سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العدوانُ التركيّ… ذرائعُ وهميّةٌ وأهدافٌ سياسيّةٌ

رامان آزاد_

تواصلُ دولة الاحتلال التركيّ الحربَ المفتوحةَ عبر الحدودِ، وتشنُّ طائراتها الحربيّة والمسيّرة الغاراتِ، وتقصفُ مدفعيتها مواقع مختلفة في شمال وشرق سوريا، تحت يافطة عنوانها “الأمن القوميّ” ضد خطرٍ وهميّ لا وجودَ له إلا في المخيالِ السياسيّ للعدالة والتنمية، لاستثمار عوائده سياسيّاً. فيما تكشفُ طبيعةُ المواقعِ الحيويّة والإنتاجيّة المستهدفة حقيقة نوايا أنقرة وغايتها بتدمير الحياة وتضييقِ سُبلِ العيشِ، وما جرى هو حلقة تصعيدٍ لحربٍ بدأتها أنقرة على سوريا واستمرارٌ للتنكرِ للحقوقِ الفطريّة للشعب الكرديّ وضربِ المكتسباتِ التي تحققت في شمال وشرق سوريا.
التوقيتُ والسياقُ التاريخيّ
كعادتها لدى اقتراب موعدِ أيّ استحقاق انتخابيّ في تركيا، تلجأ حكومة حزب العدالة والتنمية للخروجِ من دوامة أزماتها المتعددة لشن الهجمات خارج الحدود، لصرفِ أنظار الناخبين الأتراك، وقيادتهم إلى صناديق الانتخاب مدفوعين بوهمِ الأمن القوميّ، ولتضغطَ على المعارضة وتُحرجها.
وفي ظل الظروف المعقّدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وانشغال العالم بالحرب في غزة، وعلى مسافةِ نحو ثلاثة أشهر من الانتخابات البلديّة المُقبلة المقررة بنهاية آذار المقبل، يتطلعُ الحزبُ الحاكم والرئيس التركيّ أردوغان إلى استعادة كبرى البلديات في معركة الثأر للهزيمة التي مُني بها في الانتخابات البلدية في 31/3/2019، وبالتالي إحكام السيطرة على كلِّ مفاصلِ الدولةِ، فبعد احتكار منصب الرئاسة والبرلمان في انتخابات أيار الماضي، لجأ التحالف الحاكم في تركيا لشن الهجمات لتُصرفَ عوائده لاحقاً في صناديقِ الاقتراع البلدية بذريعة الأمنِ القوميّ، الذي لم تُعرف له حتى اليوم أيّة حدود أو أبعاد.
كان لافتاً أيضاً أنّ الهجوم الأخير جاء بعد تطورات شهدتها مناطق شمال وشرق سوريا، وبخاصةٍ إعادة كتابة العقد الاجتماعيّ الذي يُنظر إليه كخطوةٍ على المسارِ القانونيّ وترسيخ الديمقراطيّة وتنظيم أطر العمل المؤسساتيّ وتنظيم المجتمع، وهو بالمجمل ثمرةُ الإنجازاتِ الكبيرة في الحرب ضدّ الإرهاب وتحقيقِ الأمنِ والاستقرار.
كما جاء الهجوم الأخير بعد خسائر كبيرة ألحقتها عمليات المقاومة في مناطق الدفاع المشروع بجيش الاحتلال التركيّ خارج الحدود، ولم يسعِ الحكومة التركيّة الإقرار بحجم الخسائر الحقيقيّة فكان الهجوم هروباً إلى الأمام ووسيلة مشاغلة وتعتيم على وقائعِ الميدان.
