سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الانتخابات البلدية التركيّة… بوابة مرحلة سياسيّة جديدة

بدرخان نوري_

لم تجرِ رياحُ الانتخابات البلديّة بما تشتهي سفنُ أردوغان وجاءت نتائجها كأسوأ انتكاسة انتخابيّة بعد مساعي كبيرة لاحتواء نتائجها وحملة انتخابيّة قادها بنفسه، وتجاوزتِ الانتخاباتُ كونها استفتاءً عميقاً للمزاجِ العام، لتكونَ انبعاثاً حقيقيّاً للمعارضةِ المكلومةِ بنتائج الانتخاباتِ الرئاسيّةِ والبرلمانيّةِ الماضية، فيما كان الصوت الكرديّ مُرتفعاً أكّد أحقيته بالبلديات التي كسبها في الانتخابات الماضية وزاد غلته الانتخابيّة بلديتين بمجموع عشر بلديات كبيرة، وليرسم المشهد الانتخابيّ العام ملامحَ مرحلةٍ جديدةٍ في تركيا.
الكُرد استعادوا بلدياتهم رغم التزوير
فاز الكرد في كلِّ مدنهم تقريباً، واستردوا البلديات التي عزل أردوغان رؤساءها وعيّن بدلاً منهم وكلاء بشكلٍ غير قانونيّ ومخالفٍ للدستور، ورغم كلّ الحيل والضغوط التي مارستها حكومة تحالفِ حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، فقد فاز حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بثلاث بلديات مدن كبرى هي: آمد وماردين ووان، وسبع مدن، المدن هي آغري، أيله، جولميرك، إغدر، موش، سيرت، ديرسم، كما فاز في 58 ناحية وسبع بلدات.
عمدت سلطات العدالة والتنمية والحركة القوميّة إلى نقل عناصر الشرطة والجنود بالحافلات إلى مناطق الكرد للتأثير في نتائج الانتخاب، وتم نقل آلاف الجنود وعناصر الشرطة بالحافلات إلى مدينة قارس خلال الانتخابات المحليّة وفي اليوم التالي تمّت إعادة “الناخبين المزورين”، وشوهِدت قوات الشرطة والجنود يغادرون المدينة في حافلات كبيرة وصغيرة على طريق سليم وقاموشان، ووثّق المواطنون مغادرة الجنود والشرطة المدنيّة.
في انتخابات مركز مدينة قارس، حصل حزب الحركة القوميّة على 16.384صوت، فيما حصل حزب المساواة وديمقراطيّة الشعوب علي 13.120 صوت، والفرق بينهما 3.264 صوت. وقد أثبت حزب المساواة وديمقراطية الشعوب أنّه تم نقل 3.842 جندي وشرطي إلى المدينة.
وفي بدليس، تم تجاهل العديد من الأصوات التي تمّ الإدلاء بها لصالح حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، وتم نقل 9000 جندي وشرطي إلى شرناخ، واعترض حزب المساواة وديمقراطيّة الشعوب.
وانتقدت المتحدثة باسم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عائشة غول دوغان، في بيان رسميّ ألاعيب السلطة والحزب الحاكم، ونقل الجنود والشرطة إلى المدن الكرديّة، للتصويت لمصلحة حزب العدالة والتنمية، مشددةً على أنّ “تصميم الناس الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، كان أعظم بكثير من خداع وجرائم السلطة التي ترتكبها”.
في منطقة قلبان في شرناخ، نظمت مسيرة حاشدة تعبيراً عن الاحتجاج والإعراب عن الاستياء من النتائج المزورة. وانضمت النائبة عن حزب المساواة والديمقراطية في شرناخ نوروز أويسال إلى المسيرة، فقد حاول حزب العدالة والتنمية الغش من عبر نقل 2500 ناخباً، وذكرت إدارة المنطقة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب أنّ فارق الأصوات انخفض إلى 127.
وفي المسيرة التي شارك فيها المئات، ردد المتظاهرون “تكلموا! من أين أنتم؟” ورفعت لافتات “أنتم عبيد”. وترديد شعارات “بالمقاومة سننتصر” و”الشعب سيحاسب اللصوص” و”قلبان ستتبنى إرادتها”.
بعد انتهاء عمليات التصويت وبدء فرز الأصوات عمّتِ الاحتفالات مدينة جولميرك فرحاً بفوز حزب المساواة وديمقراطيّة الشعوب، بينما هاجمت الشرطة التركية تجمعاً لأعضاء الحزب أمام مقرهم في شرناخ واستخدمت غاز الفلفل في محاولة لتفريقهم، واعتقلت العديد منهم بينهم الرئيس المشترك لفرع الحزب في المدينة.
وفي وان توجه الآلاف إلى حديقة موسى عنتر للسلام للاحتفال بالانتصار، وقالت كلشين كورت، الرئيسة المشتركة لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب في المدينة، “ننحني ألف مرة أمام شعب وان الذين فازوا بـ14 من أصل 14 بلدية وكتبوا التاريخ، لقد كانت استجابتهم قوية لإنقاذ مدينتهم من الوكلاء”.
داوود أوغلو وعودة إلى بيت الطاعة
في خطوةٍ يمكن وصفها بالعودة إلى بيت الطاعة، أعلن حزب “المستقبل” التركي الذي يقوده رئيس الحكومة الأسبق أحمد داود أوغلو، في 23/3/2024، الانسحاب من السباق الانتخابيّ في ولايتي الرها (أورفا) وماردين، دعماً لمرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم لرئاسة بلديتي المدينتين، ووصف الإعلام الحكوميّ ذلك بأنّه نموذجٌ جديدٌ يُظهر من جديد ديناميكيّة السياسة التركيّة وتغيّرها وفقاً للتطورات الراهنة.
وأعلن هداية بايسال رئيس فرع حزب “المستقبل” في الرها دعم مرشح حزب العدالة والتنمية ورئيس البلدية زينل عابدين بيازغول، في الانتخابات البلديّة. وانسحب مرشح حزب المستقبل لبلدية الرها فريد تشيفيك، من الانتخابات لصالح مرشح العدالة والتنمية. وكشف بايسال عن قرار “المستقبل” دعم عبد الله إيرين، مرشح “العدالة والتنمية” في ولاية ماردين، وقال إنّه “في حال كان لديه “إيرين” عيوب أو لم يقدم الخدمة، فسننتقده ونحاسبه على التصويت”.
هذا المتغير كشف بُعداً إضافيّاً لهشاشةِ المعارضة التركيّة التي تمثلت بأحزاب الطاولة السداسيّة والتي خاضت الانتخابات الرئاسيّة والبرلمانيّة وبسبب تناقضاتها قدمت خدمة مجانية لأردوغان، وأكدت نتائج الانتخابات البلديّة أنّ أحزاب الطاولة كانت عبئاً على حزب الشعب الجمهوريّ، وأنّ وضعه أفضل من غير تحالف. ويبدو أنّ انحسار تداول قضية اللاجئين السوريين كان من عِبر الانتخاباتِ الماضية. لكن؛ التصويت في ماردين قلبَ الطاولة، فكانت ميدان فوز حزب المساواة والديمقراطية، فيما ذهبت بلدية الرها لصالح حزب الرفاه الجديد.
بتجميع المشهد الانتخابيّ يبدو جلياً أنّ الحزب الحاكم جعل نُصب عينيه أمرين اثنين هما: استعادة كبرى البلديات، وإقصاء الكرد من رئاسة البلديات في الولايات الحدوديّة مع سوريا والعراق وإيران، وذلك بالتوافق مع حزب الحركة القوميّة في قارص، ومع حزب المستقبل في الرها والرفاه الجديد في ماردين، فيما لجأ إلى التلاعب الانتخابيّ في ولاية شرناخ. إلا أنّ الخطة فشلت وانعكست سلباً على رصيده الانتخابيّ في عموم تركيا.
معركتا إسطنبول وأنقرة
يبلغ عدد سكان إسطنبول 16 مليون نسمة، أي خُمس سكان تركيا البالغ عددهم نحو 85 مليون نسمة. وتتنوع خلفيات الناخبين فيها سياسيّاً وعرقيّاً ودينيّاً واقتصاديّاً، ولهم جذور عميقة في مدن مختلفة في جميع أنحاء تركيا. وإسطنبول هي “نموذج تركيا” بالنسبة للكثيرين. علاوةً على كونها المركز الاقتصادي الرئيسيّ في تركيا، وتسهم بشكلٍ كبير في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. والسيطرة عليها تعني السيطرة على جزء كبير من الأنشطة الاقتصاديّة لتركيا بما في ذلك التجارة والسياحة والتمويل     ، ويتركز فيها 31.2% من الناتج المحليّ، و50% من التجارة الخارجية لتركيا، وخلال عام 2023، بلغ إجمالي الصادرات عبرها 116.88 مليار دولار، والواردات 188.06 مليار دولار، وتبلغ ميزانية بلدية إسطنبول 16 مليار دولار.
ورغم أنّ أردوغان رشح مراد كوروم، وزيره السابق للبيئة والتحضر، لخوض انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، إلا أنّ مرشحه يفتقر إلى الشعبيّة، وغالباً ما يظهر في لافتاته بجانب أردوغان، إلا أنّ السباق يعتبر بدرجة كبيرة بين إمام أوغلو وأردوغان، الذي قام مع وزرائه، بحملة نشطة للانتخابات المحليّة مع التركيز بشكل خاص على إسطنبول. وقد قال أمام حشود: “سنفتح أبواب حقبة جديدة في 31 آذار أينما أذهب في البلاد، أقول للجميع أن يتصلوا بأقاربهم في إسطنبول ويحثوهم على التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية”.
وكان إمام أوغلو، (53 عاماً)، رجل الأعمال السابق قد برز رئيساً لبلدية بيليك دوزو في إسطنبول. وبات أكبر منافس محتمل لأردوغان منذ عقود، إذ لم يتمكن أيّ مرشح سابق للمعارضة الذين تنافسوا ضده من هزيمته على الإطلاق.
وفي تجمع انتخابي في بيليك دوزو في 24/3/2024، أكد إمام أوغلو لأنصاره أنّه مصمم على تكرار نجاحه ضد حزب العدالة والتنمية، وقال: “لقد أغلقنا في عام 2019، فصلاً، وسيصبح حزب العدالة والتنمية في 31 آذار تاريخاً”. وفي أول خطاب بعد إعلان النتائج قال: “اعتباراً من اليوم انتهى حكم الفرد الواحد، لقد قلنا إن الشعب هو الفائز دائماً وقد فاز وسيبحر بشكلٍ رائع”.
المسألة لا تُختزل بمجرد محافظة المعارضة على إسطنبول وأنقرة، وفق تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، بل بتعاظم نفوذ المعارضة مقارنةً بالانتخابات الماضية، فقد فاز مرشحو حزب الشعب الجمهوريّ الذي ينتمي إليه رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو في 26 دائرة من أصل 39، مقارنةً مع 14 عام 2019، بما فيها منطقة أوسكودار حيث مقر إقامة أردوغان والتي صوّت فيها.
وفي العاصمة أنقرة فاز منصور يافاش مرشح حزب الشعب الجمهوري ورئيس البلدية الحالي، كما فاز مرشحو الحزب في 16 دائرة من أصل 25، بما في ذلك منطقة كيتشيورين، ثاني أكبر منطقة بعدد السكان والتي احتفظ بها حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميون منذ عام 1994، وبذلك كبرى المدن تحت سيطرة المعارضة.
وألقى أردوغان بكل ثقله في الحملة الانتخابيّة وجاب البلاد إلى جانب مرشحي حزبه وعقد مهرجانات انتخابية بوتيرة عالية وصلت أحياناً إلى ثلاثة مهرجانات باليوم. وخاض شخصيّاً معركة مرشحه لإسطنبول مراد كوروم، واعتبر في تصريح صحفي عقب التصويت، أن هذه الانتخابات ستكون بمثابة “بداية حقبة جديدة في البلاد”، مضيفاً: “لقد أجرينا مؤخراً الانتخابات البرلمانيّة والانتخابات الرئاسيّة، واليوم نجري انتخابات الحكومات المحلية، لقد أتعبتنا هذه الانتخابات المتتالية، وأتعبت أمتنا أيضاً، لأنه كان لدينا حملة مكثفة للغاية”. وقال أيضاً: “دعونا نرسلهم إلى التقاعد في 31 مارس في أنقرة وإسطنبول وإزمير”، في إشارة إلى رؤساء البلديات المعارضين بالمدن التركية الثلاث الرئيسية.
خروج من المدن إلى الأرياف
معلومٌ أنّ الانتخابات البلديّة أكثر تفصيلاً ونتائجها تعطي صورة أدق عمن المزاج العام للناخبين، وفيما يتحكم البعد السياسيّ والحزبيّ بالانتخابات البرلمانيّة والرئاسيّة، فإنّ البعد المعيشيّ والخدميّ والوضع الاقتصاديّ عوامل مهمة في الانتخابات البلديّة، وقد جرت الانتخابات في ظلّ ظروف اقتصاديّة صعبة وبلوغ معدل التضخم عتبة 70%، وجددت الانتخابات خسارة أردوغان وحزبه لكبرى الحواضر التركيّة، والتي يعوّل عليها في أيّ متغير سياسيّ قادم، وكانت بلدية ديلوك (عينتاب) كبرى المدن التي فاز بها الحزب الحاكم.
وإذا ما أخذنا بالاعتبار سلبيّة نتائج الانتخابات البلدية عام 2019، بالنسبة للحزب الحاكم، فإنّ خسارة 15 بلدية كبرى من الرصيد السابق يعني انتكاسة كبرى، فقد حصل حزب العدالة والتنمية على بلديات 12 مدينة كبيرة، لكنها كلها لا تُقارن بمدينة إسطنبول. أي أنّ تصويت لصالح العدالة والتنمية كان بالأرياف، فيما رصيد حزب الشعب الجمهوريّ 14 مدينة كبيرة بينها مدن إسطنبول وأنقرة وإزمير وبورصة وأضنة ومرسين وأنطاليا، وتشكل نحو 40% من سكان تركيا.
وسخر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من خسارة حزب العدالة والتنمية أغلب البلديات التي كان يسيطر عليها، لصالح المعارضة، وقال مشيراً إلى أردوغان “إنّ مهاجمته لإسرائيل لم تعد مفيدة من أجل الفوز في الانتخابات”.
يُذكر أنَّ مراد كوروم، مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول، قال خلال الحملة الانتخابية: “إذا فزنا، سيكون الشعب المضطهد في غزة سعيداً”.
بالمطلق لو كانتِ البيئة الانتخابيّة صحيّة وسليمة لكانت النتيجة أكثر قسوة على العدالة والتنمية. ويدرك أردوغان ذلك جيداً ولذلك لجأ كالعادة بالتلاعب بالبيئة الانتخابيّة ولم يتِح المجال لأحزاب المعارضة بالدعاية الانتخابيّة عبر وسائل الإعلام والتجمعات الانتخابيّة، كما حاول اللعب على وترين القوميّ بتحالفه مع حزب الحركة القوميّة، والدينيّ بتحالفه مع حزب الرفاه الجديد وحزب هدى بار، وسعى لاختراقٍ انتخابيّ في مناطق الكرد، ولكن هذه التحالفات أضعفته واستنفذت قوته السياسيّة. والنتائج ستكون بداية مرحلة مختلفة تُكسر فيها حواجز الخوف.
اللافت في نتائج الانتخاباتِ التمددُ الجغرافيّ لحزبِ الشعبِ الجمهوريّ، والذي اقتصرت هيمنته لفترةٍ طويلةٍ على غربي تركيا، وبخاصة مناطق ساحل بحر إيجه وبحر مرمرة، ووفق النتائج حقق اختراقاً كبيراً في الأناضول، وانتزع من الحزب الحاكم بلديات سيطر عليها لفترة طويلة، ففاز في بورصة، وهي مدينة صناعيّة كبيرة في شمال غرب البلاد، وفي أديامان، في الجنوب الشرقي والتي تضررت في زلزال 6 شباط 2023.
حقق حزب الرفاه الجديد إنجازاً انتخابيّاً، واحتل المرتبة الثالثة بنسبة تصويت بلغت 6.2% من مجمل الأصوات على مستوى تركيا، وانتزع على بلديتي أورفا ويوزغات، من حزب العدالة والتنمية، واستقطب أصوات حزب العدالة والتنمية في عدد من الولايات.
تجاوز عدد الناخبين 61 مليون شخص، وعدد لجان الاقتراع 207.848، في 81 ولاية تركية، لاختيار 1393 رئيس بلدية ومقاطعة، وانتخاب ما يقارب من 33 ألف مختار لكل مدن وأحياء وقرى تركيا. وكانت نسبة المشاركة 78%، ووصفت هذه الانتخابات بطابع ذكوريّ، إذ لا تتجاوز نسبة النساء بين مرشحي حزب العدالة والتنمية 2.2%، وحزب الشعب الجمهوري 9.3%، وحزب حزب المساواة والديمقراطية 31%، بحسب وكالة فرانس برس.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle