الدفاع عن النفس بشكل عام هو طريقة لحماية الفرد أو الجماعة عن نفسها ضد هجمات قائمة أو محتملة، ومن المؤكد أنّ الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات التي لا تمارس الدفاع عن النفس والوعي الذاتيّ والتنظيم، إزاء الهجمات التي تستهدف حقوقها المشروعة، ستنهار ويتم القضاء عليها، واستمرار الأنظمة الحاكمة بهجماتها على الأفراد والجماعات والمجتمعات، يفرض عليهم الدفاع عن النفس للحصول على حقوقهم المشروعة.
الدفاع عن النفس لا يكون فقط أثناء الهجمات العسكريّة، بل يمكن أن يكون الهجوم دينيّاً أو ثقافيّاً أو عرقيّاً، وربما تحاول الطبقة المهيمنة إخضاع واستغلال طبقة أصغر، لذلك فالدفاع عن النفس ضد هذا الهجوم يتطلب ذهنية متعددة الأوجه وتنظيماً وتنوعاً في الأدواتِ التي ستحمي الفرد أو المجموعة.
هدف المجتمع العبودي الرأسماليّ
اليوم يتم وضع اللبنات الأساسيّة للنظام العالميّ في منطقتنا (الشرق الأوسط)، وشهد القرن العشرين مختلف أنواع الممارسات الممنهجةِ القمعيّة والاستبداديّةِ والفاشيّةِ، وكان استغلالُ الفردِ والمجتمعِ في أعلى مستوياته، ولكن الاستعباد اللانهائي للأفرادِ كان الخطوة الأكثر خطراً للرأسمالية العالميّة بالقرن العشرين، إذ عمدت بخلق العبيد العصريين إلى إعلان نفسها نظاماً أبديّاً.
العداءُ الأزليّ تجاه الكُرد
تستخدم الجمهورية التركية، التي تأسست على أساسِ القوميّة العرقيّة التركيّة، أساليبَ الصهرِ القوميّ والمجازر والنفي والتدمير والسيطرة ضد المجتمع الكرديّ منذ عشرات السنين، والمجتمع الكرديّ قاوم كلَّ أشكالِ القهر والاستبداد والهجماتِ الفاشيةِ بثوراتٍ متواصلة، وفي القرن العشرين حافظ على وجوده واستطاع البقاءِ في خضمِ رحى النظام الرأسماليّ.
الأمر المهم هو دراسة وتحليل النظام السائد في القرن العشرين، وأنَّ السياسة العدائيّة للدولة القوميّة التركيّة ضد الشعب الكرديّ مستمرة منذ القرن العشرين وتستمر حتى يومنا هذا، وما يتم فعله الآن متصل بالماضي، وهدفها الآن أيضاً إبقاء كردستان تحت سيطرتها مستقبلاً.
الانتفاضات الكرديّة مقاومات في الدفاع عن النفس
طبعاً ليس الشعب الكرديّ وحده من تعرض للإبادة الجماعيّة والصهر القوميّ، في منطقتنا وفي أجزاء مختلفة من العالم، تعرضت العديد من الدول والثقافاتِ والمعتقداتِ لهجماتٍ لا هوادة فيها من قبل الحداثة الرأسماليّة وقُضي على العديدِ منهم لأنهم لم يتمكنوا من مقاومةِ الهجماتِ.
لكن في كردستان في القرنين التاسع عشر والعشرين، كانت هناك هجمات متواصلة. كانت تلك المرحلة دمويّة للغاية، خاصةً في كردستان خلال القرن العشرين، وواصل الكرد دفاعهم عن النفس بشكلٍ مُجزأ وغير منظم.
انتفاضة الشيخ سعيد، انتفاضة آغري، سيد رضا، البرزنجي، الشكاكي، قاضي محمد وجميع الانتفاضات التي اندلعت ضد هجمات الإبادة الجماعيّة بكردستان، بطبيعة الحال مقاومة دفاع عن النفس، ولكنها فشلت لأنّها لم تكن منظمةً وشاملةً كفايةً.
