عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
يواجه مزارعو مقاطعة كري سبي/ تل أبيض صعوبات جمة لتسويق محصول القمح بعد توقف مراكز الاستقبال عن استلامه، وتكبدهم تكاليف باهظة نتيجة لذلك، فيما ناشدوا الجهات المعنية، العمل على إيجاد حلول مناسبة لتوريد المحصول ومنع استغلالهم من قبل التجار.
هذا وتوقفت مراكز استقبال محصول القمح التي خصصتها الجهات المعنية، لتوريد محصول القمح بعد اكتمال القدرة الاستيعابية في كل من مركزي (روفي ـ الجلبية) بريف كوباني الجنوبي، فيما يضطر المزارعون إلى تكديس محاصيلهم لحين افتتاح مراكز (عراء) مجول في المنطقة، لاستقبال الكميات المتوقعة من المحصول.
تكاليف باهظة لتسويق الأقماح
وبهذا الصدد يقول المزارع “حسن الحجو” قرية الغازلي بريف عين عيسى الشرقي: “انتهيت من حصاد محصول القمح منذ أكثر من 20 يوماً، ولم يتسنَ لي توريده إلى مراكز الاستقبال المخصصة، بسبب الاكتظاظ على مراكز الاستقبال، وعدم وجود دور؛ لذلك لازال محصولي مكدساً أمام بيتي، وانتظر حلاً لتوريده”.
وأضاف: “يوجد تكاليف باهظة ترتبت على محصولي، بسبب عدم استقباله، منها اضطراري إلى تعبئة القمح بأكياس الخيش التي يصل سعرها من (15ـ 25) ألف ليرة سورية للكيس الواحد في الأسواق، إلى جانب إعلان الجهات المعنية عن مواصفات خاصة للكيس ونوعه (120 طول ـ 60 عرض)”، لافتاً الى “أن شركة تطوير المجتمع الزراعي، أعلنت عن توفر أكياس بسعر (11) ألف ليرة سورية، ولكن بكميات محدودة لا تكفي المزارعين”.
إيجاد آلية جديدة للاستقبال
من جانبه اشتكى المزارع “حسين الحسن” من قرية الشيخ حسن بريف عين عيسى الشرقي، من المواظبة على مراجعة مديرية الزراعة بمقاطعة كري سبي منذ أكثر من خمسة أيام دون فائدة، وذلك لقطع منشأ لمحصوله، الذي حُمل بالشاحنات، تمهيداً لتسويقه إلى المراكز المخصصة للاستلام… مشيراً إلى أنه يتكبد خسائر كبيرة نتيجة الانتظار، حيث يقوم أصحاب الشاحنات بحساب اليوم الواحد من الانتظار، بعد مدى 48 ساعة بمبالغ مالية إضافية ما يسمى “بـ اللكعة”.
ويتخوف المزارع الحسن من استمرار هذه المعاناة لعدة أيام أخرى، بسبب عدم إفصاح الجهات المعنية عن حلول لآلية جديدة تضمن تسويق المحصول، وتوجيه المزارعين لمراكز استقبال جديدة أو عراءات (مجول) يمكن أن تستوعب محاصيلهم من الأقماح.
والجدير ذكره، أن الجهات المعنية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أصدرت التعميم رقم (اثنان) بناءً على الاجتماع المنعقد بتاريخ 9/5/2023 المتعلق بتسويق مادتي القمح والشعير، حيث تم التحديد بموجبه أجور الشحن حسب المسافة المقطوعة حتى عشرة كيلو مترات تحدد بشكل مقطوع ما يعادل 60 دولار أمريكي لليرة السورية، وكل كيلو متر واحد بعد عشرة كيلو مترات الأولى بقيمة 3000 ليرة سورية، بالإضافة إلى تحديد “اللكعة” بمبلغ وقدره 50000 ليرة سورية عن كل يوم تأخير على (المزارع ـ الصوامع).
هذا وتبلغ تكلفة تسويق الطن الواحد من القمح حسب المزارعين من 40 ـ 50 دولاراً، تتضمن تكاليف الشحن وسعر جوال الخيش، والتحميل والتفريغ من قبل عمال (العتالة)، عدا أيام الانتظار للشاحنات المحسوبة على عاتق المزارع والمذكورة آنفاً.
فيما تسعى الجهات المعنية بمقاطعة كري سبي/ تل أبيض إلى الإسراع بإيجاد حلول ناجعة لاستقبال الكميات المتزايدة من الأقماح، وذلك بافتتاح مراكز (عراءات) مجول يمكن من خلالها استقبال الكميات المتوقعة، والتي تصل إلى أكثر من 80 ألف طن، حيث سيتم الإعلان عنها في وقتٍ لاحق.