جوهريّاً تتصل الهجمات بحالةِ العناد السياسيّ ورفض حكومة أنقرة أيّ حلٍّ سلميّ وسياسيّ للقضية الكرديّة. وهذا المعطى يؤكده التاريخ، فالدولة التركيّة لا تنفكُّ تعادي الكردَ وتستهدفهم في الداخل وعبر الحدود، والقول إنّها تواجه حركة الحرية الكردستانية، سطحيّ وفيها قصورٌ في النظر، فالعداوة لم تنقطع على مدى أكثر من قرن وفي مراحل سابقة وقبل عقود من تأسيسِ حزب العمال الكردستانيّ، حيث اُرتكبت خلالها العديد من المجازر منذ انتفاضة الشيخ سعيد ومجزرة ديرسم ووادي زيلان وصولاً إلى مجزرة روبوسكي وباريس، واقتحام المدن والبلدات الكرديّة واعتقال القادة الكرد والتضييق على ممثليهم في كلّ الانتخابات البرلمانيّة والبلديّة، وعبر الحدود ارتكبت المجازر في مناطق شمال وشرق وسوريا، وبذلك فما يحدث تعدد للميادين والساحات فيما القضية المستهدفة هي نفسها.
قصف منشآت حيويّة وإنتاجيّة
وفقاً للأهدافِ التي قُصفت يتضح أنَّ غايةَ أنقرة تدميرُ بيئةِ الحياةِ ومراكزِ الإنتاجِ والإمداد بالطاقة وإضافةُ مزيد من العوائقِ للحصولِ على مستلزمات المعيشة، وبالتالي إضعافُ الإدارة الذاتيّة وإفشالُ مشروعها السياسيّ، وشملت الهجمات الاحتلالية الجديدة كاملَ امتدادِ مناطق الإدارة الذاتية ابتداءً من ديرك وتربه سبيه وقامشلو وعامودا، وكوباني وقرى في ريف منبج حتى منطقة الشهباء، وارتقى بنتيجتها عشرة مواطنين شهداء، وأُصيب عشراتٌ آخرين.
أعادت أنقرة سيناريو العدوانِ السابق الذي نفذته مراتٍ سابقةٍ، آخرها في تشرين الأول الماضي؛ فاستهدفتِ البنى التحتيّةَ المدنيّةَ والمؤسساتِ الخدميّةَ والمرافقَ العامةَ والمنشآت الحيويّة، وحتى الورش الخاصة، ومن جملةِ المواقع المستهدفة بالقصفِ محيطُ سجن علايا، حيث يُحتجز مرتزقة “داعش” الإرهابيّ، وشركة الجزيرة الخاصة بالزراعة، ومطبعة سيماف لطباعةِ الكتب المدرسيّة وشركة للإنشاءات والبناء ومحطة القطار وشركة الشمال ومعمل جودي للبرغل في بلدة كرباوي جنوب مدينة قامشلو، ومعمل النسيج والخياطة، وصوامع الحبوب، وقرية سيكركا، ومجبل للإسمنت بقرية شورك.
وفي ريف قامشلو، اُستهدفت مطحنة ومحلج للقطن، بقرية أم الفرسان خلال فترة العمل، ما تسبب باستشهاد عاملة وإصابة عاملتين، كما تم قصفُ معمل للقش وتعود ملكيته لمواطن ما تسبب باحتراق القش إضافة للآلات ومولدات الكهرباء، وأسقف التوتياء وتجاوزت الخسائر 30 ألف دولار.
كما استهدفت في عامودا صالة كرم للأفراح، ومعمل روهلات علو للزيتون، والطريق الواصل بين مدينتي عامودا والحسكة، بالإضافة لقرية محركان في تربه سبيه، ومرآب للسيارات في كوباني. ونظراً لأهمية التنقل بالنسبة للأهالي في سياق حياتهم الطبيعيّة ونشاطهم اليوميّ استهدف القصفُ التركيّ حواجز قوى الأمن الداخليّ على الطرق العامة في كوباني وعامودا لإثارة مخاوفِ الأهالي ومنعهم من التنقل وتعطيلِ الحياة.  