بالواقع، هذه الانتفاضات هي حركاتٌ دفاع كبيرةٌ عن الشعب الكرديّ خلال القرن الماضي، وظهر حزب العمال الكردستانيّ مباشرة بعد هذه المقاومات للدفاع عن النفس، وتأسس على مبدأ الدفاع المشروع عن النفس، والنضال من أجل الحرية الذي تطور مع ظهوره، وتمكن الشعب الكرديّ، لأول مرة بتاريخه، من خوض هذا النضال المعقد، والدفاع عن نفسه على المدى الطويل ضد جميع أشكال الهجمات. حزب العمال الكردستاني هو بالأساس قوة الدفاع المشروع الأساسيّة بالمجتمع الكرديّ، ومع ظهوره لم يتمكن الشعب الكرديّ من الدفاع عن نفسه جسديّاً فحسب، بل اكتسب أيضاً الوعي والتنظيم وناضل ضد جميع أشكال الإبادة الجماعيّة والصهر القوميّ.
ليس مجرد تنظيم بل حزب الشعب
ما يميّز حزب العمال الكردستانيّ هو أنّه يعتمد على القوة الذاتيّة للمجتمع. في الوقت الذي كانت فيه جميع حركات التحرر اليساريّة والاشتراكيّة والقوميّة تحاول بناء وجودها على أساسِ القوة المطلقة، والاعتماد على الذاتِ ليس مجرد أسلوب، بل أيضاً يعني الثقة بإرادته الذاتية، ويقوم على قيم الحرية، في مواجهة جميع أنواع الهجمات، الإقليميّة والعالميّة، والشيء الرئيس الذي يحمي حزب العمال الكردستاني ويحافظ على استمراره وتطوره رغم كلّ المصاعبِ والمعوقات، هو بلا شك الدفاع عن النفس الذي تم تطويره على مبدأ القوة الذاتيّة.
هذا النمط الأساسي لنضال حزب العمال الكردستاني يكشف حقيقة أنّه حركة اجتماعيّة أكثر من كونه حزباً، لم يعد فرد أو جماعة أو حزب فقط من يدافع عن نفسه، بل إن ما يدافع عن نفسه هو حقيقة النضال الواعي والجماعيّ للمجتمع.
إما التحكم به أو القضاء عليه
هناك حقيقة أخرى يجب دراستها وتحليلها في واقع حزب العمال الكردستانيّ وهي موقفه من النظام الرأسماليّ العالميّ والدولة القوميّة المعادية لجميعِ الكيانات والمنظماتِ التي تعتمد على القوة الذاتيّة، لأنَّ الاعتمادَ على النفسِ هو أحد الجوانبِ الأساسيّة للحماية الذاتيّة.
إن أقوى سلاح للحداثة الرأسماليّة بلا شك، أيديولوجيتها الليبراليّة، التي تفعل هذا بشكل أساسيّ؛ وتعمل على تهميشه، ثم تدجينه، ووضعه بحالة يستطيع فيها التحكم به، وفي هذه الحال لا يقدم له إلا خيارين، إما تدجينه والتحكم به أو القضاء عليه نهائيّاً، واختار حزب العمال الكردستاني البقاء اعتماداً على قوته، لذلك فإنّه يتخذ قراراته بإرادته المستقلة ويكسب ثقة كل المجتمعات التي يدخل إليها، وبمرور الزمن تطور هذا الأمر، وتجاوز التدجين، ولتحكم به من الخارج، اعتماداً على قوة الدفاع الواعية.
التجزئة من الداخل للتحكم ثم السيطرة
في كردستان، يستخدم النظام العالميّ الأسلوب نفسه تقريباً في أجزاء كثيرة بالعالم، وتستخدم الدول القومية كممثليها الإقليميين، هذه الطريقة والاستفادة منها. إلا أنّ هذه الطريقة فشلت بفضل حزب العمال الكردستاني، وجرى العمل على اتباعها عن طريق باقي أجزاء كردستان كسلاح فعال ضده، ولهذا السبب لم ينقص العملاء والمتعاونون من المجتمع والأحزاب الكرديّة أبداً، وقاوم حزب العمال الكردستانيّ جميع أشكال الاستغلال والقمع والضغط والإكراه والعنف، وقدّم تضحياتٍ كبيرةٍ، ولم يتنازل عن نهجه السياسيّ حتى يومنا الراهن، ولذلك تُعتبر العمالة السلاح الأكبر ضد الحماية الذاتيّة.
تفرض الحماية الذاتيّة علينا اتخاذ التدابير سواء ضد الهجمات القائمة أو المحتملة، وبالتالي تفرض علينا الحياة والاستعداد وفقاً لذلك.
المعنى الرمزي لروج آفا من أجل المجتمع الحر
من بين أجزاء كردستان الأربعة تشهد روج آفا، اليوم، هجمات إبادة جماعيّة كثيرة على يدِ دولة الاحتلال التركيّة. والسبب الأساسيّ للهجمات العنيفة على روج آفا أنّها تمثل المنطقة التي سيصل فيها الكرد الأحرار للقمة، ورغم أنّها أصغر جزء من كردستان؛ إلا أنّها تنطوي بالأساس على معانٍ وتأثير رمزيّ كبير؛ لأنّها أثبتت أنَّ النضال يتمُّ على أساسِ المبادئ، وهي مؤثرة لأنّها فضحت الأشخاص المتاجرين بكردستان، كما مكنّت الكرد من نيلِ الحرية ولو جزئيّاً.
لا يمكنُ لأيّ مجتمع ذاق طعم الحرية قبول الاستسلام، أو تُستولى على إرادته أو يُستعبد. ويُنظر إلى روج آفا على أنّها تهديدٌ كبيرٌ، ليس فقط بالنسبةِ للدولِ القوميّة الإقليميّة؛ بل أيضاً بالنسبة للقوى الإمبريالية العالميّة؛ لأنّها أثبتت أنَّ الوجودَ ممكن على أساس الاعتماد على الذات بدلاً عن الاعتمادِ على القوة المطلقة، كما أنّ روج آفا أثبتت أنّ التنوعَ الدينيّ والطائفيّ واختلاف الثقافات واللغات والأعراق ليس سبباً للصراع، بل يمكنُ أن تكونّ مورداً للمجتمعِ الديمقراطيّ.
وأنّ علاقاتها مع القوى المختلفةِ، وبنيتها الداخليّةِ للتواصلِ ودياليكتيكها المعارض، لا يتعارضُ مع مبدأ الحمايةِ الذاتيّةِ، رغم أنّ بعضَ الأوساطِ والأحزابِ تحاولُ عكس هذه الحقيقة.
العمالةُ لا تنتصر
تدفعُ عمالة وتبعية بعض الأوساط الكرديّة لمهاجمة روج آفا أكثر مما تفعله الدولة التركيّة والقوى المهيمنة الأخرى، وهذا ليس صدفةً، لأنّ روج آفا دمّرت أسسِ العمالة؛ فهي تقاوم ضد جيش الاحتلال من ناحية، ومن ناحية أخرى تناضل ضد العمالة التي تأسست في عواصم الدول المحتلة، ولهذا فإنَّ للعمالةِ دورٌ كبيرٌ باشتداد الحرب في كردستان، وبدون رؤية هذا الواقع وكفاحٍ فعّال ضده، لا تتحقق الحريّة.
لذلك على المجتمعِ الكرديّ بالمقام الأول تطويرُ الحمايةِ الذاتيّةِ ضد هذه المجموعة العميلة، ولأنّ حقيقة العدو واضحة فإنَّ سياسته وهدفه واضحان أيضاً، لكن العميل يحاول الاختباء وتركه بدون حماية ثم فرض الاستسلام عليه.
ما يجعل روج آفا اليوم أكثر عرضة للهجوم هو الطرف الذي نذر وجوده لهذه العمالة ويعمل على هدم المجتمع من الداخل، ويمهد الطريق للاستسلام ويعمل كعدو. هذا هو الدور الذي كُلف به، وعدا ذلك فلا يمكنهم التحدث عن الكرديّة بجرأة في عواصم المحتلين، وعلى سبيل المثال، فإنّهم دائماً يتفوهون بكلماتٍ مثل الوطن والقيم واللغة والعلم وما إلى ذلك، وهي وسيلتهم الأساسيّة للتمويه.
تحتوي أسماء أحزابهم وتنظيماتهم دائماً كلمة “الكرديّة”؛ ولا يمكنهم بدونها الاختباءُ واللعبُ بالقيمِ الاجتماعيّة، ولكنهم لا يفعلون شيئاً للدفاع عن الوطن والشعب، يتحدثون كثيراً ويصدرون الكثيرَ من البيانات؛ ولكن من المعلوم أن كردستان بحاجة إلى مناضلين وليس متحدثين، وفي كردستان هناك حاجة للوحدة وتنظيم وتطوير الحماية الذاتية، ولكن جل ما يفعلونه هو تجزئة المجتمع والتحالف مع الأعداء.
الذين يناضلون ضد هذه العمالة هم وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطيّة، وليس من قبيل المصادفة أنّه منذ الأيام الأولى للثورة كان الناس موجودين على خط الدفاع، لقد رأى الناس حمايتهم الذاتيّة الحقيقيّة، كما رأوا أنّه يمكنهم التقدم واتخاذ قرارهم تحت هذا السقف فقط.
قوات الحماية الجوهريّة عماد الحماية الذاتيّة
الحماية الذاتيّة لم تعتمد فقط على وحداتِ حماية الشعب والمرأة وقواتِ سوريا الديمقراطية، بل اعتمدت بالوقتِ نفسه على (قوات الحماية الجوهريّة) على أساسِ الحماية الذاتية، والتي يمكنُ للمجتمع بأكمله الانضمام إليها. هذه القوة ليست مكلفة فقط بالقتال في الخطوط الأماميّة أوقات الحرب، ولكن أيضاً تعتمدُ على الحماية الذاتيّة ضد أشكال الفساد والتجسس والتخريب والتهجير، وهذه هي مهمة قوات الحماية الجوهريّة.
المجتمعات التي تدافع عن نفسها لا تُهزم
في روج آفا انتهجوا أسلوبَ الحرب الخاصة أكثر من الحربِ على الجبهاتِ، وهي الحربُ الأكثر وحشيّة التي يخوضها العدو ضد المجتمع، حيث تمارسُ جميعُ أشكال التضليلِ والفسادِ والدعارةِ وما إلى ذلك، وتعمل كلّ ذلك بشكل خاصٍ عبر الشباب، وتحاول حرمان المجتمع من أكثرِ قوةِ حمايةٍ ديناميكيّة، ويعتبر الفساد والهجرة أكثر الوسائل فعّاليةً للترحيلِ والانحطاط والحرمان من الحماية.
في الفترة الأخيرة، يتمُّ التلاعبُ بأهالي عفرين بشكلٍ خطيرٍ، لا سيما في منطقة الشهباء، والقوة المستخدمة بشكل فعّال هناك هي المجلسُ الوطنيّ الكرديّ، الذي كان جزءاً من مرتزقة ما تسمى “المعارضة السوريّة” التي كانت إلى جانب الدولة التركيّة في احتلالها لعفرين، ويسعى اليوم إلى دفع الشعب إفراديّاً أو جماعيّاً إلى براثن الاحتلال دون وجودِ أيّة ضماناتٍ دوليّةٍ، والدعاية التي يروجون لها هنا هي: “يمكنكم العودة، ولن يفعل لكم أحد شيئاً”.
السؤال الأساسيّ هو: من أعطى الضمان؟ بينما عفرين محتلة، لماذا تعمل على توجيه الأهالي نحو عفرين. حيث يتعرضُ الكردُ يوميّاً للمضايقات والاغتصاب والتعذيب والاختطاف والقتل، ولا توجدُ أيّة حماية؟ إذا كان هدفكم فعلاً هو إعادةُ الناسِ إلى ديارهم بحرية، فلماذا لا تنضمون إلى الحربِ التي تخوضها قوات تحرير عفرين لتحريرها؟
يمكن أن تتعددَ مثل هذه الأسئلة؛ لكن من الواضحِ أنَّ الخيانة والعمالة تلعبان دوراً جديداً. أهالي عفرين يقاومون في أصعبِ الظروف منذ 2018، لكن هؤلاء يقدمون دعماً واحداً لهم، ولا يزالون يحاولون قمعَ هذه المقاومة، وكسرِ النضالِ الكرديّ من أجلِ الحمايةِ الذاتيّةِ.
لذلك لا يجوزُ أن ننخدعَ بألاعيبهم، بل فضح وجههم الحقيقيّ، وعلى الناس تنظيم أنفسهم بشكل أقوى ضمن الحماية الذاتيّة، وتعزيز دفاعهم ضد جميع أشكال وأساليب الحرب والهجمات سواء بالداخل أو الخارج.
الكومينات والمجالس؛ ميادين التنظيم والحماية الذاتية
كيف سيتم الدفاع الذاتيّ ضد الهجمات الداخلية والخارجيّة؟ الإدارة الذاتيّة التي أسستها شعوب روج آفا وشمال وشرق سوريا تستمدُّ قوتها إلى حدٍّ كبيرٍ من المجتمعِ المنظم والواعي. وهذا يقوّي دفاعها سواء في بناء نظام ديمقراطيّ أو ضد الهجمات التي ستقع داخليّاً وخارجيّاً.
ويبدأ النموذج التنظيميّ من الكومينات ويمتدُّ إلى المجالسِ، وهي أكثر الميادين تأثيراً في تطويرِ الحماية الذاتية. ويجب تحويل الكومينات التي تأسست في الأحياء إلى ميادين توعيةٍ وتنظيم، وإنشاء شبكة تنظيميّة قوية، وأن يكون كلّ فرد عضواً في الكومين.
يجب أن تؤديَ الكومينات والمجالس دور المراكز، يتمُّ فيها مناقشة القضايا الاجتماعيّة والتنظيميّة والفكريّة، واتخاذ جميع التدابير حيال الهجمات الداخليّة والخارجيّة، وأن تكون ميداناً لتدفقِ الديمقراطيّةِ من القاعدةِ إلى القمةِ. كما يجب أن تتصرفَ الكومينات كمراكز تفتيش، وتحديد كلّ من بقي خارجها والعمل على ضمّهم. وسيؤدي ذلك إلى تعزيز مستوى الوعي لدى المجتمع المنظم، وزيادة القدرة على رؤية المخاطر وتلافيها باتخاذ تدابير مضادّة.
دور المرأة والشباب في الحماية الذاتية
النساء والشباب الذين يلعبون دوراً رائداً في الأنظمة الديمقراطيّة كقوى محرّكةٍ؛ فهذه الفئات هي الأكثر ديناميكيّة بالمجتمع في نظامِ الإدارةِ الذاتيّةِ وكذلك بتطوير الديمقراطيّة والحماية الذاتيّة بالمنطقة.
وكما دافعت النساء والشباب عن المنطقة ضد هجمات داعش وغيرها من والمجموعات المرتزقة، فإنهم اليوم أمام المسؤوليّة نفسها بالدفاع عن المبادئ الديمقراطيّة وتعزيزها وتطوير الحماية الذاتية ضد الهجماتِ.
بدون طليعة هاتين الطبقتين لا يمكن حمايةُ المجتمع، والحقيقةُ كانت هاتان الفئتان الأكثر استهدافاً خلال الهجمات على المنطقة؛ لأنَّ قوى المعارضة رأت دور هذه الفئات الديناميكيّة بتطوير وحفظ النهجِ الديمقراطي للإدارة الذاتية. ولذلك يجب على النساء والشباب من الآن فصاعداً أن يلعبوا دوراً فعالاً في التوعية الاجتماعية والتنظيم. وإذا لزم الأذمر؛ عليهم دخول كلّ منزل على حدة والقيام بأنشطةٍ توعويّةٍ. ويجب ألا يستخفَّ أيًّ فردٍ بدوره، وألا ينسحبَ من النضال؛ لأننا نعلم أن أكثر ما تخشاه القوى المهيمنة هو مجتمع واعٍ ومنظم.
وكالة هاوار
