الفنان الخالد آياز يوسف يُكرَّم في قامشلو

قامشلو/ عبد الرحمن محمد –

برعاية هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة، أُقيم في قامشلو وبالتعاون مع مؤسسات ثقافية في إقليم الجزيرة مراسِم تكريم للفنان الكردي الخالد آياز يوسف، يوم الأحد 24-1-2021م. بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيله، عرفاناً وتقديراً لما قدّمه من أعمال قيّمة.

فعاليات حفل التكريم بدأت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وروح الراحل، تلا ذلك إلقاء عدة كلمات باسم اللجنة المنظمة للحفل ثم كلمة للإدارة الذاتية؛ فكلمة اتحاد الفنانين في روج آفا، وأشادت الكلمات بما قدمة الفنان آياز يوسف من أعمال مميزة رغم عمره الفني القصير ومدى التزامه بالأغنية الهادفة التي خلّدت التراث الكردي ودعت إلى الحفاظ على القيم والموروث الكردي الأصيل.

عضو اللجنة التحضيرية بيكس داري قال في سياق كلمته: “الفنان آياز يوسف لم يكن مجرد اسم في عالم الغناء بل هو مدرسة ومثال للفنان الكردي الملتزم بقضايا شعبه، وقد غنى العديد من الأغنيات التراثية التي أصبحت مثالاً للحفاظ على الموروث الثقافي الكردي، لذلك ما زالت أغنياته تتردد على كل الألسنة وفي أرجاء كردستان الأربعة”.

داري تحدث عن الغاية من الحفل: “كانت الغاية من هذا الحفل هو رد بعض الجميل للفنان آياز، وكم كنا نتمنى أن تشاركنا عائلته هذه الفعالية لكن ظروفاً قاهرة منعتهم وقد وصلتنا رسالة من ذويه تشكر من ساهم في هذا الحفل وتقدم باقات الورد والود لكل الحضور”.

وفي كلمته التي ألقاها طلعت يونس الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة أشار إلى استعداد الإدارة الدائم للوقوف مع كل من يحمي التراث الأصيل وكل الجهود التي تُبذل من أجل النهوض بالحراك الثقافي والرقي به، يونس قال:” هناك دائماً قامات فنية وثقافية لهم الفضل في نشر الفن والحفاظ على الميراث الشعبي والإرث الثقافي، ويكون لهم بصمتهم في تاريخ أمتهم، والفنان الخالد آياز يوسف واحد منهم، والإدارة الذاتية بلا شك تعمل دائماً على دعم كل من يساهم في رفع ودعم الواقع الثقافي ويحافظ على التراث الأصيل”.

وتضمنت الفعالية كذلك عرض سينفزيون عن حياة الفنان الخالد وعلاقاته وأهم أعماله وبعض الآراء التي أدلى بها بعض الفنانين المعاصرين عنه ومن بينهم بلند إبراهيم وخليل خمكين والفنانة الكردية جيان ورسالة مصورة من شقيقه؛ موجّهة إلى اللجنة المنظمة والجمهور، كما قدمت هيئة الثقافة “درع تكريم” لعائلة الفنان آياز يوسف استلمها بدلاً عنهم الرئيسين المشتركين لاتحاد فناني روج آفا نسرين بوطان وحاجي موسى لعدم حضور العائلة للحفل لظروف قاهرة، واختتمت الفعالية بفقرة فنية غنائية تضمنت عدة أغاني للفنان آياز يوسف غنتها كوكبة من فنانات وفناني روج آفا”.

والفنان آياز يوسف من مواليد زاخو في باشور عام 1961م, وهو من عائلة معروفة بحسها الوطني وحبها للفن، درس في زاخو حتى أكمل تعليمه الإعدادي والثانوي عام 1980 ومن ثم أكمل دراسته في بغداد في الكلية العسكرية ليتخرج منها برتبة ملازم، وقد عُرف عنه ولعه بالموسيقى والغناء منذ صباه، وقد تعرف على شعراء وكتّاب أغنية كبار أمثال الشاعر سكفان عبد الرحمن والفنان سمير زاخويي، وكانت أولى أعماله “من دي جارا عوللي” عام 1982م.

عُرف الفنان آياز يوسف بروح التعاون الجماعي وكانت له علاقات ممتازة مع الوسط الفني والثقافي وتعاون مع الغالبية منهم وبرز تعاونه مع الفنان أردوان زاخويي وغيره من الفنانين، ليرحل باكراً وفي عمر الخامسة والعشرين بعد تمكن مرض السل منه ورحل إلى دار الخلود في 20 كانون الثاني 1986م، تاركاً خلفه رصيداً فنياً غنياً عبارة عن ثلاثة ألبومات كاملة واثنتي عشر أغنية مصوّرة ليصل مجموع أعماله المسجلة أكثر من خمسة وستين عملاً ورصيداً من الحب والتقدير لا يمحوه الزمن ولا ينضب.