وخلال ثلاثة أيام، بدءاً من 25/12/2023من الغارات الجويّة والقصف المدفعيّ بلغت حصيلة الاستهدافات التركيّة، وفق قسم الرصد والتوثيق بوكالة نورث برس، 121 موقعاً، بواقع 179 ضربة. وأكد استهداف القصف التركيّ للبنى التحتيّة والمنشآت الخدميّة والورش المشاريع الصغيرة، نيةَ أنقرة بضرب الروافع الاقتصاديّة ومصادر الدخل للأهالي، وألا تتمكّن الإدارة الذاتية ومؤسساتها من استغلال الموارد المتاحة لتمويلِ موازنتها ومؤسساتها الخدميّة وعامليها فتظهر أنّها فشلت في إدارة مناطقها.
وفجر الجمعة 5/1/2024 خرجت محطة تحويل كهرباء تل تمر عن الخدمة بسبب قصف جيش الاحتلال التركيّ على قرية أم الكيف بالريف الغربي لناحية تل تمر، ما أدى لتضرر خطوط التوتر العالي 66 ك.ف المغذية للمحطة.
بالمجمل سيتراجع إنتاج الغاز والنفط والكهرباء وسترتفع أسعارها، ولن تتمكن الإدارة الذاتيّة من توفيرها للمواطنين بالمستوى المطلوب، وسينعكس ذلك على حياة الأهالي وأولى النتائج هي انقطاع الكهرباء النظاميّة وارتفاع أسعار المواد الغذائيّة والخدمات والمواصلات، واضطرت الإدارة الذاتيّة لإيقاف التعليم في 712 مدرسة بسبب القصف التركيّ. وفي المدى الأبعد سيتأثر الاستثمار وحركة البناء والعمران والإكساء، وقد يلجأ البعض إلى بيع عقاراتهم وأملاكهم والتماس طرق الهجرة إلى أوروبا.
تسبب القصف التركيّ بنقص موارد الطاقة وتأخر توزيع مازوت التدفئة، وأكّدت عبير خالد (الرئيسة المشتركة للإدارة العامة للمحروقات والنفط في الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة) أنّ سبب تأخر توزيع مازوت التدفئة، يعود لاستهداف الاحتلال التركيّ المتكرر لمنشآت ومحطات النفط، وقصف المصافي ما أدّى لتراجع الإنتاج إلى النصف وعرقلة عملية التوزيع”. وذكرت أنّ نسبة توزيع مخصصات التدفئة بلغت نحو 78% بعدما اضطرت الإدارة العامة للمحروقات لتخفيض مخصصات القطاعات الأخرى كالصناعة، وإعطاء الأولوية لتوزيع مخصصات التدفئة، وبلغ إجمالي عدد العوائل التي استلمت مخصصاتها 862.351 عائلة في عموم إقليم شمال وشرق سوريا. فيما كانت نسبة توزيع مخصصات وقود التدفئة في التاريخ ذاته من العام الماضي 90%.
استهداف القطاع الصحيّ
كما لم تسلم مؤسسات تابعة للقطاع الصحي من القصف التركي، هذه المؤسسات التي تقدم خدماتها لعموم المواطنين، نتيجة القصف؛ فإنّ التدمير الكليّ لمحطة الأوكسجين المركزيّة المجاورة لمركز غسيل الكلى أدى إلى خروجه عن الخدمة نهائيّاً، وكانت المحطة تؤمن غاز الحياة (الأوكسجين) لعشرات المشافي الخاصة والعامة والعديد من المراكز الصحيّة، كما ألحقت أضراراً كبيرةً بأجزاء حيويّة متممة لمركز غسيل الكلى، كمحطة التحلية فيه، ما أدى لتوقف جميع أجهزة الغسيل عن العمل، الأمر الذي يعرّض حياة عشرات المرضى للخطر الشديد، ويقدّم المركز الخدمة بمعدل 250 جلسة أسبوعيّاً.
في مدينة كوباني، أدّى التدمير الكامل لمركز صحيّ رئيسيّ إلى توقف تقديم الخدمة الصحية لنحو 400 مريض يوميّاً من المستفيدين من خدمات المركز، علاوةً على خروج سيارات الإسعاف عن الخدمة.
أهالي عفرين المحتلة المُهجرون قسراً لاحقتهم قذائف الحقد الطورانيّ على مدار العام الماضي، في قرى وبلدات منطقة الشهباء وقرى عفرين غير المحتلة، وكشف بيان المركز الإعلاميّ لقوات الشهباء العسكريّة الذي صدر في 31/12/2023، حصيلة هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها على مناطق الشهباء وعفرين خلال عام 2023، وذكر أنّها بلغت 8992 مرة اُستخدمت فيها قذائف الهاون والدبابات، والصواريخ والمسيّرات الانتحاريّة​​ ودمّرت 11 قرية بشكلٍ كامل.
أنقرة، التي تفاخر بتطور صناعتها العسكريّة وامتلاكها أسلحة الدقة العالية لا يمكنُ أن تستهدفَ جملةَ هذه الأهداف المدنيّة والخدميّة نتيجة خطأ، بل إنّها وضعتها في سياق بنكِ الأهداف، وبذلك كان قصفها متعمداً.
الصمت عن العدوان شراكة فيه
المخطط التركيّ العدوانيّ لمناطق شمال وشرق سوريا الذي بدأ مبكراً بالتدخّل في مسار الأزمة ودعم المرتزقة ومن ثم العدوان الاحتلال العسكريّ لمدينة جرابلس في 24/8/2016، استمر ضمن توافق أستانة وصمت دوليّ إزاءه، ليتم تباعاً احتلال مدينة الباب في 23/2/2017 وعفرين في 18/3/2018 بعد نحو شهرين من القصف الهمجيّ واحتلال منطقتي تل أبيض/ كري سبي وسري كانيه بعد عدوان 9/10/2019.
ويتواصل تنفيذ المخطط التركيّ عبر القصف شبه اليوميّ للقرى والبلدات الآمنة. وفي خطٍ موازٍ للعدوانِ ومُكمل له، تستمر عمليات التغيير الديمغرافيّ في المناطق المحتلة لتوطين عوائل وحواضن المرتزقة، وكذلك نقل اللاجئين السوريين في تركيا وإجبارهم على تواقيع وثائق العودة الطوعيّة. ومنذ مطلع نيسان 2022 تجاوز عدد اللاجئين السوريين المرحّلين إلى كري سبي المحتلة 32 ألف لاجئ بينهم 72 عراقيّاً، يسكنون منازل المهجّرين قسراً، ويستولون على ممتلكاتهم ويسكنون منازلهم. وفي إطار العدوان أعلنت أنقرة في 17/4/2022 إطلاق ما سمّته عملية “المخلب ـ القفل” في إقليم كردستان، والمزاعم هي ذاتها الأمن القوميّ. ​​​​​
بالمجمل؛ فإنّ تدخّل أنقرة المباشر في سوريا بدأ بالتنسيق مع موسكو، وأصبحت أستانة إطاره السياسيّ. وإذا كان الارتباكُ الدوليّ محتملاً إزاء أيّ حدثٍ طارئ فإنّه غير مقبول استمراره بعد حلقاتٍ متعددةٍ من العدوان والاحتلال، وتواصلِه على مدى سنواتٍ، وبذلك فالصمتُ والتجاهلُ الدوليان بشكلٍ أو بآخر، شراكةٌ وعاملُ تشجيعٍ لحكومةِ أنقرة للمضي بسياستها العدوانية حيال شعوب شمال وشرق سوريا، الذين يقاسون ظروفاً حياتيّةً صعبة نتيجة الحصار المفروض عليها، والنتائج الكارثيّة للعدوان التركيّ، وتدميره العديد من المنشآت الحيويّة والمرافق العامة، وبخاصةٍ مع دخولِ فصلِ الشتاء.
التفافٌ على الهزيمة ونقل للميدان
تسعى دولة الاحتلال التركيّ من خلال الهجمات الأخيرة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، للالتفافِ على الخسائرِ الكبيرة التي مُنيت بها قواتها في مواجهةِ الكريلا. وسياسياً تحاول حكومة أنقرة الترويج لإنجازاتٍ ميدانيّةٍ خلبيّةٍ، بتزوير الوقائع عبر ماكينتها الإعلاميّة.
في 22/12/2023، نفّذ مقاتلو الكريلا عملية الشهيد أحمد روبار الثوريّة في خاركورك، ففي منطقة تلة الشهيد كاموران وتلة الشهيد حقي وأسفرت العمليات عن مقتل 27 جندي تركيّ، وفي متينا وباليوم نفسه نُفذت عملية منسقة بتكتيكات التسلل ضد جيش الاحتلال في ساحة المقاومة في تلة ورتي، ما أسفر عن مقتل تسعة جنود أتراك، وجاءت تلك العمليات بعد عملية نوعيّة نفذتها قوات الدفاع الشعبيّ في أرموش، وقبلها في ساحة المقاومة بتلة الشهيد حقي.
وكشفت القيادة المركزيّة لمركز الدفاع الشعبيّ NPG بتاريخ 29/12/2023 أنّ قواتها نفذت 1712 عملية خلال عام 2023 ضد جيش الاحتلال التركيّ في مناطق الدفاع المشروع بإقليم كردستان، أسفرت عن مقتل 919 جندي تركيّ بينهم سبعة ضباط، وإصابة 128 جندي.
فيما نفذ جيش الاحتلال التركيّ 1580 غارة جويّة، وبلغ عدد الهجمات بالقنابل المحظورة والأسلحة الكيماويّة: 1038، وهجمات المسيّرات المفخخة: 342، وهجمات القنابل النوويّة التكتيكيّة: 9، وارتقى 179 مقاتلاً إلى مقام الشهادة واعتُقِل مقاتلان، وبلغت الحصيلة العامة لعمليات الكريلا: 1712، تنوعت ما بين كمائن وهجمات وعمليات تسلل وعمليات منسّقة ونوعيّة وقنص واشتباك واقتحام وتوجيه الضربات في 20، 21 و22 كانون الأول، قصفت الطائرات الحربية التركية سبع مرات ساحات قرية جمروبوتكي، قرية يكمال، سهل كافيا بمنطقة كارى، 13 مرة نهر لولان، تلة روست، كوشين بمنطقة خاكورك، مرتين قرية بيشيل وقرية شيلازه بمنطقة متينا، 3 مرات تلة هيوا وتلة الشهيد عكيد بمنطقة قنديل، وقُصفت المناطق المذكورة إجمالاً 20 مرة. وتعرضت مناطق زاب، الشهيد دليل غرب زاب، متينا وخاكورك للقصف المدفعيّ.
قصفت مُسيّرات تركيّة قرية جنارتو التابعة لبلدة أغجلر بناحية جمجمال بالسليمانية، صباح الاثنين 1/1/2024، وكانت القرية قد تعرضت للقصف يومي 27 و28 كانون الأول. وفي 26/12/2023، استهدف القصف التركيّ قرى: سله، بوله، قرى برد قلشيو، كلاوا رشان بالقرب من ده روا كوتري في جبال قنديل”. كما استهدفت طائرة مُسيّرة، الأربعاء 27/12/2023، خمس مرات على التوالي منطقة جبال خلخالان ضمن حدود بلدة أغجلر.
وفي سياق الإيغال بدماءِ السوريين استهدف القصف التركيّ خيمة لعمالٍ سوريين في خانصور، وأفادت الإدارة الذاتيّة في شنكال أنّ طائرات تركيّة مُسيّرة استهدفت عمالاً كانوا يحفرون بئراً للمياه ثلاث مرات متتالية في منطقة كورة سموقية بمنطقة خانصور مساء يوم 28/12/2023، ما أدى لاستشهاد خمسة عمال وإصابة اثنين آخرين. وينحدر العمال من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا. ولم تتوقف آلة القتل التركيّة بعد المجزرة، فقصفتِ الطائرات الحربيّة التركيّة باليوم التالي قرية كلالة بناحية شارباجير بمحافظة السليمانيّة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle