تواصل تركيا سياساتها التصفوية، وأعمالها الإجرامية ضد شعوب المنطقة، وعلى وجه الخصوص الشعب الكردي، ولأن حركة التحرر الكردستانية باتت المدافع الأول عن الوجود الكردي، والسد المنيع في وجه مخططاتها الرامية إلى إبادة الكرد، فإن حكومة العدالة والتنمية في شخص رئيسها الدموي أردوغان لم تعد تدخر جهدا في اتخاذ كافة الأساليب قمعية ووحشية، ومنها اللجوء إلى الأسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا، واليوم تتوالى أصوات الإدانة والشجب لأعمالها الاجرامية.
الكريلا “درع الساعين للانعتاق والكرامة”
الكاتب والسياسي السوري، محمد عيسى، أكد لوكالة أبناء هاوار أن هجمات الاحتلال التركي بالأسلحة الكيماوية على قوات الكريلا جاءت بعد التيقن بالفشل، وحالة اليأس إثر الخسائر الكبيرة، التي تتعرض لها، كما طالب شعوب المنطقة بمؤازرة نضال الكريلا؛ لأنها “تحمل مشروعاً إنسانياً وعالمياً وتعد درع الشعوب الساعية للانعتاق والحرية، والعدالة والكرامة”.
وكانت قيادة مركز الدفاع الشعبي (NPG)، قد نشرت في 18من تشرين الأول الجاري، أن 17 مقاتلاً ومقاتلة من قوات الكريلا؛ استشهدوا خلال الهجمات، التي شنّتها دولة الاحتلال التركي بالأسلحة الكيماويّة، مشيرة إلى تزايد الهجمات الكيماويّة بسبب الصمت والدعم الدوليّ لهذه الهجمات.
الكاتب السوري، محمد عيسى قال: “لا يختلف اثنان في هذا العالم، أن أحداً يعمد لاستخدام أسلحة دمار شامل إذا لم يكن قد تيقن من فشل الوسائل التقليدية، فلا بدّ أن خسائره الكبيرة مع قوات الكريلا، قد أوصلته إلى حالة من اليأس دفعته إلى استخدام الكيماوي كي يستعيد هيبة جيشه”.
وعن سعي أردوغان المسعور للفوز بالانتخابات القادمة، يقول عيسى: “أظن أن التوقيت الذي استخدم فيه السلاح الكيماوي يرتبط بالحاجة المسعورة لحزب أردوغان، حزب العدالة والتنمية، وتحالفه الحاكم إلى تحقيق اختراق ما في المعركة مع قوات الكريلا يستطيع أن يوظفه لرفع شعبيته في الانتخابات البرلمانية، والرئاسية القادمة، والتي باتت على الأبواب وكابوس الهزيمة فيها صار مخيماً”.
الكريلا.. قوات تعكس حلماً لشعب وتحمل مشروعاً إنسانياً وعالمياً
وحول جدوى هذه الهجمات، قال عيسى: “لن تستطيع تركيا تحقيق هزيمة لقوات الكريلا عبر هذا الاستخدام، لأن قوات الكريلا هي قوات شعبية، وليست جيشاً نظامياً، هي رأس حربة لحركة نضال شعبية لم تنهزم، حركة نضالية تمثل طموحات لشعب أو تعكس حلماً لشعب بأكمله، أضف إلى أنها تحمل مشروعاً إنسانياً ومستساغاً عالمياً، لأنها تتقن لغة العصر، وتنشد مجتمعاً حراً وعادلاً وتلعب فيه المرأة دوراً ريادياً، بينما الخصم العدو التركي، لا يقدم لشعبه والمحيط والعالم غير أوهام وأمراض الماضي البالية، وغير محمودة السيرة، ولا يحتضن أو يسوق في خطابه غير الإرهاب والإرهابيين”.
وفي ختام حديثه طالب الكاتب والسياسي السوري، محمد عيسى، شعوب المنطقة بالتضامن مع قوات الكريلا، قائلاً: “قوات الكريلا هي درع الشعوب الساعية للانعتاق، أرى أنها ظهير الحالمين، بوطن العدل والكرامة والحق والمساواة، ولأنها كذلك فالمطلوب من شعوب المنطقة التضامن معها، ومؤازرة نضالها وقطع الطريق على التركي المتخلف والمتأزم”.
وحول المواقف الدولية، قال محمد عيسى: “أنا لا أرى إلا صمتاً يرقى إلى درجة كبيرة، وقد تكون الصراعات الدائرة في هذا العالم قد خطفت الأضواء إلى أولويات أخرى، أو أن تعتيماً غريباً يطال الفلسفة الأوجلانية، وكل النظم في هذا العالم خصوم لها؛ لأنها صحيحة”.
