استمرارٌ للانتهاكاتِ… المرتزقة تقتلُ وتقمعُ الحقيقةَ

تقرير/ رامان آزاد –

تستمرُّ الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قِبل مرتزقة الاحتلال التركيّ، وفي ظلِّ الفلتان الأمنيّ الذي تشهده المنطقة والذي نسفَ كلّ الشروط الطبيعيّة للحياة، انفجرت سيارة مفخخة بمدينة جندريسة، فيما وصلَ المرتزقة في إجرامهم إلى حدِّ التهديدِ بعد ارتكابهم القتل إن أفشى ذوو الضحيةِ بحقيقة الجريمةِ المرتكبة، ومن جانب آخر تستمرّ التعدياتُ على الأهالي والتدخلُ في حياتهم الاجتماعيّة والعدوان على الأشجار والاستيلاء على الأراضي.

روناهي ــ في سياقِ الفلتان الأمنيّ الذي نتج عن احتلال منطقة عفرين ونواحيها، وقع في مدينة جندريسه انفجارٌ لسيارةٍ مفخخةٍ صباح الثلاثاء في السوقِ في حي “يلانقوز” وأودى بحياةِ خمسة أشخاص وإصابة 13 آخرين بينهم نساءٌ وأطفالٌ. فيما نُقلت أربع حالاتٍ حرجةٍ إلى المشافي التركيّة. كما تسبّب الانفجارُ باندلاع حريقٍ بالمنطقة المحيطة.

حالة الفوضى الأمنيّة تتجسد ميدانيّاً بتفجيراتٍ واشتباكاتٍ بين مجاميعِ المرتزقةِ، وفي 21/9/2019 أودت رصاصةٌ طائشةٌ بحياةِ طفلٍ مستوًطَّن من جوبر أثناء اشتباكات بين تلك الفصائل المسلحة. ويُذكّر أنَّ تفجيراً مفخّخاً وقع بشارع راجو بمدينة عفرين في 13/9/2019.

ــ فيما كشفت مصادر محليّة في مدينةِ عفرين عن جريمةِ قتلٍ مروّعةٍ بحقِّ رجلٍّ مسنٍ في العقدِ الثامن من العمر، على مرأى من ابنه المعاقِ وزوجته العجوز، ففي شهر تموز أقدمت مجموعة من مرتزقة الحمزات على خنق رجلٍ مسنٍ من المكوّنِ العربيّ وربط زوجته وابنه المعاق، وقاموا بتفتيش البيت وسرقة مبلغ 37 ليرة سوريّة فقط، وغادروا بعدما تركوا العجوز جثة هامدة، وأشارت المصادر بأنّ عائلةَ الفقيد تكتمت على الحادثةِ بسببِ التهديداتِ التي تلقتها من المرتزقة في حال تواصلهم مع أيّة جهة إعلاميّة أو أنّهم نشروا الحقيقة.

ــ أقدم مرتزقة فصيل صقور الشمال التابعة للاحتلال التركيّ على قطع عدد من أشجار الزيتون التي تبلغ أعمارها عشرات السنين والعائدة للمواطن ” فهمي مناشه” ويقع كرم الزيتون بين قريتي دراقليو وقزلباش من أهالي قرية دراقليو التابعة لناحية شرا. حيث يقوم مرتزقة الاحتلال التركيّ ومنذ احتلالهم المدينة بتاريخ 18/3/2018 على قطع وحرق أشجار الزيتون والأشجار المعمرة الأخرى ليتم بيعها في أسواق مدينة إدلب والأسواق التركيّة.

ــ استمراراً في سياسة التضييق على من تبقى من سكان عفرين الأصليين ومحاولة فرض قوانينها المتطرفةِ واستهداف الهوية الثقافيّة للمنطقة، فقد قامت ميليشيا “أحرار الشرقيّة” الإسلاميّة التابعة للاحتلال التركيّ فيما يسمّى “الجيش الوطني” بتفريق حفل زفاف لعائلة “غنام” من المكون العربي، أثناء انعقاده بشارع “الحي التحتاني” بمدينة جنديرس. بعد نصف ساعة من بدئه، بدعوى الاختلاط بين الرجال والنساء وعدم فصلهم عن بعضهم البعض. ما اضطر عائلة “غنام” لإلغاء الحفل بعد تدخل المسلحين المتشددين ومحاولتهم الفصل بين النساء والرجال.

ومن المعروف أنّ كلّ حفلات الزفاف في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، كانت تُعقد سابقاً، بشكل مُختلط ضمن صالات مجهّزةٍ خصيصاً لذلك، لكن ومع احتلال الإقليم وتهجير أكثر من 75% من سكانه، عمل المسلحون على نشر التطرف المذهبيّ والدينيّ.

ــ تواصل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركيّ استحكامها بمصير ما تبقى من السكان الكُرد ضمن القطاعات الأمنيّة التي أنشأتها تلك الميليشيات بعيد احتلالها.

ففي ناحية راجو ونقلاً عن موقع عفرين بوست، يقومُ المدعو أبو الوليد متزعم ميليشيا “فيلق المجد” المنشق مؤخراً عن ميليشيا فيلق الشام” المدعو بسلب أهالي قرية “زركا” منذ بداية الاحتلال التركيّ، على شكل إتاوات وفدى ماليّة وضرائب حماية، ليتجاوزَ ما سلبه مئة ألف دولار أمريكيّ.

والمدعو “أبو الوليد” ينحدر من بلدة باريشا بريف إدلب، ويتخذ منزل المواطن الكرديّ عزت حبش مقراً له، وتحتل المليشيا قرية زركا وقرية جوبانا المجاورة.

يُذكر أنّ عدد بيوت القرية 63 منزلاً، وعددُ العائلاتِ الكُرديّة الأصيلة فيه 16 عائلة، مقابل 18 عائلة من المستوطنين أغلبها من أقرباء متزعم الميليشيا.

 ويفيد المصدر أنّ “أبو الوليد” وضع يده على نحو ثمانية آلاف شجرة زيتون عائدة لأبناء القرية من المهجّرين، إضافة إلى قيامه بتأجير جبلي “بليل” و”آينا زنير” المطلين على القرية بمبلغ 300 ألف ل.س للرعاة المستوطنين. ونوّه المُراسل أن متزعم ميليشيا “فليق المجد” قام بأعمال جرف وحفر في مواقع أثريّة في محيط القريتين مثل (أرض الكنيسة بالقرب من قرية قاسم – بيري كوري – بيري جوبانا) كما أنّه جلب مؤخراً معدات ثقيلة وآليات حفر إلى موقع مقلع “شيخ” للرخام تمهيداً لاستخراج الخامات منه وبيعها.

المدعو “أبو الوليد” قام بأعمال قطع واحتطاب عشوائيّة للغابات الحراجيّة في جبل “بليل”، كذلك في غابة “مرخي كارني” الصنوبريّة الواقعة على جبل “مرخا” المقابل لقرية زركا.