القصص التي سمعوها في طفولتهم يروونها بأنفسهم للأطفال

يواصل أعضاء مسرح ساريا باران التابع لحركة الهلال الذهبي، نشاطاتهم، حيث يعدّون القصص في الاستوديوهات الخاصة بهم وينقلونها للمشاهدين، ويسعون إلى مواصلة ثقافة رواية القصص.

يعتبر مسرح ساريا باران أول مسرح خاص بالنساء في روج آفا، تأسس عام 2018. ويعمل تحت سقف حركة الهلال الذهبي، كما يشرف حاليًّا على برنامج تلفزيوني وهو عبارة عن قصص تمثيلية باسم “Hbû  TuneBû- كان يا ما كان”.

منذ أن بدأت بالعمل عام 2018، أنجز مسرح ساريا باران العديد من الأعمال المسرحية. وبعد أن توقف نشاطه منذ شهر آذار عام 2020 بسبب حائجة كورونا، بدأ بإنجاز مشروع قصصي، لكي لا يتخلّف طلابه عن التدريب المتواصل. وفيما بعد تم عرض هذه الإعمال القصصية على شاشة فضائية المرأة JIN TV.

وحول مشروع قصص “كان يا مكان” تحدّثت كل من شفين خليل وبراءة حسن لوكالة أنباء هاوار.

انضمت شفين خليل إلى النشاط الفني ضمن حركة الهلال الذهبي، عندما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا، وفي عام 2018 بدأت بالتمثيل ضمن طاقم مسرح ساريا باران، وأدّت العديد من الأدوار المسرحية.

تقول شفين إنّ نشاطاتهم في مجال المسرح توقفت بسبب انتشار جائحة كورونا، وأضافت: “بعد انتشار فيروس كورونا في المنطقة، واصلنا نشاطنا عبر الإنترنت، كنّا نقوم بتسجيل القصص، حتى لا يبتعد الطلاب عن أجواء الدراسة المسرحية. وفيما بعد تعاوننا مع فضائية المرأة وبدأنا بعرض القصص على شاشاتها”.

وأضافت شفين خليل: “نولي أهمية كبيرة لهذا النشاط لدوره في حماية اللغة الأم وحماية الثقافة والتراث الشعبي، ونعلم أنّ القصص والحكايات تحكي تاريخ الشعوب. نحن نتعرّض للعديد من الهجمات التي تستهدف القضاء على ثقافتنا، لذلك نسعى إلى التصدّي لهذه الهجمات، ونسعى بشكلٍ أساسي إلى حماية ثقافتنا، ولذلك عملنا على إيصال نشاطنا في مشروع “كان يا ما كان” إلى المشاهدين”.

الممثّلة في مسرح ساريا باران، شفين خليل، قالت: إنّ مشروع قصص “كان يا مكان” سوف يستمر عامًا كاملًا، وقالت بهذا الصدد: “القصص التي نرويها هي قصص معروفة، سمعناها من آبائنا وأجدادنا ونقوم بنقلها إلى المشاهدين”.

وأضافت شفين خليل أيضًا: “عندما كنت طفلة، كبرت وترعرت على القصص التي كانت ترويها أمي. ولكن في يومنا الرّاهن من الصعب العثور على تلك القصص، حيث إنّ المجتمع بدأ بالابتعاد عن ثقافته بعد الانشغال بالتقنيات الحديثة، والقصص التي أرويها الآن لأصدقائي كنت قد سمعتها وحفظتها نقلًا عن جدتي وأمي. ونحن نعيد رواية تلك القصص وبشكلٍ سهلٍ وممتع”.

وناشدت شفين خليل في ختام حديثها جميع الشباب الحفاظ على ثقافتهم وتاريخهم.

الممثّلة المسرحية في مسرح ساريا باران، براءة حسن، تحدّثت أيضًا حول نشاطها في المسرح “أعمل في مسرح ساريا باران منذ ثلاثة أعوام في مشروع قصص “كان يا ما كان- HEBÛ TUNE BÛ”، إلى جانب الحفاظ على اللغة والثقافة الكردية. نحن الفنانون يجب أنّ نتصدّى لمساعي الصهر الثقافي التي تهدف إلى القضاء على ثقافتنا ولغتنا الكردية، ونسعى إلى ذلك من خلال مشاريعنا”.

براءة حسن نوّهت إلى أن القصص التي تمت روايتها حتى الآن تحكي قصص حدثت في الماضي، وأضافت: “الهوريون والميديون وباقي الحضارات الكردية الأخرى، وصلت إلى وقتنا الرّاهن من خلال القصص. كل القصص التي نرويها في إطار مشروعنا، هي قصص حدثت في تلك الفترات. آباؤنا وأجدادنا نقلوا لنا هذه القصص التي تروي أحداث تاريخية في تاريخ الشعب الكردي، وبدون تلك القصص سوف يضيع تاريخ الشعب الكردي”.

وأضافت براءة حسن: “نرتدي ألبسة تراثية، ونزيّن وجوهنا بالوشوم، ونستخدم الأدوات التراثية القديمة مثل الفوانيس وغيرها، ومن خلال ذلك نسعى بكل جهدنا إلى نقل الأحداث التي حدثت سابقًا إلى المشاهدين. كما نسعى إلى إحياء ثقافتنا من عرضها بشكلٍ حي ومباشر، لكي نحافظ عليها من الاندثار”.

وأضافت براءة حسن أنّ كل قصة تحكي وتجسّد أحاسيس ومشاعر مختلفة، وقالت: “في كل قصة هناك عِبَر ودروس تربوية. هذه القصص وأحداثها تساهم في توسيع آفاق ومدارك الأطفال، وتساهم في تعزيز نشاطهم”.

وفي ختام حديثها، ناشدت براءة حسن جميع الشباب والكبار الحفاظ على تراثهم والعمل على إحياء القصص الكردية التراثية.

يُذكر أنّ مشروع أو برنامج “HEBÛ TUNE BÛ- كان يا ما كان” يعرض كل يوم ثلاثاء، الساعة 18.45 على شاشة فضائية المرأة “”JIN TV.

وكالة هاوار