تتنوع وتتقارب الكثير من العادات والتقاليد وقد تتباين في تارات أخرى ولكنها على العموم تبقى هادفة إلى مزيد من الحفاظ على الألفة والمحبة والتآخي والسلام في المجتمع، وحتى تلك التفاصيل الصغيرة تلعب دوراً بارزاً في رسم ملامح المجتمعات وبخاصة المجتمعات الشرقية.
وللشركس الذين يتوزعون في عدد من المدن السورية عادات وتقاليد جميلة ما تزال قائمة منذ قرون وقرون، وما زالت الأجيال تتوارثها رغم ما تعانيه من هجمة للحداثة وإنكار للمفاهيم والعادات المجتمعية. وفيما يخص التعارف والخطبة والزواج ما زالت أغلب الأُسر الشركسية تحافظ على تلك العادات والتقاليد، والتعارف يُعرف بـ “بشاثوغ” أما الخطبة فهي “أثن”.
يكون التعارف بين الشباب والفتيات في الحفلات والرحلات وطبعاً يستثنى أولاد العم وأولاد الخال وأولاد العمات للزواج لأنهم يكونون بمثابة الأخوة، هناك جانب مهم عند الشراكسة أنه يحق للفتاة الشركسية اختيار شريك حياتها بنفسها، وهو جانب مميز من مكانة المرأة وصون جانب من حقوقها.
هناك بعض العادات الغريبة عن المجتمعات الأخرى عند الشراكسة فمثلاً زيارة الشاب للفتاة في بيت أهلها من باب التعارف ومن ثم الزواج هو أمر طبيعي وعادة من عادات المجتمع الشركسي منذ القِدم، أما الشب أو الحبيب عند الشراكسة فأسمه ( قشن ) .
وتمر الفترة بين الخطبة والزواج بمراحل عدة: إذ تكون الزيارة بأخذ موعد رسمي من الفتاة وذلك بطريقة مهذبة ولائقة، والزيارة طبعاً تكون في بيت أهل الفتاة ومناسبة للوقت وبوجود صديق أو أحد الأقرباء برفقة الشاب وأيضاً بوجود أخت أو قريبة الفتاة مع مراعاة الحشمة في اللباس، وإذا تكررت الزيارات وحصل الإعجاب بين الطرفين حينها يتم الارتباط الرسمي والخطبة، وعلى الرغم من الحداثة التي طرأت على المجتمعات الشركسية إلا أنها لاتزال متمسكة ببعض الطقوس الخاصة بالزواج.
في يوم حفل الزفاف يكون منزل العروس يضج بأقارب وأصدقاء العريس أما العريس فيغيب عن النظر في حفل زواجه وهذا يدل على احترامه وحيائه لأهل العروس فيقوم أقاربه بدفع المهر لأهل العروس وهو مهر رمزي جداً. أما العروس فيقوم الأصدقاء أو الجيران باحتجازها ولا يسمحون بمغادرتها قبل أن يحصلوا على الهدايا من أهل العريس.