أردوغان وحتمية سقوطه في الانتخابات المُقبِلة

حسين عبدالرحمن محمد/  مركز الدفاع عن الحريات_

من المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية وانتخابات الجمعية الوطنية الكبرى في 18 حزيران/ يونيو عام 2023 ، فأردوغان أصبح رئيس عام 2014 وفي عام 2018 فاز بانتخابات مبكرة بعد أن حوّل الحكم في تركيا إلى حكم رئاسي وتزعم حزب العدالة والتنمية.

منذ عام 2002 فاز حزبه في الانتخابات التي صعد فيها إلى السلطة بعد أن حظر حزب الفضيلة بزعامة أربكان وتولى رئاسة الوزراء لمدة 11 عام وبعدها فاز بالانتخابات الرئاسية في آب عام 2014 وفي تشرين الثاني 2015 حقق نتائجاً ضمنت له البقاء في السلطة منفرداً.

استغل الفقراء وبدأ ببعض الحوار مع الكرد من أجل تحسين الوضع الاقتصادي نوعاً ما سرعان ما تحوّل أردوغان إلى فرض سلطة الحاكم المستبد حيث بدأ باستثمار الأحداث التي حدثت في تركيا حيث ألغى النظام البرلماني والعمل على تأسيس نظامه الحاكم على مقاسه بداعي أنه الأكثر ملاءمة للدولة التركية وقام باستفتاء عام 2017 كان من شأنه أن قوّى سلطته وسط معارضة أكثر من نصف الناخبين الأتراك، إلى ذلك من أجل ضمان استمرارية حكمه قام بحجب دور المؤسسة العسكرية التي كانت في تحدٍ من سلطته بإدانة ضباط بارزين وعددهم 17 شخص حاولوا الإطاحة بحزب العدالة والتنمية وعرفت بقضية أرغينكيون.

وحكم على العسكريين والصحفيين والعلمانيين في قضية المطرقة باستقالة قادة الجيش في البحرية والجوية واعتقال 200 عسكري، وأخمد أردوغان جميع الاحتجاجات التي امتدت إلى المدن التركيّة التي شارك فيها العلمانيون واتخذ إجراءات ضد وسائل التواصل الاجتماعي في مناسبات عديدة، حيث ادّعى أردوغان التزامه بالعلمانية لكن وصل به الحال إلى إلغاء نظرية داروين في المناهج التعليمية.

كان هناك نوع من الاستقرار الاقتصادي الذي ساعده نوعاً ما في استمرارية حكمه لكن في الآونة الأخيرة فقدت الليرة التركية أكثر من 90 % من قيمتها أمام الدولار. ورغم توالي الأزمات وتراجع شعبيته حسب استطلاعات الرأي رفض أردوغان دعوة الأحزاب إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وذلك خوفاً من تكرار الفشل الذي مُنيَ به حزبه في انتخابات البلدية عام 2019 .

إن ارتفاع الأسعار وتدني الناتج المحلي وفقدان الليرة لقيمتها، هذا كله دليل على سوء الإدارة من أردوغان وحزبه حتى تباهى أردوغان بمشاريع البنية التحتية وهذه المشاريع هي مكافأت للمقربين من أردوغان بعقود تُقدّر بمليارات الدولارات حتى الموالين له يلاحظون الآثار المدمرة  التي تسبب بها حكمه على البلاد.

إن أردوغان لن يتعلم من الدروس السابقة في الانتخابات القادمة بل سيزيد القمع ويحاول التلاعب بالأرقام إن سنحت له الفرصة أمام الأحزاب المعارضة لكن أحزاب المعارضة تعلمت الدرس وستقف موحدة في وجه أردوغان من خلال اتحادها وتمسكها بالروح العلمانية والديمقراطية وستقود تركيا وسيرحل  العثماني المستبد هو وحزبه من خلال صناديق الانتخابات القادمة.