إيفانا هوفمان.. أول شهيدة أممية في إقليم شمال وشرق سوريا

قامشلو/ دعاء يوسف –

تمر تسع سنوات على استشهاد إيفانا هوفمان، أول شهيدة أممية في روج آفا، التي تركت أوروبا لتنضم إلى صفوف الثورة وتدافع عن الأبرياء في وجه الإرهاب، فقد آمنت أن المقاومة التي تُخاض في روج آفا هي من أجل الإنسانية والحقوق والعالمية، مبينةً في آخر حديث لها، أن “روج آفا، بدايةٌ جديدة وأمل”.

“اتخذت قراراً وفكرت به لأيام عديدة، الآن حان الوقت لاتخاذ خطوة كبيرة وللمضي قدماً بسرعة تضاهي نهري دجلة والفرات في شدة تدفقهما، أريد أن أكون جزءاً من ثورة روج آفا، أن أطور نفسي هناك، أريد أن أعلم كل شيء عن نضالنا، هذا الذي وحّد وجمع بين الشعوب، والأهم من هذا كله، إذا ما اقتضت الحاجة، سأدافع عن النضال بحياتي، أنا على درايةٍ تامة بما أبتغيه وأدرك كل الإدراك أهمية هذا النضال”، بهذه الكلمات التحقت إيفانا بثورة المرأة في روج آفا لتكلل مسيرتها بوسام الشهادة في السابع من آذار عام 2015.

الانضمام إلى صفوف الثورة

إيفانا هوفمان، المعروفة بآفاشين تكوشين غونيش، كان قلبها ينبض بروح الثورة وكانت تسعى جاهدةً لتحقيق حلمها في تحرير الشعب وتحقيق حرية المرأة، وبناء حياة مشتركة وحرة، ورغم أصولها المتنوعة كابنة لأم ألمانية وأب توغولي، إذ ولدت عام 1995 في أوروبا وشاركت في العديد من الأعمال والأنشطة هناك، مُشتهَرةً بابتسامتها وتواضعها بين رفاقها.

انتقلت إيفانا إلى دويسبورغ ـ مايدريش وبقيت هناك إلى أن توجهت نحو روج آفا، نظمت ودربت نفسها سياسياً وفي العام 2009، انضمت إلى حركة الإضراب عن التعليم، وفي الأعوام التي تلت ذلك، شاركت في فعاليات لمناهضة الفاشية، كما شاركت أيضاً في فعاليات المطالبة بحرية المعتقلين السياسيين.

التحقت بجناح الشباب الشيوعي (KGO) التابع للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني التركي (MLKP)z وانضمت إلى وفد لجناح الشباب الشيوعي (KGO) كانت قد شاركت في معسكر للشباب السياسيين في تركيا في العام 2013، وتطورت بسرعة داخل جناح الشباب الشيوعي (KGO) لتصبح مسؤولة تنظيمية وأدت الكثير من الواجبات والمهام، وفي ربيع العام 2014، اتخذت مع رفاقها في الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني (MLKP)، قراراً بالانضمام إلى صفوف النضال ضد مرتزقة داعش الإرهابي، التي انتشرت في سوريا والعراق.

“هنا تخاض الحروب من أجل الإنسانية”

أطلقت على نفسها اسم “آفاشين”، وفي البداية، ذهبت إلى مناطق الدفاع المشروع، حيث تلقت هناك تدريباً إيديولوجياً وسياسياً ولغوياً مع مقاتلي الكريلا، وبعد ذلك، توجهت إلى روج آفا والتحقت بالخطوط الأمامية للجبهات في كوباني وروج آفا، وساهمت تحت لواء الحزب الماركسي اللينيني الشيوعي لتركيا وباكور كردستان في صفوف كتيبة أممية من داخل وحدات حماية الشعب في دحر داعش.

وفي اليوم الذي يسبق يوم المرأة العالمي الذي تحتفل به المرأة ابتداءً من نساء نيويورك إلى كلارا زيتكين وروزا لوكسمبورغ كيوم النضال من أجل الحرية، كانت ايفانا هوفمان تشعر بالحماس للاحتفال بالثامن من آذار لأول مرة في روج آفا، وكان ذلك اليوم مميزاً جداً بالنسبة لها، إذ كانت تقول: “إن الشعارات التي كنا نرددها وننادي بها في أوروبا والنقاشات التي كنا نخوضها نحققها اليوم بحربنا ونضالنا ونحن نتقدم بهذا الحماس ونقترب من الثامن من آذار”، لكن إيفانا لم تتمكن في الاحتفال مع نساء روج آفا، لأنها استشهدت في السابع من آذار.

حيث استشهدت آفاشين تكوشين في معركة عنيفة في السابع من آذار في العام 2015، في قرية تل ناصر التابعة لبلدة تل تمر في مدينة الحسكة، لتكون أول شهيدة أممية في روج آفا، مخلدة بتضحياتها تاريخ الثورة والنضال.

وقبل ارتقائها لمرتبة الشهادة في المكان الذي كانت تقاتل فيه، قالت: “داعش الإرهابي موجود في المنطقة التي خلفنا، منذ أسبوع، ونحن متواجدون هنا، ندافع عن موقعنا هنا من أجل حماية ثورة روج آفا، اتخذت قراري بالمجيء إلى روج آفا، لأنه هنا، تُخاض الحرب من أجل الإنسانية والحقوق والعالمية، روج آفا، بدايةٌ جديدة وأمل”.

وفاء لذكراها، تم إطلاق اسم الشهيدة آفاشين تكوشين غونيش على أحد أحياء بلدة تل تمر.