من ناحية أخرى وضمن تقاريرها الموثقة، والتي تفضح سياسة المحتل التركي الوحشية، أشارت قوات الدفاع الشعبي أن جيش الاحتلال التركي استخدم الأسلحة الكيمياوية 16 مرة في هجماته، التي نفذها في يوم 19 تشرين الأول الجاري، وأعلن مقتل ثلاثة من جنوده خلال عمليات مضادة.
ونشر المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي، بياناً إلى الرأي بخصوص هجمات جيش الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع.
وجاء في البيان: إن “جيش الاحتلال التركي ينتهك القوانين الدولية، وينكر ذلك بطريقة غير أخلاقية باستخدامه القنابل، والأسلحة الكيماوية المحظورة ضد كريلا حرية كردستان، ولقد تم التأكيد على أن نظام مجرمي الحرب، حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشي والمتواطئين معه، وبغض النظر عن مدى إنكارهم لذلك، على أنهم ارتكبوا جرائم حرب وسيُحاسبون بالتأكيد، حيث هاجم جيش الاحتلال التركي في 19 تشرين الأول الأنفاق الحربية 16 مرة بالقنابل المحظورة والأسلحة الكيماوية.
إلى جانب استخدام الأسلحة الكيماوية والقنابل المحظورة، قصفوا 15 مرة بالطائرات الحربية، و56 مرة بالطائرات والمروحيات، وعشرات المرات بالمدفعية، وبالرغم من خداعه للرأي العام العالمي، وادعائه، بأنه لا يستخدم أسلحة كيمياوية وقنابل محظورة، يقاوم مقاتلو كريلا حرية كردستان بإرادة كبيرة وإيمان قوي، في وقت يستمر فيه القصف الكيماوي والقنابل المحظورة ضد الأنفاق ومواقع الكريلا، ونتيجة لعمليات قواتنا، قتل ثلاث جنود محتلين، وفي الوقت ذاته، تم تدمير نظامي كاميرات مراقبة وطائرة مسيرة”.
كما تضمن البيان معلومات مفصلة للعمليات المضادة، وتفصيلا كاملا بالمعلومات عن العمليات والهجمات في مواقع ونقاط مختلفة”
في الإطار ذاته، وفي ردود الفعل المحلية والعالمية المنددة لاستخدام المحتل التركي للأسلحة المحطورة، قال الخبير القانوني العراقي علي التميمي، إن هجمات الدولة التركية استهانة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يعدّ جرائم إبادة جماعية وفق اتفاقية منع الابادة الجماعية لسنة 1948 من المادة التاسعة.
الخبير القانوني، علي التميمي، تحدث لوكالة Rojnews. موضحاً: “تركيا تخرق القانون الدولي بضرب العراق بشكل مستمر وآخرها بالأسلحة الكيميائية”.
وقال التميمي: “القصف التركي للعراق يخالف المواد (1-2-3) من ميثاق الأمم المتحدة، الذي أوجب على كل الدول احترام سيادة الدول الأخرى”.
وأضاف التميمي: “لا يمكن لتركيا أن تحتج بالاتفاقية مع النظام السابق، لأن هذه الاتفاقية لم تجدد بعد 2003 ولم تودع نسخة منها في الأمم المتحدة وفق المادة 102 من الميثاق، وهي ليست اتفاقية، وإنما اتفاق يفتقد إلى الموافقات القانونية وانتهى منذ 2003”.
وكشف التميمي عن “إمكانية العراق إقامة الشكوى على تركيا وفق الميثاق الأممي، ولا يمكن لتركيا أن تحتج بالمادة 51 من الميثاق التي تتيح حق الدفاع الشرعي، ولكن بشروط أولها إعلام مجلس الأمن الدولي”.
ولفت القانوني، إلى أن “تكرار هذه الضربات هو استهانه بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يعدّ جرائم إبادة جماعية وفق اتفاقية منع الابادة الجماعية لسنة 1948 المادة التاسعة منها، حيث يمكن للعراق بموجبها أن يلجأ إلى محكمة العدل الدولية أيضا”.
وختم القانوني علي التميمي حديثه مع Rojnews: “يمكن للعراق الطلب من أمريكا المساعدة لمواجهة تركيا وفق المادة 27 من الاتفاقية الثنائية لسنة 2008، كما ويمكن للعراق طلب تدخل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي”.
أما الكاتب والصحفي المغربي عبد النبي الشراط، فرأى من جانبه أن استخدام الاحتلال التركي للسلاح الكيمياوي ضد قوات الكريلا التي تطالب بالعدل والحقوق هو دليل على عجزه، معتبراً الصمت الدولي على ذلك موافقة على استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وأشار إلى أن تركيا ماضية في مخططها الاستعماري الذي يستهدف جميع المنطقة.
