِ المجتمع، وبهذا تحقق أسمى الغايات التي عجزت في تحقيقها السياسيون
الجائحة سددت ضربة مؤلمة ومباشرة أصابت صميم ثقافة الرأسماليّة القائمة على الترويج على السلع والقيم الاستهلاكيّة، إذ ارتفعت فجأة النداءات حول الاقتصاد وترشيد الاستهلاك والتوقف عن سلع الترف، فيما زاد الطلب فجأة على المناديل الورقيّة والمعلبات والبقولياتِ وأنواع من مواد التنظيف والتعقيم.
ما يتم الحديث عنه اليوم يركّز السلامةِ العامةِ ومعنى البقاءِ واجتيازُ الاختبارِ، الذي فرضه العدو المجهريّ، فهل تلقى العالم ما يكفي من العبرة ليصحح مسار الحياة، بعد عقودٍ من سحابات المعامل السوداء والتحطيب الجائر والاحتباس الحراريّ؟
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle