سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العثمانيّة في أصلها وفرعها والسياسة التركيّة

رامان آزاد_

أنهى أتاتورك “العثمانيّة” من مشهدِ السلطةِ في تركيا، وتبنّى شعارات العلمانيّة بالانفتاح على الغرب والانغلاق على العالم الإسلاميّ، ليبقى “الميثاق المليّ” حُلماً يراود المخيال التركيّ على مدى أكثر من قرن، وبنهايةِ العثمانيّة أسس أيتامُها في الأوساط العربيّة المحافظة تنظيم “الإخوان المسلمين”، ومع انطلاق “الربيع العربيّ” انتعشت آمال ورثة العثمانيّة في العدالة والتنمية، وكان صداه إخوانيّاً في البلاد العربيّة، ولكن المشروع فشِل تدريجيّاً، لتكون الانتخابات التركيّة القادمة اختبارَ البقاءِ.
العثمانيّة والإخوان علاقة الأصل بالفرع
خلال سنوات الأزمة السوريّة درجت كثير من المصطلحات والمغالطات، ولعلها انطلقت من نظرية مفادها أنّ الربيع العربيّ هو مسعى لتمكين الإسلام السياسيّ المُمثل بالإخوان المسلمين من الوصول إلى السلطة وهذه نظرية صحيحة إلا أن النتيجة ليست صحيحة.
وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في انتخابات 3/11/2001، واستغرق نحو عقدٍ لإنجاز نموذجه الإسلاميّ الخاص لحسابات دوليّة بالدرجة الأولى، وكان المطلوب تعميمه على البلاد العربيّة، وهو ما سُمّي الربيع العربيّ، وكان ذلك مشروعاً أمريكيّاً في إطار مشاريع تغيير خرائط المنطقة، ولكن ذلك لا ينفي خطة خاصة بالعدالة والتنمية على أساس عوامل قوميّة ودينية تاريخيّة، ومجموعها يعني إحياء العثمانيّة.
البعض تناول المسألة بسطحيّةٍ انطوت على مغالطة للتاريخ والواقع، ووصف العدالة والتنمية بأنّه حزب إخوانيّ، وبذلك خلط ما بين الأصل والفرع!
أنهى مصطفى كمال أتاتورك في آذار 1924، السلطنة العثمانيّة، وأبقى منها على بقية حلمٍ باسم “الميثاق المليّ”، الذي أقره مجلس المبعوثان العثمانيّ في 28/1/1920 والمتضمن مشروع استعادة مناطق من شمال سوريا والعراق.
ولِدت فكرة تنظيم الإخوان في مصر بعد إنهاء السلطنة العثمانيّة، وحينها انبثق جدلٌ بين علماء ومنظّرين إسلاميين، وكان الخلاف حول مبدأ هل الإسلام دين ودولة أم دين فقط؟! وفي 22/3/1928 حسم البعض موقفهم بإعلان تأسيس التنظيم بقيادة الداعية حسن البنا” في مدينة الإسماعيليّة، فقد رأى هؤلاء أنّ الدولة العثمانية تُمثل وحدة الإسلام وهي الخلافة الإسلاميّة، وأنّه يجب العمل لاستعادة هذه الوحدة (الدولة)، وعقائديّاً يرى الإخوان أنّه يمكن استخدام القوة لتحقيق الخلافة، ولا اعتبار لديهم لفكرة الوطن، بل الأمة وفق معناها الدينيّ، وقال سيد قطب: “ما الوطن إلا حفنة ترابٍ عفنٍ”.
يعيش التيار الإخوانيّ على مدى أكثر من قرن “نوستالجيا العثمانيّة”، فهم أيتام السلطان، وبعبارة أخرى العثمانيّة كانت الأصل، والإخوان هم الفرع المبايع تاريخيّاً لها، ولذلك كان وصولُ العدالة والتنمية إلى السلطة انتعاشاً لحلم تنظيم الإخوان في البلاد العربيّة. واستثمرت أنقرة الاحتقانَ المذهبيّ وأجّجته، وقدمت نفسها في موقعِ ريادةِ الإسلام السنيّ. (واشنطن ليست غائبة عن الخطة).

جيبٌ إخوانيّ برعاية تركيّة
أردوغان كان يتغنّى بأمجاد العثمانيين وتاريخهم، إلا أنّ شريكه المؤسس أحمد داوود أوغلو أعلنها صراحةً في 23/11/2009، وقال:  “لدينا ميراث آل إلينا من الدولة العثمانيّة، إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد، نعم نحن العثمانيون الجدد، ونجد أنفسنا مُلزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا، نحن ننفتح على العالم كله، حتى في شمال إفريقيا والدول العظمى تتابعنا بدهشة وتعجّب، وخاصةً فرنسا التي تُفتش ورائنا لتعلم لماذا ننفتح على شمال أفريقيا، لقد أعطيت أوامري إلى الخارجية التركيّة بأن يجد ساركوزي كلما رفع رأسه في أفريقيا سفارة تركيّة وعليها العلم التركي، وأكدت على أن تكون سفاراتنا في أحسن المواقع داخل الدول الإفريقيّة”. وفي كتابه “العمق الاستراتيجيّ ــ موقع تركيا ودورها في الساحة الدوليّة”، الذي نُشر عام 2001 أي قبل تأسيس حزب العدالة رسم داوود أوغلو ملامح حزب العدالة وخطة عمله، ولهذا أخذ لقب “مهندس السياسة الخارجية التركيّة”.
الدور القطريّ في مجملِ المشروع ينطلقُ من كونها مركز الإخوان في الخليج، وقد موّلت الدوحة العديدَ من مراكز البحث والدراسات التي روّجت لمشروع الإسلام السياسيّ، وتبنت مؤسسة الجزيرة ترجمته كما كان الإعلام القطريّ حاضراً بقوة في كل مفاصل الربيع العربيّ.
بعد الاستعصاء الكبير في تنفيذ المشروع والتدخّل الروسيّ في سوريا 30/9/2015، والتحولات اللاحقة، كلها عوامل جعلت أنقرة تُعيد حساباتها، فاُختزلت مشاريع أنقرة في سوريا إلى إنشاءِ جيبٍ إخوانيّ شمال سوريا.
بعد الاستعصاء الكبير في تنفيذ المشروع بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في 30/6/2013، والتدخّل الروسيّ والتحوّلات اللاحقة في المنطقة، جعلت أنقرة تُعيد حساباتها، وكان لقاء سان بطرسبرغ في 9/8/2016 نقطة الانعطاف في العلاقات الروسيّة ــ التركيّ’ بعد توتر وتصعيد في الخطاب السياسيّ إثر إسقاط القاذفة الروسية سوــ 24 في 24/11/2015، وسعت موسكو بالتنسيق مع أنقرة إلى نقل تفاصيل الأزمة إلى شمال سوريا، فاختزلت أنقرة عناوينها العريضة في سوريا إلى مشروعِ إنشاء جيب إخوانيّ شمال سوريا.
السياسة التركيّة تجاه الكُرد إجمالاً تنطوي على التذويب والإمحاء في بوتقة مركبة قومية تركيّة ودينيّة إسلاميّة، ووفقاً لذلك لا تنفك أنقرة تتهم الكرد بالإرهاب والانفصال والكفر والإلحاد، وتتبنى الأسلوب العسكريّ لمواجهة كلّ من لم يتم تذويبه على الأراضي التركيّة أو خارجها، والإخوان ومعهم كثير من التركمان هم روافع تحقيق تلك السياسة في سوريا.
لم يتراجع الدور القطريّ المؤيد لأنقرة، فتدفقتِ التمويلاتُ القطريّة لدعم مشايع البؤر الاستيطانيّة والتغيير الديمغرافيّ والثقافيّ في عفرين، ليكون ذلك الشكل الأكثر رسوخاً للاحتلال، على حساب أهالي المنطقة الأصلاء الذين تم تهجيرهم عبر العدوان وتمارس الانتهاكات بحق من بقي فيها.
العثمانيّة استمرت بلبوسٍ دينيّ
في 22/6/2001 أصدرت المحكمة الدستورية قراراً بحظر حزب الفضيلة الإسلاميّ الذي كان يترأسه نجم الدين أربكان، ليؤسس قادته حزبين سياسيين هما حزب السعادة ويمثّل التيار التقليديّ بقيادة رجائي قوطان وتأسس في 20/7/2001، والآخر العدالة والتنمية ويمثل التيار التجديديّ برئاسة أردوغان وأعلن في 16/8/2001، وقد سعى حزب السعادة لإعادة أربكان إلى قيادة الحزب بانتخابه رئيساً له في 11/5/2003، لكن المدعي العام في محكمة النقض طالبه بالاستقالة في 29/12/2003.
كلُّ الأحزاب الإسلامية التركيّة ولِدت من رحم تيار “ملي غوروش” الإسلاميّة وتعني الرؤية الوطنية، والذي أسسه نجم الدين أربكان عام 1969، ويومها كان استخدام مسمّى إسلاميّ محظوراً، (والمقصود بكلمة ملي “الأمة” بمدلولها الدينيّ)، ولم تكن “ملي غوروش” حزباً أو تنظيماً بالمعنى الدقيق، بل تياراً فكريّاً جعل نفسه السقفَ لكلّ الجماعات والتوجهات الطرق الصوفيّة، وبذلك اتسع نطاقه في البلاد، وأنشأ أربكان حزب “النظام القوميّ” وخاض التيار محطات انتخابيّة عديدة ومع كلّ قرارٍ للمحكمة الدستوريّة، بإغلاق وحظر حزب لأربكان، كان يعيد الصياغة بتأسيس حزبٍ جديدٍ، فأسس أحزاب “السلامة القوميّ” و”الرفاه” و”الفضيلة”.
بقيت ملي غورش تياراً واسعاً لا ينحصر في تركيا، بل له وجود في أوروبا، ومازالت أحزابٌ إسلاميّة تولّد من رحمه الفكريّ، وآخرها حزب “يني رفاه/ الرفاه الجديد” الذي يقوده محمد فاتح نجل أربكان، وقد أعلن دعمه لأردوغان في 13/4/2023، فيما كان حزب “السعادة” بقيادة كريم تميل أوغلو قد انضمَّ إلى أحزاب الطاولة السداسيّة المعارضة.

تكتيكٌ انتخابيّ
خلال عقدين من وجوده بالسلطة سعى حزب العدالة والتنمية إلى استقطاب القسم الأعظم من الكتلة المحافظة في تركيا، وعمل على حشدها في مواجهة أحزاب المعارضة، وعمل توصيفها بأنها تعادي التوجهاتِ الدينيّة المحافظة. إلا أنّ المعارضة استطاعت في السنوات الأخيرة قلب الصورة النمطيّة، ونجحت في إحداث اختراقٍ في الأوساط المحافظة، اعتباراً من كسب تيارين محسوبين على التيار المحافظ وهما: حزب المستقبل الذي يقوده أحمد داود أوغلو رئيس الحكومة السابقة، وحزب السعادة بقيادة كارامولا أوغلو.
تحاول الأحزابُ الإسلاميّة إجمالاً في سياقِ ممارستها للسياسةِ أن تُفهمَ الأوساطَ المحافظة أنّها وحدها ضمانةُ عقائدهم وتدينهم، وأنّ العقائد والطقوس الدينيّة ستكون في خطر ما لم يكونوا في السلطة!
التكتيك الانتخابيّ الذي يمارسه العدالة والتنمية هو التشكيك في نوايا أحزاب التحالف المعارض والترويج باستمرار لتناقضاتها وعدم انسجامها معاً ضمن مشروع انتخابيّ موحد، ومرد ذلك إلى تنامي المخاوف من تصاعد قوة التيار المحافظ ضمن المعارضة، وفق نظام الصوت الواحد، فإنّ كسب نحو 2ــ3% من الأصوات المحافظة أن يكون له تأثير، وعلى هذا الأساس خاض حزب العدالة والتنمية مفاوضات صعبة مع حزب الرفاه الجديد لكسبه إلى جانبه رغم أنّ نسبته الضئيلة التي لا تتجاوز 1%، والهدف تشكيلُ جبهة يمين موحدة تضم المحافظ والقوميّ.
اختراق إسلاميّ للحاضنة الكرديّة
في 14/4/2023 افتتح أردوغان مسجد صلاح الدين الأيوبيّ الكبير في مدينة آمد الكرديّة، في التوقيت الانتخابيّ الحاسم، ولسان حاله: انتخبونا لأننا نبني المساجد، وقال أردوغان في افتتاح المسجد مستحضراً التاريخ الإسلاميّ: “إنّنا نحن أحفاد السلطان محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وعمره لم يتجاوز الـ21 عاماً لذلك نثق بشبابنا وبقدرتهم على المشاركة في البرلمان وأنتم أهالي ديار بكر الذين جند القائد صلاح الدين في حروبه ضد الصليبين الذين أثبتوا حضورهم ودورهم على مدار التاريخ”، ومن آمد وجّه أردوغان رسائله الانتخابيّة وقال: “حزب الشعب الجمهوري هو أكثر حزب اضطهد شعب تركيا والكرد وديار بكر”، وزعم أنه “إذا كان هدفه “خدمة الكرد وتثبيت حقوقهم”.
كما تم الإعلان عن افتتاح 85 مشروع اقتصاديّ في المدينة، بالتزامن مع توقيت اقتصاديّ عصيب وصلت فيه قيمة صرف الليرة التركيّة إلى نحو عشرين دولاراً في انهيار تاريخيّ غير مسبوق، فيما كانت بداية عام 2018 أقل من أربع ليرات!
افتتاح مسجد كبير في مدينة آمد كان رسالةً مباشرة إلى الكرد المُحافظين الذين لطالما كانت أصواتهم تذهب لصالح الحزب الحاكم، ومحاولة لاستدراجهم إلى صناديق الانتخاب!
في هذا السياق يستوقفنا نموذج حزب هدى بار (الدعوة الحرة) الإسلاميّ بزعامة زكريا بايجي أوغلو، والذي تأسس في 19/12/2012، في مدينة آمد أي ضمن حاضنة كرديّة، ويعتبر امتداداً مباشراً لـ”حزب الله التركيّ” ذي الخلفيّة المتشددة والذي نفذَ الكثير من عمليات العنف والاغتيال في تسعينات القرن الماضي، ويوصف حزب هدى بار بأنه الوجه التجميلي لحزب الله التركيّ. وتأكيد قيادييه على مبدأ نبذِ العنفِ لا ينفي تلك العلاقةِ بشكلٍ حاسمٍ، على قدر ما يُثبتها.
ودافع أردوغان عن حزب هدى بار في لقاءٍ إعلاميّ قائلاً: “هناك بعض القُبح يُنسب إلى هدى بار. لا صحة لهذا، ومسؤولو هدى بار لا يقبلون هذا، ويقولون: لم يكن لدينا أي علاقة بالمنظمات الإرهابية، وليس لنا أي مصلحة معهم على الإطلاق، وأنهم حزب محلي ووطني بالكامل، ولهذا السبب أعلن هدى بار عن دعمه لتحالف الشعب. أجد هذا الدعم مهمًا للغاية وقيِّماً.
يأتي تحالف أردوغان مع حزب هدى بار وفق مبدأ الانفتاح على عدو العدو، إذ لطالما عُرف الحزب الإسلاميّ بمعارضته لحزب العمال الكردستانيّ وحزب الشعوب الديمقراطيّة، وتحاول حكومة العدالة والتنمية التركيز على وجوده في صفه في معركة الانتخابات القادمة، وخصص له أربعة مرشحين على قوائم العدالة والتنمية ليقول إنّ الانتخابات عابرة للخلافِ حول القضيةِ الكرديّةِ وبخاصةٍ إذا ما تذكرنا أنّه بعد فشل العدالة والتنمية بتحقيق الأغلبية في الانتخابات البرلمانية في 7/6/2015، لم يقدّم حزب هدى بار الإسلاميّ أيّ مرشح في جولة إعادة الانتخابات في 1/11/2015، واكتفى بدعمِ مرشحي حزب العدالة والتنمية في المناطق الكرديّة ليضمن فوزه بالأغلبيّة النيابيّة.
وجود حزب الحركة القوميّة حليفاً أساسيّاً لأردوغان، يمنع حصوله على الأصوات الكرديّة، وبذلك فإنّ دورَ حزبِ الهدى يتمثلُ بحقيق اختراق في الأوساط الكرديّة بثقلٍ انتخابيّ موازٍ للحركة القوميّة وليأخذ التحالفُ منحىً آخر، والهدف تشتيت الأصوات الكردية ومنع بعضها أن تذهب لصالح حزب الشعوب الديمقراطيّ.
بالمجمل فإنّ الانتخابات التي ستُجرى في 14/5/2023، ستكون اختباراً هاماً يحدد مستقبل حزب العدالة والتنمية، وستلقي بظلالها على العلاقات التركيّة الخارجيّة وتدخّلها العسكريّ واحتلالها لمناطق في شمال سوريا، ولا تغيب عن الانتخابات التوجّهات الروسيّة والأمريكيّة أيضاً.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle