الاستهلاك والادخار

د. هاجار عبد الفتاح _

مفهوم الاستهلاك: إن الاستهلاك هو استعمال السلع والخدمات، لغاية إشباع الحاجيات والرغبات الإنسانية، كما عُرِّف الاستهلاك، بأنه المحرك الأساسي للإنتاج وغايته النهائية، ولهذا؛ فإن الاستهلاك هو الهدف الرئيس للنشاط الاقتصادي في أي مجتمع، وهو عملية إتلاف السلع والخدمات بعد إشباع حاجيات الأشخاص من هذه السلع.

كما يقصد بالاستهلاك، الطلب الاستهلاكي الجاري للقطاع العائلي على المنتجات النهائية من السلع والخدمات، ويطلق عليه في بعض الأحيان الطلب الاستهلاكي الخاص، لضمان التميز بينه وبين الطلب الحكومي على المنتجات النهائية الاستهلاكية من سلع وخدمات.

دالة الاستهلاك: توضّح دالة الاستهلاك العوامل المحددة لإجمالي الكميات، التي يشتريها الأفراد من السلع الاستهلاكية خلال فترة زمنية معينة، وتعدُّ دالة الاستهلاك أهم أدوات التحليل الاقتصادي الكلي. ويطلق أحد علماء الاقتصاد على العلاقة بين الاستهلاك والدخل المتاح بمصطلح دالة الاستهلاك. وهي عبارة عن مقدار الإنفاق الذي يرغب المستهلكون في إنفاقه على السلع والخدمات الاستهلاكية، عند كل مستوى من مستويات الدخل المتاح، ويقصد بالدخل المتاح، بأنه الدخل الكلي مطروحاً منه حجم الضرائب المباشرة.

سلوك الاستهلاك: المستهلك كل يقوم بتخصيص جزء من أو كل دخله، للتمتع بالسلع والخدمات الاستهلاكية، التي تشبع حاجاته وتفرض النظرية الاقتصادية أم المستهلك يسلك سلوكاً رشيداً على وجه العموم، ويقصد بالسلوك الرشيد للمستهلك، أنه سوف يحاول دائماً في حدود الدخل المخصص للاستهلاك.

إذاً سلوك المستهلك، هو مجموعة من التصرفات، التي تتضمن الشراء، واستخدام السلع والخدمات، وتشمل أيضاً القرارات، التي تسبق وتحدد هذه التصرفات، ومن خصائصه أنه: هو محصلة دافع أو عدة دوافع، هو سلوك هادف متنوع مرن، يتعدل ويتبدل حسب الظروف ويختلف من شخص إلى آخر.

أنواع الاستهلاك:

1-الاستهلاك النهائي الشخصي والاستهلاك الوسيط (الإنتاجي):

الاستهلاك النهائي الشخصي، المرتبط بالأفراد والهيئات المختلفة، الذين يقومون بشراء السلع من أجل استخدامها الشخصي أو العائلي أو المنزلي، بينما الاستهلاك الوسيط أو الإنتاجي، يرتبط باستهلاك الوحدات الإنتاجية للسلع، والخدمات في عملية الإنتاج.

2-الاستهلاك الخاص (الفردي) والاستهلاك العام (الجماعي):

الاستهلاك الفردي، عملية استخدام السلع والخدمات، لإشباع حاجات الأفراد والعائلات، والاستهلاك العام، فهو الذي تقوم به الهيئات والوحدات الحكومية، وشبه الحكومية المختلفة.

3-الاستهلاك السوقي والاستهلاك الذاتي:

يعتمد هذا التقسيم على مصدر السلع والخدمات المستهلكة، إن كان من السوق، فيسمى بالاستهلاك السوقي أو النقدي، وإن كان داخل الوحدة، يسمى الاستهلاك الذاتي، الفرق بين الاثنين الأول، يكون استخدام السلع والخدمات، لإشباع الحاجات عن طريق شرائه، والثاني يكون عن طريق استهلاك جزء من إنتاج الوحدة المنتجة، قصد تلبية حاجياتها.